منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    سعيد501
    عضو ملكي
    عضو ملكي
      : فلسطين الدرة المغتصبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 2046
    العمر : 53
    تاريخ التسجيل : 20/12/2007
    فلسطين الدرة المغتصبة Aoiss

    فلسطين الدرة المغتصبة Empty فلسطين الدرة المغتصبة

    الخميس 30 ديسمبر 2010, 19:11
    فلسطين الدرة المغتصبة
    الشيخ تاج الدين الهلالي‏

    بسم الله الرحمن الرحيم‏

    الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، وصلى الله وسلم على خير خلقه سيدنا محمد وآله الأطهار وصحبه الأتقياء الأبرار ومن سار على دربهم واتبع سبيلهم إلى يوم الدين وبعد...

    فهذا بحث مختصر يسلط الضوء على قضية المسلمين الأم قضية القبلة الأولى المسلوبة والدرة الغالية المغتصبة قضية فلسطين، أرض الإسراء وموطن الأنبياء.

    كيف ضاعت؟ وما هي مكانتها عند المسلمين؟

    ومن يملك أحقية التفاوض أو التنازل عن ملكيتها أو التفريط في جزء من أرضها؟

    وما هي حقيقة الصراع الذي شهدته القضية منذ اغتصابها وما هو السبيل إلى تحريرها واستردادها؟

    وما هي الحتمية الإلهية النهائية للوجود الصهيوني في فلسطين؟

    أسئلة نحاول من خلال هذا البحث الإجابة عليها بجهد المقل.

    والله المستعان وهو نعم المولى ونعم النصير.



    مكانة القدس الإسلامية

    من المعلوم شرعاً أن الفاتح الأول لمدينة القدس هو الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم.

    ذلك أن الله تعالى عهد إليه بتحمل مسؤوليتها في حفل رباني ملائكي نبوي كريم. أشهد عليه جميع الأنبياء والمرسلين اجتمعوا في ساحة المسجد الأقصى في أرض فلسطين، انتظاراً لمقدم النبي الخاتم محمد(ص) الذي أسرى الله تبارك وتعالى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفي هذا الحفل الذي أم فيه سيد الخلق وحبيب الحق جميع الأنبياء والمرسلين، عقد له لواء الإمامة والريادة. وربط فيه المولى سبحانه بين القبلة الأولى والقبلة الثانية.. وكأنه سبحانه وتعالى يقول لحبيبه وصفيه محمد (ص)، يا محمد ها هي أرض بيت المقدس أمانة بعنقك وأعناق أمتك ولما كانت مكة هي قبلة أبي الأنبياء إبراهيم(ع)، والقدس قبلة الأنبياء من لدن إسحاق إلى عيسى عليهم السلام وأنت الوارث الشرعي لكل الملل السابقة.

    «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» الشورى/13.

    فإنك مكلف ومؤتمن على حفظ القبلتين، لتظلا خاضعتين للحنيفية السمحة: حنيفية التوحيد، حنيفية الإسلام التي بعث الله تبارك وتعالى بها جميع الأنبياء والمرسلين.

    ومن الإشارة الدالة على ذلك أيضاً أن الله تعالى أمر نبيه أن يتوجه في صلاته بعد وصوله إلى المدينة جهة بيت المقدس فصلى رسول الله(ص) سبعة عشر شهراً يتجه في صلاته شرقاً إلى هذه الأرض التي بارك حولها. ولتتبوأ أرض بيت المقدس مكانة عقيدية في نفوس المسلمين ويزداد الأمر وضوحاً عندما رأى رسول الله (ص) فيما رأى ليلة الإسراء والمعراج: نهرين باطنين ونهرين ظاهرين أما النهران الظاهران فهما النيل والفرات: وتذكر الرواية الصحيحة أن هذه الأنهر تنبع من الجنة.

    ولكن الواقع المشاهد يؤكد أن هذين النهرين لهما منبع ومستقر فنهر النيل ينبع من شرق أفريقيا من جبال الحبشة ماراً بالسودان فمصر حيث يصب في البحر الأبيض المتوسط والفرات منبعه من جبال تركيا مروراً بتركيا وسوريا فالعراق ولكن الإشارة تغني عن العبارة: فالرواية تريد أن تثبت وتؤكد إسلامية الأرض الواقعة ما بين هذين النهرين وإنها أرض الرباط والجهاد والاستشهاد وهي أقصر الطرق الموصلة إلى الجنة.

    كما أنها تبطل زيف المزاعم الإسرائيلية التي ستروجها الصهيونية فيما بعد «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل».

    يقول ابن عباس: بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته وما فيه موقع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك.

    ولقد كلم الله موسى (ع) في أرض بيت المقدس، وتاب الله على داود وسليمان في أرض المقدس، ورد الله على سليمان ملكه في بيت المقدس وسخر الله لداود الجبال والطير يسبحن معه في بيت المقدس وبشر الله سيدنا زكريا بيحيى في أرض بيت المقدس، وأوصى إبراهيم وإسحاق إن هما ماتا أن يدفنا بأرض بيت المقدس وولد المسيح وتكلم في المهد في بيت المقدس، وأنزل الله عليه المائدة في بيت المقدس ودفنت السيدة مريم في بيت المقدس، كما يذكر الأستاذ أبو الفداء محمد عارف في كتابه نهاية اليهود.

    القدس الإسلامية

    منذ أن كانت القدس مسرى رسول الله (ص) وأصبحت أولى القبلتين، لها من المكانة في قلوب المسلمين ما يحتم عليهم حبها والذود عنها بدمهم ومالهم وكل ما يملكون.. وفوق أنها أرض مقدسة منذ أن كانت موطن خليل الله إبراهيم عليه السلام، ومبعث عيسى ابن مريم عليه السلام ومحط الرجال ومهبط الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وبها مثوى السيدة مريم في الجسمانية، وستكون ملتقى المسيح عيسى بن مريم في آخر الزمان بالمهدي عليه السلام إمام جمعة المسلمين التي ستبيد اليهود، ويصلى الجميع خلف المهدي في المسجد الأقصى، وستكون ملتقى من يسلم من أهل الكتاب جميعاً عد نهاية اليهود.. لأن النصارى سيدركون أن الإسلام هو الحق وما دونه بهتان وباطل.

    قال تعالى: «وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً» النساء/159.

    فالقدس لها من المكانة التي تهون دونها المهج والأرواح، والأموال والأولاد في سبيل الله دفاعاً عن الأرض المقدسة.

    وقد جاءت أحاديث تبين فضائل القدس منها:

    عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «من حج وصلى في مسجد المدينة والمسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».

    وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: «إن الجنة تحن شوقاً إلى بيت المقدس وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس وهي صرة الأرض».

    وروى ابن ماجه في سننه عن ميمونة مولاة النبي (ص) قالت: قلت: يا رسول الله.. أفتنا في بيت المقدس فقال: «أرض المحشر والمنشر.. ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره».

    وقال (ص): «ما زالت طائفة من أمتي ظاهرين على من خالفهم حتى قيام الساعة». قيل: أين يا رسول الله؟ قال: «بيت المقدس وأكناف بيت المقدس».

    قضية فتح المسلمين للقدس ودخولهم المسجد أول مرة: يقول تعالى: «وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيراً ء فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا» الإسراء/4-5.

    إنها معركة (أجنادين).. تلك المعركة التي دارت رحاها بين جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح بأمر القائد العام للقوات المسلحة الإسلامية الفاروق عمر بن الخطاب (رض)، وبين قوات مغتصبة لفلسطين من الروم بقيادة (أرطبون) ذلك القائد الروماني الذي كان تحت إمرته جيش روماني مفتول العضلات شرس منذ الطفولة يلعب السيف والرمح والكرة (الحديدة ذات الأشواك.. وليست ذات الأشواط) ويواجه أبو عبيدة قوماً يعشقون القتال، وينتشون بشرب الدماء وهم مولعون بالخمور والنساء.

    وحينما دارت معركة أجنادين بين المسلمين وبين الرومان سقط قتلى كثير من الطرفين، فوجل أرطبون القائد الروماني، ولم يكن يتصور أن المسلمين رجال حرب وقتال لدرجة التحدي والانتصار، فولى هارباً في اتجاه القدس ليحتمي في ربوعها وأرضها المقدسة، وكان يتوهم أنها ستكون مصيدة للمسلمين لحبهم دخولها بأي ثمن.

    حينما علم عمرو بن العاص بذلك أسرع من الشام، وأحاط بقواته مع قوات أبي عبيدة «القدس»، وحاصروها ليمنع أي مدد للروم من الخارج، وانطلقت قوات من الجيش الإسلامي نحو (ميناء قيسارية) وهو ميناء يستقبل السفن الرومانية بمددها وعددها من روما عبر البحر المتوسط.

    ودارت معركة بين المسلمين والروم في القيسارية سقط فيها من الروم مائة ألف قتيل، وكانت قيسارية شمال فلسطين، وكانت غزة تحت سلطان المسلمين من أيام الصديق.

    واستمر حصار القوات الإسلامية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص لمدينة القدس فترة، ولم يكل الجيش الإسلامي، ولم يفل ساعده إلا أن عمرو فكر في القدس الشريف وأنه لا بد من أن يفتح بالسلام لا بالسلاح ولذا لم يتعجل بالهجوم وأرسل لعمر بن الخطاب رسالة تقول: «كئوداً صدوماً وبلاداً ادخرت لك فرأيك».

    وكان أهل فلسطين العرب حين الحصار يدينون المسيحية، وكانوا تحت نير الظلم الروماني، ويتمنون يوم الخلاص..فقد كان موقفهم موقف المتفرج، وفي المدينة المنورة كان موقف الخليفة الراشد الفاروق عمر أنه التزم بأمر الشورى وشاور عثمان وعلي..فأشار عليه عثمان بأن يُحكِمُوا الحصار حول القدس حتى يضيق الروم، ويضطروا للخروج أو التسليم.

    أما علي فقد أشار عليه بأن يتوكل على الله ويذهب للقدس بنفسه وسيكون الفتح بإذن الله مدينة السلام عظيماً.

    وفكر عمر ولم يتعجل..وفي النهاية قرر الأخذ بالمشورتين.

    أن يخرج بمدد من قوات المسلمين من المدينة المنورة متجهاً إلى القدس فإن فتحت بسلام هذا هو المُنى فبها ونعمت.. وإلا فالقتال.. بقيادته شخصياً حتى ينال إحدى الحسنيين.

    وما إن وصل الخبر إلى القائد الروماني أرطبون بأن الفاروق قادم إليه بمدد وهو ما زال محاصراً يتهدده الموت هو وجنوده، فقرر الهروب لمصر، وترك القدس للبطريك (صفرنيوس) زعيم النصارى في القدس، وأسرع البطريك قبل وصول عمر بأن يعرض على أبي عبيدة بن الجراح الصلح، فأخبره أبو عبيدة أن الأمر لعمر وقد أوشك على المجي‏ء.

    وما إن وصل عمر وتراءت له القدس حتى بكى لأنه يعلم يقيناً أنه ستفتح بإذن الله.. وحان وقت الصلاة فأمر بلالاً بالأذان... وكان صوت «الله أكبر» يجلجل في الأرجاء هيبة الحق ووقاره، وإن جند الله ما أتوا إلا ليخرجوا المعتدين من أول قبلة للمسلمين، وليحرروا أهل الديار الفلسطينية من الرومان المحتلين.

    «وما إن انقضى يومان حتى فوجى‏ء المسلمون بخيول قادمة نحوهم، وكانت هذه الخيول هي التي تحمل وفد البطريرك، وبدأت المباحثات بين الطرفين وتم عقد معاهدة (العهد العمري).. وهذا نصها:

    (هذا ما أعطى عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان وأعطاهم أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، ولصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتهم أن لا تسكن كنائسهم، لا تهدم ولا ينقص منه، ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شي‏ء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يغار أحد منهم ولا يسكن إيلياء معهم أحد من اليهود... الخ).

    وبعدما تمت المعاهدة وتسلم عمر القدس دعاه البطريك للتجول في المدينة وبينما هو يسير إذ سأل البطريرك عن صخرة يعقوب ودله (كعب الأحبار) عن مكانها، فإذا الأتربة والقمامة تعتليها، فشمر عن ساعده وأخذ يزيح تلك القاذورات، وأصبحت نظيفة، وصلى على مقربة منها، وغادر المكان بلا امتهان.. وهذه الصخرة أقام عليها الخليفة (عبد الملك بن مروان) قبة الصخرة والمسجد.

    وبذلك كان تحقيق قوله تعالى: «.. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا» سورة الإسراء/7، فهذه الأولى لدخول المسجد الأقصى.

    لماذا ضاعت فلسطين؟

    هنا سؤال حري بنا كمسلمين أن نوجهه إلى أنفسنا؟

    لماذا ضاعت فلسطين؟

    وإذا أنصفنا الحقيقة بلا خداع أو مواربة لكان الجواب؟

    ما ضاعت فلسطين إلا عندما ضعنا، وما سقطت إلا بسقوطنا.

    ولن تعود فلسطين إلى أحضان أمتنا الإسلامية إلا أن نعود إلى الله تعالى.

    ذلك أن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه قرابة نسب ولا حسب، وإنما بينه وبين خلقه عبودية وحاكمية وجعل لهذه العلاقة قوانين وأسباباً لا تتخلف.

    فنحن ندين لله بالعبودية وقد افترض المولى جل وعلا أحكاماً وشرائع وضوابط تحكم عالمي الغيب والشهادة فعالم الشهادة له سننه وقوانينه من استوفى أسبابها ملك زمام الأسباب المادية ودانت له المقومات والإمكانات الكونية والدنيوية.

    ويتحقق ذلك في ميدان عالم الشهادة في التعامل والتفاعل مع الأرض وأسرارها. والأفلاك ومدارها، والذرة ومكوناتها، والآلات وصناعتها؟والأسلحة ومقدراتها فالمادة بجميع أشكالها لا تحابى ولا تجامل أحداً من بني البشر وإنما تتفاعل وتعطي ثمارها ونتائجها لمن يتعامل معها وفق أسبابها الكونية.

    فمن جد وجد ومن زرع حصد.

    لذا فإننا لا نجد في الكون كهرباء مؤمنة وأخرى كافرة، ولا ذرة موحدة وأخرى مشركة.فهذه القوة المادية في عالم الشهادة قد يحوزها المؤمنون الأتقياء البررة، كما أنه قد يملك زمامها ويسيطر على مقوماتها الكفار الفجرة.

    أما عالم الغيب فموضوعه الإيمان والتصديق بالحقائق الغيبية من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب.

    هذه الإيمانيات الغيبية العقيدية التي ضبط الله تعالى أصولها وقوانينها بتعاليم وحي السماء.

    وفصل أحكامها في الكتب السماوية المنزلة والتي آخرها القران الكريم والذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    والإسلام هو الدين الذي وازن بين متطلبات الجسد والروح، وأرسى قواعد العدل والإنصاف بين عالمي الغيب والشهادة.

    فالإسلام موضوعه الدنيا، وهدفه وثمرته الآخرة، فالدنيا مزرعته وميدان حركته التطبيقية.

    ثم هدف الله تعالى الدنيا وجعل غايتها أبدية باقية في تحقيق السعادة الدائمة في الآخرة.

    ولن تتحقق الأهداف والثمار الأخروية إلا بالإخلاص في موضوع الدنيا الذي استخلفنا الله لعمارته.

    وما أكثر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد هذا المعنى.

    وأمام هذه الحقائق الثابتة يتضح لنا أن الذين فرطوا في فلسطين، والذين هزموا أمام إسرائيل في الجولات العسكرية: ليسوا بالأقوياء الفجرة الذين أخذوا بالأسباب المادية في عالم الشهادة، ولا هم من الأتقياء البررة الذين التزموا أحكام الدين وتعاليم رب العالمين.

    ومن بداهة المعرفة أن الصراع لا يخلو من أمور ثلاثة فهو إما أن يكون:

    أ- بين حقين. ب- أو بين حق وباطل. ج- أو بين باطلين.

    فالنوع الأول: لا يأتي لأن الحق لا يتجزأ وبخاصة الصراع الإسلامي الإسرائيلي.

    والنوع الثاني: نتيجته محسومة وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.

    أما النوع الثالث: وهو الصراع الذي يستبعد فيه جانب الله تعالى ويتنكر فيه لمعيته.

    ونواجه فيه الصهيونية بالقوة الاشتراكية أو الأفكار العلمانية فإن هذا الصراع تحسمه القوة المادية، ويحرز فيه الغلبة والنصر من أخذ بأسباب عالم الشهادة لأن الإيمان العقائدي والتأييد الرباني والعون الإلهي لا دور له في مثل هذا الصراع بل قد يترتب على الإخفاق الإيماني وينتج عن تعطيل المنهج السماوي البلاء والخزي والمذلة والهوان وفي محكم التنزيل يقول الله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا» الإسراء/16.

    «وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون».

    وفي الحديث القدسي: «من ترك معرفتي سلطت عليه من لا يعرفني».

    وفي الحديث النبوي: «وما عطل أئمتهم كتاب الله وسنة نبيهم إلا سلط الله عليهم عدواً فأخذ بعض ما في أيديهم فلا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة».

    إن الله تعالى لم يُعط أو يدلل شعباً من الشعوب مثلما أنعم على شعب بني إسرائيل حيث أرسل إليهم مئات الأنبياء، وشق لهم البحر ونجاهم وأغرق فرعون وجنده وأنزل عليهم المن والسلوى، ورزقهم من الطيبات... ولكنهم قابلوا هذه النعم بالجحود والنكران.

    فاستكبروا واتبعوا أهواءهم، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فسلبهم الله تعالى تلك النعم، وأحل عليهم سخطه وغضبه إلى يوم القيامة.

    وكما قلنا آنفاً أن الله تعالى ليس بينه وبين أحدٍ من خلقه قرابة نسب أو محاباة حسب.

    فإننا لو تأملنا الآيات القرآنية التي نزلت بحق بني إسرائيل:لوجدناها تتجسد عقاباً في أحوال المسلمين وحياتهم.

    قوله تعالى: «وضربت عليهم الذلة والمسكنة» والمتدبر الناظر للأحداث يجد أن المسلمين بلغت بهم الذلة مداها والمسكنة أقصاها، فقد رخصت دماؤهم وضاعت مقدساتهم، وانتهكت أعراضهم ورمُلت نساؤهم ويُتمت أطفالهم ونهبت خيراتهم وأسلموا قيادهم وزمامهم لأعدائهم.

    وقوله تعالى: «يخربون بيوتهم بأيديهم» الحشر/2.

    حين تصدر الأوامر إليهم من قبل أعدائهم بضرورة تدمير ما يملكون من أسلحة عسكرية ومعدات تقنية فيهرعون إلى تدميرها وإتلافها.أو يدفعون الثمن لمن يقوم بهذه المهمة عوضاً عنهم.

    وقوله تعالى: «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى» الحشر/14، وها هي الأمة بعد فقد وحدتها وذهاب قوتها، دبت في ربوعها الحالقة، ونشب بين أهلها الشقاق واستشرى بينهم الخلاف.

    فعلى الصعيد الدولي بعد أن قسمت الأمة إلى دويلات تفصل بينها الحدود والجمارك والجنسيات، وتولى أمر هذه الدويلات المصطنعة حكام، قوانينهم فرعونية، ومشورتهم هامانية، وأوانيهم قارونية، ومراكبهم جالوتية ومناهجهم نمرودية، وسياساتهم أميركية، ودسائسهم إبليسية، أضاعوا الأمة والرعية فكيف تتوحد على أولئك الأمة المحمدية.

    بل أننا نجد داخل القطر الواحد الصراعات المذهبية والتنابز والتناحر والتقاتل بين الحركات الإسلامية والجماعات الفئوية التي أبت إلا أن تعتقل وتسجن دين الله السمح الواسع داخل زنزانات شخصية وتسميات ضيقة يكفر بعضهم بعضاً.

    مع أن أول مقومات ومستلزمات كلمة التوحيد هو توحيد الكلمة لقد أمرنا الله تعالى بقوله:

    «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» آل عمران/103، فاعتصم غيرنا وتفرقنا.

    «وتعاونوا على البر والتقوى» المائدة/2، فتعاونوا وتقاطعنا.

    «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» الأنفال/60، فاستعدوا وتخاذلنا.

    ومن يهن الله فما له من مكرم، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور وما ربك بظلام.

    وأود أن أؤكد في البداية أن «الإسلام» يَفرضُ على المسلمين مبادئ وتعاليم للتعامل مع مخالفيهم ومع أعدائهم سلماً وحربا.

    المبدأ الأول: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ء إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» الممتحنة/98.

    المبدأ الثاني: «ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا ء اعدلوا هو أقرب للتقوى» المائدة/8.

    المبدأ الثالث: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» البقرة/190.

    «والإسلام» يكفل حرية المعتقد لكل أصحاب الديانات على أرضه، ويحافظ على بيوت العبادة لكل المواطنين في ظل الحكم القرآني: «لا إكراه في الدين» البقرة/256.



    خطورة استغلال الدين لأهداف سياسية

    ما أجمل الدين وما أعظمه عندما يحمل هذه القيم:

    1- يجمع بين المؤمنين على محبة الخالق والإيمان به.

    2- ينظم العلاقات والمعاملات بين الناس فيحترم كل فرد حق وملكية الآخرين.

    3- يكون عاملاً لزيادة ورفع الروحانيات وكبح جماح النفوس وحمايتها من طغيان الماديات والنزوات.

    4- يعتبر الإنسان «صناعة الله» له كرامته، وملعون من هدمه وأزهق روحه.

    5- يعتبر الخلق كلهم عيال الله (أي يعولهم ويتكفل بهم)، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.

    وما أقبح الدين (أي دين) إذا استعمله أهله وأصحابه وسيلة للاتي:

    1- استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية غير عادلة.

    2- استباحة البلاد، واستحلال دماء العباد.

    3- تفضيل شعب أو جنس على جنس آخر، بادعاء التفاضل والتمايز على الآخرين.

    4- عندما يستغل للوصول إلى كراسي الحكم، والتسلط على الشعوب اسم الله.

    5- عندما يستبدل الحرب بالسلم، والظلم والقهر بالحق والعدل وتكون الغاية مبررة للوسيلة.

    إذا فهم الناس الدين بهذا المنطق، انحرف منهجه، وشوهت صورته وتحول الله تعالى عندهم من إله السلام والمحبة إلى: إله الحرب والبغضاء، ومن إله الحق والعدالة إلى: إله عنصري يحب فئة من الخلق ويكره الآخرين، ومن إله خالق يرزق جميع الخلق ولا يفرق بينهم إلى: متحيز يوزع الأرض بقانون عنصري.



    تاريخ القدس‏

    مدينة «بيت المقدس» مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثين قرناً قبل الميلاد. وقد عاصرت حضارات كثيرة متعاقبة وكان لها مع كل منها شأن عظيم ومن هذه الحضارات أو الحكومات التي تعاقبت على حكم «فلسطين» الفراعنة والكنعانيون، البابليون، الآشوريون، الفينيقيون والعموريون.

    ولن نتعرض لهذه الحقبة التاريخية القديمة وسنكتفي بتاريخ «فلسطين» منذ 003 سنة قبل الميلاد.

    حيث يؤكد التاريخ أن أول من أقام بها وعمرها، هم قبيلة من القبائل العربية كانوا يسمون «اليبوسيين» عاشوا بها واستوطنوها وارتبطوا بترابها منذ حوالي 003 سنة قبل الميلاد. وهم الذين أطلقوا عليها أسم «أور سالم» يعني مدينة السلام، ثم صار الحكم لملك العربي الكنعاني وظلت تعرف بأرض كنعان كما نصت على ذلك «التوراة» نفسها.

    ولقد بدأت المؤامرة من ذاك القرار المشؤوم، عندما وعد «بلفور» وزير خارجية «بريطانيا» في الثاني من نوفمبر (تشرين الأول) سنة 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.. كما لعب الدعم الأميركي اللامحدود دوراً أساسياً في تكريس هذا الظلم. هذا الدعم المنحاز الجائر جعل قرارات «هيئة الأمم المتحدة» و«مجلس الأمن» مجرد حبر على ورق، لا قيمة له ولا وزن لدى إسرائيل...

    هذا التحدي الإسرائيلي لقرارات الهيئة الدولية أفقدها هيبتها ومصداقيتها وكشف حقيقتها، وأثبت لشعوب العالم أن هاتين الهيئتين الدوليتين تحولتا إلى مزرعتين تابعتين للبيت الأبيض.. فإن «الأمم المتحدة» و«مجلس الأمن» ينظران إلى القضايا بعين أمريكية ويكيلان بمكيالين مختلفين.



    هذا جدول زمني لتاريخ القدس‏


    التاريخ
    الحدث على أرض بيت المقدس

    عام 3000 ق.م
    كان الشعب الفلسطيني يتكون من العرب الكنعانيين

    عام 1850 ق.م.
    وصل النبي إبراهيم (ع) إلى أرض كنعان مروراً في طريقه من العراق إلى مصر

    من عام 970 ق.م. إلى 931 ق.م.
    عهد الملك «سليمان» عليه السلام وبناء المعبد

    عام 931 ق.م.
    تقسيم البلاد إلى مملكتين: إسرائيل في الشمال وعاصمتها نابلس ويهوذا في الجنوب وعاصمتها القدس‏

    عام‏720 ق.م.
    تدمير مملكة «إسرائيل» على يد الآشوريين

    عام 600 ق.م.
    البابليون يغزون مملكة «يهوذا»

    عام 538 ق.م.
    بداية الحكم الفارسي

    من عام 63 ق.م. إلى عام 135 م.
    فترة الحكم الروماني

    عام 638 م.
    فتح المسلمون مدينة القدس في عهد الخليفة الثاني

    من عام 1099م. إلى عام 1187م.
    الاستعمار الصليبي الغربي

    عام 1187م.
    يحررها صلاح الدين الأيوبي

    من عام 1917م. إلى عام 1922م.
    الاستعمار الإنكليزي و«وعد بلفور»

    عام 1948م.
    إعلان قيام دولة إسرائيل

    عام 1980م.
    أعلنت إسرائيل أن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل




    فالصحيح تاريخياً ودينياً وجغرافياً أن القدس كانت عربية مسكونة من قبل شعب عربي قبل الإسلام وقبل المسيحية وقبل اليهودية، كما تؤكد المصادر التاريخية أن السكان العرب الأصليين من الكنعانيين وفروعهم من بعدهم استمرت إقامتهم في البلاد الفلسطينية منذ القرن الثالث قبل الميلاد وحتى اليوم.



    بداية الوجود الإسرائيلي في فلسطين‏

    بالرجوع إلى هذه الحقائق التاريخية الثابتة يتأكد كل باحث عن الحقيقة أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين جاء متأخراً جداً.

    فأرض فلسطين عرفت في التاريخ القديم وحتى عام 1200ق.م. بأرض كنعان وإطلاق هذا الاسم جاء في «التوراة» نفسها في الإصحاح الثالث والعشرين من «سفر التكوين» وفي نفس الإصحاح أطلق عليه «أرض فلسطين».

    وفي هذه الأرض نشأ النبي إبراهيم (ع) وأبناؤه حتى نزح عنها حفيده النبي يعقوب (ع) الملقب بإسرائيل هو وأبناؤه إلى مصر، وهنا تنقطع صلتهم بهذه الأرض حتى جاؤوها غزاة بقيادة «يوشع» وذلك في أواخر القرن 13 ق.م.

    وتذكر «التوراة» أن غزوهم لفلسطين صادف مقاومة باسلة عنيدة من أهلها الكنعانيين أو الفلسطينيين: جاء في سفر صموئيل الأول: «واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل واشتبكت الحرب فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين».

    إن العصر الذهبي للوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين كان من زمن النبي داود (ع) وحتى عهد سليمان (ع) وأن هذا الحكم لم يدم أكثر من سبعين عاماً: من 1045ق.م. إلى 975 ق.م. وأنه كان مقصوراً على بعض المدن الفلسطينية وليس لكل «فلسطين».

    ومما سبق يتأكد أن داود وسليمان عليهما السلام لم يكونا مؤسسي مدينة "القدس" وإنما كانا غازيين لها بعد ألفي سنة على الأقل من الوجود العربي الفلسطيني وأن الوجود اليهودي لم يكن إلا بعد وجودها وعمارتها بعشرين قرناً 2000 سنة).

    وليس أدل على ضعف ارتباط اليهود بأرض فلسطين من أن زعماء «الصهيونية» في العصر الحديث، عندما بدأوا يفكرون في بناء وطن قومي لهم ساغ لبعضهم أن يتجهوا بتفكيرهم إلى بلاد أخرى غير فلسطين، فهذا البارون «هيرشي» اليهودي الألماني الثري يرى أن «الأرجنتين» هي أصلح مكان يمكن أن تقام عليه دولة اليهود.. بل إن «هرتزل» نفسه كان على استعداد لقبوله في سورية أو البرتغال أو سيناء أو قبرص أو العريش أو موزمبيق أو طرابلس أو أوغندا أو الكونغو أو الأرجنتين. ولولا مبادرة الاستعمار الإنجليزي الشريرة و«وعد بلفور» المشؤوم لما حدثت هذه المأساة.

    ويزعم الإسرائيليون أن فلسطين هي أرض مملكتهم وأنها حق لهم لأنهم عاشوا على أرضها 600 سنة.

    وجواباً على ذلك نقول: إن العرب المسلمين حكموا بلاد الأندلس (اسبانيا) وانشأوا بها حضارة مازالت تحمل بصماتهم وقد دام حكمهم 800 سنة... ومع ذلك لا يطالبون بها كما تفعل «إسرائيل» اليوم بفلسطين.



    الشعب الإسرائيلي و«السامية»

    من الثابت أن العرب والمسلمين هم أبناء إسماعيل بن إبراهيم، كما أن اليهود (بني إسرائيل) هم أبناء إسحاق بن إبراهيم، فالفريقان ينتسبان إلى جد واحد هو «إبراهيم» أبو الأنبياء (عليهم السلام).

    فإذا انتسب الإسرائيليون كيهود إلى الجنس السامي، فإن الحق الذي لا مرية فيه أن «سامية» العرب ثابتة متأصلة، وقد سلمت إلى حد ما من الاختلاط بالأجناس الأخرى.

    ولكننا، إذا علمنا أن 84% من يهود «إسرائيل» هم من مهاجري «شرق أوروبا» المنحدرين من قبائل «الخزر» وأن «الخزر» شعوب آسيوية يشكلون عناصر «بولاندية» و«رومانية» و«روسية» و «أوكرانية» و«لتوانية» وهم من سلالة شعب وثني طرد من آسيا ورحل إلى «شرق أوروبا» (وهذا الشعب قد دخل في اليهودية بعد أن اقتنع بها ملكهم «رولان» وحول شعبه إلى الديانة اليهودية في القرن السابع الميلادي)... فهؤلاء إذاً لا ينتمون على الإطلاق إلى السامية ولا صلة لهم البتة بيهود «موسى» أو أسلافهم.

    والخلاصة الموضوعية أن اليهود الذين وفدوا إلى فلسطين من قرابة 100 جنسية لا تجمعهم جنسية واحدة وأن اليهود الساميين الأول تعرضوا للإبادة سنة 596 قبل الميلاد، ونقل الأحياء سبايا إلى بابل وانقرضت سلالتهم ولم يبقَ سوى أفراد قلائل استطاعوا الهروب شمالاً إلى أرض الخزر ونجحوا في إقناع ملكها «رولان» بالدين اليهودي.



    الحتمية الإلهية لنهاية الوجود الصهيوني‏

    وجئنا بكم لفيفاً.

    قال تعالى: «وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفاً * وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيرا» الإسراء/104-105.

    إن مما ريب فيه أن قضية فلسطين تشغل العالم بأسره وخاصة أن المغتصبين المجرمين اليهود في كل يوم يصنعون مأساة وجريمة في ربوعها الطاهرة والعالم أعمى وأصم وأبكم، وهيئة الأمم التي تحكم بين الدول بالجور والباطل وتهيمن عليها شرذمة من الفجار الكفار، وحق الفيتو للدول الكبرى فقط... فهي المستأسدة والمتحكمة في بقية الشعوب.. حق الفيتو يمنع من أن يقر حقاً، أو يبت في أمر.. لأن اليهود من ورائهم.. وما هي إلا دمى تحرك في مسرح العرائس بيد خفية.. وفي هذه الغفلة والمؤامرة ينساب اليهود من كل مكان إلى أرض الميعاد كما يتوهمون.. وخاصة أن الشعوب تحب أن ينخلعوا عنها، وأن يغادروا بلادهم إلى فلسطين المغتصبة.. بغضاً في اليهود..وليس حباً لهم ليستريحوا من شرهم.

    ولقد كانت أول هجرة لليهود إلى فلسطين في سنة 1882-1903 م، وكان عدد اليهود خمسة وعشرين ألفاً، وكانت تسمى (العلو الأول) أو (الطلعة الأولى) العالية، ولذا نجد اسم شركة الطيران الإسرائيلي تسمى بشركة (العال) وفي ذلك حكمة عند اليهود.

    وكان محط هبوطهم القدس الشريف.. وطبرية.. والخليل... وبدأوا نشاطهم الخبيث الحثيث بشراء الأرض، ونشر الدعارة وببيع بنات صهيون لعرب، والتجارات المتنوعة، والربا والغش، وترويج المخدرات، والحث على فن السينما والمسرح والموسيقى والباليه.. ولأول مرة في حياة اليهود على مر التاريخ أن يهتم اليهودي بالزراعة، ولذا كانت أول أرض مشتراة مدرسة لتعلم فنون الزراعة، وكانت على حدود مدينة يافا اشتراها (روتشيلد) اليهودي الفرنسي أغنى أغنياء زمانه، لتكون أول لبنة في أرض فلسطين وحلم بني صهيون الذي جمع شتاته وجاء من كل مكان ليستقر في فلسطين، فبدأ يهتم بالزراعة، وكم بنى من مصانع، وأنشأ من مدارس ومدائن وكل ذلك لينصهر في بوتقة اليهودية أكثر من سبعين جنسية من شتى أنحاء العالم جاؤوا لفيفاً...

    وتتابعت الهجرات من كل مكان في العالم: من مصر، اليمن أوروبا، الهند، البرازيل، أمريكا، روسيا، رومانيا، المغرب، الجزائر الحبشة، والعراق.. وغير ذلك من بلاد الله، ومن أجناس عباد الله.. إلا أنهم تركوا في البلاد يهوداً أخفياء من وراء الكواليس.. يحركون دمى الحكام الذين لا يحكمون بشريعة النبي محمد (ص)... وهم يدّعون أنهم من المسلمين.. أما الدول الأخرى فعلى نفس الوتيرة يزحفون كالأفعى ليحققوا هيمنتهم الخفية!!.

    ولم ننسَ تلك المؤامرة الإنجليزية التي كانت هي الدعامة الأولى لإسرائيل فهي التي منحت اليهود وعد بلفور (1917) وهي التي هجّرَتْ ثلاثمائة ألف يهودي ما بين عام 1922 م. وعام 1939 م.

    وكان (هرتزل) قد نشر كتابه (الدولة اليهودية) عام 1895 م. فكانت فرصة سانحة اغتنمها اليهود في التسلل تحت جنح الاحتلال الإنجليزي لفلسطين، وكان عدد المهاجرين من اليهود الأوروبيين خمسين ألف يهودي، وكانت تسمى هذه الحركة التسللية بحركة (الرواد)، وكانت أساليبهم في شراء الأرض والعقار أساليب (تاجر البندقية) مع استعمال النساء والمال لضعاف النفوس خداعاً وتهديداً.. وقد بلغت الماسونية الفرنسية لعبة خطرة في تأكيد حق الإنجليز في تقسيم العالم في معاهدة (سايكس بيكو) بأن لها فلسطين خاصة من دول الشام سنة 6191م.

    وبعد العالم التالي لعام 1917 م. صدر تصريح وزير خارجية بريطانيا (وعد بلفور) لإعطاء اليهود الحق في وطن قومي لهم على أرض فلسطين العربية المسلمة.. وبعد ذلك بدأت الهجرات اليهودية لفلسطين علناً وفي حماية الإنجليز، فارتفع عدد اليهود من خمسين ألف مهاجر إلى ستمائة وخمسين ألفاً في نهاية عام 1948 وهكذا تتابعت الهجرات من كل أنحاء العالم. وصدق الله العظيم بقوله: «فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً» الإسراء/104.



    إشارات الفناء في كتبهم‏

    إن الحتمية في نهاية اليهود ودولتهم الإسرائيلية لتؤكد أن الفناء يقيني لبني صهيون، ولا بد للشر من نهاية، وهي على الأبواب، وهم بإذن الله تعالى كالمحتضر ما بعد آهاته إلا السكون والموت وصمت القبور!!..

    يقول سفر التثنية: «كما فرح الرب لكم ليحسن إليكم ويكثركم نَوّحَ الرب لكم ليفنيكم ويهلككم فتستأصلون من الأرض التي أنت داخل إليها لتتملكها ويبددك الرب في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصاها».

    وفي أشعياء 9/14-17:

    «يقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب، والنخل والأسل في يوم واحد الشيخ والمعبر هو الرأسي، والنبي الذي يعلم بالكذب هو الذنب وصار مرشد وهذا الشعب مضلوه ومرشدوه مبتلعون لأجل ذلك لا يفرح السيد بفتاه، ولا يرحم يتاماه وأرامله لأن كل واحد منهم منافق وفاعل شر».

    وجاء كذلك في التثنية الإصحاح 28:

    «ويجعل الرب مطر أرضك غباراً وتراباً ينزل عليك من السماء حتى تهلك، ويجعلك الرب منهزماً أمام أعدائك في طريق واحدة تخرج عليك، وفي سبع طرق تهرب أمامك، وتكون قلقاً في جميع الأرض، وتكون جثتك طعاماً لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها».

    «يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب، فتتلمس في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام، ولا تنجح في طرقك بل تكون معصوباً كل تلك الأيام وليس مُخلّص».

    «تبني بيتاً ولا تسكن فيه، تغرس كرماً ولا تستغله، يذبح ثورك أمام عيتفانيكولا تأكل منه يغتصب حمل ك من أمام وجهك ولا يرجع إليك، تدفع غنمك إلى أعدائك وليس لك مخلص، ُيسلم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة».

    إلى أن قال: «وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك، لأنك لم تسمع بصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي أوصاك بها فتكون فيك آية وأعجوبة وفي نسلك إلى الأبد».

    ومما جاء في سفر التثنية الإصحاح الرابع عدد 27:

    «إذا كثرت ذريتكم، وعمرتم في الأرض، وتعاظمت خطاياكم وآثامكم، وحاولتم إغاظة الرب، فإنني أشهد عليكم هذه السماء وأشهد هذه الأرض التي تعبرون إليها نهر الأردن لعلكم تملكونها إنكم لن تعيشوا طويلاً، بل سوف تهلكون لا محالة وتنتهون، وسوف يبيدكم الرب بين الشعوب».

    وفي سفر عاموس الإصحاح 5 عدد 26:

    «ويجلب الرب عليكم وعلى شعبك وعلى بيت أبيك أياماً لم تأت من قبل، وفي ذلك اليوم يُصَفّرُ الرب للذباب في أقصى ترع مصر، وللنحل في أرض آشور، وتحل جميعاً في الأودية الخربة، وفي شقق الصخور، وفي كل غاب الشوك، وفي كل المراعي، وكل الأرض ستكون شوكاً».

    ومما جاء في سفر الملوك الأول 9: 1/7:

    «لما أكمل الملك سليمان بناء هيكل (بيت الرب) تراءى له ملاك الرب في حلم وقال له: قدست هذا البيت الذي بنيته لأجل اسمي، وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام ولكن..إن كنتم تنقلبون أنتم أو أبناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي وفرائضي التي جعلتها أمامكم، بل تذهبون وتعبدون آلهة أخرى وتسجدون لها، فإني أقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي أعطيتهم إياها، والبيت الذي قدسته لأسمي (الهيكل) أنفيه من أمامي، ويكون شعب إسرائيل مثلاً وهزأة في جميع الشعوب».

    سبحان الله.. مع أن التحريف قد أخذ مجراه فأغرق التوراة، ولم يبقَ من الأصل إلا ما الله يعلمه.. إلا أن إرادة الله عز وجل أفقدتهم بصيرتهم فكتبوا ما به يدانون، وسقط في أيديهم ما به يؤكدون حتمية دمارهم وهلاكهم.

    ولقد وصف أخيراً حال اليهود الكاتب اليهودي الروسي (إفرايم سفيلا) في كتابه «وداعاً لإسرائيل» قائلاً:

    «إن إسرائيل مثل سيدة عجوز طال ترحالها في دروب الزمن، فالشوك أدمى قدميها، ومزق ثوبها، فهي تنزف دماً وكل قطرة دم عندما تسقط في الأرض لا تصنع زهرة.. إنما تقيم شاهداً على قبر..».

    (جمع هذه النصوص الأستاذ أبو الفداء محمد/عارف في كتابه نهاية اليهود)



    إسرائيل دولة توسعية

    على الرغم من المغالطات التاريخية التي تتذرع بها إسرائيل لاغتصاب فلسطين فإنها تبرر مشروعية هذا الاغتصاب بوعود إلهية ربانية يتحمل مسؤوليتها الخالق العظيم وينسبونها زوراً إلى الإله الرحيم، فيصورونه حقوداً متعطشاً إلى دماء الكنعانيين والفلسطينيين ويأمر بإبادتهم وانتزاع أرضهم.

    ولقد فسر بعض علماء اللاهوت «العهود» التي تحمل هذا المعنى ووردت في أسفار «العهد القديم» بأنها تمت بالعودة من بابل وليست صالحة للتنفيذ.

    ولقد نادى «العهد القديم لا عهود مستمرة لكن نواميس الحياة أرتنا طلاب باطل كادوا يدركونه»...

    ومع هذا فإن إسرائيل تعتمد على هذه الأوهام الدينية وتعلنها صراحة: «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل».

    وبعد... فيقول المؤلف اليهودي الروسي (إفرايم سيفيلا) في كتابه «وداعاً إسرائيل» أن إسرائيل هي الدولة المسخ التي ستأكل أبناءها...

    ويكشف في وضوح زيف الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، ويعري الأساليب الإجرامية والابتزاز الذي أستعمل لجمع واجتذاب المهاجرين إلى إسرائيل بطرق مغرية ووعود براقة فيقول: «إنه بعد مرور ما يزيد على ربع قرن من إنشاء هذه المؤسسة على أرض فلسطين، لم تتحقق تكهنات زعماء الصهيونية بأن إسرائيل ستصبح المغناطيس الذي يجذب يهود العالم كلهم، حيث لم تستطع إسرائيل أن تجمع فوق الأرض الفلسطينية سوى خُمْسِ اليهود.. وفي نيويورك وحدها، يعيش عدد من اليهود أكبر مما يوجد في إسرائيل كلها... وفي باريس، يوجد من اليهود أكثر مما في «تل أبيب» وفي لندن أكثر مما في «القدس».

    وختاماً.. فإن دولة الظلم ساعة.. ودولة الحق إلى قيام الساعة.

    الاختراق الصهيوني للفكر المسيحي والإسلامي‏

    من المعلوم بالبداهة والواقع أن الدين الإسلامي يدينُ بمهمة دعوية لتبليغ دين الله إلى جميع خلق الله، وينهض دعاته بتبعات الدعوة إلى الله بإقناع العباد للدخول إلى دين الإسلام. وإن المسيحية أيضاً لها استراتيجيتها التبشيرية لنشر النصرانية بين الشعوب وإقناع العباد بالدخول في عقيدة المسيحية.

    وبالتالي فإننا نشهد ونسمع عن فرد أو أفراد اعتنقوا الإسلام أو دخلوا في المسيحية.

    ولكننا نتساءل عن الدور الذي يقوم به الدين اليهودي في هذا الميدان فهل تركت اليهودية الساحة العالمية للإسلام والمسيحية يدعون ويبشرون، يؤسلمون وينصّرون وهم يتفرجون؟

    ولماذا لا نسمع عن نشاط تهويدي نجح في إدخال عدد من الناس فتهودوا كما يفعل المسلمون والمسيحيون؟

    وهل تجردت اليهودية من الأهداف والغايات التي يصبو إليها الإسلام، وتنشدها المسيحية؟ حقاً أن اليهودية ليست لها استراتيجية دعوية لتهويد الناس وإدخالهم في العقيدة اليهودية.

    ذلك أنهم يدينون بعقيدة عنصرية استعلائية فوقية، حيث يرون أنفسهم سلالة خاصة، وجنسا مميزا فوق البشر، وأنهم شعب الله المختار المدلل، أبناء الله وأحباؤه.

    وأن ما عداهم من الشعوب إنما هم أميون خلقهم الله ليكونوا خدماً وعبيداً لهم. ومن ثم فإن اليهودية قاصرة على جنس خاص من البشر لا يحل لسواهم الدخول في هذا الشرف. ولقد سئل حاخام كبير في التلمود: قل لي يا معلم، ماذا يحدث لنا إذا تحول العالم كله إلى اليهود؟

    فأجاب: هذا لن يكون، فسأله: ولماذا يا معلم؟ قال: لأن اليهود شعب الله المختار... فإذا كانت كل الشعوب يهوداً فلا شعب مختار... وإذا كان الناس كلهم ملوكا فمن هم الرعية؟ وإذا كانت كل المعادن ذهباً فلا قيمة لكلمة معدن، ولا قيم للذهب. إذن، لأن هناك معادن أخرى لا قيمة لها. فيجب أن تكون هناك شعوباً كثيرة حقيرة ليكون اليهود خير الشعوب وسادتها.

    ولكن الصهيونية عملت وما زالت تعمل دائبة على تدمير وإفساد الديانتين الإسلامية والمسيحية من الداخل.

    فعمدت على إنشاء الفرق الهدامة واخترقت الديانتين بغزو فكري خطير، ولتجريد المسلمين والمسيحيين من عقيدتهم وإخراجهم من دينهم، وغزو عقوهم بأفكار صهيونية تسخرهم وتجعلهم تبعا وإمعة وخدماً لتنفيذ الأهداف الصهيونية بكل أبعادها.

    ولقد نجحت في ذلك نجاحاً ملحوظاً. من خلال تأسيس وإقامة الفرق الضالة الهدامة داخل الديانتين على السواء مما هو معروف لدى الخاص والعام.



    كنائس ومذاهب مسيحية مسخرة لأهداف الصهيونية

    ومن هذا القبيل الذي نجحت فيه الصهيونية نجاحاً باهراً. بترويج مبادئها العنصرية ونشر فكرتها القائمة على (الوعد الكاذب) الزاعم أن الله تعالى قد منحهم أرضاً خاصة بهم لإقامة دولة الميعاد من الفرات إلى النيل، ورخص لهم في طرد وقتل وإبادة بقية الشعوب الأخرى وإن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بعودة (ملك السلام)، بعد جمع شعب السلام، على أرض السلام.

    ويقصدون (بمُلكِ السلام) ظهور المسيح المنتظر، الذي ليس هو سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي يؤمن به المسيحيون والمسلمون لأن السيد المسيح عليه السلام بمعتقدهم دعي ابن سفاح «وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً» النساء/156.

    وأن شعب السلام هم اليهود وأرض السلام هي فلسطين وحدودها عندهم من الفرات إلى النيل: لتضم جزءاً من تركيا وسوريا والعراق، وفلسطين والأردن ولبنان والسعودية ومصر لأن كل هذه الأرض هي أرض كنعان وقد ملكها الله تعالى لشعبه المختار إذن كلها موعودة.

    وعلى الرغم مما يطفح به التلمود من سفه وشتم وتطاول وازدراء وامتهان للسيد المسيح وللمسيحية، إلا أننا نعجب لأمر أولئك الذين يدعون الانتساب للمسيحية وهم يقعون في شرك الصهيونية ويتبنون أفكارها من الألف إلى الياء.

    ولقد تمكنت الصهيونية بأفكارها العنصرية من التغلغل والسيطرة على الأصوليين الإنجيليين، فقد أُشربوا هذا المعتقد الصهيوني حتى النخاع وأضحى أصلاً من الأصول التعبدية، به يستفتحون صلاتهم ويتعبدون به الله في ترانيمهم وقداساتهم في مئات الكنائس وآلاف المدارس التابعة لهذا المذهب في الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن سبعة من رؤساء أمريكا يؤمنون بهذه العقيدة إيماناً جازماً يذكر صاحب الكتاب (البعد الديني في السياسة الأمريكية) عن الرئيس الأمريكي كارتر قوله: لقد امن سبعة رؤساء أميركيين وجسدوا هذا الإيمان بأن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل هي أكثر من علاقة خاصة بل هي علاقة فريدة لأنها متجذرة في ضمير وأخلاق ودين ومعتقدات الشعب الأميركي نفسه، إننا نتقاسم مع إسرائيل التوراة، وهؤلاء السبعة يعتقدون أن الصراع بين العرب واليهود هو صراع بين داود وجالوت الذي يسمونه (جوليان) وجالوت العصر هم العرب وداود هو دولة إسرائيل.

    وقد صرح الرئيس الأمريكي ريغان أكثر من عشرات المرات أن نهاية العالم باتت وشيكة وأنه يؤمن بمعركة (هرمجدون). وقال أيضاً إنني أتطلع إلى الصهيونية كطموح جوهري لليهود، وبإقامة دولة إسرائيل تمكن اليهود من إقامة دولتهم الموعودة وحكم أنفسهم وتحقيق حلم عمره ألف عام.

    ويصف الرئيس بوش نفسه في كتابه التطلع إلى الأمام: بأنه متدين وأن جده كان قسيساً ويؤمن بالعهد القديم، وشوهد وهو يرتدي (القلنوسة السوداء) شعار اليهود وهو يلثم حائط المبكى.وإن من يطالع كتاب (1999 نصر بلا حرب) ومؤلفه الرئيس الأمريكي نيكسون وهو أكثر رؤساء أمريكا فكراً وتنظيرا و يرى فيه الكثير من الرؤى الدينية المسخرة للفكر الصهيوني الساعية إلى تطبيقه.

    والطائفة الثانية التي تغلغل فيها الفكر الصهيوني طائفة البروتستانت هذه الحركة التي تزعمها (مارتن لوثر) بأفكار مناهضة معارضة لبابا الكاثوليك وقد انتشرت هذه الحركة أكثر ما انتشرت في ألمانيا، وبريطانيا ولها حضورها في أمريكا وتؤمن هذه الحركة بحرفية الكتاب المقدس وعصمة التوراة وأن كل حرف في التوراة هو حق من عند الله، فامنوا بعقيدة الوعد وأعرضوا عن تفسيرات البابا وعلاقته مع اليهود.

    وابتهج اليهود بهذه الحركة ووجدوا فيها متنفساً وفرصة للإنتقام من البابا وأتباعه وضَربِ المسيحية من الداخل، وأخذ اليهود في نشر وتعميم هذه المبادئ بين الطوائف المسيحية، ونشب الصراع بين هذه المذاهب في أوروبا واضطر البروتستانت إلى الهجرة إلى بلاد العالم الجديد بعد اكتشاف أمريكا حتى أصبح البروتستانت سكان أمريكا يمكنهم تنفيذ أحلام التوراة وقيام دولة الميعاد.

    وأبرز رجال الحركة البروتستانية (بلاكستون) الذي تحتفل الدولة العبرية إسرائيل بذكراه كل عام ومع أنه ولد عام 1841 ودعا إلى الحركة الصهيونية قبل (هرتزل) بزمن وذلك في كتابه (عيسى قادم) وقد ترجم إلى 84 لغة منها العبرية وطبع عدة طبعات وبيع منها ملايين النسخ. ويتلخص فكر بلاكستون فيما أسماه (الاستعادة الأبدية لأرض كنعان وتمليكها للشعب اليهودي، وقد استطاع عام 1891 من صياغة عريضة موقعة من 413 شخصية أمريكية من الوزراء والنواب والقضاة والمحامين ومشاهير أمريكا وقام برفعها إلى الرئيس الأميركي آنذاك بنيامين هريسون يطالبونه باستخدام قوته ونفوذه ومساعيه بتحقيق الحلم الصهيوني وإقامة دولة إسرائيل.

    وفي بريطانيا أسس البروتستانت صندوقاً سمي (صندوق اكتشاف فلسطين) برئاسة أسقف كانتربيري أكبر أساقفة بريطانيا وذلك بغرض اكتشاف أرض الميعاد وحدودها ومعالمها كما ورد في التوراة.

    ثم ظهر بعد ذلك (بلفور) صاحب الوعد المشهور: تقول مؤلفة كتاب عن حياته وهي ابنة أخته: إنه كان يؤمن إيماناً عميقاً بالتوراة ويقرأها ويصدق بها حرفياً وإنه نتيجة لإيمانه بالتوراة أصدر هذا الوعد، وكان رئيس وزراء بريطانيا في أيامه هو (لويد جورج) الذي يقول عن نفسه: أنه صهيوني يؤمن بما جاء في التوراة من ضرورة عودة اليهود، وأن عودة اليهود مقدمة لعودة المسيح.

    وإجمالاً نستطيع أن نقول إن لهاتين الطائفتين في أمريكا أكثر من عشرين ألف مدرسة ومعهد وكلية، فيها ملايين من الطلبة والدارسين، وجميعها تتبنى الفكرة الصهيونية، وتؤصل في نفوس أبنائها هذا المعتقد العنصري الزائف ليتأكد لنا أن سيطرة إسرائيل على أمريكا ليست سيطرة تنطلق وتعتمد على مبادئ سياسة وإنما هي تبعية دينية وعصبية عقيدية لا تبصر إلا بعين صهيونية، وحسبنا دلالة على ذلك ما يقوله(جيري فولويل) مؤسس منظمة (الأغلبية الأخلاقية) في أمريكا:

    إن الولايات المتحدة الأمريكية أمة نصرانية يهودية، ويقول: إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد الله. وإن التخلي عن إسرائيل إنما هو عداء وبعد عن الله، وعلى الولايات المتحدة ألا تتردد في تقديم كل الدعم المالي والعسكري إلى إسرائيل لأن قوة
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : فلسطين الدرة المغتصبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    فلسطين الدرة المغتصبة Aoiss

    فلسطين الدرة المغتصبة Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    فلسطين الدرة المغتصبة Empty رد: فلسطين الدرة المغتصبة

    الإثنين 03 يناير 2011, 17:31
    شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : فلسطين الدرة المغتصبة 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    فلسطين الدرة المغتصبة Aoiss

    فلسطين الدرة المغتصبة Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    فلسطين الدرة المغتصبة Empty رد: فلسطين الدرة المغتصبة

    الجمعة 27 مايو 2011, 14:05
    يسم الله الرحمان الرحيم

    بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا

    بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
    .وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
    أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
    و
    هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
    الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع .
    .
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى