منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    Mohameddja
    Mohameddja
    عضو ماسي
    عضو ماسي
      : علاج الرياء 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 675
    العمر : 59
    العمل/الترفيه : أستاذ فيزياء تعليم متوسط

    المزاج : هادئ
    تاريخ التسجيل : 21/03/2010
    علاج الرياء Aoiss

    علاج الرياء Gr4dmx4f3

    علاج الرياء Empty علاج الرياء

    الجمعة 14 يونيو 2013, 00:53

    علاج الرياء
    بسم الله الرحمن الرحيم
     
    قال تعالي
     
    (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
     
    [النساء: 142].
     
    *       *       *
    وقال صلي الله عليه وسلم في الحديث القدسي
     
    "يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين إذا جازي العباد: أذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا: هل تجدوا عندهم الجزاء".
     
    [رواه ابن ماجه..كتاب الزهد، باب : الرياء والسمعة]
     
     
     
     
     
     
     
     
    تساؤل...واتفاق
    عزيزي القارئ....
    هل أحسن يومًا بعدم الإخلاص لله تعالي في عمل تعمله في ذات الوقت، أن يراك الناس؟
    وهل أحسست يومًا ف أداء عملك:
    بنشاط وهمة..حينما يراك أحد..وتكاسل وضعف..حينما ر يراك أحد..
    وهل أديت يومًا عملك بإتقان وإجادة في حضور الآخرين،ولم تقم بهذا  الإتقان، أو تجد هذه الإجادة، حينما تكون بمفردك؟
    لو كان هذا أو شيء منه قد حدث،وشعرت بخزي داخلي ، وتأنيب من ضمير..!!
    إذا كان هذا قد حدث..!!
    *       *       *
    فأنت مريض، وبقراءتك لهذا الكتيب: قد بقي فيك خير كثير..!!
    حيث إنك: تريد العلاج...
    ولكن ..ما هذا المرض..؟
    إنه عزيزي القارئ:مرض قلبي.
    *       *       *
    فهل تريد..أن تعرف وتتعرف عي هذا المرض..؟
    لا تخجل..
    قل: نعم..مرضاة لله تعالي...!!
    وهل إن عرفت، وتأكدت ـ لا قدر الله ـ أنك مريض: عندك الاستعداد للعلاج من هذا المرض..عن طريق ( طب القلوب)..؟
    لا تخجل..
    قل: نعم ..مرضاة لله تعالي..!!
    *       *       *
    إذن..أدعوك  ـ الآن ـ لقراءة هذا الكتيب..
    فنحن ..من خلال صفحاته، وبعون الله تعالي، وإفادة من : القرآن الكريم، وسنة النبي صلي الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح، وكتابات العلماء العاملين...
    نبين الداء..!!
    ونصف الدواء..!!
    ومن الله يكون الشفاء..!!
    *       *       *
    والله تعالي: يهدينا ويهديك ويعافينا ويعافيك..
    إنه سبحانه ..ولي ذلك، والقادر عليه.
    نقاط البحث
    نتناول بتوفيق الله تعالي علاج هذا المرض  النقاط التالية:
     
    ‌أ)       وصف داء الرياء
    ‌ب)خطورة الرياء
    ‌ج)  المصابون بهذا الداء
    ‌د)     أسباب الرياء
    ‌ه)     علاج الرياء
    وذلك على النحو الذي تطالعه ..شفاني الله وإياك منه..في الصفحات التالية:
     
    أعراض الرياء
    حب الرجل أو المراة أن يعرف الناس ما يقوم به ويفعله من الأعمال الصالحة، أو الأقوال الطيبة وذلك طمعا في دنياهم أو فيما بأيديهم، أو طلبا للمكانة والمنزلة عندهم.
    وسواء أكانت هذه الأفعال الصالحة التي يقوم بها المرء، تقع أمام الناس، ويرونها بأعينهم، أو لا يروها، ولكنها تقع بعيدًا عنهم، ثم يحدثهم بها رغبة في ثنائهم عليه أو حديثهم عنه]د. سيد نوح ..آفات على الطريق1/171، 184، 180، 178، 179، 176]،وكذلك قد تكون هذه الأفعال أو الأقوال]الإمام الغزالي..إحياء علوم الدين3/367 وما بعدها (بتصرف)]:
    ‌أ)       في البدن: بإظهار النحول والصفار؛ ليوهم بذلك شدة الاجتهاد في الدين، والعمل للآخرة.
    ‌ب)في الزي والهيئة: بإبقاء أثر السجود على  وجهه، وغلظ الثوب ، وتقصيره؛ لتنصرف الأعين إليه.
    ‌ج)  في القول: بالوعظ والتذكير، والنطق بالحكمة،لإظهار غزارة العلم.
    ‌د)     في العمل: بطول القيام في الصلاة وإظهار الخشوع للفت النظر إلى صلاحه.
    ‌ه)     في الأصحاب والزوار: بطلبه زيارة الكبار والصالحين له؛ ليبين للناس كثرة رواه، ومكانته عند القوم.
    والمرائي: يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل ويضاعف الجهد إذا كان ثناء، ويضعف عنه ويقل فيه إذا كان لم يكن ثناء،أو كان عيب أو ذم أو عيب.
     
    مخاطر الرياء
    ومخاطر الرياء تحل أوزارها بصاحبه في الدنيا والآخرة، على النحو التالي:
    مخاطر في الدنيا:
    1-            عدم الإقان في العمل:
    ففي الحديث: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"]رواه البيهقي في شعب الإيمان..عن عائشة [أنظر جمع الجوامع للسيوطي1/184].
    ومن المعلوم أن من يراقب الله تعالي، ويحاول دائما مرضاته، ويخلص له في السر والعلن وسيجتهد ـ قدر طاقته ـ في إتقان العمل الذي يقوم به، سواء كان هذا العمل دنيويًا أو أخرويًا.
    ولأن المرائي لا يهتم بذلك، فليس عنده ضرورة لإتقان ما يقوم به، إلا بالقدر الذي يحقق له غايته عند الناس أو مقصده منهم، يقول تعلي عن المنافقين:( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)[النساء:142].
    كما أن الخلق مهما كانت طاقتهم وإمكاناتهم، عاجزون عن المتابعة في كل بيئة وفي كل وقت، وفي كل ظرف أو ملابسة؛ لذا فإن عجزهم هذا ينتهي بالمرائي أو بالمسمع إلي إتقان العمل،الأمر الذي يفقده ثقة الناس، ويكون بذلك قد ضيع نفسه من حيث أراد مصلحتها أو منفعتها، وصدق الحق تبارك وتعالي إذ يقول:( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)[فاطر:43].
     
    2-            بطلان العمل:
     ذلك أن الحق سبحانه مضت سنته في خلقه ألا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له، وابتغي به وجهه:( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف:110].
    والمرائي جعل لنفسه وللناس حظًا من عمله، وأني لذلك أن يقبل الله منه عملا، أو أن يثيبه عليه؟ وصدق الله:( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)[طه:11].
    (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)[ الفرقان:23].
    وصدق النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول:"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر،قالوا:وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال : الرياء، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازي العباد بأعمالها: أذهبوا إلي الذي كنتم تراءون ف الدنيا، فانظروا: هل تجدون عندهم الجزاء"]رواه ابن ماجه ك/ الزهد باب الرياء والسمعة، وأحمد في المسند       5/428].
     
    3-            قسوة القلب:
    ذلك أن الرياء عقد صاحبه عن الإخلاص لله في قوله وعمله، ويبعده عن التعرض لهداية الله ـ سبحانه وتعاي،ويفرط بالتالي في الشهوات ويجعله عبدًا لأهوائه، كما أنه يورثه كسلا، وتراخيا إن لم يكن امتناعا، عن فعل الخير نهائيًا.
    وبالتالي يصاب بظلمة القلب وقوته على من لا يرائيهم بأفعاله وأقواله؛ ولذلك رأي عمر رضي الله عنه، رجلا يطاطئ، فقال له: يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب ، إنما الخشوع في القلوب]الإمام الغزالي ..إحياء علوم الدين 3/367وما بعيدها(بتصرف)].
    ومن هنا إذا خلت القلوب من الخشية سكنتها القسوة.
    4-            نزع الهيبة من قلوب الناس
    ذلك أن الله وحده هو الذي يملك غرس هذه الهيبة في قلوب من يشاء من عباده،  بيد أن ذلك مرهون بتقديم الإخلاص بين يدي كل سلوك أو تصرف، والمرائي أو المسمع أضاع هذه الرهينة، فضيع الله عله الهيبة، ونزعها من قلوب الناس ، فصار هينا عليهم: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) [الحج:18].
    ولقد وعي السلف ذلك، فكانوا أحرص الناس على خلاص العمل لله،حتى تبقي هيبتهم ومكانتهم مستقرة في الصدور أو في القلوب، والأخبار الواردة عنهم في ذلك أكثر من أن تحصي،وحسبنا منها ما أوصي به عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا موسى الأشعرى؛ إذ قال له: "من خلصت نيته، كفاه الله تعالي ما بينه وبين الناس".
    وما أثر عن الحسن البصري من كثرة مجاهدته لنفسه بالليل، والناس نيام ثم محاولة إخفاء ذلك عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى هابه ذو السلطان والجاه.
    فقد ناله من الحجاج ـ ذات مرة ـ لظلمه وظغيانه، فوجه الحجاج بعض شرطه، وأمرهم أن يأتوه به ليقتله وما هو إلى قليل وجاء الحسن، فشخصه نحوه الأبصار ووجفت عليه القلوب وأقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن،وعزة المسلم، ورقار الداعية،فلما رأه الحجج على حالة هذه هابه أشد الهيبة وقال له: ها هنا يا أبا سعيد، ها هنا ..ثم مازال يوسع له ويقول: ها هنا والناس ينظرون إليه ي دهشة واستغراب، حتى أجلسه التفت إليه الحجاج، وجعل يسأله عن بعض أمور الدين، والحسن يجيبه كل مسألة بجنان ثابت وبيان ساحر، وعلم واسع، فقال له الحجاج، أنت سيد التابعين يا أبا سعيد ثم أذن له بالعودة إلى بيته معززًا مكرمًا]د. عبد الرحمن الباشا..صور من حياة التابعين ص 17-27(باختصار)].
     
    5-            أعراض الناس عنه وعدم التأثر به:
    ذلك أن القلب هو المحل التاثر من الإنسان، والقلوب بيد الرحمن يقبلها كيف يشاء ومن راءي أو سمع بعمله، فقد قطع ما بينه وبين الله، وأني لذلك أن يمنحه الله إقبالا من الناس أو تأثيرًا فيهم، لذا تراه إذا تكلم لا يسمع وإذا عمل لا يحرك، والحوار التالي يكشف لنا عن حقيقة ذلك بجلاء ووضوح]د. سيد نوح ..آفات على الطريق 1/171 ، 184 ، 180 ، 178 ، 179 ، 173 ،176].
    كان عمر بن هبيرة الفزاري واليا على (الكوفة والبصرة) في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك، وكان يزيد يرسل إليه بالكتاب تلو الكتاب،ويأمره بإنقاذ ما في هذه الكتب، ولو كان مجافيًا للحق أحيانًا فدعا ابن هبيرة كلا من الحسن البصري وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي، يستفتيهما في ذلك، وهل له من مخرج في دين الله؟ فأجابه الشعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة ، ومايرة للوالي، والحسن ساكت، فالتفت عمر بن هبيرة إلى الحسن، وقال: ما تقول أنت يا أبا سعيد، فقال: يا بن هبيرة، خف الله في يزيد ، ولا تخف يزيد في الله، وأعلم أن الله عز وجل يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله يا ابن هبيرة: نه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعه قصرك ، إلى ضيق قبرك حيث لا تجد هناك يريد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد، يا أبن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالي، وفي طاعته، يكفيك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والآخرة ، وإن تلك مع يزيد بن عبد الملك في معصية الله تعالي، فإن الله يكلك إلى يزيد، وأعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة للمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل، فبكي عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته.
    ومال عن الشعبي غلي الحسن، وبالغ في إعظامه وإكرامه.
    فلما خرجا من عنده توجها إلى المسجد، فاجتمع عليهما الناس، وجعلوا يسألونها عن خبرها مع أمير  العراقيين، فالتفت الشعبي إليهم وقال: أيا الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه في كل مقام فليفعل فوالذي بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولا أجهله ولكني أردت فما قاله وجه الله ، فأقصاني الله من أبن هبيرة وأدناه منه، وحببه إليه]د. عبد الرحمن الباشا..صورة من حياة التابعين ص 17-27 (باختصار)].
     
    6-            حرمان المرائي من الهداية:
    ذلك أن الله عز وجل هو وحده الذي يملك الهداية والتوفيق]د. سيد نوح ..آفات على الطريق 1/171 ، 184 ، 180 ، 178 ، 179 ، 173 ،176]، وهو وحده الذي يمن بهما على من يشاء، ويمنعهما ممن يشاء، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه،وقد مضت سنته، وجري قضاؤه أنه لا يمنحها إلا لمن علم منه الإخلاص، وصدق التوجه إليه: ( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)[الرعد:27]،( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)[الشوري:63].
    والمرائي أو المسمع، بدد هذا الإخلاص، وضيع ذلك الصد، فأني له الهداية والتوفيق؟ وصدق الله تعالي إذ يقول:( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[الصف:5].
     
    7-            يصاب المرائي بالضيق والاضطراب النفسي:
    ذلك أن المرائي أو المسمع]1]،  إنما يفعل ما يفعل طلبا لمرضاة الناس،وطمعا فيما بأيديهم، وقد يحول قضاء الله وقدره دون تحقيق ذلك،نظرًا لأن  الأمور عنده سبحانه تجري بالمقادير:( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)[الرعد:8].
    وحينئذ يعتريه الضيق والاضطراب النفسي، فلا هو الذي حظي برضي الله عز وجل ، ولا هو بالذي حصل ما كان يؤمله ويرجوه من الناس: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)[طه:124].( يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا)[الجن:17].
     
    8-            تهديد المولي عز وجل للمرائين:
    يقول تعالي (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ) [الماعون:4-6].
    ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)[البقرة 264].
    ويقول سبحانه: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[الأنفال:47].
    ويقول صلي الله عليه وسلم :"من سمع..سمع الله به، ومن يراء يراء الله به"]متفق عليه]
    وأما مخاطرة في الآخرة فهي على النحو التالي:
    1-   الفضيحة في الدنيا وعلي رءوس الأشهاد يوم القيامة.
    ذلك أن المرائي أو المسمع إنما يقصد بعمله هذا خداع غيره؛ ليعطيه هذا الغير زمامه وليسلم إليه قيادة، ويأبي الله عز وجل ذلك نظرًا لما يمكن أن يصنعه هذا المرائي أو هذا المسمع في إفساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:204-206].
    لذا فإنه يفضحه في الدنيا ولو بعد حين حتى يحذره الناس، ولا يغتروا به، أما في الآخرة فإن الفضيحة تكون وزيدا من الانتقام والعذاب.
    يقول النبي صلي الله عليه وسلم:" من سمع ..سمع الله به"]رواه البخاري ..ك: الزقاق، باب:الرياء والسمعة ومسلم..ك: الزهد، باب : من أشرك في عمله.].
    كما جاء التصريح به في قوله صلي الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سأله عن الجهاد والغزو، يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت صابرًا محتسبا، وإن قاتلت مرائيا مكاثرا، بعثك الله مرائيا مكاثرا، يا عبد الله بن عمرو، على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال"]رواه أبو داود ..ك الجهاد، باب : من قائل لتكون كلمة الله هي العليا].
    وأخيرًا ، فإن من حبط عمله على النحو الذي قدمنا، ليس له من جزاء إلى العذاب الشديد في الآخرة، ولذلك العذاب صور أبرزها صورتان:
    الأولي: أنه أول من تسعر بهم النار،فإن وقودها كما قال الله في كتابه:( النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[التحريم:6].
    ويقول النبي صلي الله عليه وسلم : إن أول الناس يقضي عليه يوم القيامة رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، فقال ما علمت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم ، وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها ، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم ، وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال إنك عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي به في النار، ورجل وسع الله عليه،وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها، قال:فما علمت فيها؟قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فق قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي به في النار"]رواه مسلم ك: الإمارة باب من قائل الرياء والسمعة ، والنسائي..ك: الجهاد، با : من قال ليقال..إلخ].
    الأخرى: الإلقاء ف النار بحيث تخلع مفاصله،وتفكك أوصاله، وتسقط أمعاؤه، ويدور بها على مشهد مرأي من أهل النار جميعا.
    يقول النبي صلي الله عليه وسلم : يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمل بالرحي،فيجتمع عليه أهل النار، فيقولون يا فلان، مالك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف،وتنهي عن المنكر ؟ فيقول: بلي، قد كنت أمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهي عن المنكر وآتيته"]رواه مسلم..ك: الزهد، باب: المقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله.].
    المصابون به
    أولهم: المنافقون:
    حيث أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون(يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
    ويقول تعالي:( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ)[النساء:142-143].
    وما ذلك إلا أنهم (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)[البقرة:9-16].
    ثانيهم: الحريصون على الدنيا ومكاسبها.
    عن وهب بن منبه، قال: نصب رجل من بني إسرائيل فخا فجاءت عصفورة، فنزلت عليه،
    ثم قالت: ما لي أراك منحنيا؟
    قال: لكثرة صلاتي أنحنيت..
    قالت:فما لي أراك بادية عظامك؟
    قال: لكثرة صيامي بدت عظامي.
    قالت: فما لي أري هذا الصوف عليك
    قال: لزهدي في الدنيا لبست الصوف
    قالت: فما هذه العصا عندك.
    قال: أتوكأ عليها، وأقضي بها حوائجي
    قالت: فما هي الحبة في يدك؟
    قال: قربان، إن مر بي مسكين تصدقت به عليه.
    قالت: فإني مسكينة.
    قال: فخذيها
    فدنت فقبضت على الحبة ، فإذا الفخ في عنقها.
    فصارت تقولك لا يغرني ناسك مراء بعدك أبدًا
    كما يحكي أن رجلا من بني إسرائيل صاد قبرة،
    فقالت: ما تريد أن تصنع بي؟
    قالت: والله ما أشفي من قوم ولا أفني من جوع، ولكني أعلمك ثلاث خصال، هي خير لك من أكلي.
    أما الواحدة: فأعلمت أياها وأنا في يدك.
    والثانية: إذا صرت على هذه الشجرة.
    والثالثة إذا صرت عل هذا الجبل
    فقال: هات الأولي
    قالت: لا تتلهفن على ما فاتك
    فخلي عنها ، فلما صارت فوق الشجرة قال: هات الثانية.
    قالت:لا تصدقن بما لا يكون أنه يكون.
    ثم طارت فصارت على الجبل
    فقالت: يا شقي ، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درة  ـ ذهبًا، وزنها عشرون مثقالاً (ألف جرام مثلا)
    قال: فعض على شفتيه وتلهف.
    ثم قال: هات الثالثة
    قالت له: أنت قد نسيت الأثنين فكيف أعلمك الثالثة.
    ألف أقل لك لا تتلهفن على ما فاتك؟
    فقد تلهفت على إذ فتك.
    الم أقل لك: لا تصدقن بما لا يكون أنه يكون، فصدقت ،ونسيت أن عظمي وريشي لا يزن عشرين مثقالا(الف جرام مثلا) فكيف يكون في حوصلتي ما يزنها؟]ابن عبد ربه..العقد الفريد 3/67].
    وهذا شأن الحريص على الدنيا، لا ينال ما يريد، ولا يحافظ على ما يملك.
    ثالثهم: المحبون للمديح والثناء
    ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: " إن أول الناس يقضي عليه يوم القيامة رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، فقال ك ما علمت فهيا؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت،قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار،ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال: فما عملت فها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته، وقرأت فيك القرآن،قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال إنك عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي به في النار،ورجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها قال: فما عملت فيها،قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فقال قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي به في النار]رواه مسلم].
    فنعوذ بالله من الخذلان ، ونعوذ به من الضلال والخسران يوم العرض عليه.
    ومما جاء على لسان السلف الصالح، ورحمهم مما يزم الرياء، أن أبا أمامة رضي الله عنه أتي على رجل وهو في المسجد، وهو ساجد يبكي ويدعو، فقال: أنت، أنت لو كان هذا في بيتك.
    وسأل رجل سعيد بن المسيب، فقال: إن أحدنا يصطنع المعروف يحب أن يحمد ويؤجر، فقال له: أتحب أن تمقت؟، قال: لا ، قال: فإذا عملت لله عملا فأخلصه]الإمام الغزالي ..احياء علوم الدين 3/367وما بعدها (بتصرف)].
    وعن بن عيينة قال: بكي ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ المعروف بربيعة الرأي، يوما فقال:ما يبكيك؟ قال: رياء حاضر، وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم،إن أتمروهم ائتمروا، وإن نهوهم إنتهور]نزهة الفضلاء 1/523].
    وغير ذلك مما يكثر عنهم ـ رحمهم الله ؛ مما يدل على صفاء قلوبهم ونقاوتها، حسن نياتهم مع خالقهم ـ جل وعلا]انظر رائد فؤاد..الأمراض القلبية 97].
    أسباب هذا المرض
    أسبابه عديدة، ولكن معرفتها مفيدة، نعم مفيدة في العلاج، ومفيدة للوقاية ونتعرف لبيان بعضها على النحو التالي]د. سيد نوح ..آفات على الطريق 1/171 ، 184 ، 180 ، 178 ، 179 ، 173 ،176]:
    1-            النشأة الأولي:
    إذا قد ينشأ الولد ي أحضان بيت دأبه وديدنه الرياء أو السمعة ، فما يكون هناك إلا التقليد والمحاكاة وبمرور الزمن تتأصل هذه الآفة في نفسه، وتصبح وكأنهما هي جزء لا يتجزء من شخصيته، ولعل هذا هو السر في وصية الإسلام بأن يكون الدين هو أساس  اقتران الرجل بالمرأة.
    إذ يقول صلي الله عليه وسلم:"فاظفر بذات الدين تربت يدك"]رواه أبو داود..ك: النكاح باب:ما يمر به من تزويج ذات الدين ، والترمذي ..ك: النكاح ن باب: ما جاء أن المرأة ...الخ، وابن ماجة ..ك: النكاح، باب : تزويج ذات الدين ].
    ويقول صلي الله عليه وسلم :"إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"]رواه الترمذي ك: النكاح باب ما إذا جاءكم من ترضون دينه..فزوجوه، وقال : هذا حديث حسن غريب.].
     
    2-            الصحبة أو الرفقة السيئة:
    وقد تحتويه صحبة أو رفقة سيئة، لا هم لها إلا الرياء أو السمعة، فيقلدهم ويحاكيهم، لا سيما إذا كان ضعيف الشخصية، شديد التأثر بغيره، وبتوالي الأيام يتمكن هذا الداء من نفسه، ويطبعها بطابعه، وذلك هو سر ما قدمناه فيما مر من آفات، من ضرورة أن تكون الصحبة طيبة تحترم شرع الله وتعمل به.
     
    3-            الرغبة في الصدارة أو المنصب.
    وقد تدفع الرغبة في الصدارة أو في المنصب إلى الرياء أو السمعة، حتى يثق        به من بيدهم هذا الأمر، فيجعلوه  في الصدارة أو يبثوه المنصب ولعل ذلك هو السر في تأكيد الإسلام على اختيار أو ابتلاء الناس قبل الوثوق بهم، أو الركون إليهم لا سيما إذا كانوا على حال تدعو إلى ذلك؛ إذ يقول الله عز وجل (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ)[النساء:26]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ)[الممتحنة 10].
     
    4-            الطمع فيما بين أيدي الناس:
    وقد يحمله الطمع فيما بين أيدي الناس ، والحرص على الدنيا على الرياء أو السمعة ليثق به الناس، وترق قلوبهم له فيعطنه ما يملا جيبه، ويشبع بطنه، وفي سؤال الأعرابي للنبي صلي الله عليه وسلم:" والرجل يقاتل للمغنم"]جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه ..ك: الخمس، باب: من قائل للمغنم..الخ، ومسلم..ك:الإمارة ، باب: من قائل لتكون كلمة الله هي العليا].
     
    5-            إشباع غريزة حب الثناء من الناس:
    وقد يدعوه حب المحمدة، أو الثناء من الناس إلى  الرياء فتنتفش نفسه، وتنتفخ بذلك  والعياذ بالله.
    6-            إظهار الآخرين إعجابهم به وبما يصدر عنه من أعمال:
    وقد يكون إظهار الآخرين إعجابهم به وبما يصدر عنه من أعمال ، هو الباعث على الرياء أو السمعة، كي يكون هناك مزيد من هذا الإعجاب ..وحتى يحمي الإسلام البشر من هذا الداء، من إبراز هذا الإعجاب ، فإن كان ولابد فليكن معه الاحتراز الحيطة بأن يقول: أحسب فلانا كذا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله  أحد]رواه البخاري ك: الأدب، باب ما يكون من النماذج ، ومسلم..ك: الزهد باب: النوص عن المدح].
     
    7-            الخوف من قالة الناس ولا سيما الاقران:
    وقد يكون الخوف من قالة الناس، ولا سيما الأقران، هو الباعث على الرياء أو السمعة، حتى يظهر أمامهم بنفسه أنتهك محارم الله:( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[النساء : 108].
     
    8-            الجهل او الغفلة عن العواقب أو الآثار الناجمة عن الرياء او السمعة:
    وأخيرًا قد يكون الجهل أو الغفلة عن العواقب أو الآثار الناجمة عن الرياء أو السمعة هي السبب في مراءاة الناس أو تسميعهم؛ فإن من جهل أو غفل عن عاقبة شيء ما، لا سيما إذا كانت هذه العاقبة ضارة ، تعطي هذا الشيء ولازمه، حتى يصير خلقا له.
    علاج الرياء
    والطريق لعلاج الرياء أو السمعة تتلخص في ]د. سيد نوح ..آفات على الطريق 1/ 186- 188]:
    1-            تذكر عواقب الرياء أو السمعة الدنيوية والأخروية، على النحو الذي قدمنا أنفًا، فإن ذلك له أثر كبير في تحريك القلوب، لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد، ثم إقلاعها عن تلك الآفة، أو عن هذا الداء الخطير.
    2-            ترك صحبة المعروفين بالرياء أو السمعة، ثم الارتماء في أحضان المخلصين الصادقين؛ فإن ذلك له دوره في إقلاع النفس عن هذه الآفة، حتى تبرأ منها تمامًا.
    3-            مجاهدة النفس؛ حتى تهذب من الغرائز التي تملي على الإنسان الرياء أو السمعة، والتي من جملتها الرغبة في الصدارة أو المنصب، وكذلك الطمع فيما في أيدي الناس، وحب الثناء أو المحمدة.
    4-            الالتزام بآداب الإسلام في المعاملة فلا علو في الاحترام والتقدير ولا إهمال ولا تقصير وإنما هو الأمر الوسط ، وخير الأمور أوسطها.
    5-            الوقوف على أخبار المرائين، ومعرفة عواقبهم فإن ذلك مما يساعد على تجنب هذا الداء، أو هذه الآفة؛ لئلا تكون العاقبة كعاقبة هؤلاء.
    6-            دوام النظر السماع للنصوص المرغبة في الإخلاص، والمحذرة من الرياء؛ فإن بداية الإقلاع عن الأخطاء والالتزام بالصواب تكون بوضوح الرؤية، ودقة التصور ؛ إذ من جهل شيئا عاداه، كما قال: عز وجل :( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)[يونس:39].
    7-            محاسبة النفس أولا بأول؛ للوقوف على عيوبها، ثم التخلص من هذه العيوب.
    8-    اللجوء التام إلى الله،ولاستعانة به؛ فإن من لجأ  إلي الله واستعان به، وكان صادقا في ذلك، أيده الله، وأعانه، وصد رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ خبط ذات يوم فقال: أيها الناس ، اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفي من دبيب النمل، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه، وهو أخفي من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم، إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه"]الإمام احمد في المسند].
    9-    التذكر بأن كل شيء يجري في هذا الكون بقضاء وقدر: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحديد:22]،وأن الخلق مهما كانت قوتهم،ومهما كانت سلطانهم؛ فإنهم عاجزون عن أن يجلبوا لأنفسهم نفعا، أو يدفعوا عنها ضرًا، فضلا عن أن يملكوا هذا لغيرهم:( إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)[الجاثية:19]
     
     
     
    تيما
    تيما
    المراقب العام
    المراقب العام
      : علاج الرياء 15781610
    انثى
    عدد الرسائل : 1656
    العمر : 26
    العمل/الترفيه : خياطة و معلمة للاطفال الروضة

    المزاج : ممتاز والحمد لله وحياتي مليئة بالتفاؤل
    تاريخ التسجيل : 15/01/2013
    علاج الرياء Aoiss

    علاج الرياء RW1OUw
    علاج الرياء Gr4dmx4f3

    علاج الرياء Empty رد: علاج الرياء

    الأربعاء 14 مايو 2014, 16:57
    بارك الله فيك موضوع قيم الله يجزيك الخير
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى