منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    مَحمد باي
    مَحمد باي
    عضو جديد
    عضو جديد
      : مع المعلمين11 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 67
    العمر : 50
    العمل/الترفيه : معلم مدرسة ابتدائية

    احترام قوانين المنتدى : مع المعلمين11 31010
    تاريخ التسجيل : 05/09/2009
    مع المعلمين11 Aoiss

    مع المعلمين11 Empty مع المعلمين11

    الثلاثاء 22 ديسمبر 2009, 21:01
    46_ العناية بالمواهب، ورعاية النوابغ: ([1])

    فمما يدل على فطنة المعلم وبعد همته، وحرصه على أن يخرج للأمة رجالا أفذاذاً ينفعونها، وتفاخر بهم غيرها من الأمم _أن يكون معنيًّا بذوي المواهب، راعياً لذوي النبوغ من الطلاب؛ فشأن المعلم العبقري أن يقبل على التلميذ المتقد ذكاءً، ويأخذ بيده في طريق التحصيل، حتى يعرف كيف يكون عبقريًّا.

    وإن مما يهيئ الطلاب ذوي المواهب لأن يكونوا من العباقرة النابغين ما يلي:

    أ_ إذكاء همم النوابغ ومَنْ تُتَوَسَّمُ فيهم العبقرية: ذلك أن العبقرية تقوم على الذكاء والجد في طلب العلم، ثم على كبر الهمة؛ فمن لم يكن ذكياً لم يكن حظه من العلم إلا أن يحفظ ما أنتجته قرائح العلماء من قبله، ومن لم يَجِدَّ في طلب العلم، ولم يُغَذَّ بثمرات القرائح المبدعة بقي ذكاؤه مقصوراً محصوراً في دائرة ضيقة، قلا يقوى على أن يحلق في سماء العلوم؛ ليبلغ الغاية السامية.

    ومن لم تكن همته في العلم كبيرة لم يكفه ذكاؤه، ولا جده في الطلب لأن يكون عبقرياً؛ فقد يكون الرجل ذكياً مجداً في التحصيل، وصِغَرُ همته يحجم به أن يوجه ذكاءه على نقد بعض الآراء، أو ابتكار آراء جديدة؛ فإذا تَوَسَّمْتَ في أحد طلابك النبوغ فأكبر بهمته، عسى أن يكون عبقرياً ينفع الأمة، ويكون لك الأجر.

    =روى الذين دونوا ترجمة الإمام الفاتح أسد بن الفرات _أنه لما كان يأخذ العلم عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة كان إذا رأى تلميذه أسد بن الفرات غلب عليه النوم وهو يسهر في تلقي العلم عنه نضح على وجهه رشاشاً من الماء؛ ليجدد نشاطه؛ شفقة عليه، ورغبة منه في أن ينهض إلى مستوى الإمامة في العلم+.([2])

    ب_ تقدير النوابغ: فمن مهيئات النبوغ أن يَشِبَّ الألمعيُّ بين قوم يقدرون النوابغ قدرهم؛ فإذا نظر القوم إلى النابغة بعين التَّجِلَّة، وأقبلوا عليه باحتفاء _هفت نفسه لكل فضيلة، ورنت عينه إلى كل بطولة، وزاد قوة على الجد في الطلب، والسعي إلى أقصى درجات الكمال.

    ولا عجب أن يظهر النابغون ببلاد الأندلس؛ فقد كان أهلها يعظمون من عَظَّمه عِلْمُه، ويرفعون من رفعه أدبه، وكذلك سيرتهم في رجال الحروب يقدمون من قدَّمته شجاعته، وعظمت في الحروب مكايده.

    جـ _ إعطاء النوابغ فرصة للإبداع وإظهار المواهب: فذلك مما يكسب الاعتبار، والثقة في النفس؛ =فهذا الشيخ ابن التلمساني أحد كبار علماء شمال أفريقيا سأله السلطان عن مسألة، فقال: إن تلميذي فلاناً يحسن الجواب عنها، فوجه السلطان السؤال إلى تلميذ ابن التلمساني، فأحسن الجواب، فأجازه، وأحسن منزلته.

    وكان ابن التلمساني أعلم من تلميذه فيما سأله عنه السلطان، ولكنه؛ لاعتباره تلميذه بمنزلة ولده أراد أن يُنَوِّه به في حضرة السلطان كما لو كان ولده حقاً+.([3])

    د_ مراعاة التوازن في المديح والإطراء: لأن من الطلاب من يزيده المديح إقبالاً وجدَّاً، ومنهم من يبعث فيه المديح تعالياً وغروراً وتيهاً، وهذا راجع لحكمة المعلم ومعرفته بطبائع النفوس.

    قال الشيخ الإبراهيمي × في وصاياه للمعلمين: =هناك حدود مشتركة بين الضار والنافع في أعمالكم، فتبينوها، ثم اعملوا على قَدْرها، ولا تجاوزا حدَّاً إلى حد، فتضروا من حيث قصدتم النفع؛ فمدح المجتهد من تلامذتكم مُذكٍ للنشاط كما هو مدعاة للغرور.

    والفصل بينهما رهينُ لفظة مدح مقدرة أو مبالغٍ فيها منكم.

    ولأنْ تخمدوا نشاطاً خيرٌ من أن تشعلوا غروراً في نفس التلميذ؛ إن النشاط قد يعاود، ولكن الغرور لا يزايل، وإن الغرور لأعضل داء في عصركم، وإن صنفكم لأكثر الأصناف قابلية لهذا الداء؛ لما فيه من إيهام بالكمال في موضع النقص، وتمويه للتخلف بالتقدم، وتغطية للسيئ بالحسن، وهذه مَحَسَّات الغرور في نفوس المغرورين.

    والغرائز ضارية، والتجارب فضَّاحةٌ، والصراع بينهما كان وما زال ولا يزال؛ فاحذروا الزلة في هذا المزلق، وحذِّروا تلامذتكم منها بالقول والعمل+.([4])

    هـ _ فتح المجال لهم في البحث: فمن مهيئات النبوغ أن ينشأ الذكي في درس أستاذ يطلق له العنان في البحث، ويرده إلى الصواب برفق إذا أخطأ، ويثني عليه إذا ناقش فأصاب المرمى.

    و_ مراعاة الميول والتوجيه لما يناسب: فهناك من الطلاب من هو شديد الذكاء، كبير الهمة ومع ذلك لا تجده يبدع ولا يتفوق.

    والسبب في ذلك أنه لم يُراعَ ميوله، ولم يوجه إلى ما يناسبه؛ فعقول الناس تختلف، ومشاربهم لا تألف؛ فكل يميل إلى ما يلائمه، وقد علم كل أناس مشربهم.

    فإذا وجه الطالب إلى ما يلائمه ويناسب ميوله ورغبته أبدع أيما إبداع، وأصبح عضواً نافعاً بعد أن كان عضواً أشل؛ فلا يعني كون الطلاب لا يبدعون في شيء أنهم لا يصلحون لأي شيء.([5])


    ولكنها الأقدار كلٌّ ميسرٌ



    لما هو مخلوق له ومقربُ



    فكل يعمل على شاكلته، ولكل وجهة هو موليها.

    هذا وإن مما يحسن التنبيه عليه في هذه الوقفة أن العناية بالمواهب ورعاية النوابغ _لا تعني أن يُهْمَلَ مَنْ هم أقلُّ ذكاءً ونبوغاً؛ فالعالَم لا يحتاج إلى خارقي الذكاء والنوابغ فحسب، بل يحتاج إلى غيرهم كذلك.


    فاضْمُمْ أقاصيهم إليك؛ فإنه



    لا يزخر الوادي بغير شعاب



    ولهذا ينبغي أن يؤخذ بأيدي الطلاب عموماً؛ كي يستعملوا ذكاءهم خير استعمال ولو كان قليلاً، وأن يُفيدوا من مواهبهم ولو كانت محدودة.

    نعم إن الإنسان لا يقدر أن يكون في الذكاء مائة إذا خلق ذكاؤه في قوة عشرين.

    ولكنه قادر على استعماله خير استعمال حتى يفيد أكثر ممن ذكاؤه مائة إذا هو أهمله ولم يحسن استعماله، كمصباح الكهرباء إذا نُظِّف مما علق به، وكانت قوته عشرين شمعةً كان خيراً من مصباح قوته مائة إذا عَلَتْهُ الأتربة وأهمل شأنه.([6])

    47_ معالجة الانحرافات:

    فلقد طرأ على الأخلاق انحراف غريب، وأخذ يَدِب في نفوس الناشئة دبيب السم الناقع في جسم اللسيع؛ فلقد وجدت دعوات تدعو إلى تمزيق رداء العفاف والكرامة، مخادعة الشباب باسم الحرية أو الفن الجميل، ولا جمال إلا مع الفضيلة، ولا حرية إلا لمن يلقى الناس بعرض سليم.

    قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي × في وصاياه للمعلمين: =في زمنكم عارض من انحلال الأخلاق، وبعض أسبابه في الواجدين الاسترسالُ في الشهوات، وبعض أسبابه في المعدمين التشوفُ إليها...

    فعالجوا هذا الداء قبل حصوله في نفوس الصغار بتقوية العزائم والإرادات فيهم، وبتعويدهم الصوم عن الشهوات، وبتحبيب العمل إليهم حتى إذا انتهوا إلى الحياة العملية اقتحموا ميادينها بنفوس غير نفوسنا، وهمم غير هممنا، وعزائمَ غير عزائمنا، وإرادات غير إراداتنا، وقدرة على كبح الغرائز الشهوانية غير قدرتنا+.([7])

    ومن الانحرافات التي تحتاج إلى معالجة _ما ينشأ عليه الطلاب من غرائز ناقصة، يزيدها الإهمال وفقدان التربية الصالحة نقصاً وشناعة، وتعالجها التربية الحكيمة كما تعالج الأمراض.

    فإذا لم تعالج في الصغر اندملت في نفوسهم كما يندمل الجرح على فساد، وجفت كما يجف العود على عوج؛ فجدير يالمعلمين أن يضعوا أيديهم على تلك النقائص، وأن يتعمدوها بالإصلاح والتقويم، أو بالتشذيب والتعديل.

    فمن النقائص اللازمة للصغار: الخوف، والغضب، وسرعة التأثر والانفعال، وسرعة التصديق بكل شيء، وإفشاء ما تسمعه آذانهم وتراه عيونهم.

    أما الخوف فمنشؤه أوهام تحوكها بعض الأمهات لصغيرها منذ الرضاعة، تستعين بها على إسكات الطفل أو تسكين حِدّته، فتراها تخيفه بالغول، أو البعبع، وربما أخافته بالطبيب أو المعلم، وهي لا تدري ماذا تجني عليه من تلك الأوهام، ولا أي مرض عضال ابتلته به صغيراً؛ ليتجرع غصصه كبيراً.

    والعلاج أن تُجْتَثَّ هذه الغراسُ من نفوس الطلاب، بتقوية الإرادة فيهم، وبتنمية الحقائق في أذهانهم، وبمداواة كل نقيصة بتقوية ضدها في نفوسهم، وبيان أضرارها بالتصوير العملي على قدر ما تحتمله عقولهم.

    ومن أنجع الأدوية ترويضهم على الصبر، والصدق، والتسامح، والشجاعة.([8])

    وأعظم الأدوية أن يتفقهوا في الدين؛ فإن الإسلام دين ينير العقول بالحجة، ويهذب النفوس بالحكمة.([9])

    ومن النقائص الملازمة للطلاب قلة الإنصاف، وحب الاستئثار بخصال الحمد.

    فمن أراد أن يطبع ناشئاً على خلق الإنصاف نَقَّب عن علتي الحسد والغلو في حب الذات؛ فإن وجد لهما في نفس الناشئ أثراً راوضه بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حتى يتهيأ الناشئ لأن يكون على هذا الخلق العظيم.

    وعلاج الحسد بأمور منها أن يعلم أن النعم إنما تصل من علام الغيوب، لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه.

    ومنها أن يعلم المرء بأن الرافع الخافض هو الله _عز وجل_.

    هذا وقد مر الحديث عن الحسد في وقفة ماضية.

    وإذا كان منشأ الحرص على الانفراد بخصال الحمد هو الغلوَّ في حب الذات _كان على المربي تهذيب عاطفة حب الذات في نفس الناشئ، حتى تكون معتدلة تجلب له الخير، وتأبى أن ينال غيره بمكروه.

    وإذا شفي الناشئ من مرض الحسد، وخَلُص من لوثة الغلو في حب الذات _لم يبق بينه وبين فضيلة الإنصاف، إلا أن تعرض عليه شيئاً من آثارها الطيبة، وتذكره بما يدرك المحرومين منها والمسْتَخِفِّين بها من خسارة وهوان.

    ومن أقبح النقائص _إن لم تكن أقبحها نقيصة الكذب _وقلِّ من يسلم من تلك النقيصة من الناشئة.

    فتراهم يكذبون في أغلب ما يقولون، فيكذبون كي يتخلصوا من المواقف المحرجة، ويكذبون خوف العقاب إذا أخطأوا، ويكذبون كي يحصلوا على ما يريدون، ويكذبون في تصوير الأمور على غير حقيقتها، إلى غير ذلك من مسوغات الكذب، بل ربما كذبوا بلا مسوغ أصلاً.

    ومما يعالج به الكذب أن تبين مفاسده، وأن تشهر محاسن الصدق، ومن ذلك أن يُشجع على الصدق، ويعاقب على الكذب.

    ومن ذلك أن يقال للناشئ: إذا فعلت أمراً تستحق عليه عقوبة فلا تكذب، ولا تحاول إلصاق الذنب بغيرك، فربما قام البرهان على كذبك فتستحق العقوبة مضاعفة: عقوبة الذنب، وعقوبة الكذب.

    وما هذه العقوبة من عقوبة ربك الذي يعلم ما تكنه في صدرك.

    ومما يمكن أن يقال له: إذا كذبت نجوت، حيث لا يوجد شاهد عليك فقلما تنجو في غيرها إذا ظهر كذبُك بشهادة من رآك، إلى غير ذلك مما يمكن أن يعالج به الكذب.([10])

    هذا وإن مما يعين على معالجة الانحرافات، وإصلاح النقائص عموماً ما يلي:

    أ_ أن نعطي المسيء فرصة لإصلاح نفسه وتصحيح خطئه: لأن من عيوبنا في التربية أَنْ إذا كذب طالب مرة _على سبيل المثال_ ناديناه باسم الكذاب، وإذا سرق ناديناه باسم السارق، وإذا تكاسل ناديناه باسم الكسول.

    وهكذا ينشأ ظاناً أن هذه النقائص ضربة لازب لا تزول عنه ولا تنمحي.

    والذي تقتضيه الحكمة وأصول التربية أن يعطى فرصة لإصلاح نفسه، وأن يساعد على ذلك.

    ب_ التربية بالعقوبة: والمراد بالعقوبة ههنا معناها الشامل، لا كما يُظن أنها مقتصرة على العقاب البدني؛ فمن العقوبة أن يُعَرَّض بالطالب، ومنها إظهار السخط عليه، ومنها قطع المديح عنه، ومنها عتابه وتوبيخه، ومنها العقاب البدني إذا أتى ما يوجبه، على أن يكون عقاباً يؤلمه ولا يضره، وعلى ألا يكون ناتجاً عن سورة جهل أو ثورة غضب.

    ومما يحسن في هذا أن يراعى التدرج بالعقوبة.

    وإصلاح الأخطاء عن طريق التربية بالعقوبة والتدرجُ في ذلك كان معروفاً عند السلف وقد أشار إلى ذلك بعض من تكلموا على آداب العالم والمتعلم.

    قال الغزالي ×: =أن يزجر المتعلم بطريق التعريض ما أمكن، ولا يصرح، وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ+.([11])

    وقال ابن جماعة ×: =ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف، لا بتعنيف وتعسف؛ قاصداً بذلك حسن تربيته، وتحسين خلقه، وصلاح شأنه.

    فإن عرف لذكائه بالإشارة فلا حاجة إلى صريح العبارة، وإن لم يفهم إلا بصريحها أتى بها، وراعى التدريج بالتلطف+.([12])

    وقال: =أن يراقب أحوال الطلبة في آدابهم، وهديهم، وأخلاقهم باطناً وظاهراً، فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من ارتكاب محرم أو مكروه، أو ما يؤدي إلى فساد حال، أو ترك اشتغال، أو إساءة أدب في حق الشيخ أو غيره، أو كثرة كلام بغير توجيه ولا فائدة، أو حرص على الكلام، أو معاشرة من لا تليق عشرته أو غير ذلك... عرَّض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور مَنْ صدر منه غير مُعَرِّض به ولا مُعَيِّن له، فإن لم ينته نهاه عن ذلك جهراً، ويغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال؛ لينزجر هو وغيره، ويتأدبَ به كل سامع، فإن لم ينته فلا بأس حينئذٍ بطرده أو الإعراض عنه لا سيما إذا خاف على بعض رفقائه وأصحابه من الطلبة موافقته+.([13])

    جـ _ حسن التعاهد للطلاب: لأن المربي يتعامل مع النفوس، والنفوس تحتاج إلى صبر ومراوضة.

    قال ابن حزم ×: =واعلم أن رياضة الأنفس أصعب من رياضة الأسْد؛ لأن الأُسْد إذا سجنت في البيوت التي تتخذها لها الملوك أُمِن شرها، والنفس _وإن سجنت_ لم يؤمن شرها+.([14])

    د _ محاولة التعرف على ما يدور في أذهان الطلاب: إما عن طريق صناديق الاقتراحات، أو عن طريق الاستبيانات، أو عن طريق الحوار الهادف الهادئ بين الطلاب والمعلمين، أو عن طريق الأسئلة التي يكتبها الطلاب، أو نحو ذلك من الطرق التي يعرف من خلالها ما يدور في أذهان الطلاب.

    وبعد ذلك يسعى في العلاج العام أو الخاص.

    هـ _ تجنبيهم أسباب الانحراف: ومن ذلك منع الطلاب من المبالغة في التجمل داخل المدرسة، وخصوصاً الأحداث، ومحاولة إقناعهم بالتي أحسن، وإلا أخذوا بالحزم.

    ومن ذلك تفريق الكبار عن الصغار، ومن ذلك التعرف على من تدور حولهم الشبه ومحاولة إصلاحهم ونصحهم، وإعطاؤهم فرصة للتصحيح، وإن أعيت الحيلة، وخشي من تعدي ضررهم _نظر في عقوبات أشد حسبما تقتضيه الحال؛ فلكل مقام مقال.

    48_ العدل بين الطلاب:

    فالعدل قوام الحياة، والسموات والأرض ما قامت إلا بالعدل.

    قال _تعالى_: [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا] (الأنعام: 152).

    وقال: [وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)) (الرحمن).

    قال ابن حزم ×: =وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره+.([15])

    وقال: =وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه _فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود+.([16])

    وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ×: =والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماءُ الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.

    وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية والغاضبة+.([17])

    ومن جميل ما يأخذ به المعلم نفسه خلق العدل مع الطلاب؛ فمن العدل معهم ألا تأخذ فكرة عن طالب ثم تحصره بها، فلا تقبل بعد ذلك منه عدلاً ولا صرفاً.

    ومن العدل معهم ألا تسمع كلاماً عن طالب ثم تأخذه بالقبول دونما تمحيص.

    ومن العدل بينهم العدل في الدرجات، وفي إعطاء الفرصة للإجابة، وفي توزيع النظر بينهم وما إلى ذلك مع مراعاة الفروق الفردية.

    قال ابن جماعة ×: =أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة، أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة، أو تحصيل، أو ديانة؛ فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر، وينفر منه القلب.

    فإن كان بعضهم أكثر تحصيلاً، أو أشد اجتهاداً، أو أبلغ اجتهاداً، أو أحسن أدباً، فأظهر إكرامه وتفضيله، وبيَّن أن زيادة إكرامه لتلك الأسباب _فلا بأس بذلك؛ لأنه ينشط ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات+.([18])

    قال شوقي:


    وإذا المعلم لم يكن عدلاً مشى



    روحُ العدالة في الشباب ضئيلا([19])




    ([1]) انظر رسائل الإصلاح 1/179_180.


    ([2]) في رحاب الأزهر لمحمد الخضر حسين ص93.


    ([3]) في رحاب الأزهر ص93.


    ([4]) عيون البصائر ص299.


    ([5]) انظر قوة الإرادة وطرق تنميتها د.صلاح مراد ص34.


    ([6]) انظر فيض الخاطر 6/127_129 و244.


    ([7]) عيون البصائر ص298_299.


    ([8]) انظر آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي 3/164_165، والفكر التربوي عند ابن تيمية د. ماجد عرسان الكيلاني ص170.


    ([9]) انظر رسائل الإصلاح 1/22 و25.


    ([10]) انظر وصايا الآباء للأبناء، أو الدروس الأولية في الأخلاق المرضية للشيخ محمد شاكر ص49_50، وانظر الكذب مظاهره _ علاجه للكاتب.


    ([11]) إحياء علوم الدين 1/57.


    ([12]) تذكرة السامع والمتكلم ص89.


    ([13]) تذكرة السامع والمتكلم ص101_102.


    ([14]) الأخلاق والسير ص73.


    ([15]) الأخلاق والسير ص37.


    ([16]) الأخلاق والسير ص37.


    ([17]) أصول النظام الاجتماعي في الإسلام للطاهر بن عاشور ص186.


    ([18]) تذكرة السامع والمتكلم ص100.


    ([19]) الشوقيات 1/183.
    avatar
    ربوح عبدو
    عضو جديد
    عضو جديد
      : مع المعلمين11 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 118
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 09/02/2008
    مع المعلمين11 Aoiss

    مع المعلمين11 Empty رد: مع المعلمين11

    السبت 23 يناير 2010, 12:51
    الله الموفق على ماتقدمون
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى