منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    سعيد501
    عضو ملكي
    عضو ملكي
      : بيت المقدس من النشأة إلى النكبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 2046
    العمر : 53
    تاريخ التسجيل : 20/12/2007
    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Aoiss

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Empty بيت المقدس من النشأة إلى النكبة

    الخميس 30 ديسمبر 2010, 19:07
    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة
    الشيخ عدنان قاسم‏

    بسم الله الرحمن الرحيم‏

    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمي الأمين.

    تمهيد:

    أما بعد فقد قال اللَّه تعالى: «ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شي‏ء وهدى ورحمة»(1). فكتاب اللَّه سبحانه وتعالى فيه نبأ ما بعدنا وخبر ما قبلنا وحكم ما بيننا.

    وقد نقل رسول اللَّه (ص) إلينا القران الكريم عن طريق الوحي الإلهي وبلغه إلى الصحابة رضوان اللَّه عليهم مكتوباً في السطور، ومحفوظاً في الصدور.

    وتتابع على نقله وروايته على هذه الصورة التابعون ومن تبعهم إلى يومنا، فوصل إلينا بالسند المتواتر الصحيح الموثوق، فليس في الدنيا ما يشبهه أو يدانيه في صحة النقل.

    وقد يقول قائل: ما علاقة التاريخ بموضوع «بيت المقدس والمسجد الأقصى»؟

    الجواب: في القران الكريم فقه، وتاريخ، وقد قص اللَّه علينا في كتابه العزيز أخبار من قبلنا، ليكون لنا فيها عبرة وعظة، وبيّن لنا أسباب زوال الممالك بعد ارتضائها. قال تعالى: «نحن نقص عليك أحسن القصص»(2).

    وقال تعالى: «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب»(3).

    وقصص الأنبياء التي قصها القرآن الكريم، هي تاريخ الأمم الماضية.

    وتاريخ المسجد الأقصى هو تاريخ الأنبياء من لدن آدم (ع)، إلى نبينا محمد (ص). وقد اتصل تاريخ المسجد الأقصى بسيرة سيدنا محمد (ص)، من إسرائه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصلاته بالأنبياء والمرسلين إماماً فيه، ومن عروجه إلى السموات العلى وفرض الصلاة ليلة الإسراء. والمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وهو أحد ثلاثة مساجد يشد المسلمون الرحال إليها.

    فالمسجد الأقصى يمثل تاريخ التوحيد، الذي كان الإسلام آخر حلقاته، ويمثل دين الإسلام الذي جاء به الأنبياء جميعهم، واتصل بالسيرة النبوية قبل الهجرة وبعدها، واتصل بسيرة الخلفاء الراشدين، والصحابة الفاتحين - واتصل بتاريخ الجهاد الإسلامي الفذ...

    ولهذا فإننا لا نقبل في قصة تأسيسه، وتاريخ أزمانه، إلا الأخبار الحسنة الصحيحة، وليس في الدنيا تاريخ صحيح، موصول السند موثوق الرواية، إلا ما جاء في القران الكريم، والحديث النبوي المحقق السند والمتن ويليها أخبار المؤرخين الذين اتبعوا أسلوب أهل الحديث في الرواية.

    وبناء على ذلك، فإننا نرفض في «تاريخ القدس والمسجد الأقصى». الروايات الإسرائيلية، المنقولة عن أسفار اليهود، ونرفض روايات المؤرخين التي تعتمد على الحدس والتخمين. وكيف نعتمد في تاريخ مقدساتنا على روايات اليهود! وقد تضافرت الشواهد على أنها محرفة مكذوبة.

    قال رسول اللَّه (ص): «لا تسألوا أهل الكتاب عن شي‏ء»(4).

    وقال رسول اللَّه (ص): «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنَّا باللَّه وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم»(5).

    وأكثر الموضوعات التي رجع فيها اليهود إلى الأكاذيب موضوع فلسطين - والقدس والمسجد الأقصى المبارك. وربطوا بين البناءات الخيالية التي جاءت في أخبار داود وسليمان (عليهما السلام)، وبين المسجد الأقصى، مع الاختلاف في المسمى. ففي الأخبار الإسرائيلية المصنوعة يذكرون «الهيكل والمذبح»... وفي المصادر الإسلامية الصحيحة الموثوقة المنقولة بالتواتر جاء اسم «المسجد الأقصى والمحراب».

    وتذكر مصادرهم الموضوعة أن اللَّه وعدهم أن يسكنهم أرض كنعان «الأرض المقدسة» والذي جاء في المصادر الإسلامية الموثوقة أن اللَّه وعد المؤمنين من قوم موسى (ع). وأن اللَّه أخذ على هؤلاء العهد أن يطبقوا كل ما في التوراة، وقد جاء في التوراة أن الأنبياء من بعد موسى سوف يرسلون، ولا بد من اتباع هؤلاء الأنبياء. وقد جاء عيسى (ع) فكفروا به، وجاء محمد (ص) فجحدوا نبوته.

    فهؤلاء إذن ليسوا من أتباع موسى، ولا حق لهم في هذا الوعد، لأن وعد اللَّه وعهده لا يدوم إلا مع دوام الإيمان بما أنزل اللَّه من الوحي.

    - وإذا قالوا إن اللَّه وعد ذرية إسرائيل... نقول لهم كذبتم، لأن اللَّه لا يعد عرقاً أو جنساً من الناس، وإنما يعد المؤمنين من هذا الجنس وغيره.

    فاليهود أو الإسرائيليون، أو العبريون، كاذبون مفترون معتدون حسب القوانين الإلهية، وهم كاذبون مفترون حسب المقاييس البشرية والتاريخية وإذا بطل حقهم الديني، فإن حقهم البشري باطل أيضاً، لأن الأرض لمن أحياها، ولمن سبق إليها، وقد سبق إلى أرض فلسطين المباركة أقوام من الكنعانيين، وهم يعترفون بذلك وعندما جاء المسلمون إلى فلسطين والقدس أخذوها بثلاثة حقوق:

    الأول- بوعد اللَّه الحق لهم: لأنهم هم المؤمنون الذين امنوا بجميع الأنبياء والمرسلين ولم يستثنوا أحداً. ودينهم هو المنقول بالتواتر، ولم يمنعوا أحداً من الدخول في دينهم. قال تعالى: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون»(6).

    الثاني- إذا زعموا أنهم ورثوها من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم: نقول لهم نحن - العرب المسلمين - أحق بالميراث، لأن أبانا إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وهو الابن الأكبر، وولد في فلسطين، ووراثة الملك أو العهد تكون للابن الأكبر، وزعمهم أن إبراهيم حرم أبناء الإماء، ليس فيه دليل متصل بالسند إلى إبراهيم (ع).

    الثالث- الحق القومي: ذلك أن العرب المسلمين الذين جاؤوا إلى فلسطين بعد الإسلام جاؤوا من الجزيرة العربية، وسكان فلسطين والقدس، الكنعانيون جاؤوا من الجزيرة العربية. فهم العمق التاريخي لعرب الإسلام. والعرب المسلمون، هم أخلص العروق نسباً، لأنهم بقوا في جزيرتهم منذ جعل اللَّه الناس شعوباً وقبائل ولم يأتهم غزو أجنبي ولم يختلطوا بغيرهم والخالص أحق بالميراث.

    أما اليهود، فقد تفرقوا في أقاليم الأرض، وامتزجوا بالأمم، ودخل فيهم من ليس من عرقهم، وبناء على ذلك فإننا رفضنا الاعتماد على الروايات الإسرائيلية في تاريخ القدس والمسجد الأقصى: فإذا كانت الروايات الإسرائيلية القديمة كاذبة، فإن الروايات الإسرائيلية الحديثة باطلة، لأنها تقوم على تزييف التاريخ.

    فهناك الكثير من أصحاب الاستطاعة المسلمون يتنافسون لخدمة أول القبلتين: فهذا يقدم المال، وذاك يقدم الفن والمشورة، وثالث يؤازر ويبارك، ورابع في قلبه النية الصادقة وخامس يدفع عنه بالحجة والرأي، وفئة سادسة نرجو اللَّه أن نكون ممن عناهم حديث رسول اللَّه (ص) عن أبي أمامة الباهلي، قال رسول اللَّه (ص): «ولا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر اللَّه وهم كذلك. قالوا: يا رسول اللَّه، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»(7).

    بيت المقدس: أسمائه ونشأته ومكانه‏

    للقدس أسماء كثيرة، ويقال أن كثرة الأسماء تدل على علو مكانة المسمى. من أسمائها:

    - مدينة السلام (أور - سالم): وهو أقدم اسم عرفه البشر لها. وقد وضعه لها أقدم سكانها العرب الكنعانيون، منسوبة إلى «سالم أو شالم - شاليم» وهو إله السلام عند الكنعانيين، أو هو اسم مؤسسها. وكلمة «أور» كلمة سومرية معناها «مدينة».

    - يبوس: وهذا الاسم أطلقه القائد اليهودي «يوشع» لما أغار اليهود على فلسطين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

    ويبوس نسبة إلى «اليبوسيين» من بطونها العرب الأوائل في الجزيرة العربية، وهم سكان القدس الأقدمون، أو هم أول من سكنها، أو أول من دوَّن التاريخ أنهم سكنوها. وإطلاق اليهود اسم يبوس على الموقع فيه تحذير لقومهم من شدة أهلها وقوتهم، لذلك بقيت مستعصية عليهم حتى تملك داود (ع) فدخلها بعد أن أمضى سبع سنوات من ملكه في الخليل.

    - إيلياء: جاء هذا الاسم سنة 135م. وضعه الإمبراطور الروماني «هدريان»، وإيلياء اسم جد عائلة الإمبراطور، وبقي هذا الاسم شائعاً حتى الفتح الإسلامي.

    وقال ابن حجر: «لبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين وذكر منها:

    - إيليا: شلّم وشلام وسَلِم وأوري سلم.

    - بيت المقدس: وقد جاء ذكره في حديث الإسراء الذي رواه مسلم (فركبته حتى أتيت بيت القدس). قال الزجاج: البيت المقدس: المطهر. وبيت المقدس: أي المكان الذي يُطهَّر فيه الذنوب.

    - وصهيون: ومعناه الحن أو الجبل المشمس.

    - ومصروث: المصرارة هي من أحياء القدس والمصرة قرية في قضاء بيت لحم.

    - كورشيلا: لعلها مركبة من «كورش» الحاكم الفارسي الذي أعاد الإسرائيليين من أسرهم.

    - القدس: ويظهر أنه غلب على المدينة بعد العصر الأموي في بلاد الشام.

    - القدس الشريف: ذكرها بهذا الوصف يحيى بن سعيد الأنطاكي في كتابه التنزيل ألفه عام 458هـ، وذكرها أيضاً ابن بطوطة. ومجير الدين الحنبلي في تاريخ القدس سنة 901هـ»(8).



    القدس ونشأتها الأولى‏

    نقل مجير الدين الحنبلي قصة بيت المقدس فقال «وأما مدينة القدس فكانت أرضها في ابتداء الزمان صحراء بين أودية وجبال، وهي خالية لا أبنية فيها ولا عمران... ومما حكي في تواريخ الأمم السالفة أن (ملكي صادق) نزل بأرض بيت المقدس، وقطن بكهف من جبالها يتعبد فيه، واشتهر أمره حتى بلغ ملوك الأرض الذين بالقرب من أرض بيت المقدس، بالشام وسدوم وغيرهما، وعدتهم اثنتا عشر ملكاً، فحضروا إليه، فلما رأوه وسمعوا كلامه، اعتقدوه وأحبوه حباً شديداً، ودفعوا إليه مالاً ليعمر به مدينة القدس، فاختطها وعمرها وسميت (بيت السلام) فلما انتهت عمارتها اتفق الملوك كلهم أن يكون ملكي صادق ملكاً عليهم وكنوه بأبي الملوك، فكانوا بأجمعهم تحت طاعته حتى مات»(9).

    وملكي صادق من أقدم ملوك اليبوسيين الكنعانيين العرب واسمه كنعاني معناه «ملك البر» أو «سيد العدل». وكان من الموحدين العابدين للَّه تعالى واتخذ من بقعة الحرم القدسي معبداً له.


    موقع القدس:

    القدس واقعة على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب وإلى الشرق ومحيط القدس صخري قاحل، لا سهل فيه، ولا بحيرة ولا ينابيع وأقرب عين لها عين الدرج من سلوان، وقد كان جل اعتماد أهل القدس على مياه الأمطار.

    فهي ليست بمركز زراعي، وليست على بحر ولا على طريق تجاري.

    فالمدينة لم تنشأ في أصل نشأتها، للأسباب التي تنشأ لها المدن والقرى وأسباب نشوء المدن والقرى: البحر، والنهر، والماء، والزراعة، وطرق التجارة. أما بيت المقدس فليس له واحدة من هذه الميزات. إذن كيف نشأت وأصبحت مدينة يتزاحم الناس فيها ويشدون الرحال إليها؟ فليس هناك جواباً إلا الذي يجاب به عند نشأة مكة المكرمة. مكة نشأت بوحي من اللَّه. وبيت المقدس كذلك.

    وبين المدينتين تشابه وتقارب في طبيعة المكان، وحكمة النشأة.

    لعل حكمة إنشاء أول مكانين على الأرض لعبادة اللَّه على هذه الضفة بيان قدرة اللَّه في رزق الناس وإطعامهم. ورمزاً لإخلاص القصد للَّه تعالى.


    أهم الجبال المطلة على القدس:

    - جبل المكبر: يقع جنوب القدس، ومنه دخل عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه) لبيت المقدس يوم فتحها.

    - جبل الطور: أو جبل الزيتون يقع شرقي المدينة المقدسة، ويكشف قديمها وجديدها وتوجد فيه عدة كنائس تعد من أهم الكناس المسيحية وأقدمها. وفيه دفن جماعة من شهداء المسلمين في الفتحين العمري والأيوبي.

    - جبل المشارف: دعي بذلك لأنه يشرف على القدس.

    - جبل النبي صمويل: يقع شمالي غربي القدس.

    - جبل العاصور: وهو الجبل الرابع في علوه في فلسطين.



    أما أبواب سور المدينة فهي سبعة:

    باب الخليل - باب الجديد - باب العمود - باب النصر - باب الساهرة - باب ستنا مريم - باب المغاربة - باب النبي داود (ع).



    أما الأودية التي كانت تحيط بالقدس في أول نشأتها فهي:

    - وادي جهنم: ويسميه العرب «وداي سلوان».

    - وادي الربابة: يفصل جبل صهيون عن تل أبي ثور.

    - وهذه الأودية الثلاثة التي تحيط بالمدينة القديمة من جهاتها: الشرقية والجنوبية والغربية كانت تؤلف خطوطاً دفاعية طبيعية تجعل اقتحام القدس أمراً صعباً.

    الوصف الفني للمسجد الأقصى:

    يقع المسجد الأقصى في القسم الجنوبي من الحرم الشريف فالزاوية الشمالية الغربية تبعد عن سور باب المغاربة نحواً من سبعين متراً، وتوازي واجهته الشمالية سور الحرم من الجنوب والخط المستقيم المسحوب على واجهته ينحصر بين سوري الحرم الشرقي والغربي بطول يقرب مائتين وخمسة وثمانين متراً.

    ويقابل الداخل للمسجد من الجهة الشمالية رواق كبير أنشى‏ء في زمن الملك عيسى بن أبي بكر أيوب صاحب دمشق سنة 634هـ ثم جدد بعده، وهو مؤلف من سبع قناطر عقدت على ممر ينتهي إلى سبعة أبواب، كل باب يؤدي إلى زواق من أروقة المسجد السبعة.

    وللمسجد، عدا هذه الأبواب، باب في الجهة الغربية، وهناك مداخل لجامع النساء الواقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد، وهو مؤلف من رواقين ممتدين غرباً مسافة 53 متراً إلى أن يتصلا بجامع المغاربة. وقد بني جامع النساء في عهد الفاطميين. ويقع في الجهة الشرقية أيضاً جامع عمر، وقد أطلق عليه اسم أمير المؤمنين عمر لأنه بقية الجامع الذي بناه عمر عند فتح القدس.

    ويقع في الجهة الشمالية الغربية إيوان كبير، ويقع بالقرب منه إيوان جميل يسمى محراب زكريا.

    وفي المسجد أعمدة كثيرة تقوم على قواعد جميلة، وتعلوها تيجان غاية في الجمال والإبداع.

    وفي أعلى الأقواس صفان من الشبابيك، يقسم القسم السفلي نحو الرواقين الجانبين وسطح الرواق الرئيسي على من سطح الرواقين المجاورين له، وفوق كل رواق من هذين الرواقين نصبة من الخشب قليلة الارتفاع في الوسط تسمى «الجملون».

    والحائط الجنوبي للمسجد متين جداً، ويقوم على أساس قوي من زمن قديم، وهو أقوى وأمتن من الجدران الأخرى التي ترجع إلى عصور متأخرة لذلك لم يكن من السهل أن يتأثر هذا الحائط المتين بجريمة الإحراق التي اقترفها اليهود، لولا الحفريات التي قاموا بها تحت الأسوار بعد احتلالهم القدس، ولولا أن المجرمين استخدموا مواد فنية شديدة الاشتعال.

    ويبلغ ارتفاع القبة الوسطى في المسجد 21 متراً تقريباً، بينما يقوم داخل البناء على صحن قائم على أعمدة، ويبلغ ارتفاعه 16 متراً و50 سنتميتراً.



    القباب والمآذن:

    هناك تسعة قباب هي: قبة السلسلة، قبة المعراج، قبة محراب النبي، قبة يوسف، قبة الشيخ الخليلي، قبة الخضر، قبة موسى، قبة سليمان، القبة النحوية».

    ويوجد أربعة مآذن هي: «مئذنة باب المغاربة، مئذنة باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة، مئذنة باب الأسباط».



    أروقة المسجد:

    1- الرواق الممتد من باب حطة إلى باب شرف الأنبياء (باب فيصل).
    2- الرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء.
    3- الرواقان السفليان اللذان تحت دار النيابة شمال الحرم من الغرب.
    4- ورواقان فوقهما مستجدان.
    5- الأروقة الغربية وتمتد من باب الغوانمة إلى باب المغاربة.
    6- الرواق الممتد من باب الغوانمة إلى باب الناظر.
    7- الرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانيا.
    8- الرواق الممتد من باب القطانين إلى باب السلسلة.
    9- الرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة.

    - سبل الحرم: وقد أنشئت سبل عديدة في جوانب الحرم للوضوء والشرب أكبرها: «سبيل قايتباي، سبيل شعلان، سبيل باب الحبس، سبيل البديري، سبيل قاسم باشا».
    - أبواب الحرم المفتوحة: «وباب الأسباط، باب حطة، باب شرف الأنبياء، باب الغوانمة، باب الناظر، باب الحديد، باب القطانين، باب المتوضأ، باب السلسلة، باب المغاربة».
    - أبواب الحرم المغلقة: «باب السكنية، باب الرحمة، باب التوبة، باب البراق».

    أما النوافذ فعددها 137 وكلها كبيرة من الزجاج الملون.

    - السجاد: وأرض المسجد مفروشة كلها بالسجاد الفاخر الذي قدمه السلطان عبد الحميد الثاني وقد تدافع أهل القدس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا السجاد الفاخر خشية أن يذهب طعماً لنيران الجريمة اليهودية النكراء.
    - العقارات الموقوفة على الحرم: «دار الأيتام الإسلامية، تكية خاصكي سلطان، خان السلطان، دار المحكمة الشرعية عند باب السلسلة، دار الشيخ خليل، كلية روضة المعارف، المدرسة البكرية، حمام الشفا، دكاكين على مقربة منه في سوق القطانين، دار حبس الرباط، دار حبس الدم». وجميع هذه العقارات اخل سور البلدة القديمة. وهناك عقارات أخرى موقوفة خارج السور في أحياء مختلفة من مدينة القدس.
    - حائط المبكى: البراق دابة كان يركبها الأنبياء (عليهم السلام)، وقد امتطى سيدنا محمد رسول اللَّه (ص) حين الإسراء، في «الطبقات الكبرى» لابن سعد، أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) حُمل على البراق حتى انتهى إلى بيت المقدس، وانتهى البراق إلى موقفه الذي كان يقف فيه مربطه، وكان وسط الأنبياء (ع) من قبل»(10).

    والمعروف عند أهل القدس، بالتواتر والتوارث أنه يوجد محل يسمى البراق، وهو عند باب المسجد الأقصى المسمى بباب المغاربة، ويوجد مسجد يسمى «مسجد البراق» أيضاً، يلاصق الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وقد هدمه الإسرائيليون، حين احتلاهم الأخير، فيما هدموه من مساجد وآثار وأبنية، وأغلب الظن أنه هو المكان الذي ربط فيه البراق.

    وأما المبكى فهو قسم من الجدار الغربي للمسجد الأقصى «الحرم الشريف» والساحة المحيطة به، وسمي كذلك لأن اليهود اعتادوا زيارته وتأدية طقوس ورسوم خاصة فيه، والبكاء على ضياع مجدهم وهدم هيكلهم، ونظراً لأن «مسجد البراق» ملاصق لهذا المكان يسمى أيضاً البراق.

    ومما يجب التنبه له أن الأماكن المقدسة في القدس، ومنها المبكى، تخضع لنظام قديم يسمى «الستاتيكو» أي: القديم على قدمه، وعدم إحداث تغيير فيه.



    جدول تاريخي لمدينة القدس‏

    - القرن التاسع عشر ق.م: كانت مركزاً لعبادة الكنعانيين.
    - 1500ق.م: ورد ذكرها في ألواح تل العمارنة.
    - القرن الحادي عشر ق.م: عاصمة اليبوسيين.
    - 1007ق،م: أتم سليمان (ع) بناء الهيكل (مسجد سليمان).
    - 972ق.م: استولى عليها شيشق من رحبعام.
    - 713ق.م: زحف عليها سنحريب.
    - 586ق.م: استولى عليها نبوخذ نصر ودمرها.
    - 516ق.م: أعيد بناؤها زمن داريوس.
    - 351ق.م: استولى عليها الفرس.
    - 332ق،م: زارها الإسكندر الأكبر.
    - 170ق.م: نهبها وهدم هيكلها أنطيوخوس أبيفانوس.
    - 135ق.م: دمرها هادريانوس وأعاد بناءها وسماها إيلياء العظيمة.
    - 66ق.م: دخلها بومبي.
    - 20ق،م: أعاد هيرودس الهيكل.
    - 29م: اعتداء اليهود على السيد المسيح (ع) ونبوءته بخرابها.
    - 326م: بناء كنيسة القيامة زمن حكم قسطنطين.
    - 628م: استولى عليها هرقل وحرم على اليهود دخولها.
    - 637م: فتحها المسلمون ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه).
    - 688م: بنى عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة.
    - 1099م: استولى عليها الصليبيون.
    - 1187م: استردها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي.
    - 1517م: بدء الحكم العثماني.
    - 1798م: زارها نابليون.
    - 1831م: دخلها إبراهيم باشا.
    - 1917م: دخلها اللورد اللنبي.
    - 1920م: عاصمة فلسطين المحتلة من قبل بريطانيا.
    - 1930م: قضية البراق وحكم اللجنة الدولية بأنه ملك للمسلمين وحدهم.
    - 1948م: استولى اليهود على القدس القديمة.
    - 1968م: أقام الصهاينة أول عرض عسكري واغتصبوا مساحة كبيرة من أراضي المدينة المقدسة داخل السور وخارجه.
    - 1969م: صحت القدس على النار تلتهم الجناح الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى.


    المراحل التاريخية لمدينة القدس قبل الإسلام‏

    المرحلة الأولى:

    - من المتفق عليه بين المؤرخين أن أول من سكن بقعة القدس الشريف، قوم من اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية، لأنهم أحد فروع الكنعانيين.

    والكنعانيون من العرب بالاتفاق بين المؤرخين. فقد ذكر ابن جرير الطبري الكنعانيين في تاريخه وقال: «إنهم من العرب البائدة، وإنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة. فقال: عمليق أبو العماليق ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانييون»(11).

    وقال ابن خلدون: «أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة».

    واتفق المؤرخون من أعداء العرب وأصدقائهم: أن الكنعانيين، جاؤوا إلى بلاد الشام من شبه الجزيرة العربية. ونسبة إلى هؤلاء الكنعانيين دعيت فلسطين بأرض كنعان، فكان أقدم اسم سميت به بلادنا. ومن أقدم ملوك اليبوسيين الكنعانيين في القدس «ملكي صادق» الذي عقد صداقة مع إبراهيم الخليل (ع)، مما يدل على أنه من الموحدين العابدين للَّه تعالى.

    فمدينة القدس كانت تعرف عقيدة التوحيد، قبل مقدم إبراهيم الخليل (ع) إلى فلسطين لأن اللَّه تعالى أمر بوضع المسجد الأقصى فيها لعبادته، ولأن ملكي صادق اتخذ بقعة المسجد الأقصى مكاناً لعبادته. وعلى هذا تكون القدس أقدم بقعة على الأرض عرفت عقيدة التوحيد بعد مكة المكرمة شرفها اللَّه. لأن ملكي صادق التقى إبراهيم الخليل حوالي سنة 1800ق.م وكان من الموحدين.

    هذا وعندما جاء الموسويون بعد موسى (ع)، بقيادة يوشع، إلى فلسطين حوالي سنة 1220ق.م، واستولوا على أجزاء من فلسطين عجزوا عن الاستيلاء على القدس، وبقي (حصن يابوس) بيد أهله زهاء ثلاثة قرون بعد دخولهم فلسطين.

    المرحلة الثانية

    لم يتمكن اليهود من دخول القدس إلا حوالي سنة (1000ق.م) عندما تملك عليهم النبي داود (ع). وتوفي داود (ع) سنة 916ق.م وخلفه ابنه سليمان (ع)، ودام ملكه من (961 922ق.م). وعندما استولى داود (ع) على القدس لم يغادرها أهلها. بدليل ما جاء في الآثار الإسلامية والعبرية أنه عندما أراد داود (ع) أن يعد مكاناً للعبادة أو أراد أن يزيد في البقعة، اشترى بيدر أحد اليبوسيين.

    جاء في الإصحاح الرابع والعشرين: «إن النبي جاد أمر داود بأمر الرب أن يقيم مذبحاً في بيدر شخص اسمه أرونة اليبوسي، فاشترى البيدر وبنى المذبح».

    وفي الإصحاح الحادي عشر من سفر أخبار الأيام الأول: «أن أورشليم كانت تسمى يبوس، وإن سكانها هم اليبوسيون، والثابت أن اليبوسيين من الكنعانيين العرب».

    ومهما كان، فهم ليسوا من بني إسرائيل. فكيف يزعمون أن لليهود قدماً راسخة في القدس العربية الإسلامية؟ وهذا نصهم «إن اليبوسيين حاولوا منع داود من دخول المدينة حينما تمت له البيعة، فقاتلهم ودخل المدينة عنوة، ثم أقام في حصن منها، وهو الذي سمي بمدينة داود وبنى حوله..».

    والمعروف أن داود (ع) أصبح ملكاً على بني إسرائيل، وكان عمره لا يزيد على ثلاثين عاماً، ومعنى هذا أنه تملك قبل أن يوحى إليه. فلما بلغ من العمر أربعين سنة آتاه اللَّه النبوة والملك، وأرسله إلى بني إسرائيل وأنزل عليه الزبور.

    والمعروف أنه جعل قاعدة ملكه في أول تمليكه في جهات الخليل، ثم فتح القدس بعد حوالي سبع سنوات 990ق.م وتكون نبوته بعد فتح القدس. ولا نعلم متى جاءه الأمر ببناء المعبد، ويظهر إذ ذلك المعبد كان خاصاً، بدليل قوله تعالى: «وهل آتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم»(12).

    فالمحراب قد يكون للعبادة، وقد يكون صدر المجلس وأشرفه. فإن كان للعبادة، فمعنى هذا أنه معبد خاص. بدليل قوله تعالى: (تسوروا). أي تصعدوا سور المحراب، ونزلوا إليه، ولو كان معبداً عاماً ما كان له سور يمنع الناس من دخوله. ويعني هذا أن المسجد لم يكن هو المسجد الأقصى. وتروي الأخبار أن معبد داود ومحرابه، كان بعيداً عن المسجد الأقصى وأنه كان عند سور القدس، في القلعة المبنية قريباً من باب الخليل، فهناك كان يسكن داود وسليمان (عليهما السلام) والهيكل الذي بناه سليمان (ع) كان من القصر الملكي أو ملاصقاً له. هذا، ولم تدم مملكة اليهود التي قامت على يد داود (ع) إلا حوالي تسعين سنة من حوالي (1000 922ق.م). حيث تمزقت بوفاة سليمان (ع)، وتقسمت إلى مملكتين: الأولى تسمى مملكة إسرائيل وعاصمتها شكيم، والثانية دولة يهوذا وعاصمتها أورشليم (القدس). أما دولة يهوذا، فقد تتابع عليها عشرون ملكاً يهودياً في نحو 337 سنة أكثرهم مات قتلاً بأيدي قومهم، وكثير منهم كان ألعوبة بأيدي المصريين أو العراقيين.

    المرحلة الثالثة

    - في عام 605ق.م زحف بختنصر البابلي، إلى أن وصل إلى القدس وأخضع ملكها (يهوياقيم) وخضعت المملكة اليهودية للبابليين. ولما ثار (يهوياقيم) على أسياده دخل بختنصر وجيشه أورشليم وعين مكانه أخاه (يهوباكين) من (598 - 579ق.م). وفي أثناء ملكه القصير حاصر نبوخذ نصر أورشليم، وسقطت القدس نفسها في سنة 597ق.م أمام جيش نبوخذ نصر. ونقل الملك (يهوياكين) ونقل ما بين 30 و40 ألفاً إلى بلاد بابل. وكان غرض نبوخذ نصر أن يخلي البلاد من وقودها، وكل الذين بإمكانهم أن يوقدوا ثورة. والذين بقوا من يهوذا ملك عليهم صدقيا أحد أبناء يوشيا (597 - 586ق.م)(13).

    وفي أواخر حكمه تمرد على سيده، فأرسل بختنصر جيشه إلى القدس فأسر الملك وسيق إلى بابل وخربت أورشليم وجعلت أكواماً من الأنقاض، وانتهت دولة يهودا.

    - وفي سنة 539ق.م تمكن كورش من الاستيلاء على بابل، وكان اليهود قد ساعدوه حين فتحه بابل فالتمسوا منه أن يأذن لهم بالعودة إلى أورشليم فوافقهم. فعاد قسم منهم وبقي معظمهم والذين عادوا كانوا بقيادة (زربابل) أي المولود في بابل. ولكن كانوا تحت الحكم الفارسي الذي استمر ما بين (538 - 322ق.م).

    - وفي سنة 332ق.م استولى الإسكندر على فلسطين، ودخل أورشليم، وحلت الفوضى في البلاد بعد وفاة الإسكندر (322ق.م).

    - وفي سنة 63ق.م استولى القائد الروماني بومبي على القدس.

    - وفي سنة 37ق.م نصب الرومان هيرودوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية. وفي زمانه ولد عيسى (ع).

    - وفي سنة 26م تولى بيلاطس حكم القدس. فكانت بداية للحكم الروماني المباشر.


    أحداث القدس في القرون الميلادية قبل الإسلام‏

    - عام 70م قام شغب في القدس، فحاصرها طيطوس الروماني وأعمل في المدينة النهب والحرق والقتل، وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس. وسيقت مئات الأسرى وبيعت في أسواق الإمبراطورية الرومانية بأبخس الأثمان. وخلد الرومان نصرهم على اليهود بعبادة «هيروشليما - إست برديتا» ومعناها «الآن سقطت أورشليم» وبقيت القدس خربة مدة طويلة لا يسكنها إلا حامية رومانية.

    - وفي سنة 135م أثار اليهود الشغب مرة أخرى، إلا أن الإمبراطور الروماني هدريان تمكن من التنكيل بالمشاغبين، ودمر أورشليم وحرث موقعها. وقتل عدداً كبيراً من اليهود وسبى عدداً آخر ثم منعهم من دخول القدس والسكن فيها أو الدنو منها. وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على ألا يكونوا من أصل يهودي. وسمى المدينة باسم الملك «إيلياء».

    - قال ابن البطريق (328هـ) حول تدمير هدريان لبيت المقدس:

    وهذا آخر خراب ببيت المقدس، فمن اليهود من هرب إلى مصر وإلى الجبال والغور، وأمر الملك أن لا يسكن المدينة يهودي وأن يقتل اليهود ويستأصل جنسهم، وأن يسكن المدينة اليونانييون، وأن تسمى باسم الملك «إيلياء» فسكنها اليونانيون، وبنوا على باب المعبد المسمى «البهاء» برجاً وصيروا فوقه لوحاً كبيراً وكتبوا اسم الملك إيلياء والبرج اليوم على باب مدينة بيت المقدس ويسمى «محراب داود». وهو مكان الهيكل المزعوم.

    وهكذا فقد دمر الرومان أورشليم مرتين:

    الأولى: سنة 70م على يد طيطوس.

    والثانية: عام 135م على يد هدريان الذي حرثها ومسحها من عالم الوجود، وشتت أهلها، فكان أن عفت جميع الآثار اليهودية ولم يبق منها شي‏ء. وانقطعت صلتهم بالقدس مدة ثمانية عشر قرناً متواصلة. فلم يسكنها بعد عام 135م ولمدة ألف سنة يهودي واحد، كما لم يكن في القرون الخمسة التي تلت المدة المذكورة أكثر من خمسين يهودياً فيها.

    - لما اعتنق الإمبراطور قسطنطين (306 - 337م) المسيحية جعلها ديانة الحكومة الرسمية وجاءت والدته هيلانة سنة 326م وأمرت بهدم المشتري والتماثيل التي أقامها هدريان وقامت ببناء كنيسة القيامة وتم افتتاحها سنة 335م وقد سمح قسطنطين لليهود بدخول المدينة مرة واحدة في السنة، وأعاد إلى المدينة اسم (أورشليم).

    ومع ذلك بقي اسم إيلياء هو المتداول بين الناس. فهو الاسم الذي عرفه المسلمون عند الفتح.

    - بقيت القدس متمتعة بسلام طويل منذ طرد اليهود منها عام 135 - 614م وهي السنة التي جاءت فيها جيوش الإمبراطورية الفارسية، فاحتلت بلاد الشام واحتلت القدس عام 614م بعد أن انضم إليهم اليهود، وأشعلت النار بكنيسة القيامة وسويت على الأرض. وكان لليهود دور في عمليات الدمار والنهب والقتل، وقدر عدد القتلى من المسيحيين بالقدس أكثر من ستين ألف نسمة.

    - وفي عام 627م استطاع الإمبراطور هرقل أن يطرد الفرس من القدس.

    وفي 14 أيلول من عام 628م احتفل هرقل بأورشليم برفع الصليب الذي كان الفرس قد نقلوه إلى بلادهم. وما زال المسيحيون في مختلف أنحاء الشام يحتفلون بعيد الصليب في هذا اليوم من كل عام.

    أما اليهود الذين انضموا إلى الفرس وانتقموا من المسيحيين، فقد راسلهم هرقل قبل خروج الفرس ووعدهم بالتسامح، ولكن هرقل لم يفِ بوعده، عند ذلك وقعت مذبحة لليهود. لم ينجُ منها إلا الذين فروا إلى مصر، أو الذين اختفوا(14).

    وهكذا نجد أنه من سنة 135م إلى 648م من هدريان إلى هرقل لم يعد لليهود وجود في القدس وإن مملكتهم المعتبرة لم تكن إلى في عهد داود وسليمان (عليهما السلام) حوالي تسعين سنة.


    القدس في العهد الإسلامي‏

    - حادثة الإسراء والمعراج:

    إن من حكمة الإسراء والمعراج في هذا الوقت، تثبيت الديانة السماوية في القدس الشريف، وإيحاء بأن القدس ستبقى معقل التوحيد، وفيها إنذار وتحذير لليهود الذين غدروا بأتباع المسيح، وكفروا بالإنجيل، أو لعل في أهل القدس الذين قتلهم اليهود قسيسين ورهباناً مؤمنين موحدين، ينتظرون بعثة النبي محمد (ص) ليؤمنوا به، كما أخبرهم عيسى (ع) في الإنجيل. اللَّه سبحانه وتعالى ذكر قصة الإسراء في اية واحدة في سورة الإسراء. ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم ثم نبههم بأن هذا القران يهدي للتي هي أقوم. فربما ظن القارى‏ء أن الايتين ليس بينهما رابط، والأمر ليس كذلك، فإن اللَّه تعالى يشير بهذا الأسلوب، إلى أن الإسراء وقع إلى بيت المقدس ليشير أن اليهود الذين تسلطوا على بيت المقدس عند تعاونهم مع الفرس المجوس، سوف يجلون عن القدس، لأنه مكان مقدس ينزه عن أمثالهم، لما ارتكبوا من الجرائم فيه. وإن المسجد الأقصى سوف يتولى حمايته أتباع محمد (ص). واللَّه أعلم.

    - وقول كتاب النبي محمد (ص) إلى هرقل بالقدس كان في الوقت الذي جاء هرقل يحتفل بالنصر في سنة 628م فهل كان وصول الكتاب إلى هرقل في الزمان والمكان مصادفة، أم كان موقتاً، بتقدير من اللَّه تعالى؟

    لقد أخبر اللَّه تعالى عن هزيمة الروم في سورة الروم، وأخبر أنهم سيغلبون عدوهم في بضع سنين. والرسول عليه الصلاة والسلام يعرف ويعلم أن وعد اللَّه حق، وأنه كائن لا محالة.

    ولعل من حكمة اختيار الزمان والمكان: أن ينبه هرقل إلى ما وقر في قلبه، أن ما ناله من النصر لم يكن بقوته، وإنما كان بتدبير من اللَّه فعليه أن يؤمن بما أخبر اللَّه على لسان عيسى (ع)، أنه سيكون نبي يدعو إلى التوحيد. وهو مسطور عند الصادقين من أهل الكتاب ويتوقعون مجيئه.

    - ومن حكمة اختيار المكان (القدس). إشارة إلى أن القدس سيكون أحد معاقل التوحيد، وأنه لا بد أن يكون بأيدي المسلمين أصحاب الدين السماوي. واللَّه أعلم.

    - الغزوات نحو الشام هي الطريق إلى القدس الشريف وفي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، بدأت أنظار المسلمين تتجه نحو القدس منذ حادثة الإسراء والمعراج، حيث فرضت الصلاة، وصار المسجد الأقصى قبلة المسلمين. بدأ رسول اللَّه (ص) بفتح الطريق إلى القدس منذ السنة الخامسة للهجرة واستمرت غزواته وسراياه إلى هذا الطريق حتى وفاته. وكان آخرها سرية أسامة بن زيد في السنة الحادية عشرة للهجرة.

    - القدس في عهد الخلفاء الراشدين:

    كان أول لواء عقد لفتح الشام بقيادة خالد بن سعيد في عهد أبي بكر (رضي اللَّه عنه) سنة 12هـ ثم تتابع سير الألوية نحو الشام، وكان سبب تعددها، هو تعدد الطرق التي كانت الجيوش تسلكها وهي متجهة إلى الشام. وكانت أول المعارك بين المسلمين والروم في داثن يوم 24 ذي الحجة سنة 12هـ وداثن في أرض فلسطين تقع شرقي دير البلح في قطاع غزة.

    ثم كانت معركة أجنادين سنة 13هـ - 634م وهي أكبر معركة وكان لها أثرها القوي في زعزعة أقدام الروم وإيقاع الرعب في نفوسهم. وموقعة أجنادين تقع بقعتها في ظاهر قرية عجور من أعمال الخليل في فلسطين. ثم تلتها معركة فحل زمن عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه) وتقع إلى الشرق من نهر الأردن ومعركة بيسان شمال غربي نهر الأردن. وكانت نصراً مؤزراً للمسلمين، ثم معركة اليرموك سنة 15هـ - 12 - 8 - 646م وكانت قاصمة الظهر، التي أدت إلى نهاية الروم في بلاد الشام عامة.

    - فتح بيت المقدس سنة 15 أو 16 أو 17ه سنة 637م:

    بعد أن أتم عمرو بن العاص تطهير سائر فلسطين، لم يبقَ سوى قيسارية والقدس (إيلياء) أما قيسارية فقد تأخر فتحها، لأنها قاعدة ساحلية، سبيلها إلى بيزنطة موصول بحراً. أما القدس فقد صارت جيباً معزولاً محاصراً فوق الجبال. فتحصن أهلها وراء أسوارها. وبينما كان عمرو بن العاص يحاصر القدس، جاء أبو عبيدة بن الجراح إلى عمرو، وكان أهل بيت المقدس قد طال حصارهم الذي استمر أربعة أشهر، وأدركوا أن لا مفر من التسليم، فطلبوا من أبي عبيدة أن يصالحهم على مثل صلح مدن الشام، وأن يكون المتولي لعقد الصلح عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه). فكتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب، فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار عثمان بأن لا يجيبهم إلى طلبهم، وأشار علي بالخروج، فوافق عمر على ما أشار به علي. استخلف عمر علياً على المدينة، وخرج بجمع من الصحابة في مقدمتهم العباس بن عبد المطلب. ومع خروجه من المدينة، كتب إلى أمراء جيوش الشام أن يوافوه بالجابية (موقع في حوران) وأكثر الروايات أن وفداً من أهل القدس، جاؤوا إلى عمر بن الخطاب في الجابية، وكتب لهم العهد هناك.

    نص العهد:

    أما نص العهد فهو (كما جاء في الطبري): «بسم اللَّه الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى عبد اللَّه: عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم: أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، وصلبانهم، وسقيمها وبريئها، وسائر ملتها. أن لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها ولا من صليبهم، ولا من شي‏ء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية، كما يعطي أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت (أي اللصوص). فمن خرج منهم، فإنه امن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو امن، وعليه مثل ما على أهل الجزية.

    ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصُلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم، وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم.

    ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان (كذا) فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شي‏ء، حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب، عهد اللَّه وذمة رسوله، وذمة الخلفاء المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمس عشرة»(15).

    وفي هذا النص فوائد منها:

    1- قوله: «ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود»، تحتمل معنيين:

    الأول: أن الخليفة ضمن لهم هذا الحق.

    الثاني: أنه شرط عليهم ألا يسكن معهم أحد من اليهود.

    وإن كان التفسير الأول أقوى، لأن اليهود قد منعوا من سكن القدس منذ سنة 135م. وجاء الفتح وهم محرمون من دخول القدس، لأنهم اغتنموا فرصة الغزو الفارسي الأخير لبلاد الشام، فهاجموا النصارى وأثخنوا فيهم، وكانوا يشترون من الفرس، الأسرى النصارى ليذبحوهم فازداد العداء بينهم وبين النصارى.

    وعندما استعاد هرقل القدس سنة 627م طردهم منها، وحرم عليهم دخولها، بمشورة رجال الدين النصارى. وعلى هذا فيكون أهل القدس قد طلبوا أن يسجل لهم هذا الحق في العهد، فاستجاب عمر (رضي اللَّه عنه) لمطلبهم... ويحتمل أن يكون عمر (رضي اللَّه عنه) شرط ذلك، لأنه أراد أن يطهر القدس من خبثهم كما طهرت مكة والمدينة. واللَّه أعلم.

    ومن المفروض أن يكون قد استمر هذا المنع في العهد الإسلامي، حتى سنة 1917م. زمن وعد بلفور، والاحتلال البريطاني. فمن الذي نقض العهد وفتح لهم أبواب القدس؟ سوف نرى جواب هذا السؤال في مكان آخر إن شاء اللَّه. ولكن الذي نقدم قوله، ونؤكد عليه أن تسأل؟ أين كان اليهود مدة خمسمائة سنة قبل الفتح الإسلامي؟ وإذا كان لهم حق مزعوم؟ فلماذا لم يدافعوا عنه؟ أيسكت صاحب حق خمسمائة سنة عن حقه لو لم يكن حقاً مزعوماً؟ وهم يزعمون أن العرب المسلمين غرباء، وأنهم أخذوا أرضهم الموعودة.

    ولكن الواقع التاريخي يكذبهم، فالوقائع التي عرضناها تبين أن القدس لم يكن فيها يهودي واحد عندما فتحها المسلمون، ولم يقتل جندي يهودي واحد في الفتح الإسلامي. وأصحاب الحق في القدس الذين لهم حق البقاء فيها لم يحرمهم المسلمون من حقهم، وإنما أعطوهم العهد والأمان وحموهم من شر المعتدين.

    2- وقوله: «وعليهم أن يخرجوا منها الروم». هذا يدل على أن سكان القدس لم يكونوا من الروم، وإنما كانوا من أهل فلسطين الذين أحبوا السكن بجوار المسجد الأقصى، وآثار المسيح (ع).

    لكن قوله: «ومن أقام منهم» فيها إشكال، فلعله يفرق بين نوعين من الروم: النوع الأول جنود الروم، أو الحامية الرومانية. والنوع الثاني: الروم الذين جاؤوا للعبادة في القدس، زواراً أو مجاورين.

    3- وقوله: «ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان»، فيه غموض. وعبارة «قبل مقتل فلان» ليست موجودة في العهد الذي نقله مجير الدين الحنبلي في (الأنس الجليل 1 - ظ25). وسياق الكلام عنده «ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قصد...» وبهذا تستقيم العبارة.

    قبل الاحتلال الصليبي:

    - منذ فتح عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه) بيت المقدس، أخذ الصحابة والتابعون يتوافدون إليه، للعبادة والسكن والمجاورة. وعاد إلى القدس الطابع العربي الإسلامي. وأولاه الخلفاء فيما بعد عنايتهم، فكانوا يقصودنه للزيارة والصلاة. وأول من خصه بالعناية بعد الخلفاء الراشدين عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، حيث جددا بناء المسجد الأقصى وعندما توفي الوليد، وجاءت البيعة لسليمان، كان يسكن فلسطين (الرملة) فاستقبل الناس للبيعة في بيت المقدس.

    وعندما بدأ الضعف يدب في السلطة المركزية ببغداد، دخلت القدس وفلسطين في حوزة الطولونيين (265 - 292هـ).

    - ثم حكمها الأخشيديون من (327 - 359هـ) وكانت للقدس عندهم منزلة خاصة، بدليل أن ملوكهم جميعاً دفنوا فيها بناء على وصاياهم.

    - وفي سنة 359هـ استولى الفاطميون على القدس.

    - وفي سنة 463هـ استولى السلاجقة على القدس. وعادت الخطبة في القدس للخليفة العباسي.

    - وفي سنة 489هـ - 1096م استولى الخليفة الفاطمي المستعلي على القدس ثلاث سنوات فقط.

    - وفي سنة 492هـ - 1099م كان الاحتلال الصليبي.

    ومن العرض السريع، نجد أن الأحداث تتلاحق في الأقاليم الإسلامية وتؤدي بها إلى الدرك من التفتت والانحلال.

    ففي بغداد خلافة عباسية لا حول لها ولا صول، تأتمر بأمر السلاجقة ومصر بأيدي الفاطميين. يضاف إلى ذلك أن بلاد الشام كانت مجالاً للتنازع والتجاذب بين الفاطميين والسلاجقة. وقد نجم عن ذلك ظهور أتابكيات.

    أتابك لقب تركي أطلقه السلجوقيون على بعض كبار رجال الرملة - ودول صغيرة قد لا تزيد رقعة الواحدة على قلعة وناحية من الأرض تحيط بها - وكان هؤلاء الحكام دائمي التنازع والعدوان على بعضهم البعض. ولم يكن لأحدهم هم إلا في بطنه وفرجه كما يقول أبو شامة في كتاب الروضتين (1-14) مما سهل على الصليبيين دخول البلاد.

    [b]
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : بيت المقدس من النشأة إلى النكبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Aoiss

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Empty رد: بيت المقدس من النشأة إلى النكبة

    الإثنين 03 يناير 2011, 17:33
    شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : بيت المقدس من النشأة إلى النكبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Aoiss

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Empty رد: بيت المقدس من النشأة إلى النكبة

    الجمعة 27 مايو 2011, 14:04
    يسم الله الرحمان الرحيم

    بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا

    بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
    .وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
    أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
    و
    هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
    الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع .
    .
    bzikem
    bzikem
    عضو جديد
    عضو جديد
      : بيت المقدس من النشأة إلى النكبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 72
    العمر : 27
    المزاج : السائر في طريق النجاح
    تاريخ التسجيل : 01/04/2011
    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Aoiss

    بيت المقدس من النشأة إلى النكبة Empty رد: بيت المقدس من النشأة إلى النكبة

    الخميس 14 يوليو 2011, 18:49
    شكرا لك على هذا العمل الرائع
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى