- بركان محمدمشرف
- :
عدد الرسائل : 1343
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
مقومات المعلم الناجح
الإثنين 05 أبريل 2010, 12:10
بعض مقومات المعلم الناجح
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
فإن رسالة التعليم من أشرف الرسالات وأكثرها نبلا وكيف لا تكون كذلك وهي مهنة الأنبياء والرسل وأصحابها هم ورثة الانبياء وهم الذين يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة.
إن مهنة التعليم مهنة شريفة تحتاج من صاحبها استشعار المسؤولية تجاه مايقوم به لأنه سيسأل أمام الله عزوجل عن هؤلاء الطلاب الذين هم أمانة بين يديه فـ"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
إن النجاح والفلاح في أمور الدنيا والآخرة هو مطمع دائم لأصحاب الهمم العلية والأنفس السوية , ونحن جميعا بحاجة دائمة للاستدلال على كل مامن شأنه الارتقاء بنا في معاشنا ومعادنا , وعليه فإن المعلم الذي يحمل هم رسالة التعليم بصدق هو ذلك المعلم الذي يحاول أن يتلمس السبيل الموصل إلى النجاح لكي يحقق من خلال مهنته شيئا لأمته التي تنتظر منه الكثير والكثير.
إن صاحب الهم الذي يحمل هم الأمانة التي استرعاه الله عزوجل عليها يتسائل دائما كيف أقوم بأداء هذه الرسالة وهذه الأمانة على الوجه الذي يرضي الله عزوجل عني , ويتسائل دائما كيف أكون معلما ناجحافي حمل أمانتي مؤديا لها على الوجه الصحيح.
وإيمانا مني بأهمية الإيجابية في حياة المعلم فإنني أحببت كواحد من هؤلاء المعلمين أن أقدم بين يدي زملائي جملة من من الأمور التي أبصر من خلالها نفسي وإخواني زملاء المهنة ببعض المنارات التي يجب أن يستحضرها المعلم عند ممارسته لهذه المهنة الجليلة وهي مقومات أرى أنه لاغنى لكل معلم عنها وهي كالتالي:
أولا : ( العلم عبادة – والتعليم جهاد )
لابد أن يستحضر المعلم وهو حمل س هذه المهنة أنه في عبادة وجهاد عظيمين فالعلم من أجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تبارك وتعالى وخصوصا العلم الشرعي وكذلك سائر العلوم إذا حسنت النية في تدريسها فلقد قال بعض العلماء " العلم صلاة السر , وعبادة القلب".
وقال الإمام أحمد رحمه الله : "العلم لايعدله شيء لمن صحت نيته , قالو : وكيف تصح نيته ياأباعبدالله؟ فقال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ".
وإذا كان العلم عبادة فما أحوج العبد فيه إلى استحضار جانب الإخلاص في تعلمه وفي أدائه فإن فقد العلم إخلاص النية فقد انتقل من أجل الطاعات إلى أحط المخالفات والعياذ بالله .
وإذا استحضر المعلم أثناء عمله أنه حمل س عبادة وجهادا فإن ذلك ولاشك سيدفعه إلى مزيد من الجد والاجتهاد وإلى مزيد من البذل والتضحية وسيدفعه ذلك إلى تغليب جانب المصلحة العامة على جانب المصالح الشخصية والمطامع الدنيوية فهو سيعمل بجد دون انتظار لشكر الشاكرين أو ثناء المثنين أو التفات لقدح القادحين , يقول الإمام النووي رحمه الله عزوجل " ويجب على المعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله وألا يجعله وسيلة لغرض دنيوي فيستحضر المعلم في ذهنه كون التعليم آكد العبادات ليكون ذلك حاثا له على تصحيح النية ومحرضا له على صيانته من مكدراته ومن مكروهاته مخافة فوات هذا الفضل العظيم والخير الجسيم" أ.هـ.
ثانيا : ( المعلم قدوة )
المعلم الناجح قدوة في أمور الخير , منارة هدى , ودليل إرشاد وتوعية , فهو صادق اللسان , عفيف المنطق , حزم في غير عنف , ولين في غير ضعف , قدوة في الأقوال والأفعال , طاهر العرض , نقي السريرة , صبور على طلابه , بعيد كل البعد عن رديء القول وفاحش العبارات , طيب المخبر , حسن المظهر , إذا قال فعل , وإذا نطق سلب لب طلابه بمايجري الله على لسانه من جميل القول ورفيع العبارات , لايعرف السباب ولا الشتم ولا اللعن ولا الاستهزاء طريقا إلى قاموس مفرداته , فهو حافظ لمنطقه فلايسمع منه الطلاب إلا خيرا , وحين يعاتب أو يحاسب فلايليق به وهو المربي والموجه أن يتجاوز أو يرمي بالكلمات التي لاتليق بمثل رسالته ولا بمثل مهمته.
وإن أنكى جراحات التعليم وأظم رزاياه لايحدثها إلا ذلك المعلم الذي يخالف قوله فعله فهو بتصرف واحد يهدم مباديء ويقضي على أجيال يلاحقها سلوك ذلك المعل المتناقض بين مايقوله وبين مايفعله ممايزيد الطين بلة والأمر علة وصدق من قال :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله ****** عار عليك إذا فعلت عظيمفإن رسالة التعليم من أشرف الرسالات وأكثرها نبلا وكيف لا تكون كذلك وهي مهنة الأنبياء والرسل وأصحابها هم ورثة الانبياء وهم الذين يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة.
إن مهنة التعليم مهنة شريفة تحتاج من صاحبها استشعار المسؤولية تجاه مايقوم به لأنه سيسأل أمام الله عزوجل عن هؤلاء الطلاب الذين هم أمانة بين يديه فـ"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
إن النجاح والفلاح في أمور الدنيا والآخرة هو مطمع دائم لأصحاب الهمم العلية والأنفس السوية , ونحن جميعا بحاجة دائمة للاستدلال على كل مامن شأنه الارتقاء بنا في معاشنا ومعادنا , وعليه فإن المعلم الذي يحمل هم رسالة التعليم بصدق هو ذلك المعلم الذي يحاول أن يتلمس السبيل الموصل إلى النجاح لكي يحقق من خلال مهنته شيئا لأمته التي تنتظر منه الكثير والكثير.
إن صاحب الهم الذي يحمل هم الأمانة التي استرعاه الله عزوجل عليها يتسائل دائما كيف أقوم بأداء هذه الرسالة وهذه الأمانة على الوجه الذي يرضي الله عزوجل عني , ويتسائل دائما كيف أكون معلما ناجحافي حمل أمانتي مؤديا لها على الوجه الصحيح.
وإيمانا مني بأهمية الإيجابية في حياة المعلم فإنني أحببت كواحد من هؤلاء المعلمين أن أقدم بين يدي زملائي جملة من من الأمور التي أبصر من خلالها نفسي وإخواني زملاء المهنة ببعض المنارات التي يجب أن يستحضرها المعلم عند ممارسته لهذه المهنة الجليلة وهي مقومات أرى أنه لاغنى لكل معلم عنها وهي كالتالي:
أولا : ( العلم عبادة – والتعليم جهاد )
لابد أن يستحضر المعلم وهو حمل س هذه المهنة أنه في عبادة وجهاد عظيمين فالعلم من أجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تبارك وتعالى وخصوصا العلم الشرعي وكذلك سائر العلوم إذا حسنت النية في تدريسها فلقد قال بعض العلماء " العلم صلاة السر , وعبادة القلب".
وقال الإمام أحمد رحمه الله : "العلم لايعدله شيء لمن صحت نيته , قالو : وكيف تصح نيته ياأباعبدالله؟ فقال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ".
وإذا كان العلم عبادة فما أحوج العبد فيه إلى استحضار جانب الإخلاص في تعلمه وفي أدائه فإن فقد العلم إخلاص النية فقد انتقل من أجل الطاعات إلى أحط المخالفات والعياذ بالله .
وإذا استحضر المعلم أثناء عمله أنه حمل س عبادة وجهادا فإن ذلك ولاشك سيدفعه إلى مزيد من الجد والاجتهاد وإلى مزيد من البذل والتضحية وسيدفعه ذلك إلى تغليب جانب المصلحة العامة على جانب المصالح الشخصية والمطامع الدنيوية فهو سيعمل بجد دون انتظار لشكر الشاكرين أو ثناء المثنين أو التفات لقدح القادحين , يقول الإمام النووي رحمه الله عزوجل " ويجب على المعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله وألا يجعله وسيلة لغرض دنيوي فيستحضر المعلم في ذهنه كون التعليم آكد العبادات ليكون ذلك حاثا له على تصحيح النية ومحرضا له على صيانته من مكدراته ومن مكروهاته مخافة فوات هذا الفضل العظيم والخير الجسيم" أ.هـ.
ثانيا : ( المعلم قدوة )
المعلم الناجح قدوة في أمور الخير , منارة هدى , ودليل إرشاد وتوعية , فهو صادق اللسان , عفيف المنطق , حزم في غير عنف , ولين في غير ضعف , قدوة في الأقوال والأفعال , طاهر العرض , نقي السريرة , صبور على طلابه , بعيد كل البعد عن رديء القول وفاحش العبارات , طيب المخبر , حسن المظهر , إذا قال فعل , وإذا نطق سلب لب طلابه بمايجري الله على لسانه من جميل القول ورفيع العبارات , لايعرف السباب ولا الشتم ولا اللعن ولا الاستهزاء طريقا إلى قاموس مفرداته , فهو حافظ لمنطقه فلايسمع منه الطلاب إلا خيرا , وحين يعاتب أو يحاسب فلايليق به وهو المربي والموجه أن يتجاوز أو يرمي بالكلمات التي لاتليق بمثل رسالته ولا بمثل مهمته.
وإن أنكى جراحات التعليم وأظم رزاياه لايحدثها إلا ذلك المعلم الذي يخالف قوله فعله فهو بتصرف واحد يهدم مباديء ويقضي على أجيال يلاحقها سلوك ذلك المعل المتناقض بين مايقوله وبين مايفعله ممايزيد الطين بلة والأمر علة وصدق من قال :
ثالثا : ( المعلم الناجح منضبط السلوك)
المعلم ولا شك مطالب بضبط سلوكه وتصرفاته ومطالب بالاتزان وذلك لأن الاتزان والانضباط صفة يحتاج إليها من يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته فكيف بمن يكون معلما للجيل ومربيا للناشئة الذين هم عماد المستقبل وركنه الركين؟
إن المعلم المتزن لايمكن أن يستفزه الطلاب إلى مهاوي الطيش والسفاهة فهو يقابل جميع التصرفات المشاكسة بشخصية وقورة وعقلية منضبطة متزنة عندها لكل داء دواء تداوي به تفاوت العقليات واختلاف الطبائع والأفهام.
يؤكد هذه الصفة الإمام النووي فيقول :"وينبغي أن يصون يديه عن العبث، وعينيه عن تفريق النظر بلا حاجة، ويلتفت إلى الحاضرين التفاتاً قصداً بحسب الحاجة للخطاب".
رابعا : (المعلم الناجح حريص على طلابه)
نعم تتجلى في المعلم الناجح أمارات الصدق والحرص وذلك من خلال سعيه الحثيث إلى كل مامن شأنة فائدة طلابه ورفعتهم , فهو يكد ذهنه ويضني نفسه في التحضير الجيد والجمع الفاحص للمعلومة , يراعي جميع طلابه ويتفقد مواطن الضعف والقوة لدى كل واحد منهم فيسعى لعلاج ضعف الضعيف ويشد من أزر المتفوق ويشجعه وهو يفرح لكل نجاح أو رفعة تتحقق لطلابه لأنه يعتبر نجاحهم دليل نجاحه وإخفاقهم يصب فيما يتعارض مع عمله وطموحه.
إنه يقدم المعلومة ويعيدها ويفصل فيه دون كلل أو ملل لأنه يفعل ذلك بشعور الستحضر لعظم الأمانة التي تحملها حينما استرعاه الله عزوجل على فلذات أكباد عباد المسلمين.
هذه بعض الإطلالات التي يحتاج المعلم إلى استحضارها عند أدائه لهذه الرسالة الجليلة أقدمها كمفاتيح لي ولزملائي في حقل التعليم الذين يوجد لديهم أضعاف أضعاف مافي جعبتي والسلام.
المعلم ولا شك مطالب بضبط سلوكه وتصرفاته ومطالب بالاتزان وذلك لأن الاتزان والانضباط صفة يحتاج إليها من يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته فكيف بمن يكون معلما للجيل ومربيا للناشئة الذين هم عماد المستقبل وركنه الركين؟
إن المعلم المتزن لايمكن أن يستفزه الطلاب إلى مهاوي الطيش والسفاهة فهو يقابل جميع التصرفات المشاكسة بشخصية وقورة وعقلية منضبطة متزنة عندها لكل داء دواء تداوي به تفاوت العقليات واختلاف الطبائع والأفهام.
يؤكد هذه الصفة الإمام النووي فيقول :"وينبغي أن يصون يديه عن العبث، وعينيه عن تفريق النظر بلا حاجة، ويلتفت إلى الحاضرين التفاتاً قصداً بحسب الحاجة للخطاب".
رابعا : (المعلم الناجح حريص على طلابه)
نعم تتجلى في المعلم الناجح أمارات الصدق والحرص وذلك من خلال سعيه الحثيث إلى كل مامن شأنة فائدة طلابه ورفعتهم , فهو يكد ذهنه ويضني نفسه في التحضير الجيد والجمع الفاحص للمعلومة , يراعي جميع طلابه ويتفقد مواطن الضعف والقوة لدى كل واحد منهم فيسعى لعلاج ضعف الضعيف ويشد من أزر المتفوق ويشجعه وهو يفرح لكل نجاح أو رفعة تتحقق لطلابه لأنه يعتبر نجاحهم دليل نجاحه وإخفاقهم يصب فيما يتعارض مع عمله وطموحه.
إنه يقدم المعلومة ويعيدها ويفصل فيه دون كلل أو ملل لأنه يفعل ذلك بشعور الستحضر لعظم الأمانة التي تحملها حينما استرعاه الله عزوجل على فلذات أكباد عباد المسلمين.
هذه بعض الإطلالات التي يحتاج المعلم إلى استحضارها عند أدائه لهذه الرسالة الجليلة أقدمها كمفاتيح لي ولزملائي في حقل التعليم الذين يوجد لديهم أضعاف أضعاف مافي جعبتي والسلام.
ماجد بن محمد الجهني
- بركان محمدمشرف
- :
عدد الرسائل : 1343
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
المعلم و أساليب التدريس
الإثنين 05 أبريل 2010, 12:12
المعلم و أساليب التدريس
د / صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية / جامعة حلوان
د / صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية / جامعة حلوان
الأهداف :
من المتوقع بعد الانتهاء من دراسة هذا الموضوع أن يصبح المتدرب قادرا على أن :
ـ يتعرف على مفهوم أسلوب التدريس .
ـ يتعرف على طبيعة أسلوب التدريس .
ـ يميز بين أساليب التدريس المختلفة .
ـ يطبق أساليب تدريس مناسبة لطبيعة الموضوع الذى يقوم بتدريسه .
ـ يكتب تقريرا عن أساليب التدريس الحديثة مستخدماً فى ذلك المجلات التربوية والمكتبة.
ـ يكوّن اتجاه ايجابى نحو أساليب التدريس التي تسمح له بتحقيق أهداف الدرس .
مفهوم أسلوب التدريس
أسلوب التدريس هو الكيفية التي يتناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في تنفيذ طريقة التدريس بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفس الطريقة، ومن ثم يرتبط بصورة أساسية بالخصائص الشخصية للمعلم.
ومفاد هذا التعريف أن أسلوب التدريس قد يختلف من معلم إلى آخر، على الرغم من استخدامهم لنفس الطريقة، مثال ذلك أننا نجد أن المعلم (س) يستخدم طريقة المحاضرة، وأن المعلم (ص) يستخدم أيضاً طريقة المحاضرة ومع ذلك قد نجد فروقاً دالة في مستويات تحصيل تلاميذ كلا منهم. وهذا يعني أن تلك الفروق يمكن أن تنسب إلى أسلوب التدريس الذي يتبعه المعلم، ولا تنسب إلى طريقة التدريس على اعتبار أن طرق التدريس لها خصائصها وخطواتها المحددة والمتفق عليها.
طبيعة أسلوب التدريس
سبق القول أن أسلوب التدريس يرتبط بصورة أساسية بالصفات والخصائص والسمات الشخصية للمعلم، وهو ما يشير إلى عدم وجود قواعد محددة لأساليب التدريس ينبغي على المعلم اتباعها أثناء قيامه بعملية التدريس، وبالتالي فإن طبيعة أسلوب التدريس تضل مرهونة بالمعلم الفرد وبشخصيته وذاتيته وبالتعبيرات اللغوية، والحركات الجسمية، وتعبيرات الوجه ، والانفعالات، ونغمة الصوت، ومخارج الحروف، والإشارات والإيماءات، والتعبير عن القيم، وغيرها، تمثل في جوهرها الصفات الشخصية الفردية التي يتميز بها المعلم عن غيره من المعلمين، ووفقاً لها يتميز أسلوب التدريس الذي يستخدمه وتتحدد طبيعته وأنماطه.
أساليب التدريس وأنواعها
كما تتنوع إستراتيجيات التدريس وطرق التدريس تتنوع أيضاً أساليب التدريس، ولكن ينبغي أن نؤكد أن أساليب التدريس ليست محكمة الخطوات، كما أنها لا تسير وفقاً لشروط أو معايير محددة، فأسلوب التدريس كما سبق أن بينا يرتبط بصورة أساسية بشخصية المعلم وسماته وخصائصه، ومع تسليمنا بأنه لا يوجد أسلوب محدد يمكن تفضيله عما سواه من الأساليب، على اعتبار أن مسألة تفضيل أسلوب تدريسي عن غيره تظل مرهونة، بالمعلم نفسه وبما يفضله هو، إلا أننا نجد أن معظم الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع أساليب التدريس قد ربطت بن هذه الأساليب وأثرها على التحصيل، وذلك من زاوية أن أسلوب التدريس لا يمكن الحكم عليه إلا من خلال الأثر الذي يظهر على التحصيل لدى التلاميذ.
أساليب التدريس المباشرة
يعرف أسلوب التدريس المباشر بأنه ذلك النوع من أساليب التدريس الذي يتكون من آراء وأفكار المعلم الذاتية (الخاصة) وهو يقوم بتوجيه عمل التلميذ ونقد سلوكه، ويعد هذا الأسلوب من الأساليب التي تبرز استخدام المعلم للسلطة داخل الفصل الدراسي.
حيث نجد أن المعلم في هذا الأسلوب يسعى إلى تزويد التلاميذ بالخبرات والمهارات التعليمية التي يرى هو أنها مناسبة، كما يقوم بتقويم مستويات تحصيلهم وفقاً لاختبارات محددة يستهدف منها التعرف على مدى تذكر التلاميذ للمعلومات التي قدمها لهم، ويبدو أن هذا الأسلوب يتلاءم مع المجموعة الأولى من طرق التدريس خاصة طريقة المحاضرة والمناقشة المقيدة.
أسلوب التدريس غير المباشر
يعرف بأنه الأسلوب الذي يتمثل في امتصاص آراء وأفكار التلاميذ مع تشجيع واضح من قبل المعلم لإشراكهم في العملية التعليمية وكذلك في قبول مشاعرهم.
أما في هذا الأسلوب فإن المعلم يسعى إلى التعرف على آراء ومشكلات التلاميذ، ويحاول تمثيلها، ثم يدعو التلاميذ إلى المشاركة في دراسة هذه الآراء والمشكلات ووضع الحلول المناسبة لها، ومن الطرق التي يستخدم معها هذا الأسلوب طريقة حل المشكلات وطريقة الاكتشاف الموجه.
المعلم ومدى استخدامه للأسلوب المباشر والأسلوب غير المباشر
وقد لاحظ ( فلاندوز ) أن المعلمين يميلون إلى استخدام الأسلوب المباشر أكثر من الأسلوب غير المباشر، داخل الصف، وافترض تبعاً لذلك قانونه المعروف بقانون ( الثلثين ) الذي فسره على النحو الآتي "ثلثي الوقت في الصف يخصص للحديث ـ وثلثي هذا الحديث يشغله المعلم ـ وثلث حديث المعلم يتكون من تأثير مباشر " إلا أن أحد الباحثين قد وجد أن النمو اللغوي والتحصيل العام يكون عالياً لدى التلاميذ اللذين يقعون تحت تأثير الأسلوب غير المباشر، مقارنة بزملائهم الذين يقعون تحت تأثير الأسلوب المباشر في التدريس.
كما أوضحت إحدى الدراسات التي عنيت بسلوك المعلم وتأثيره على تقدم التحصيل لدى التلاميذ، أن أسلوب التدريس الواحد ليس كافياً، وليس ملائماً لكل مهام التعليم، وأن المستوى الأمثل لكل أسلوب يختلف باختلاف طبيعة ومهمة التعلم.
أسلوب التدريس القائم على المدح والنقد
أيدت بعض الدراسات وجهة النظر القائمة أن أسلوب التدريس الذي يراعي المدح المعتدل يكون له تأثير موجب على التحصيل لدى التلاميذ، حيث وجدت أن كلمة صح ممتاز شكرا لك، ترتبط بنمو تحصيل التلاميذ في العلوم في المدرسة الابتدائية.
كما أوضحت بعض الدراسات أن هناك تأثيراً لنقد المعلم على تحصيل تلاميذه فلقد تبين أن الإفراط في النقد من قبل المعلم يؤدي انخفاض في التحصيل لدى التلاميذ، كما تقرر دراسة أخرى بأنها لا توجد حتى الآن دراسة واحدة تشير إلى أن الإفراط في النقد يسرع في نمو التعلم.
وهذا الأسلوب كما هو واضح يترابط باستراتيجية استخدام الثواب والعقاب.
أسلوب التدريس القائم على التغذية الراجعة
تناولت دراسة عديدة تأثير التغذية الراجعة على التحصيل الدراسي للتلميذ، وقد أكدت هذه الدراسات في مجملها أن أسلوب التدريس القائم على التغذية الراجعة له تأثير دال موجب على تحصيل التلميذ. ومن بين هذه الدراسات دراسة ( ستراويتز) التي توصلت إلى أن التلاميذ الذين تعلموا بهذا الأسلوب يكون لديهم قدر دال من التذكر إذا ما قورنوا بزملائهم الذين يدرسون بأسلوب تدريسي لا يعتمد على التغذية الراجعة للمعلومات المقدمة.
ومن مميزات هذا الأسلوب أن يوضح للتلميذ مستويات تقدمه ونموه التحصيلي بصورة متتابعة وذلك من خلال تحديده لجوانب القوة في ذلك التحصيل وبيان الكيفية التي يستطيع بها تنمية مستويات تحصيله، وهذا الأسلوب يعد أبرز الأساليب التى تتبع في طرق التعلم الذاتي والفردي.
أسلوب التدريس القائم على استعمال أفكار التلميذ
قسم ( فلاندوز ) أسلوب التدريس القائم على استعمال أفكار التلميذ إلى خمسة مستويات فرعية نوجزها فيما يلي :
أ ـ التنويه بتكرار مجموعة من الأسماء أو العلاقات المنطقية لاستخراج الفكرة كما يعبر عنها التلميذ.
ب ـ إعادة أو تعديل صياغة الجمل من قبل المعلم والتي تساعد التلميذ على وضع الفكرة التي يفهمها.
جـ ـ استخدام فكرة ما من قبل المعلم للوصول إلى الخطوة التالية في التحليل المنطقي للمعلومات المعطاة.
د ـ إيجاد العلاقة بين فكرة المعلم وفكرة التلميذ عن طريق مقارنة فكرة كل منهما.
هـ ـ تلخيص الأفكار التي سردت بواسطة التلميذ أو مجموعة التلاميذ.
أساليب التدريس القائمة على تنوع وتكرار الأسئلة
حاولت بعض الدراسات أن توضح العلاقة بين أسلوب التدريس القائم على نوع معين من الأسئلة وتحصيل التلاميذ، حيث أيدت نتائج هذه الدراسات وجهة النظر القائلة أن تكرار إعطاء الأسئلة للتلاميذ يرتبط بنمو التحصيل لديهم، فقد توصلت إحدى هذه الدراسات إلى أن تكرار الإجابة الصحيحة يرتبط ارتباطاً موجباً بتحصيل التلميذ.
ولقد اهتمت بعض الدراسات بمحاولات إيجاد العلاقة بين نمط تقديم الأسئلة والتحصيل الدراسي لدى التلميذ، مثل دراسة ( هيوز ) التي أجريت على ثلاث مجموعات من التلاميذ بهدف بيان تلك العلاقة، حيث اتبع الآتي : في المجموعة الأولى يتم تقديم أسئلة عشوائية من قبل المعلم، وفي المجموعة الثانية يقدم المعلم الأسئلة بناء على نمط قد سبق تحديده، أما المجموعة الثالثة يوجه المعلم فيها أسئلة للتلاميذ الذين يرغبون في الإجابة فقط. وفي ضوء ذلك توصلت تلك الدراسة إلى أنه لا توجد فروق دالة بين تحصيل التلاميذ في المجموعات الثلاث ، وقد تدل هذه النتيجة على أن اختلاف نمط تقديم السؤال لا يؤثر على تحصيل التلاميذ.وهذا يعني أن أسلوب التدريس القائم على التساؤل يلعب دوراً مؤثراً في نمو تحصيل التلاميذ، بغض النظر عن الكيفية التي تم بها تقديم هذه الأسئلة، وإن كنا نرى أن صياغة الأسئلة وتقديمها وفقاً للمعايير التي حددناها أثناء الحديث عن طريقة الأسئلة والاستجواب في التدريس، ستزيد من فعالية هذا الأسلوب ومن ثم تزيد من تحصيل التلاميذ وتقدمهم في عملية التعلم.
أساليب التدريس القائمة على وضوح العرض أو التقديم
المقصود هنا بالعرض هو عرض المدرس لمادته العلمية بشكل واضح يمكن تلاميذه من استيعابها، حيث أوضحت بعض الدراسات أن وضوح العرض ذي تأثير فعال في تقدم تحصيل التلاميذ، فقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من طلاب يدرسون العلوم الاجتماعية طُلب منهم ترتيب فاعلية معلميهم على مجموعة من المتغيرات وذلك بعد انتهاء المعلم من الدرس على مدى عدة أيام متتالية، أن الطلاب الذين أعطوا معلميهم درجات عالية في وضوح أهداف المادة وتقديمها يكون تحصيلهم أكثر من أولئك الذين أعطوا معلميهم درجات أقل في هذه المتغيرات.
أسلوب التدريس الحماسي للمعلم
لقد حاول العديد من الباحثين دراسة أثر حماس المعلم باعتباره أسلوب من أساليب التدريس على مستوى تحصيل تلاميذه، حيث بينت معظم الدراسات أن حماس المعلم يرتبط ارتباطاً ذا أهمية ودلالة بتحصيل التلاميذ.
وفي دراسة تجريبية قام بها أحد الباحثين باختيار عشرين معلماً حيث أعطيت لهم التعليمات بإلقاء درس واحد بحماس ودرس آخر بفتور لتلاميذهم من الصفين السادس والسابع، وقد تبين من نتائج دراسته أن متوسط درجات التلاميذ في الدروس المعطاة بحماس كانت أكبر بدرجة جوهرية من درجاتهم في الدروس المعطاه بفتور في تسعة عشر صفاً من العدد الكلي وهو عشرين صفاً.
ومما تقدم يتضح أن مستوى حماس المعلم أثناء التدريس يلعب دوراً مؤثراً في نمو مستويات تحصيل تلاميذه، مع ملاحظة أن هذا الحماس يكون أبعد تأثيراً إذا كان حماساً متزناً.
أسلوب التدريس القائم على التنافس الفردي
أوضحت بعض الدراسات أن هناك تأثيراً لاستخدام المعلم للتنافس الفردي كلياً للأداء النسبي بين التلاميذ وتحصيلهم الدراسي، حيث أوضحت إحدى هذه الدراسات أن استخدام المعلم لبنية التنافس الفردي يكون له تأثير دال على تحصيل تلاميذ الصف الخامس والسادس، كما وجدت تلاميذ الصفوف الخامس وحتى الثامن وذلك إذا ما قورن بالتنافس الجماعي. ومن الطرق المناسبة الاستخدام هذا الأسلوب طرق التعلم الذاتي والافرادي.
ملخص
وفي ضوء ما سبق يتضح لنا أن هناك مدلولات واضحة لأساليب التدريس تميزها عن غيرها من المفاهيم الأخرى، فقد تناولت الدراسة مدلول أسلوب التدريس على أنه له عدة صور وأشكال.
أسلوب التدريس المباشر وغير المباشر وأساليب التدريس القائمة على كل من المدح أو النقد، التغذية الراجعة، استعمال أفكار التلميذ، واستخدام وتكرار الأسئلة، وضوح العرض أو التقديم، الحماس، التنافس الفردي بين التلاميذ.
وفي الغالب فإننا نجد أن المعلم لا يحدد هذه الأساليب تحديداً مسبقاً للسير وفقاً لها أثناء التدريس، ولكنها تكاد تصل إلى درجات مختلفة من النمطية في الأداء التدريسي، وذلك باختلاف الخصائص الشخصية للمعلمين.
ورشة عمل كتطبيق على ( أساليب التدريس )
أخى الكريم والمعلم الفاضل ، فى ضوء دراستك لموضوع أساليب التدريس أجب عن الآتى :
1- ما مفهوم أسلوب التدريس ؟
2- ما الفرق بين طريقة التدريس وأسلوب التدريس ؟
3- أى أساليب التدريس تفضل أن تستخدمها فى تدريسك لمادتك ؟
4- تخير موضوعا من الموضوعات التى تقوم بتدريسها ثم تناول فى شرحك له أسلوبا مناسبا ضمن أساليب التدريس التى تناولتها المحاضرة وعليك أن تحدد مدى تأثر مستوى التحصيل لدى الطلاب عقب استخدامك لذلك الأسلوب .
خالص تمنياتى ودعائى أن يكون عملنا خالصا لوجه الله تعالى .
:::::::::::::::::::
منقول للفائدة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى