اليوم العالمي للمدرس:بأي حال عدت يا عيد

شهرزاد كتب:

اليوم العالمي للمدرس:بأي حال عدت يا عيد


تخلد اليونيسكو في الخامس من اكتوبر من كل سنة اليوم العالمي للمدرس.مناسبة أُختير لها هذه السنة شعار:
لنبني المستقبل، فلنستثمر في معلمينا الأن.

مناسبة للوقوف على منجزات نساء ورجال اختاروا هذه المهنة الشريفة,هذه المهنة المليئة بالصعاب,هذه المهنة المليئة بالأمل...
يخلد العالم العربي بدوره هذا اليوم بأهداف ومنجزات متباينة ولو ان هذا اليوم يبدو اكثر ذبولا في عالمنا العربي.فنحن نسمع كثيرا عن اليوم العالمي للمراة واليوم العالمي للشعر واليوم والعالمي للحب...لكن القليل منا يعلم بوجود يوم عالمي للمدرس.ولكم التعليق...
لا يختلف اثنان على ان التعليم في اغلب الدول العربية يشهد عددا كبيرا من الصعوبات.وقد تعددت المسكنات والحلول الترقيعية لاصلاح هده المنظومة.الا ان دار لقمان ما فتئت على حالها.فأغلب الحلول تاتي جاهزة من الغرب فتفتقد امكانيات التحقق في عالم عربي بخصوصيات اجتماعية وتقافية خاصة...والمثير في كل هذا ان اول من يُتهم بالتقصير هو المدرس.
انه الشماعة التي نعلق عليها فشلنا.فماذا أعددنا لهذا المدرس لكي يكون في مستوى الرهان ؟
ببنيات تحتية متهالكة,الكثير منها ورثناه عن الاستعمار...
أقسام مكتظة وكاننا نسعى لتحقيق رقم قياسي ...
غبن اقتصادي واجتماعي وكاننا نتعمد تفقيره وتهميشه...
مفتش متعجرف يترصد الهفوات...
مناهج غريبة عن تربتنا, فقد ألفنا الاستيراد ووصلنا الى درجة كبيرة من العجز عن الانتاج.
محيط لا يرغب في تواجد هدا المدرس ولا يرى دورا لهذه المؤسسة اصلا...
مؤسسات أضحت ابوابها مجالا خصبا للإدمان والجريمة والدعارة...
فالأباء يعهدون للمدرسة بمراقبة أبنائهم,والمدرسة تنفي مسؤوليتها عما يحذت خارج أسوارها.فمن المسؤول ؟.....المعلم !!!!!!!!!
طلبة اختار أغلبهم التوجه لهذه المؤسسة وهم يعلمون علم اليقين انهم سيلتحقون حتما بقائمة طويلة من البطاليين الساخطين عن الوضعية...
في الأخير ناتي لكي نصدر اتهاما عن سابق اصرار وترصد...المدرس هو المسؤول عن الفشل.
اتهام تتزايد حدته سنة بعد اخرى ولم تغير هذه الوقفة السنوية من ملامحه شيئا.هذه الشمعة التي تدوب من اجل انارة عقول فلدات اكباذنا اضحت المطلوب الاول في معادلة البحت عن اسباب الفشل.
فاين نحن من شعار اليونيسكو وأين نحن من الاستثمار في هذا المتهم ؟
ان المعانات اليومية لنساء ورجال التعليم تحتاج لأكثر من وقفة لدراسة سبل النهوض بأوضاعهم فهم ليسوا بحاجة ليوم عالمي بقدر حاجتهم لاعتراف عالمي بمجهودهم ودورهم الأساسي في نهضة الأمم.
أستاذتي الفاضلة , أستاذي الفاضل
يا من تحملون هم الأجيال وغبن الأيام .يا من سهرتم على تربيتنا وتعليمنا.لن تكفي الكلمات لنعبر لكم عن شكرنا وامتنانا.فقد تعلمنا منكم كيف نرى النور ونحلم بالغد.تعلمنا منكم ماهية التضحية بالغالي والنفيس.
تعلمنا منكم كيف نحب اوطاننا ,كيف نحب الحياة وكيف نحبكم.
والله اننا نتمنى لو عاد بنا الزمن لنجلس على الطاولات الباردة وعيوننا ترقب حركاتكم بحب.
تحية لكل رجال ونساء التعليم في وطننا العربي ودمتم لنا منارة منيرة.
اللهم ارحم من علمنا

مع حبي وتقديري