- bennachiعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 75
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
من الطب النبوي - القسط البحري
الجمعة 20 نوفمبر 2009, 23:05
عليكم بالقسط
التعريف: جاء في القاموس المحيط أن القُسْط بضم القاف عود هندي وعربي ، مدر نافع جداً للكبد والمغص والدود وحمى الربيع شرباً وللزكام والنزلات والوباء بخوراً، وللبهاق أو برص العوام والكلف والحلأ أو زوال الشعر طلاء. وأما في لسان العرب فقد ورد أن القسط عود يتبخر به وهو عقار أو علاج من عقاقير البحر يؤتى به من الهند ويجعل في البخور والدواء وهو ضرب أو نوع من الطب وهو طيب الرائحة تتبخر به النساء .
القسط في الهدي النبوي :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال : ( لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري . وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قُسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي احتجم وأعطى الحجام أجره ، واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاً أن النبي قال : ( إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواه الترمذي .
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي دخل على عائشة ( رضي الله عنها ) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إنه العذرة .فقال : ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ. وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسدية أتت النبي بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبيعلام تدغرن أولادكن بهذا العلاق ؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ...
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت: سمعت النبي : "عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلَد به من ذات الجنب".
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي يقول: ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية : يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب ).
قال ابن حجر(1): والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوى به ، وقوله ( استعط ) أي استعمل السعوط ، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق القول على أي قطرة ) ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه ( المقصود بلعومه الخلفي ) لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . والعذرة ( بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم، وتسميها العامة ببنات الأذن. وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم. وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصبع أو غمز الحلق بها. والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصبع .
وقد يلجأن إلى إدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر منه دم . ويقال عذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت أو دغرت حلقه من العذرة.
ومن توجيهات النبي الكريم (1) في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله ( ويلد به من ذات الجنب ) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه ، واللدود ما يسقى الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه، واللدود (بضم اللام ) الفعل. فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي قال : ( خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي) رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .
وروى زيد بن أرقم أن النبي قال : ( تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي (1) ( وذات الجنب قسمان: حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقي ناخس).
وقال الدكتور القلعجي (2) معلقاً : تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وارتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات . ويرى الدكتور النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية ( الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان(1) طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال : يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ، ويلعق .
أما ابن القيم (2) فقد أكد هذا المعنى بقوله والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في الصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط البحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محللاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنة ).
قوله ( فإن فيه سبعة أشفية ):قال البخاري : قال الراوي: فسمعت الزهري يقول : بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة . وقال ابن حجر: كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما. وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. قال الموفق البغدادي ( وفي جمعه بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار. فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك. والقسط قد جعله النبي أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شربٌ أو تكميد أو تقطير أو تبخير أو سعوط أو لدود. فالطلاء يدخل في المراهم ويحل بالزيت ويلطخ، وكذا التكميد. والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء وغيرها. وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخير واضح. وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم .
وخلاصة ما كتبه شراح الحديث (1) أن نبات القسط، الموصوف في السنة، نبات يعيش في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري. كما كان يسمى بالقسط الهندي. وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنة باسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان. وقال البخاري تحت باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، وهو الكست ( بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت.
قال ابن القيم : القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعاً من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف .
ويرى الدكتور النسيمي أن القسط الأبيض المر الذي يكون بلون البقس والذي يكثر في بلاد الشام والمسمى لذلك بالقسط الشامي والذي يعرف أيضاً بـ(الرندة)ليس هو القسط الذي وصفه النبي الكريم ، وليس له فائدة القسط الهندي أو البحري .
أما قسط أظفار فهو نوع من الطيب غير القسط الذي نتداوى به، وقد ورد ذكره في صحيح البخاري عن حفصة عن أم عطية قالت: (كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرً ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوباً مصنوعاً إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار ).
وذكر ابن حجر في تعليقه على حديث ( القسط البحري....) : هو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه فحيث وصف الهندي كانت الحاجة إلى معالجة أشد حرارة، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة .
أما الدكتور أحمد الرشيدي (1) فقد ذكر أن للقسط Costus نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C.Speciosus ومأواه الهند، ومن أنواعه القسط العربي C.Arabicus. وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن للقسط ثلاثة أنواع: صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري، وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي .
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرينا على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمى بالقسط الحلو C.Duleis.
مكانة القسط Costus في الطب الحديث:
ذكرت مجلة التايم (1) في صفحتها العلمية (1999) أن القسط نبات ينمو بشكل عشوائي بدون زراعة في منطقة الهيمالايا الحاوية على قمة أفرست الأعلى ارتفاعاً في العالم . ويعتبر القسط أهم ركائز الطب التيبتي التقليدي. وقد كان الكنهة هناك لا يكشفون عن طبهم هذا إلا لأمثالهم ليبقى سراً بينهم إلى أن جاء زعيمهم الأخير دالاي لاما فأسس كلية للطب التيبتي لتعليم أي كان وذلك في منطقة Dharamsala ( ضر مسلاً ) على الحدود الهندية للتيبت ليحافظ على ذلك الطب من الاندثار. وبدأ الكهنة في التيبت يسوقون وصفاتهم الطبية على شكل خلطات مرقمة لشركة بادما Padma السويسرية ومنها الخلطة رقم 28 لإذابة جلطة أوعية الساق وفيها خلاصات من نبات القسط، إذْ ليس في جعبة الطب الحديث دواء ناجع لها سوى الطلب إلى المريض عدم تحريك ساقه لأسابيع حتى تذوب تلك السدادة ببطء وحتى لا تنطلق إلى الدوران الدموي فتحدث خثرة في مكان آخر.
ويذكر معجم أسماء النبات (1)أن القسط على شكلين:
قسط العود الهندي والقسط المر البحري من عائلة الزنجبيليات. وله أنواع كثيرة عدد منها كتاب المرجع المفهرس لأصل السلالات النباتية:
القسط العربي:
ويستعمل في أوربا لأمراض الكبد.
والقسط المهدب:
المنتشر في فنزويلا لمعالجة مرض الزهري، والقسط الأسطواني في أمريكا
الوسطى المستعمل أيضاً لمعالجة بعض الأمراض التناسلية كما هو مطهر للدم. وقسط الزهاد في الباراغوري من أجل الإخصاب، والقسط الحريري في جزر كارولين في المحيط الهادي لمعالجة الدمامل والقشعريرات، والقسط النوعي في أوربا وجزر هاواي والهند وجاوة والملايو من أجل علاج الثعلبة والإمساك المزمن والربو والتهاب القصبات وسرطان الفم والكوليرا والسعال والاستسقاء والزحار والحميات والرمال والجذام والتهاب العين وعضة الأفعى وغيرها. والقسط الشوكي في الدومينيكان بأريكالدنسو طارد للريح ومدر للبول ولمعالجة الاحتقان و الروماتيزم .. والقسط اللولبي في البرازيل للأورام.
وقد ذكر المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة (1)أن للقسط أنواعاً كثيرة، وأكد على المنافع الطبية لثلاثة أنواع:
القسط الجميل Costus Speciosus:
وهو المسمى أيضاً بالقسط العربي C.Arabicus وهو ينتشر تلقائياً في جنوب شرقي آسيا من جبال هيميالايا وحتى سيلان وفي الهند الصينية والفيليبين وتايوان. ويزرع في الهند وأندونوسيا وتؤكل سوقه الحاوية على 24% من تركيبها على النشاء. ويستعمل علاجياً في آفات الصدر والسعال والربو.
القسط الأفريقيC.Afrri
ويسميه الانكليز Ginger lily وهو منتشر في أفريقيا الاستوائية، تستخدم جذوره لتحضير عجينة لصنع الورق. أم طبياً فيستعمل مسحوق سوقه لمعالجة السعال. أما الصبغة المحضرة من جذوره فتدخل في عداد تركيبة دوائية لمعالجة داء النوم. وتطبق أوراقه المسلوقة موضعياً لمعالجة الرثية، أما الجذور المسلوقة فتفيد موضعياً لشفاء التقرحات الجلدية .
القسط الموبر C.Villiosissimus
ومن أسمائه C.Spicatus,C.Spetimus وينتشر في كولومبيا وأمريكا الاستوائية وخاصة في البيرو وغويانا ويستعمل طبياً لعلاج النزلات الشعبية وخاصة المعوية منها وفي حمى التيفوس .
وفي كتاب النباتات النافعة في غرب أفريقيا أشار J.Dalziel فقط إلى القسط الأفريقي وأكد فائدته كدواء للسعال حيث يؤخذ مغلي سوقه أو مدقوق ثمرته أو تعلك سوقه طازجة وقد يستعمل مغلي جذوره لنفس الغرض. كما تطبق أوراقه المسلوقة كمادة محمرة لمعالجة الآلام الرثوية. ويشير إلى ما يعتقده سكان سيراليون وساحل الذهب وغيرها حول القدسية لهذه المادة العلاجية عندهم .
ويذكر قاموس وبستر (1) Webster زيت القس Costus Oil وأن هذا الزيت أصفر فاتح اللون يستخرج من الجذر العطري للقسط وهو عشب ينمو في كشمير( القريبة من التيبيت ) ويستعمل في حماية الفراء وصناعة العطور .
ويقسم كتاب أزهار العالم (2) القسطيات إلى 4 فروع و200 نوع وهي نباتات إستوائية وحيدة الفلقة تشابه عائلة الزنجبيليات ولكن ينقص أوراقها الرائحة العطرية لتلك العائلة.
والقسط هو الفرع الأكبر من القسطيات ويحوي مائة وخمسون نوعاً. أشهر أنواعه القسط الناري البرازيلي ذي الأزهار الصفراء البرتقالية على جذوع ورقية، وهذه الأوراق مستطيلة ومستدفة ومرتبة بشكل لولبي، وتحتاج زراعتها لمناخ حار وتربة غنية وسقاية جيدة وحماية من التعرض المباشر لأشعة الشمس، والقسط العجيب موجود من شرق أفريقيا إلى غربها حيث يشكل أحزمة من الورود ملتصقة بالتربة وبأوراق ثخينة تجلس في وسطها أزهار صفراء أو برتقالية لا ساق لها .
أما كتاب الأزهار البرية للعالم (1) فقد أورد أن للقسط 150 نوعاً في كل المناطق الاستوائية من العالم، وتتتميز عن بقية الزنجيليات بضخامة حوافها وبروز السدى. وأهم أنواعها القسط العجيب وهو نبات الأماكن الصخرية الرعوية المغطاة بالأشجار المتناثرة ويمتد انتشاره من السنغال وعلى طول ساحل إفريقية الغربي إلى شرق إفريقيا الاستوائية وأنغولا ويتألف من حزام وردي بأربعة – 6 أوراق مستديرة وممتلة شيئاً ما. غالباً ما تتلون بالأحمر الأرجواني، حوافها مشعرة وممتدة باسترخاء على التربة. وتظهر الأزهار بدون ساق بلون برتقالي ناصع من تاج الحزام الوردي وبزمن واحد مع الأوراق ثم يتبع ذلك ظهور الثمار ذات المحفظة الغشائية، إلا أن أحزمة الورد في القسط العجيب تختلف عن بقية الأنواع.
ويرى الدكتور ظافر العطار أن القسط الجميل والقسط النوعي شيء واحد لأن الاسم اللاتيني لهما واحد Costus Specious .
وختاماً، وحيث لم نجد أبحاثاً حديثة تكشف أسرار هذه المادة العلاجية النبوية التي دعانا إلى التداوي بها من لا ينطق عن الهوى وأنها من أمثل الأدوية وتحدثنا عن جواهر فعالة مدروسة فيها فإننا نحث هم الباحثين من علمائنا وأطبائنا لدراسة هذه النبتة ومعرفة خواصها الدوائبة واستطباباتها السريرية في مختلف الأمراض .
تأليف العلامة الدكتور الطبيب
محمـد نزار الـدقر من كتاب الحجامة والقسط البحري
التعريف: جاء في القاموس المحيط أن القُسْط بضم القاف عود هندي وعربي ، مدر نافع جداً للكبد والمغص والدود وحمى الربيع شرباً وللزكام والنزلات والوباء بخوراً، وللبهاق أو برص العوام والكلف والحلأ أو زوال الشعر طلاء. وأما في لسان العرب فقد ورد أن القسط عود يتبخر به وهو عقار أو علاج من عقاقير البحر يؤتى به من الهند ويجعل في البخور والدواء وهو ضرب أو نوع من الطب وهو طيب الرائحة تتبخر به النساء .
القسط في الهدي النبوي :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال : ( لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري . وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قُسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي احتجم وأعطى الحجام أجره ، واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاً أن النبي قال : ( إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواه الترمذي .
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي دخل على عائشة ( رضي الله عنها ) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إنه العذرة .فقال : ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ. وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسدية أتت النبي بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبيعلام تدغرن أولادكن بهذا العلاق ؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ...
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت: سمعت النبي : "عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلَد به من ذات الجنب".
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي يقول: ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية : يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب ).
قال ابن حجر(1): والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوى به ، وقوله ( استعط ) أي استعمل السعوط ، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق القول على أي قطرة ) ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه ( المقصود بلعومه الخلفي ) لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . والعذرة ( بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم، وتسميها العامة ببنات الأذن. وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم. وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصبع أو غمز الحلق بها. والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصبع .
وقد يلجأن إلى إدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر منه دم . ويقال عذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت أو دغرت حلقه من العذرة.
ومن توجيهات النبي الكريم (1) في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله ( ويلد به من ذات الجنب ) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه ، واللدود ما يسقى الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه، واللدود (بضم اللام ) الفعل. فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي قال : ( خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي) رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .
وروى زيد بن أرقم أن النبي قال : ( تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي (1) ( وذات الجنب قسمان: حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقي ناخس).
وقال الدكتور القلعجي (2) معلقاً : تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وارتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات . ويرى الدكتور النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية ( الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان(1) طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال : يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ، ويلعق .
أما ابن القيم (2) فقد أكد هذا المعنى بقوله والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في الصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط البحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محللاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنة ).
قوله ( فإن فيه سبعة أشفية ):قال البخاري : قال الراوي: فسمعت الزهري يقول : بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة . وقال ابن حجر: كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما. وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. قال الموفق البغدادي ( وفي جمعه بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار. فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك. والقسط قد جعله النبي أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شربٌ أو تكميد أو تقطير أو تبخير أو سعوط أو لدود. فالطلاء يدخل في المراهم ويحل بالزيت ويلطخ، وكذا التكميد. والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء وغيرها. وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخير واضح. وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم .
وخلاصة ما كتبه شراح الحديث (1) أن نبات القسط، الموصوف في السنة، نبات يعيش في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري. كما كان يسمى بالقسط الهندي. وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنة باسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان. وقال البخاري تحت باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، وهو الكست ( بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت.
قال ابن القيم : القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعاً من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف .
ويرى الدكتور النسيمي أن القسط الأبيض المر الذي يكون بلون البقس والذي يكثر في بلاد الشام والمسمى لذلك بالقسط الشامي والذي يعرف أيضاً بـ(الرندة)ليس هو القسط الذي وصفه النبي الكريم ، وليس له فائدة القسط الهندي أو البحري .
أما قسط أظفار فهو نوع من الطيب غير القسط الذي نتداوى به، وقد ورد ذكره في صحيح البخاري عن حفصة عن أم عطية قالت: (كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرً ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوباً مصنوعاً إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار ).
وذكر ابن حجر في تعليقه على حديث ( القسط البحري....) : هو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه فحيث وصف الهندي كانت الحاجة إلى معالجة أشد حرارة، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة .
أما الدكتور أحمد الرشيدي (1) فقد ذكر أن للقسط Costus نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C.Speciosus ومأواه الهند، ومن أنواعه القسط العربي C.Arabicus. وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن للقسط ثلاثة أنواع: صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري، وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي .
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرينا على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمى بالقسط الحلو C.Duleis.
مكانة القسط Costus في الطب الحديث:
ذكرت مجلة التايم (1) في صفحتها العلمية (1999) أن القسط نبات ينمو بشكل عشوائي بدون زراعة في منطقة الهيمالايا الحاوية على قمة أفرست الأعلى ارتفاعاً في العالم . ويعتبر القسط أهم ركائز الطب التيبتي التقليدي. وقد كان الكنهة هناك لا يكشفون عن طبهم هذا إلا لأمثالهم ليبقى سراً بينهم إلى أن جاء زعيمهم الأخير دالاي لاما فأسس كلية للطب التيبتي لتعليم أي كان وذلك في منطقة Dharamsala ( ضر مسلاً ) على الحدود الهندية للتيبت ليحافظ على ذلك الطب من الاندثار. وبدأ الكهنة في التيبت يسوقون وصفاتهم الطبية على شكل خلطات مرقمة لشركة بادما Padma السويسرية ومنها الخلطة رقم 28 لإذابة جلطة أوعية الساق وفيها خلاصات من نبات القسط، إذْ ليس في جعبة الطب الحديث دواء ناجع لها سوى الطلب إلى المريض عدم تحريك ساقه لأسابيع حتى تذوب تلك السدادة ببطء وحتى لا تنطلق إلى الدوران الدموي فتحدث خثرة في مكان آخر.
ويذكر معجم أسماء النبات (1)أن القسط على شكلين:
قسط العود الهندي والقسط المر البحري من عائلة الزنجبيليات. وله أنواع كثيرة عدد منها كتاب المرجع المفهرس لأصل السلالات النباتية:
القسط العربي:
ويستعمل في أوربا لأمراض الكبد.
والقسط المهدب:
المنتشر في فنزويلا لمعالجة مرض الزهري، والقسط الأسطواني في أمريكا
الوسطى المستعمل أيضاً لمعالجة بعض الأمراض التناسلية كما هو مطهر للدم. وقسط الزهاد في الباراغوري من أجل الإخصاب، والقسط الحريري في جزر كارولين في المحيط الهادي لمعالجة الدمامل والقشعريرات، والقسط النوعي في أوربا وجزر هاواي والهند وجاوة والملايو من أجل علاج الثعلبة والإمساك المزمن والربو والتهاب القصبات وسرطان الفم والكوليرا والسعال والاستسقاء والزحار والحميات والرمال والجذام والتهاب العين وعضة الأفعى وغيرها. والقسط الشوكي في الدومينيكان بأريكالدنسو طارد للريح ومدر للبول ولمعالجة الاحتقان و الروماتيزم .. والقسط اللولبي في البرازيل للأورام.
وقد ذكر المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة (1)أن للقسط أنواعاً كثيرة، وأكد على المنافع الطبية لثلاثة أنواع:
القسط الجميل Costus Speciosus:
وهو المسمى أيضاً بالقسط العربي C.Arabicus وهو ينتشر تلقائياً في جنوب شرقي آسيا من جبال هيميالايا وحتى سيلان وفي الهند الصينية والفيليبين وتايوان. ويزرع في الهند وأندونوسيا وتؤكل سوقه الحاوية على 24% من تركيبها على النشاء. ويستعمل علاجياً في آفات الصدر والسعال والربو.
القسط الأفريقيC.Afrri
ويسميه الانكليز Ginger lily وهو منتشر في أفريقيا الاستوائية، تستخدم جذوره لتحضير عجينة لصنع الورق. أم طبياً فيستعمل مسحوق سوقه لمعالجة السعال. أما الصبغة المحضرة من جذوره فتدخل في عداد تركيبة دوائية لمعالجة داء النوم. وتطبق أوراقه المسلوقة موضعياً لمعالجة الرثية، أما الجذور المسلوقة فتفيد موضعياً لشفاء التقرحات الجلدية .
القسط الموبر C.Villiosissimus
ومن أسمائه C.Spicatus,C.Spetimus وينتشر في كولومبيا وأمريكا الاستوائية وخاصة في البيرو وغويانا ويستعمل طبياً لعلاج النزلات الشعبية وخاصة المعوية منها وفي حمى التيفوس .
وفي كتاب النباتات النافعة في غرب أفريقيا أشار J.Dalziel فقط إلى القسط الأفريقي وأكد فائدته كدواء للسعال حيث يؤخذ مغلي سوقه أو مدقوق ثمرته أو تعلك سوقه طازجة وقد يستعمل مغلي جذوره لنفس الغرض. كما تطبق أوراقه المسلوقة كمادة محمرة لمعالجة الآلام الرثوية. ويشير إلى ما يعتقده سكان سيراليون وساحل الذهب وغيرها حول القدسية لهذه المادة العلاجية عندهم .
ويذكر قاموس وبستر (1) Webster زيت القس Costus Oil وأن هذا الزيت أصفر فاتح اللون يستخرج من الجذر العطري للقسط وهو عشب ينمو في كشمير( القريبة من التيبيت ) ويستعمل في حماية الفراء وصناعة العطور .
ويقسم كتاب أزهار العالم (2) القسطيات إلى 4 فروع و200 نوع وهي نباتات إستوائية وحيدة الفلقة تشابه عائلة الزنجبيليات ولكن ينقص أوراقها الرائحة العطرية لتلك العائلة.
والقسط هو الفرع الأكبر من القسطيات ويحوي مائة وخمسون نوعاً. أشهر أنواعه القسط الناري البرازيلي ذي الأزهار الصفراء البرتقالية على جذوع ورقية، وهذه الأوراق مستطيلة ومستدفة ومرتبة بشكل لولبي، وتحتاج زراعتها لمناخ حار وتربة غنية وسقاية جيدة وحماية من التعرض المباشر لأشعة الشمس، والقسط العجيب موجود من شرق أفريقيا إلى غربها حيث يشكل أحزمة من الورود ملتصقة بالتربة وبأوراق ثخينة تجلس في وسطها أزهار صفراء أو برتقالية لا ساق لها .
أما كتاب الأزهار البرية للعالم (1) فقد أورد أن للقسط 150 نوعاً في كل المناطق الاستوائية من العالم، وتتتميز عن بقية الزنجيليات بضخامة حوافها وبروز السدى. وأهم أنواعها القسط العجيب وهو نبات الأماكن الصخرية الرعوية المغطاة بالأشجار المتناثرة ويمتد انتشاره من السنغال وعلى طول ساحل إفريقية الغربي إلى شرق إفريقيا الاستوائية وأنغولا ويتألف من حزام وردي بأربعة – 6 أوراق مستديرة وممتلة شيئاً ما. غالباً ما تتلون بالأحمر الأرجواني، حوافها مشعرة وممتدة باسترخاء على التربة. وتظهر الأزهار بدون ساق بلون برتقالي ناصع من تاج الحزام الوردي وبزمن واحد مع الأوراق ثم يتبع ذلك ظهور الثمار ذات المحفظة الغشائية، إلا أن أحزمة الورد في القسط العجيب تختلف عن بقية الأنواع.
ويرى الدكتور ظافر العطار أن القسط الجميل والقسط النوعي شيء واحد لأن الاسم اللاتيني لهما واحد Costus Specious .
وختاماً، وحيث لم نجد أبحاثاً حديثة تكشف أسرار هذه المادة العلاجية النبوية التي دعانا إلى التداوي بها من لا ينطق عن الهوى وأنها من أمثل الأدوية وتحدثنا عن جواهر فعالة مدروسة فيها فإننا نحث هم الباحثين من علمائنا وأطبائنا لدراسة هذه النبتة ومعرفة خواصها الدوائبة واستطباباتها السريرية في مختلف الأمراض .
تأليف العلامة الدكتور الطبيب
محمـد نزار الـدقر من كتاب الحجامة والقسط البحري
رد: من الطب النبوي - القسط البحري
السبت 21 نوفمبر 2009, 12:21
شكرا على هذه المساهمة الطيبة جزاك الله خير
- رعدمشرف
- :
عدد الرسائل : 2855
العمر : 52
العمل/الترفيه : طالب علم والمعلوماتية
المزاج : حسن
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
رد: من الطب النبوي - القسط البحري
السبت 21 نوفمبر 2009, 13:25
شكر جزيل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى