- ياسمينمشرفة
- :
عدد الرسائل : 1250
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجمعة 05 مارس 2010, 19:29
قال الإمام </SPAN>عبد الرحمن بن أبِي حاتِم الرازي (ت 327 هـ) رحِمه الله تعالَى: </SPAN>
</SPAN>
«فأما أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنْزيل، </SPAN>
</SPAN>
وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصُحبة نبيِّه صلى الله </SPAN>
</SPAN>
عليه وسلم، ونُصرته وإقامة دينه وإظهار حقِّه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا </SPAN>
</SPAN>
أعلامًا وقدوة، فحفِظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عز وجل، وما </SPAN>
</SPAN>
سنَّ وشرع، وحكم وقضى، وندب وأمر، ونَهى وحظر، وأدب، ووعوه وأتقنوه، </SPAN>
</SPAN>
ففقهوا فِي الدِّين، وعَلِموا أمرَ الله ونَهيه ومراده؛ بِمعاينة رسول الله صلى الله عليه </SPAN>
</SPAN>
وسلم ومشاهدتِهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقفهم منه، واستنباطهم عنه، </SPAN>
</SPAN>
فشرَّفهم الله بِما مَنَّ عليهم وأكرمهم به، من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم </SPAN>
</SPAN>
الشكَّ والكذبَ، والغلط والريبة والغمز، وسمَّاهم عدولَ الأمَّة، فقال عز ذِكرُه في </SPAN>
</SPAN>
محكم كتابه : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾ [البقرة:143]</SPAN>
</SPAN>
، ففسَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله: ﴿وَسَطًا﴾ قال: «عدلاً»، </SPAN>
</SPAN>
فكانوا عدولَ الأمَّة، وأئمة الْهُدى، وحُججَ الدين، ونقلة الكتاب والسنة.</SPAN>
</SPAN>
وندب الله تعالى إلَى التمسُّك بِهديهم، والْجَري على منهاجهم، والسلوك لسبيلهم، </SPAN>
</SPAN>
والاقتداء بِهم، فقال: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115] الآية.</SPAN>
</SPAN>
ووجدنا النَّبِي صلى الله عليه وسلم </SPAN>قد حضَّ على التبليغ عنه فِي أخبار كثيرة، </SPAN>
</SPAN>
ووجدناه يُخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لَهم فقال: «نضَّر الله امرأً سَمع مقالتِي فحفظها، ووعاها حتَّى يبلِّغها غيره».</SPAN>
</SPAN>
وقال صلى الله عليه وسلم </SPAN>فِي خطبته: «فليبلغ الشاهدُ منكم الغائب».</SPAN>
</SPAN>
وقال: «بلغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عني ولا حرج».</SPAN>
</SPAN>
ثُمَّ تفرَّقت الصحابةُ - رضي الله عنهم - فِي النَّواحي والأمصار والثغور، وفِي فتوح </SPAN>
</SPAN>
البلدان و المغازي، والإمارة والقضاء والأحكام، فبثَّ كلُّ واحد منهم فِي ناحيته، </SPAN>
</SPAN>
وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكموا </SPAN>
</SPAN>
بحُكم الله عز وجل، وأمضوا الأمور على ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم </SPAN>، </SPAN>
</SPAN>
وأفتوا فيما سُئلوا عنه مِمَّا حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم </SPAN>عن نظائرها من الْمَسائل.</SPAN>
</SPAN>
وجرَّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلَى الله -تقدَّس اسْمُه- لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحَلال والحَرام، حتَّى قبضهم الله عز وجل، رضوان الله ومغفرته ورحْمَته عليهم أجْمَعين». </SPAN>
</SPAN>
</SPAN>
«فأما أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنْزيل، </SPAN>
</SPAN>
وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصُحبة نبيِّه صلى الله </SPAN>
</SPAN>
عليه وسلم، ونُصرته وإقامة دينه وإظهار حقِّه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا </SPAN>
</SPAN>
أعلامًا وقدوة، فحفِظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عز وجل، وما </SPAN>
</SPAN>
سنَّ وشرع، وحكم وقضى، وندب وأمر، ونَهى وحظر، وأدب، ووعوه وأتقنوه، </SPAN>
</SPAN>
ففقهوا فِي الدِّين، وعَلِموا أمرَ الله ونَهيه ومراده؛ بِمعاينة رسول الله صلى الله عليه </SPAN>
</SPAN>
وسلم ومشاهدتِهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقفهم منه، واستنباطهم عنه، </SPAN>
</SPAN>
فشرَّفهم الله بِما مَنَّ عليهم وأكرمهم به، من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم </SPAN>
</SPAN>
الشكَّ والكذبَ، والغلط والريبة والغمز، وسمَّاهم عدولَ الأمَّة، فقال عز ذِكرُه في </SPAN>
</SPAN>
محكم كتابه : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾ [البقرة:143]</SPAN>
</SPAN>
، ففسَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله: ﴿وَسَطًا﴾ قال: «عدلاً»، </SPAN>
</SPAN>
فكانوا عدولَ الأمَّة، وأئمة الْهُدى، وحُججَ الدين، ونقلة الكتاب والسنة.</SPAN>
</SPAN>
وندب الله تعالى إلَى التمسُّك بِهديهم، والْجَري على منهاجهم، والسلوك لسبيلهم، </SPAN>
</SPAN>
والاقتداء بِهم، فقال: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115] الآية.</SPAN>
</SPAN>
ووجدنا النَّبِي صلى الله عليه وسلم </SPAN>قد حضَّ على التبليغ عنه فِي أخبار كثيرة، </SPAN>
</SPAN>
ووجدناه يُخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لَهم فقال: «نضَّر الله امرأً سَمع مقالتِي فحفظها، ووعاها حتَّى يبلِّغها غيره».</SPAN>
</SPAN>
وقال صلى الله عليه وسلم </SPAN>فِي خطبته: «فليبلغ الشاهدُ منكم الغائب».</SPAN>
</SPAN>
وقال: «بلغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عني ولا حرج».</SPAN>
</SPAN>
ثُمَّ تفرَّقت الصحابةُ - رضي الله عنهم - فِي النَّواحي والأمصار والثغور، وفِي فتوح </SPAN>
</SPAN>
البلدان و المغازي، والإمارة والقضاء والأحكام، فبثَّ كلُّ واحد منهم فِي ناحيته، </SPAN>
</SPAN>
وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكموا </SPAN>
</SPAN>
بحُكم الله عز وجل، وأمضوا الأمور على ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم </SPAN>، </SPAN>
</SPAN>
وأفتوا فيما سُئلوا عنه مِمَّا حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم </SPAN>عن نظائرها من الْمَسائل.</SPAN>
</SPAN>
وجرَّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلَى الله -تقدَّس اسْمُه- لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحَلال والحَرام، حتَّى قبضهم الله عز وجل، رضوان الله ومغفرته ورحْمَته عليهم أجْمَعين». </SPAN>
</SPAN>
مقدمة الجرح والتعديل (1/7-8)للامام ابي حاتم الرازي
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجمعة 05 مارس 2010, 19:47
هم الشموع التي نقتدي بها........شكرا لك على الموضوع...وأهلا بك بعد غيابك الطويل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى