- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
نبيّ الرحمة
الأحد 25 أبريل 2010, 21:44
نبيّ الرحمة والإنسانية !!...
أشرق الصحراء نورها , واهتزت حبات رمالها , وتفجّرت الينابيع من جوفها حين انبثق
فجر ضياء نور رسول الله نبينا حبيبنا سيد العلماء , وعظيم العظماء , وقائد الأبطال ,
ومربي الجيل والأجيال!!..
سراجا وهّاجا أزاح عن الكون بمولد رسالته حلكة الظلام البهيم , واستنهض فجر الأمم
بنور الإيمان والهدي , ونشر في الكون شذا خضر نسيم دعوته , ورحمة إنسانيته ,
وخلق حسنه , وصفاء هديه , وسماحة رسالته , وذكاء قريحته , ووفور عقله ,
وأمانة معاملته , وعبقرية عظمة شخصيته!!...
آياته أبهرت العيون , وخشعت لها الأرواح , وسكنت في رياضها القلوب حين أعلن بقوة
الإيمان الحق للإنسانية , حق المساواة بين البشر جمعاء ..
وهل هناك أروع وأعظم وأنبل من رسالته التي لم تكن سوى مدرسة إلهية لكلّ عظيم ,
وزعيم وقائد , وأب ومعلّم ومربّي, وكلّ سياسي وحكيم, وكنت بحقٍّ يا حبيبنا :!!؟؟..
{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب 46]
لم يكن الحبيب النبي الأميّ الذي أرسله الله رسولا لقبيلة , ولا لأمة العرب والعجم , بل كانت رسالته رحمةً , وسراجاً منيراً للعالمين :
{قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاا إِلَـهَ إِلاَّ
هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[ الأعراف 158]
لم يترّفع عن الفقراء والضعفاء , والمساكين والخدم , بل كان مثلا ً وأسوة وقدوةً لهم :
{قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا} [الكهف110]
لم ينقض عهداً , ولم يمثّل بعدوٍ , ولم يقتل ضعيفاً , وكانت حربه مع الظلم , والشرك
والكفر والطغيان حرب عادلة تستهدف السلم لا العدوان , وتوطيد أركان السلام في أرجاء المعمورة ..
حرب الإسلام مع الكفر لم تكن- يا أهل الإرهاب والقتل- سوى حربا عادلة تحترم حياة وأملاك الأبرياء , وتعامل الأسرى والرهائن بالحسنى ..وليست كما يصورها الغرب
الصليبي المتصهين بأنها حرب إرهابية!!! ...
فادى أغنياء الأسرى يوم بدرٍ بالمال , وأطلق سراح الفقراء , وكلّف المتعلمين منهم
بتعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة , ثم أطلق سراحهم بعد انهاء مهمة التعليم ,
وأوصى صحابته فقال لهم :
{ استوصوا بالأسارى خيرا }
وهل وصلت الإنسانية إلى علو رسالته السمحة وهو يقول لهم إذا خرجوا للغزو في سبيل الله فيقول لهم :
{أخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا,
ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ,ولا أصحاب الصوامع }..
حربنا يا أهل الغرب المتصهين لم تكن مع الكفر , والطغيان لأغراض مادية ,
ولا من أجل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل – كما يزعمون –و نشر الديمقراطية الزائفة ,
والحرية المسلوبة, بل كانت دفاعا عن حرية الرأي والعقيدة :
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[البقرة 256]
رسالة نبينا هي فكرة الوحدة الإنسانية الشاملة , والسلام والمحبة حين قال الله تعالى :
{لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة 8]
أهل الكفر والشرك في مكة- أم القرى - ارتكبت أبشع أنواع الظلم والعدوان والتنكيل بالحبيب وصحبه, فتركوا الديار وهاجروا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ..
ومع ذلك فقد قال لهم نبي الرحمة والإنسانية حين فتح مكة- التي أخرجته من ديارها ظلما وعدوانا - :
{ما ترون أني صانع بكم}
قالوا :
خيرا أخ كريم وابن أخ كريم
قال:
{ اذهبوا فأنتم الطلقاء}
لنسأل أنفسنا :
أي القوانين البشرية , ومنظمات حقوق الإنسان , وهيئة الأمم المتحدة تساوي هذه الحقوق التي جاء بها نبينا الأمي , والقائد العظيم ,
والمربي الإنساني!! ؟؟...
هل للغرب عقيدة لهم سوى أهواء الجاهلية , وعصبية الجنس والعرق ,
وحب الفخر والتفاخر!!؟؟ ..
هل للغرب عقيدة سوى استعباد الفقراء . واحتكار الأموال , ونهب الثروات ,
واستعمار البلاد !!!؟؟؟
أسألكم بالله أي حرية ينادي بها الغرب الصليبي الصهيوني !!؟؟؟..
هل هي الحرية التي أباحت لأمريكا – صاحبة الحرية والديمقراطية المزيّفة -
إفناء الهنود الحمر إفناء كاملا تحت مرأى ومسامع العالم !!؟؟...
وأباحت لحكومات روسيا والصين , والهند والحبشة ويوغسلافيا , وغيرها
إفناء المسلمين بالجملة ...
هل هي الحرية في قتل المسلمين , والمؤامرة على إخواننا السنة في العراق,
على مسامع ومرأى العالم الإسلامي !!؟؟؟..
هل هي الحرية التي تهتك الحرمات , وتعتدي على الأعراض , وتنهب الثروات ,
وتقتل الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب !!؟؟؟...
هل هؤلاء هم أصحاب الحرية والمساواة ؟؟؟..
ألم يأن لنا أن نفهم ما يتشدق به الغرب بأنه خداع , وزيف , وباطل يُخفي وراءه أطماع خبيثة , ومؤامرات دنيئة هدفها الأول والأخير هو القضاء على رسالة السلام والمحبة !!؟؟؟..
رسالة نبينا لم تأت إلا بهدف إسعاد البشرية , ونقلها من عالم الظلمات والجهل إلى عالم الهدي والإيمان, ولا فضل عربي على أعجمي إلا ّبالتقوى !!....
{ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات13]
وهل لنا خير من مدرسة نبينا ومعلمنا الحبيب, وصحبه التي هي مثلاّ أعلى في الصلاح ,
ونظافة الروح , وإنسانية القلب !!؟؟..
تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كانت تربية روحية , وجسدية ومعنوية ,
وفكرية لحمل أمانة هذا الدين , ونشر رسالته ..
عقيدة راسخة شيّدت على أسس متينة في قلوبهم , وأهدافهم كانت سامية حرّرت وجدانهم وضمائرهم من كل الاعتبارات الزائفة , والأكاذيب الباطلة لأنها فهمت الإسلام على حقيقة أصله وثوابته , واستلهمت روح نهجه , وسلكت سبل النبيّ الأميّ وصحبه , فأخرج لنا من مدرسته أصحاب النفوس العالية , وأساتذة النوابغ والعلماء , ومصابيح الفاتحين لتنير مشارق الدنيا ومغاربها برسالة نبيّ الإنسانية والسلام !!...
رسالة نبينا ازدانت بالحنو, والعطف على اليتيم والفقير , والأرمل والبائس والضعيف ,
وبلغت معاملته للأرقاء والعبيد , ووصاياه فيهم لم تبلغها الإنسانية من قبل, بل جعلت
من العبيد أسياد ورجال الأمم , فلا تفاضل فيها ولا صلاح , ولا فخر ولا عزّة إلا بالتقوى !!..
وهاهو خادم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم – أنس بن مالك – رضي الله عنه يقول :
{خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف قط , ولا قال لشيء صنعته :
لمَ صنعته؟
ولا لشيء تركته :
لمَ تركته ؟
وكان لا يظلم أحدا أجره }[رواه البخاري ]
إنه الحبيب المربي الذي علّمنا في رسالته مبادئ الإصلاح , والحرية ومبادئ الإنسانية
لتسعد بها البشرية على مر العصور والأزمان ...
سأل رجل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
أيّ الإسلام خير ؟
فقال :
{ تطعم الطعام , وتقرأ السلام على من عرفت , ومن لم تعرف }
[رواه البخاري]
تلك هي مبادئ الحرية الأساسية التي جاءت بها رسالة نبينا الأمي !!؟؟...
نعود ونسأل أنفسنا :
هل وُجد في تاريخ القانون البشري دستورا لتكريم البشرية مثل ما جاء به كتاب الله ربنا ,
وسنة نبينا !!؟؟؟
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء 70
أي تربية إنسانية أظهرها الله في حكمته , وتهذيبه , ورجولته .؟؟..
أي تاريخ يستطيع أن ينسق سيرته العظيمة ويستطيع أن يفك رموزها وأسراها ؟؟..
أي مصلح اجتماعي كان الحبيب وهو يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع ثم يقول "
عن جبير بن نفير عن بن البجير وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ثم أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوما جوع قال :
فوضع الحجر على بطنه ثم قال:
{ ألا وإن رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة همام يوم القيامة ألا رب مكرم نفسه وهو لها
مهين ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم ...}
ترى هل هناك معجم استطاع أن يجمع بين طيات صفحاته صفات النبي الأمي ,
وأصول حكمته , وشيم أخلاقه وفضائل إنسانيته , وقدر علوه , ونور إيمانه ,
وحسن وصف هيئته , وشمائل بدائع ونفائس سيرته , وضوابط إنسانيته !!؟؟...
إنها والله صفات في مجموعها طابع إلهي على حياة البشرية , ليعلن للعالم والكون
بأنه خير البشر والرسل والأنام ...
مدرسة سيد البشرية ما دخلها طالب إلا نال منها الحكمة والخير , وهذبت روحه وصقلت فكره , وأنشأت منه قلبا مملوءا بالخير والمحبة , والوجدانية للإنسانية جمعاء , لأنها جاءت
قبراً للباطل العتيد , ونصراً للحق المبين ...
وبفضل مدرسة الحبيب فتحت لنا مشارق الأرض ومغاربها , وشيّد المسلمون حضارتهم
لتبقى شاخصة بالمدنية والإنسانية , ويتعلم منها البشر مبادئ وأسس الحرية ..
فما أجدر بالأمة أن تعود إلى منهجك الفريد , وتنضوي تحت لواء رسالتك , وتستقي
منهج دعوتكِ , وتخشع إجلالا وإكبارا لنبي الحرية والمساواة , وداعية السلام
والمحبة والوئام , والتعاون والإخاء بين الأمم والشعوب على مرّ العصور والأزمان !!؟؟...
[/size][/size]أشرق الصحراء نورها , واهتزت حبات رمالها , وتفجّرت الينابيع من جوفها حين انبثق
فجر ضياء نور رسول الله نبينا حبيبنا سيد العلماء , وعظيم العظماء , وقائد الأبطال ,
ومربي الجيل والأجيال!!..
سراجا وهّاجا أزاح عن الكون بمولد رسالته حلكة الظلام البهيم , واستنهض فجر الأمم
بنور الإيمان والهدي , ونشر في الكون شذا خضر نسيم دعوته , ورحمة إنسانيته ,
وخلق حسنه , وصفاء هديه , وسماحة رسالته , وذكاء قريحته , ووفور عقله ,
وأمانة معاملته , وعبقرية عظمة شخصيته!!...
آياته أبهرت العيون , وخشعت لها الأرواح , وسكنت في رياضها القلوب حين أعلن بقوة
الإيمان الحق للإنسانية , حق المساواة بين البشر جمعاء ..
وهل هناك أروع وأعظم وأنبل من رسالته التي لم تكن سوى مدرسة إلهية لكلّ عظيم ,
وزعيم وقائد , وأب ومعلّم ومربّي, وكلّ سياسي وحكيم, وكنت بحقٍّ يا حبيبنا :!!؟؟..
{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب 46]
لم يكن الحبيب النبي الأميّ الذي أرسله الله رسولا لقبيلة , ولا لأمة العرب والعجم , بل كانت رسالته رحمةً , وسراجاً منيراً للعالمين :
{قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاا إِلَـهَ إِلاَّ
هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[ الأعراف 158]
لم يترّفع عن الفقراء والضعفاء , والمساكين والخدم , بل كان مثلا ً وأسوة وقدوةً لهم :
{قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا} [الكهف110]
لم ينقض عهداً , ولم يمثّل بعدوٍ , ولم يقتل ضعيفاً , وكانت حربه مع الظلم , والشرك
والكفر والطغيان حرب عادلة تستهدف السلم لا العدوان , وتوطيد أركان السلام في أرجاء المعمورة ..
حرب الإسلام مع الكفر لم تكن- يا أهل الإرهاب والقتل- سوى حربا عادلة تحترم حياة وأملاك الأبرياء , وتعامل الأسرى والرهائن بالحسنى ..وليست كما يصورها الغرب
الصليبي المتصهين بأنها حرب إرهابية!!! ...
فادى أغنياء الأسرى يوم بدرٍ بالمال , وأطلق سراح الفقراء , وكلّف المتعلمين منهم
بتعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة , ثم أطلق سراحهم بعد انهاء مهمة التعليم ,
وأوصى صحابته فقال لهم :
{ استوصوا بالأسارى خيرا }
وهل وصلت الإنسانية إلى علو رسالته السمحة وهو يقول لهم إذا خرجوا للغزو في سبيل الله فيقول لهم :
{أخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا,
ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ,ولا أصحاب الصوامع }..
حربنا يا أهل الغرب المتصهين لم تكن مع الكفر , والطغيان لأغراض مادية ,
ولا من أجل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل – كما يزعمون –و نشر الديمقراطية الزائفة ,
والحرية المسلوبة, بل كانت دفاعا عن حرية الرأي والعقيدة :
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[البقرة 256]
رسالة نبينا هي فكرة الوحدة الإنسانية الشاملة , والسلام والمحبة حين قال الله تعالى :
{لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة 8]
أهل الكفر والشرك في مكة- أم القرى - ارتكبت أبشع أنواع الظلم والعدوان والتنكيل بالحبيب وصحبه, فتركوا الديار وهاجروا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ..
ومع ذلك فقد قال لهم نبي الرحمة والإنسانية حين فتح مكة- التي أخرجته من ديارها ظلما وعدوانا - :
{ما ترون أني صانع بكم}
قالوا :
خيرا أخ كريم وابن أخ كريم
قال:
{ اذهبوا فأنتم الطلقاء}
لنسأل أنفسنا :
أي القوانين البشرية , ومنظمات حقوق الإنسان , وهيئة الأمم المتحدة تساوي هذه الحقوق التي جاء بها نبينا الأمي , والقائد العظيم ,
والمربي الإنساني!! ؟؟...
هل للغرب عقيدة لهم سوى أهواء الجاهلية , وعصبية الجنس والعرق ,
وحب الفخر والتفاخر!!؟؟ ..
هل للغرب عقيدة سوى استعباد الفقراء . واحتكار الأموال , ونهب الثروات ,
واستعمار البلاد !!!؟؟؟
أسألكم بالله أي حرية ينادي بها الغرب الصليبي الصهيوني !!؟؟؟..
هل هي الحرية التي أباحت لأمريكا – صاحبة الحرية والديمقراطية المزيّفة -
إفناء الهنود الحمر إفناء كاملا تحت مرأى ومسامع العالم !!؟؟...
وأباحت لحكومات روسيا والصين , والهند والحبشة ويوغسلافيا , وغيرها
إفناء المسلمين بالجملة ...
هل هي الحرية في قتل المسلمين , والمؤامرة على إخواننا السنة في العراق,
على مسامع ومرأى العالم الإسلامي !!؟؟؟..
هل هي الحرية التي تهتك الحرمات , وتعتدي على الأعراض , وتنهب الثروات ,
وتقتل الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب !!؟؟؟...
هل هؤلاء هم أصحاب الحرية والمساواة ؟؟؟..
ألم يأن لنا أن نفهم ما يتشدق به الغرب بأنه خداع , وزيف , وباطل يُخفي وراءه أطماع خبيثة , ومؤامرات دنيئة هدفها الأول والأخير هو القضاء على رسالة السلام والمحبة !!؟؟؟..
رسالة نبينا لم تأت إلا بهدف إسعاد البشرية , ونقلها من عالم الظلمات والجهل إلى عالم الهدي والإيمان, ولا فضل عربي على أعجمي إلا ّبالتقوى !!....
{ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات13]
وهل لنا خير من مدرسة نبينا ومعلمنا الحبيب, وصحبه التي هي مثلاّ أعلى في الصلاح ,
ونظافة الروح , وإنسانية القلب !!؟؟..
تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كانت تربية روحية , وجسدية ومعنوية ,
وفكرية لحمل أمانة هذا الدين , ونشر رسالته ..
عقيدة راسخة شيّدت على أسس متينة في قلوبهم , وأهدافهم كانت سامية حرّرت وجدانهم وضمائرهم من كل الاعتبارات الزائفة , والأكاذيب الباطلة لأنها فهمت الإسلام على حقيقة أصله وثوابته , واستلهمت روح نهجه , وسلكت سبل النبيّ الأميّ وصحبه , فأخرج لنا من مدرسته أصحاب النفوس العالية , وأساتذة النوابغ والعلماء , ومصابيح الفاتحين لتنير مشارق الدنيا ومغاربها برسالة نبيّ الإنسانية والسلام !!...
رسالة نبينا ازدانت بالحنو, والعطف على اليتيم والفقير , والأرمل والبائس والضعيف ,
وبلغت معاملته للأرقاء والعبيد , ووصاياه فيهم لم تبلغها الإنسانية من قبل, بل جعلت
من العبيد أسياد ورجال الأمم , فلا تفاضل فيها ولا صلاح , ولا فخر ولا عزّة إلا بالتقوى !!..
وهاهو خادم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم – أنس بن مالك – رضي الله عنه يقول :
{خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف قط , ولا قال لشيء صنعته :
لمَ صنعته؟
ولا لشيء تركته :
لمَ تركته ؟
وكان لا يظلم أحدا أجره }[رواه البخاري ]
إنه الحبيب المربي الذي علّمنا في رسالته مبادئ الإصلاح , والحرية ومبادئ الإنسانية
لتسعد بها البشرية على مر العصور والأزمان ...
سأل رجل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
أيّ الإسلام خير ؟
فقال :
{ تطعم الطعام , وتقرأ السلام على من عرفت , ومن لم تعرف }
[رواه البخاري]
تلك هي مبادئ الحرية الأساسية التي جاءت بها رسالة نبينا الأمي !!؟؟...
نعود ونسأل أنفسنا :
هل وُجد في تاريخ القانون البشري دستورا لتكريم البشرية مثل ما جاء به كتاب الله ربنا ,
وسنة نبينا !!؟؟؟
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء 70
أي تربية إنسانية أظهرها الله في حكمته , وتهذيبه , ورجولته .؟؟..
أي تاريخ يستطيع أن ينسق سيرته العظيمة ويستطيع أن يفك رموزها وأسراها ؟؟..
أي مصلح اجتماعي كان الحبيب وهو يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع ثم يقول "
عن جبير بن نفير عن بن البجير وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ثم أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوما جوع قال :
فوضع الحجر على بطنه ثم قال:
{ ألا وإن رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة همام يوم القيامة ألا رب مكرم نفسه وهو لها
مهين ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم ...}
ترى هل هناك معجم استطاع أن يجمع بين طيات صفحاته صفات النبي الأمي ,
وأصول حكمته , وشيم أخلاقه وفضائل إنسانيته , وقدر علوه , ونور إيمانه ,
وحسن وصف هيئته , وشمائل بدائع ونفائس سيرته , وضوابط إنسانيته !!؟؟...
إنها والله صفات في مجموعها طابع إلهي على حياة البشرية , ليعلن للعالم والكون
بأنه خير البشر والرسل والأنام ...
مدرسة سيد البشرية ما دخلها طالب إلا نال منها الحكمة والخير , وهذبت روحه وصقلت فكره , وأنشأت منه قلبا مملوءا بالخير والمحبة , والوجدانية للإنسانية جمعاء , لأنها جاءت
قبراً للباطل العتيد , ونصراً للحق المبين ...
وبفضل مدرسة الحبيب فتحت لنا مشارق الأرض ومغاربها , وشيّد المسلمون حضارتهم
لتبقى شاخصة بالمدنية والإنسانية , ويتعلم منها البشر مبادئ وأسس الحرية ..
فما أجدر بالأمة أن تعود إلى منهجك الفريد , وتنضوي تحت لواء رسالتك , وتستقي
منهج دعوتكِ , وتخشع إجلالا وإكبارا لنبي الحرية والمساواة , وداعية السلام
والمحبة والوئام , والتعاون والإخاء بين الأمم والشعوب على مرّ العصور والأزمان !!؟؟...
__________________
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: نبيّ الرحمة
الإثنين 26 أبريل 2010, 18:44
شكرا على مثابرتكم و اهتمامكم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى