- kam2008عضو مميز
- :
عدد الرسائل : 1937
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
البيت ورمضان
الثلاثاء 11 أغسطس 2009, 17:11
أنا رب أسرة ، وها هو رمضان قد أقبل ، فكيف أقوم برعاية أسرتي وتربيتهم خلال هذا الشهر الكريم ؟.
الحمد لله
فإن من نعم الله على المسلم
أن يبلغه صيام رمضان ويعينه على قيامه ، فهو شهر تتضاعف فيه الحسنات ،
وتُرفع فيه الدرجات ، ولله فيه عتقاء من النار ، فحري بالمسلم أن يستغل
هذا الشهر بما يعود عليه بالخير ، وأن يبادر ساعات عمره بالطاعة ، فكم من
شخص حُرِمَ إدراك هذا الشهر لمرض أو وفاة أو ضلال .
وكما أنه يجب على المسلم أن
يبادر ساعات عمره باستغلال هذا الشهر ، فإن عليه تجاه أولاده واجباً لا بد
له منه ، بحسن رعايتهم وتربيتهم ، وحثهم على أبواب الخير ، وتعويدهم عليه
؛ لأن الولد ينشأ على ما عوَّده عليه والده :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
وفي هذه الأيام المباركة لا بد أن يكون للأب والأم دور في استغلال هذا الأمر ، ويمكن أن نوصي الأبوين بما يلي :
1. متابعة صيام الأولاد والحث عليه لمن قصَّر منهم في حقه .
2. تذكيرهم بحقيقة الصيام
وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب وإنما هو طريق لتحصيل التقوى ، وأنه
مناسبة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا .
عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، فقيل له : يا
رسول الله ، ما كنت تصنع هذا ؟ فقال : قال لي جبريل : أرغم الله أنف عبد
أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له ، فقلت : آمين ، ثم قال : رغم أنف عبدٍ
أو بَعُدَ أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة ، فقلت : آمين ، ثم قال :
رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت : آمين " رواه ابن
خزيمة ( 1888 ) – واللفظ له - ، والترمذي ( 3545 ) وأحمد ( 7444 ) وابن
حبان ( 908 ) ، انظر " صحيح الجامع " ( 3510 ) .
3. تعليمهم آداب وأحكام الطعام من حيث الأكل باليمين ومما يليهم ، وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم .
4. منعهم من الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوتهم صلاة المغرب جماعة .
5. التذكير بحال الفقراء
والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم ، والتذكير بحال
المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان .
6. وفي هذه الاجتماعات مناسبة
لاجتماع الأقرباء وصلة الأرحام ، ولا زالت هذه العادة موجودة في بعض
البلدان ، فهي فرصة للمصالحة وصلة الرحم المقطوعة .
7. إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها ، وكذا في رفع المائدة وحفظ الطعام الصالح للأكل .
8. تذكيرهم بصلاة القيام والاستعداد لها بالتقليل من الطعام وبالتجهز قبل وقت كافٍ لأدائها في المسجد .
9. بالنسبة للسحور يُذكِّر الأبوان ببركة السحور وأنه يقوي الإنسان على الصيام .
10. إعطاء وقتٍ كافٍ قبل صلاة
الفجر لكي يوتر من لم يوتر منهم ، ولكي يصلي من أخَّر صلاته إلى آخر الليل
، ولكي يدعو كل واحدٍ ربه بما يشاء .
11. الاهتمام بصلاة الفجر في
وقتها جماعة في المسجد للمكلفين بها ، وقد رأينا كثيراً من الناس يستيقظون
آخر الليل لتناول الطعام ثم يرجعون إلى فرشهم تاركين صلاة الفجر.
12. كان من هديه صلى الله
عليه وسلم في العشر الأواخر أنه " يحيي ليله ويوقظ أهله " وفي هذا دلالة
على أن الأسرة يجب أن تهتم باستغلال هذه الأوقات المباركة فيما يرضي الله
عز وجل ، فعلى الزوج أن يوقظ زوجته وأولاده للقيام بما يقربهم عند ربهم عز
وجل .
13. قد يوجد في البيت أولاد
صغار وهم بحاجة للتشجيع على الصيام فعلى الأب أن يحثهم على السحور ،
ويُشجعهم على الصيام بالثناء والجوائز لمن أتم صيام الشهر أو نصفه ..
وهكذا .
عن الربيع بنت معوذ قالت :
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : مَن أصبح
مفطراً فليتمَّ بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصُم ، قالت : فكنا نصومه
بعدُ ونصوِّم صبياننا [ الصغار ونذهب بهم إلى المساجد ] ، ونجعل لهم
اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .
رواه البخاري ( 1859 ) ومسلم ( 1136 ) والزيادة بين المعكوفين له .
العِهن : الصوف .
قال النووي :
وفي هذا الحديث : تمرين
الصبيان على الطاعات ، وتعويدهم العبادات ، ولكنهم ليسوا مكلفين ، قال
القاضي : وقد روي عن عروة أنهم متى أطاقوا الصوم وجب عليهم ، وهذا غلط
مردود بالحديث الصحيح " رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتى يحتلم - وفي
رواية يبلغ - " ، والله أعلم .
" شرح مسلم " ( 8 / 14 ) .
14. إن تيسر للأب والأم
الذهاب بالأسرة إلى العمرة في رمضان فخيرٌ يقدمونه لأنفسهم ولأسرتهم ،
فالعمرة في رمضان لها أجر حجة ، والأفضل الذهاب في أوله تجنباً للزحام .
15. وعلى الزوج أن لا يكلِّف
زوجته بما لا طاقة لها به من حيث إعداد الطعام والحلويات ، فإن كثيراً من
الناس اتخذوا هذا الشهر للتفنن في الطعام والشراب والإسراف فيه ، وهو ما
يُذهب حلاوة هذا الشهر ويُفوِّت على الصائمين بلوغ الحكمة منه وهو تحصيل
التقوى .
16. شهر رمضان شهر القرآن ،
فننصح بعمل مجلس في كل بيتٍ يُقرأ فيه القرآن ويقوم الأب بتعليم أهله
القراءة ويوقفهم على معاني الآيات ، وكذا أن يكون في المجلس قراءة كتاب في
أحكام وآداب الصيام ، وقد يسَّر الله تعالى لكثير من العلماء وطلبة العلم
أن يؤلِّفوا كُتباً في مجالس رمضان ، ويحوي الكتاب ثلاثين مجلساً ، فيُقرأ
في كل يوم موضوعٌ ، فيتحصل منه خير عميم للجميع .
17. يحثهم على الإنفاق وتفقد الجيران والمحتاجين .
عن ابن عباس قال : " كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين
يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلَرسول
الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " .
رواه البخاري ( 6 ) ومسلم ( 2308 ) .
18. وعلى الأبوين منع أهلهم
وأولادهم من السهر الذي تضيع فيه الأوقات من غير فائدة فضلا عن السهر على
المحرَّمات ، فإن شياطين الإنس تخرج من أصفادها في هذا الشهر لتقدِّم
للصائمين الشرور والفسق والفجور في ليالي رمضان ونهاره .
19. تذكر اجتماع الأسرة في
جنة الله تعالى في الآخرة ، فالسعادة العظمى هو اللقاء هناك تحت ظل عرشه
سبحانه ، وما هذه المجالس المباركة في الدنيا والاجتماع على طاعته في
العلم والصيام والصلاة إلا من السبيل التي تؤدي إلى تحقيق هذه السعادة .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
رد: البيت ورمضان
الثلاثاء 11 أغسطس 2009, 20:00
مشكوووووووووووووور أخي بارك الله فيك على هذه المساهمات القيّمة
- kam2008عضو مميز
- :
عدد الرسائل : 1937
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: البيت ورمضان
الأربعاء 12 أغسطس 2009, 18:30
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى