من عدل عمر الفاروق رضي الله عنه
الأحد 11 مايو 2008, 20:39
ما رواه أنس رضي الله عنه قال
بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
عنه قاعد إذ جاءه رجل من أهل مصر فقال
يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك
فقال عمر رضي الله عنه لقد عذت بمجير فما شأنك
فقال سابقت بفرسي ابنا لعمرو بن العاص وهو يومئذ
أمير على مصر
فجعل يقنعني بسوطه ويقول
أنا ابن الأكرمين فبلغ ذلك عمرا أباه
فخشي أن آتيك فحبسني في السجن
فانفلت منه فهذا الحين أتيتك
فكتب عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وولدك فلان وقال للمصري أقم حتى يأتيك فأقام حتى قدم عمرو وشهد موسم الحج
فلما قضى عمر الحج وهو قاعد مع الناس وعمرو بن العاص وابنه إلى جانبه
قام المصري فرمي إليه عمر رضي الله عنه بالدرة قال
أنس رضي الله عنه فلقد ضربة ونحن نشتهي أن يضربه
فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول
اضرب ابن الأكرمين
قال يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت
قال ضعها على ضلع عمرو
فقال يا أمير المؤمنين لقد ضربت الذي ضربني
قال أما والله لو فعلت ما منعك أحد
حتى تكون أنت الذي تنزع
ثم أقبل على عمرو بن العاص وقال
يا عمرو
متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا
فجعل عمرو يعتذر إليه ويقول إني لم أشعر بهذا
وقيل لما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاث
الناس من ظلمه وتوجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه إليها فقالت لهم
متى يركب قالوا في غد فكتبت رقعة
ووقفت بها في طريقة وقالت يا أحمد يا ابن طولون
فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه وأخذ منها الرقعة
وقرأها فإذا فيها
ملكتم فأسرتم
وقدرتم فقهرتم
وخولتم فعسفتم
وردت اليكم الأرزاق فقطعتم
هذا وقد علمتم
أن سهام الاسحار نافذة غير مخطئة
لا سيما من قلوب أوجمعتموها
وأكباد جوعتموها
وأجساد عريتموها
فمحال أن يموت المظلوم ويبقي الظالم
اعملوا ما شئتم فإنا صابرون
وجوروا فإنا بالله مستجيرون
واظلموا فإنا إلى الله متظلمون
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
قال فعدل لوقته
عمر والمرأة العجوز
قال طلحة بن عبد الله
خرج عمر بن الخطاب ليلة في سواد الليل فتبعته فدخل
بيتا فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت
فإذا عجوز عمياء مقعدة فقلت لها ما بال هذا الرجل
يأتيكِ فقالت انه يتعاهدني مدة كذا وكذا يأتيني بما
يصلحني ويخرج عنى الأذى ( أي الأوساخ ) فقلت
لنفسي ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع.
عمر وإمرأة عجوز
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متسترا
ليتعرف أخبار رعيته
فرأى عجوزا فسلم عليها وقال لها ما فعل عمر؟
قالت : لا جزاه الله عني خيرا .
قال : ولم ؟ ، قالت :
لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر
المؤمنين دينار ولا درهم فقال لها :
وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
قالت : سبحان الله !
والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس
ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها.
فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى
العجائز يا عمر.
ثم قال لها:
يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟
فإني أرحمه من النار
قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله
فقال لها :
لست بهزاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها
بخمسة وعشرين دينارا
وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن
مسعود رضي الله عنهما فقالا :
السلام عليك يا أمير المؤمنين. فوضعت العجوز يدها
على رأسها وقالت :
واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه !
فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله،
ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من
ثوبه وكتب فيها
" بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم
كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ، فما تدعى عند
وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء
" وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن
مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال
( إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي)
عمر والأطفال الجياع
قال اسلم مولى عمر بن الخطاب
خرجتُ ليلة مع عمر إلى حرة
( وهو المكان الممتلئ
بالصخور والذي يصعب المشي عليه )
وأقمنا حتى إذا كنا بصرار فإذا بنار فقال يا اسلم ها هنا
ركب قد قصر بهم الليل
انطلق بنا إليهم فأتيناهم فإذا
امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار
وصبيانها يبكون
فقال عمر
السلام عليكم يا أصحاب الضوء
( وهذا من أدبه رضي
الله عنه فلم يحب إن يقول لهم السلام عليكم يا أهل النار
)
قالت وعليك السلام قال اادنو قالت ادن أو دع
فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال
هؤلاء الصبية يبكون قالت
من الجوع
فقال وأي شيء على النار
قالت ماء أعللهم
به حتى يناموا
فقالت الله بيننا وبين عمر
فبكى عمر
ورجع يهرول إلى دار الدقيق
فاخرج عدلا من دقيق وجراب شحم وقال يا اسلم
احمله على ظهري فقلت إنا احمله عنك يا أمير
المؤمنين فقال
أأنت تحمل وزري عني يوم القيامة
فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره
ووضع من الدقيق في القدر وألقى عليه من الشحم
وجعل ينفخ تحت القدر
والدخان يتخلل لحيته
ساعة ثم انزلها عن النار
وقال ااتني بصحفه ( وهو ما يوضع فيه الأكل )
فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان
وقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعوا له
وهى لا تعرفه فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ثم
أوصى لهم بنفقة وانصرف
ثم اقبل علي فقال يا اسلم الجوع الذي أسهرهم
وأبكاهم.
أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب مع الأعرابي
أتى شابّان إلى عمر وكان في المجلس،
وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمام عمر بن
الخطاب قال عمر:
ما هذا،
قالوا:
يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم؟
قال: نعم قتلته، قال كيف قتلتَه؟
قال دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر،
فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات.
قال عمر: القصاص.. قرار لم يكتب. وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل،
هل هو من قبيلة شريفة؟
هل هو من أسرة قوية؟
ما مركزه في المجتمع؟
كل هذا لا يهم عمر لأنه لا يحابي أحداً في دين الله،
ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله،
ولو كان ابنه القاتل، لاقتص منه،
وقد جلد ابناً له في بعض الأمور.
قال الرجل:
يا أمير المؤمنين:
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض، أن تتركني
ليلة؛
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك
سوف تقتلني، ثم أعود إليك،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا،
قال عمر:
من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ، فسكت
الناس جميعاً..
إنهم لا يعرفون اسمه
، ولا خيمته، ولا داره، ولا قومه،
فكيف يكفلونه،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير،
ولا على أرض، ولا على ناقة، إنها
كفالة على الرقبة
أن تُقطع بالسيف.
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟
ومن يشفع عنده؟
ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟
فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه وقع في حيرة،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك، أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول؟
سكت الناس، ونكّس عمر رأسه، والتفت إلى الشابين،
أتعفوان عنه؟ قالا: لا،
من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين، قال عمر:
من يكفل هذا أيها الناس،
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، قال:
يا أمير المؤمنين،
أنا أكفله،
قال عمر: هو قَتْل،
قال:
ولو كان قتلاً،
قال: أتعرفه؟
قال: ما أعرفه،
قال: كيف تكفله؟
قال:
رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لم يكذب،
وسيأتي إن شاء الله، قال عمر:
يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال:
الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل،
وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ؛ يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع أطفاله وأهله،
وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل.
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً،
وفي العصر نادى في المدينة:
الصلاة جامعة
، فجاء الشابان، واجتمع الناس،
وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر،
قال عمر:
أين الرجل؟
قال: ما أدري يا أمير المؤمنين، وتلفَّت أبو ذر إلى
الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت
الصحابة واجمين،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
، لكن هذه شريعة ومنهج، وهي أحكام ربانية،
لا يلعب بها اللاعبون، ولا تدخل في الأدراج
لتُناقش
صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف،
وعلى أناس دون أناس،
وفي مكان دون مكان.
وقبل الغروب بلحظات،
وإذا بالرجل يأتي
، فكبّر عمر،
وكبّر المسلمون معه،
فقال عمر:
أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك،
ما شعرنا بك، وما عرفنا مكانك
، قال يا أمير المؤمنين،
والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى!
ها أنا يا أمير المؤمنين،
تركت أطفالي كفراخ الطير،
لا ماء ولا شجر في البادية،
وجئتُ لأُقتل،
فوقف عمر وقال للشابين:
ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان:
عفونا عنه يا أمير المؤمنين
لصدقه،
قال عمر:
الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته.
العهدة العمرية
هي أن المسلمين بقيادة عمرو بن العاص،
حين فتحوا فلسطين بهدف نشر الدعوة الإسلامية فيها
بقيت القدس لم تفتح لمناعة أسوارها، حيث اعتصم
أهلها داخل الأسوار
، وعندما طال حصار المسلمين لها.
قال رئيس البطارقة والأساقفة:
إنه لن يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب..
فأرسل رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس،
فما كان من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إلا أن تجاوب مع هذا المطلب حرصا على حقن الدماء،
فخرج من المدينة المنورة هو وخادمه
ومعهما ناقة واحدة فقط
يركبها عمر مرة وخادمه مرة،
وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر وخادمه
إلى مشارف القدس..
وصعد صفرونيوس وبطارقته إلى أسوار القدس
ونظروا إلى الرجلين القادمين.. فأخبرهم المسلمون
بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه.. فسألهم صفرونيوس:
أيهما عمر..؟
فأخبره المسلمون:
إن عمر هو هذا الذي
يمسك بزمام الناقة
ويخوض في الماء والوحل الذي أمامه
ويومها كان يوما ممطرا وخادمه هو الذي يركب
الناقة..
فذهل صفرونيوس والبطارقة..
حيث إن كتبهم تذكر منذ عهد المسيح أن هناك خليفة
للمسلمين اسمه مكون من
ثلاثة أحرف
سوف يتسلم مفاتيح مدينة إيليا،
ويكون ماشيا على قدميه عند وصوله إلى المدينة
ويكون خادمه هو الراكب على الناقة لأن الدور له في
الركوب.
هنا تأكد صفرونيوس وبطارقته من صدق ما ورد في
كتبهم وتأكدوا من صدق الدين الإسلامي وعدالته
وسماحته.. وفتحوا أبواب المدينة للخليفة عمر..
ولم يفكروا في أي مفاوضات، أو تردد حول تسليم
مفاتيح القدس إذن لقد اقتنعوا بمساواة الإسلام
وديمقراطيته قبل أن يجهر العالم بالعدل والمساواة
والديمقراطية في العصور المتأخرة
جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك
بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى
عنه قاعد إذ جاءه رجل من أهل مصر فقال
يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك
فقال عمر رضي الله عنه لقد عذت بمجير فما شأنك
فقال سابقت بفرسي ابنا لعمرو بن العاص وهو يومئذ
أمير على مصر
فجعل يقنعني بسوطه ويقول
أنا ابن الأكرمين فبلغ ذلك عمرا أباه
فخشي أن آتيك فحبسني في السجن
فانفلت منه فهذا الحين أتيتك
فكتب عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وولدك فلان وقال للمصري أقم حتى يأتيك فأقام حتى قدم عمرو وشهد موسم الحج
فلما قضى عمر الحج وهو قاعد مع الناس وعمرو بن العاص وابنه إلى جانبه
قام المصري فرمي إليه عمر رضي الله عنه بالدرة قال
أنس رضي الله عنه فلقد ضربة ونحن نشتهي أن يضربه
فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول
اضرب ابن الأكرمين
قال يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت
قال ضعها على ضلع عمرو
فقال يا أمير المؤمنين لقد ضربت الذي ضربني
قال أما والله لو فعلت ما منعك أحد
حتى تكون أنت الذي تنزع
ثم أقبل على عمرو بن العاص وقال
يا عمرو
متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا
فجعل عمرو يعتذر إليه ويقول إني لم أشعر بهذا
وقيل لما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاث
الناس من ظلمه وتوجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه إليها فقالت لهم
متى يركب قالوا في غد فكتبت رقعة
ووقفت بها في طريقة وقالت يا أحمد يا ابن طولون
فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه وأخذ منها الرقعة
وقرأها فإذا فيها
ملكتم فأسرتم
وقدرتم فقهرتم
وخولتم فعسفتم
وردت اليكم الأرزاق فقطعتم
هذا وقد علمتم
أن سهام الاسحار نافذة غير مخطئة
لا سيما من قلوب أوجمعتموها
وأكباد جوعتموها
وأجساد عريتموها
فمحال أن يموت المظلوم ويبقي الظالم
اعملوا ما شئتم فإنا صابرون
وجوروا فإنا بالله مستجيرون
واظلموا فإنا إلى الله متظلمون
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
قال فعدل لوقته
عمر والمرأة العجوز
قال طلحة بن عبد الله
خرج عمر بن الخطاب ليلة في سواد الليل فتبعته فدخل
بيتا فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت
فإذا عجوز عمياء مقعدة فقلت لها ما بال هذا الرجل
يأتيكِ فقالت انه يتعاهدني مدة كذا وكذا يأتيني بما
يصلحني ويخرج عنى الأذى ( أي الأوساخ ) فقلت
لنفسي ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع.
عمر وإمرأة عجوز
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متسترا
ليتعرف أخبار رعيته
فرأى عجوزا فسلم عليها وقال لها ما فعل عمر؟
قالت : لا جزاه الله عني خيرا .
قال : ولم ؟ ، قالت :
لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر
المؤمنين دينار ولا درهم فقال لها :
وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
قالت : سبحان الله !
والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس
ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها.
فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى
العجائز يا عمر.
ثم قال لها:
يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟
فإني أرحمه من النار
قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله
فقال لها :
لست بهزاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها
بخمسة وعشرين دينارا
وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن
مسعود رضي الله عنهما فقالا :
السلام عليك يا أمير المؤمنين. فوضعت العجوز يدها
على رأسها وقالت :
واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه !
فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله،
ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من
ثوبه وكتب فيها
" بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم
كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ، فما تدعى عند
وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء
" وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن
مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال
( إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي)
عمر والأطفال الجياع
قال اسلم مولى عمر بن الخطاب
خرجتُ ليلة مع عمر إلى حرة
( وهو المكان الممتلئ
بالصخور والذي يصعب المشي عليه )
وأقمنا حتى إذا كنا بصرار فإذا بنار فقال يا اسلم ها هنا
ركب قد قصر بهم الليل
انطلق بنا إليهم فأتيناهم فإذا
امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار
وصبيانها يبكون
فقال عمر
السلام عليكم يا أصحاب الضوء
( وهذا من أدبه رضي
الله عنه فلم يحب إن يقول لهم السلام عليكم يا أهل النار
)
قالت وعليك السلام قال اادنو قالت ادن أو دع
فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال
هؤلاء الصبية يبكون قالت
من الجوع
فقال وأي شيء على النار
قالت ماء أعللهم
به حتى يناموا
فقالت الله بيننا وبين عمر
فبكى عمر
ورجع يهرول إلى دار الدقيق
فاخرج عدلا من دقيق وجراب شحم وقال يا اسلم
احمله على ظهري فقلت إنا احمله عنك يا أمير
المؤمنين فقال
أأنت تحمل وزري عني يوم القيامة
فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره
ووضع من الدقيق في القدر وألقى عليه من الشحم
وجعل ينفخ تحت القدر
والدخان يتخلل لحيته
ساعة ثم انزلها عن النار
وقال ااتني بصحفه ( وهو ما يوضع فيه الأكل )
فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان
وقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعوا له
وهى لا تعرفه فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ثم
أوصى لهم بنفقة وانصرف
ثم اقبل علي فقال يا اسلم الجوع الذي أسهرهم
وأبكاهم.
أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب مع الأعرابي
أتى شابّان إلى عمر وكان في المجلس،
وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمام عمر بن
الخطاب قال عمر:
ما هذا،
قالوا:
يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم؟
قال: نعم قتلته، قال كيف قتلتَه؟
قال دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر،
فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات.
قال عمر: القصاص.. قرار لم يكتب. وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل،
هل هو من قبيلة شريفة؟
هل هو من أسرة قوية؟
ما مركزه في المجتمع؟
كل هذا لا يهم عمر لأنه لا يحابي أحداً في دين الله،
ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله،
ولو كان ابنه القاتل، لاقتص منه،
وقد جلد ابناً له في بعض الأمور.
قال الرجل:
يا أمير المؤمنين:
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض، أن تتركني
ليلة؛
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك
سوف تقتلني، ثم أعود إليك،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا،
قال عمر:
من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ، فسكت
الناس جميعاً..
إنهم لا يعرفون اسمه
، ولا خيمته، ولا داره، ولا قومه،
فكيف يكفلونه،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير،
ولا على أرض، ولا على ناقة، إنها
كفالة على الرقبة
أن تُقطع بالسيف.
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟
ومن يشفع عنده؟
ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟
فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه وقع في حيرة،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك، أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول؟
سكت الناس، ونكّس عمر رأسه، والتفت إلى الشابين،
أتعفوان عنه؟ قالا: لا،
من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين، قال عمر:
من يكفل هذا أيها الناس،
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، قال:
يا أمير المؤمنين،
أنا أكفله،
قال عمر: هو قَتْل،
قال:
ولو كان قتلاً،
قال: أتعرفه؟
قال: ما أعرفه،
قال: كيف تكفله؟
قال:
رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لم يكذب،
وسيأتي إن شاء الله، قال عمر:
يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال:
الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل،
وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ؛ يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع أطفاله وأهله،
وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل.
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً،
وفي العصر نادى في المدينة:
الصلاة جامعة
، فجاء الشابان، واجتمع الناس،
وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر،
قال عمر:
أين الرجل؟
قال: ما أدري يا أمير المؤمنين، وتلفَّت أبو ذر إلى
الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت
الصحابة واجمين،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
، لكن هذه شريعة ومنهج، وهي أحكام ربانية،
لا يلعب بها اللاعبون، ولا تدخل في الأدراج
لتُناقش
صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف،
وعلى أناس دون أناس،
وفي مكان دون مكان.
وقبل الغروب بلحظات،
وإذا بالرجل يأتي
، فكبّر عمر،
وكبّر المسلمون معه،
فقال عمر:
أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك،
ما شعرنا بك، وما عرفنا مكانك
، قال يا أمير المؤمنين،
والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى!
ها أنا يا أمير المؤمنين،
تركت أطفالي كفراخ الطير،
لا ماء ولا شجر في البادية،
وجئتُ لأُقتل،
فوقف عمر وقال للشابين:
ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان:
عفونا عنه يا أمير المؤمنين
لصدقه،
قال عمر:
الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته.
العهدة العمرية
هي أن المسلمين بقيادة عمرو بن العاص،
حين فتحوا فلسطين بهدف نشر الدعوة الإسلامية فيها
بقيت القدس لم تفتح لمناعة أسوارها، حيث اعتصم
أهلها داخل الأسوار
، وعندما طال حصار المسلمين لها.
قال رئيس البطارقة والأساقفة:
إنه لن يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب..
فأرسل رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس،
فما كان من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إلا أن تجاوب مع هذا المطلب حرصا على حقن الدماء،
فخرج من المدينة المنورة هو وخادمه
ومعهما ناقة واحدة فقط
يركبها عمر مرة وخادمه مرة،
وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر وخادمه
إلى مشارف القدس..
وصعد صفرونيوس وبطارقته إلى أسوار القدس
ونظروا إلى الرجلين القادمين.. فأخبرهم المسلمون
بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه.. فسألهم صفرونيوس:
أيهما عمر..؟
فأخبره المسلمون:
إن عمر هو هذا الذي
يمسك بزمام الناقة
ويخوض في الماء والوحل الذي أمامه
ويومها كان يوما ممطرا وخادمه هو الذي يركب
الناقة..
فذهل صفرونيوس والبطارقة..
حيث إن كتبهم تذكر منذ عهد المسيح أن هناك خليفة
للمسلمين اسمه مكون من
ثلاثة أحرف
سوف يتسلم مفاتيح مدينة إيليا،
ويكون ماشيا على قدميه عند وصوله إلى المدينة
ويكون خادمه هو الراكب على الناقة لأن الدور له في
الركوب.
هنا تأكد صفرونيوس وبطارقته من صدق ما ورد في
كتبهم وتأكدوا من صدق الدين الإسلامي وعدالته
وسماحته.. وفتحوا أبواب المدينة للخليفة عمر..
ولم يفكروا في أي مفاوضات، أو تردد حول تسليم
مفاتيح القدس إذن لقد اقتنعوا بمساواة الإسلام
وديمقراطيته قبل أن يجهر العالم بالعدل والمساواة
والديمقراطية في العصور المتأخرة
جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى