- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 15:17
من العلامات الفارقة التي تميزنا السرعة الفائقة، بل المتهورة التي نقضيها في تناول الطعام ..ولو كان هناك مسابقة عالمية في سرعة الأكل لسجل الرقم العالمي باسمنا ولا شك !!
ويا ليت تلك العجلة تهدف للحفاظ على الوقت أو لإنجاز أكبر قدر من المهام في اليوم لكنا قد سلكنا بها سبيل ابن عقيل رحمه الله واقتفينا أثره عندما قال :
(وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى اختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفراً على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركه )
ولكن الإشكالية أنها مجرد عادة سيئة لا أكثر! وقد حكى لي أحدهم أنه في كثير من الأحيان عندما تضع والدته الطعام (وزوجته لاحقاً) على المائدة، ثم تذهب لإحضار شيء من المطبخ فبمجرد عودتها بعد دقائق معدودة تكون الأطباق قد مسحت وصارت قاعاً صفصفا فلا ترى فيه عِوَجاً وَلَا أَمْتاً !
لذا أنصح كل زوجه بألا تضع الطعام إلا بعد أن تتأكد وبنسبة 100% أن المائدة اكتملت تماماً, وألا تتهور وتدعو أفراد العائلة قبل اكتمال المائدة, وعلى النقيض تجد الشعب الأنيق الفرنسي يقضي ساعات طوال على الوجبة، حيث الاستمتاع بكل لقمة وبكل رشفة والأكل لديهم بناء على مراسيم وطقوس وبرتوكولات جميلة ووفق ترتيب لطيف ناعم , فاحتساء الشوربة فقط لربما استغرق أكثر من ساعة!! والوجبة عندهم ليست مجرد أكل أبداً، فالعالقيود تبرم على الوجبات والمشاكل المستعصية تحل عليها وبعضهم لربما صنع أجواء رومانسية حالمة على سفرة الطعام .
وبالمناسبة فالفرنسيون لا يقدمون على تناول الوجبات إلا حال وجود الرغبة التامة، كما أن الفرنسيين لا يتناولون الطعام إلا في المطاعم أو على موائد الأكل بعكسنا للأسف, فلا تستغرب إن رأيت أحدنا يلتهم الساندويتش في سيارته! ولا يستنكر من بعض الرجال التسلل للمطبخ والهجوم على قدر الرز وهو لا يزال يطبخ! وأمر طبيعي جداً أن تلاحظ بقايا الأكل في إحدى غرف النوم! وهو ما يعده الفرنسيون أمراً همجياً وغير متحضر! ومن الملاحظات في هذا الشأن التي تنم عن ضعف في الإحساس بالآخرين وعدم تفهم لمشاعرهم تلك الأوامر التي لا حصر لها من قبل الأب لأولاده وزوجته أثناء تناول الطعام، فتجده متربعاً كالإمبراطور الحاكم بأمره وبينما الصغير (المتضور جوعاً) قد شرع في الأكل وبدا يستطعمه وإذا بوابل الأوامر ينهال من الأب (شطة - ملح - ثلج - ببسي - وغيرها من الأوامر)، فتجد العائلة بين روحة وجيئة لخدمة هذا الأب حتى أن الوجبة تصبح حملاً ثقيلاً وهمّاً عظيم !
* وبعض الآباء الذي لا يراه أبناؤه إلا أثناء وجبة الغداء تراه يتقمص دور ( المحقق والقاضي والشرطي) في وقت واحد حينها وتجده يحضر بنفسية متأزمة وروح ضيقة وبقلب أقسى من الحديد ولسان أحدّ من السيف، منتفخ الأوداج مكشر الأنياب ويمضي وقت الغداء وهو يسرد الملاحظات والانتقادات، فتجده راصدا للعثرات وعاداً للأنفاس ومتعقباً للسقطات ومضخماً للأخطاء (ليه المكيف مفتوح؟ وليه ما طفيتوا اللمبات؟ وليه درجاتك ضعيفة؟ وعقالي من ضيعه؟) وألف ملاحظة وملاحظة! قُضيت الجلسة بوعيد يكسر العظام وترتعد له الفرائص وقد حجب عنهم ابتسامته وضن عليهم بحنانه وستر عنهم خيره وبمجرد أن ينتهي وقد تمددت أضلاعه من الشبع لا تجده أزجى شكراً لزوجته أو نشر جميلها مبرزاً صفحة الوقاحة وخالعاً جلباب الذوق !
* فلماذا لا نتعلم من الفرنسيين؟ أليست الحكمة ضالتنا؟ !
وأيسر منهم درباً وأصفى نبعاً وأجمل طبعاً وأكمل خلقاً في سلوكيات حبيبنا اللهم صلّ وسلم عليه.. فالله الله في سيرته .
ابتسم
مرَّ طُفَيْليّ بقوم يأكلون فقال لهم: ما تأكلون؟؟ فقالوا : نأكل سمًّا! فأجاب الطفيليّ: لا خير في الحياة بعدكم!! وقام يأكل معهم .
ويا ليت تلك العجلة تهدف للحفاظ على الوقت أو لإنجاز أكبر قدر من المهام في اليوم لكنا قد سلكنا بها سبيل ابن عقيل رحمه الله واقتفينا أثره عندما قال :
(وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى اختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفراً على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركه )
ولكن الإشكالية أنها مجرد عادة سيئة لا أكثر! وقد حكى لي أحدهم أنه في كثير من الأحيان عندما تضع والدته الطعام (وزوجته لاحقاً) على المائدة، ثم تذهب لإحضار شيء من المطبخ فبمجرد عودتها بعد دقائق معدودة تكون الأطباق قد مسحت وصارت قاعاً صفصفا فلا ترى فيه عِوَجاً وَلَا أَمْتاً !
لذا أنصح كل زوجه بألا تضع الطعام إلا بعد أن تتأكد وبنسبة 100% أن المائدة اكتملت تماماً, وألا تتهور وتدعو أفراد العائلة قبل اكتمال المائدة, وعلى النقيض تجد الشعب الأنيق الفرنسي يقضي ساعات طوال على الوجبة، حيث الاستمتاع بكل لقمة وبكل رشفة والأكل لديهم بناء على مراسيم وطقوس وبرتوكولات جميلة ووفق ترتيب لطيف ناعم , فاحتساء الشوربة فقط لربما استغرق أكثر من ساعة!! والوجبة عندهم ليست مجرد أكل أبداً، فالعالقيود تبرم على الوجبات والمشاكل المستعصية تحل عليها وبعضهم لربما صنع أجواء رومانسية حالمة على سفرة الطعام .
وبالمناسبة فالفرنسيون لا يقدمون على تناول الوجبات إلا حال وجود الرغبة التامة، كما أن الفرنسيين لا يتناولون الطعام إلا في المطاعم أو على موائد الأكل بعكسنا للأسف, فلا تستغرب إن رأيت أحدنا يلتهم الساندويتش في سيارته! ولا يستنكر من بعض الرجال التسلل للمطبخ والهجوم على قدر الرز وهو لا يزال يطبخ! وأمر طبيعي جداً أن تلاحظ بقايا الأكل في إحدى غرف النوم! وهو ما يعده الفرنسيون أمراً همجياً وغير متحضر! ومن الملاحظات في هذا الشأن التي تنم عن ضعف في الإحساس بالآخرين وعدم تفهم لمشاعرهم تلك الأوامر التي لا حصر لها من قبل الأب لأولاده وزوجته أثناء تناول الطعام، فتجده متربعاً كالإمبراطور الحاكم بأمره وبينما الصغير (المتضور جوعاً) قد شرع في الأكل وبدا يستطعمه وإذا بوابل الأوامر ينهال من الأب (شطة - ملح - ثلج - ببسي - وغيرها من الأوامر)، فتجد العائلة بين روحة وجيئة لخدمة هذا الأب حتى أن الوجبة تصبح حملاً ثقيلاً وهمّاً عظيم !
* وبعض الآباء الذي لا يراه أبناؤه إلا أثناء وجبة الغداء تراه يتقمص دور ( المحقق والقاضي والشرطي) في وقت واحد حينها وتجده يحضر بنفسية متأزمة وروح ضيقة وبقلب أقسى من الحديد ولسان أحدّ من السيف، منتفخ الأوداج مكشر الأنياب ويمضي وقت الغداء وهو يسرد الملاحظات والانتقادات، فتجده راصدا للعثرات وعاداً للأنفاس ومتعقباً للسقطات ومضخماً للأخطاء (ليه المكيف مفتوح؟ وليه ما طفيتوا اللمبات؟ وليه درجاتك ضعيفة؟ وعقالي من ضيعه؟) وألف ملاحظة وملاحظة! قُضيت الجلسة بوعيد يكسر العظام وترتعد له الفرائص وقد حجب عنهم ابتسامته وضن عليهم بحنانه وستر عنهم خيره وبمجرد أن ينتهي وقد تمددت أضلاعه من الشبع لا تجده أزجى شكراً لزوجته أو نشر جميلها مبرزاً صفحة الوقاحة وخالعاً جلباب الذوق !
* فلماذا لا نتعلم من الفرنسيين؟ أليست الحكمة ضالتنا؟ !
وأيسر منهم درباً وأصفى نبعاً وأجمل طبعاً وأكمل خلقاً في سلوكيات حبيبنا اللهم صلّ وسلم عليه.. فالله الله في سيرته .
ابتسم
مرَّ طُفَيْليّ بقوم يأكلون فقال لهم: ما تأكلون؟؟ فقالوا : نأكل سمًّا! فأجاب الطفيليّ: لا خير في الحياة بعدكم!! وقام يأكل معهم .
رد: ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 16:56
ربما هو بذلك يحافظ على هيبته ووقاره .. وسلطته في منزله
فالبعض يعتقد أن التلطف مع الزوجة والابناء ينقص القدر .. و هذا اعتقاد خاطىء
فالبعض يعتقد أن التلطف مع الزوجة والابناء ينقص القدر .. و هذا اعتقاد خاطىء
- leilax4عضو ذهبي
- :
عدد الرسائل : 904
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 14/02/2008
رد: ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 17:44
ربما نحن نعلم ابناءنا هذه العادة اقصد السرعة في الاكل على الاقل هذا حالي............فإذا اخذنا بعين الاعتبار خروج الاطفال من المدرسة على 11والنصف فهم يصلون إلى المنزل بعد 20 او 25 دقيقة ثم غسل الايدي و نزع المأزر و دخول الحمام و بعدها الجلوس للأكل هنا اجدني مجبرة على تكرار اسرعوا اسرعوا
و هكذا تصبح هذه عادة. :pale:
و هكذا تصبح هذه عادة. :pale:
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 20:52
سيّدي المدير أوافقكم الرأي....لكن لنا في رسول الله أسوة حسنة....لو كلّ واحد منّا اقتدى بالحبيب المصطفى لكانت المشاكل أقلّ.....ثمّ أعود و أقول الحمد الله هناك من عاد إلى سنّة الحبيب في معاملته مع الصحوة الدينية
أختي ليلى .لا بأس إذا كانت هده العادات وقت الدراسة ...لكن نحاول أن نحسّن من عاداتنا و لو في العطلة الأسبوعية
شكرا على المرور و التعليق
أختي ليلى .لا بأس إذا كانت هده العادات وقت الدراسة ...لكن نحاول أن نحسّن من عاداتنا و لو في العطلة الأسبوعية
شكرا على المرور و التعليق
- رعدمشرف
- :
عدد الرسائل : 2855
العمر : 52
العمل/الترفيه : طالب علم والمعلوماتية
المزاج : حسن
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
رد: ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 22:28
شكرا لك ...على الموضوع الرائع
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: ذوقيات غائبة
الخميس 01 أبريل 2010, 23:41
شكرا على مروركم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى