منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    سعيد501
    عضو ملكي
    عضو ملكي
      : واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 2046
    العمر : 53
    تاريخ التسجيل : 20/12/2007
    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Aoiss

    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Empty واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏

    الخميس 30 ديسمبر 2010, 19:13
    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏
    الشيخ منصور مندور

    بسم الله الرحمن الرحيم‏

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين أفضل الصلاة والتسليم.

    وبعد...

    لقد كان أهل الأرض قبل مجي‏ء الإسلام يعيشون في ظلام دامس، وضلال طامس والوثنية تخيم على جزيرة العرب، تعمم عبادة الأصنام في الحاضرة والبادية، وقد غيرت دين إبراهيم الخليل(عليه السلام) وملأت المسجد الحرام والبيت العتيق بالأصنام.

    وهكذا انطمست أنوار الرسالات السماوية وتلاعب الشياطين ببني ادم فاشتدت حاجة أهل الأرض إلى بعث نبي من عند الله يخرجهم من الظلمات إلى النور، فأدركتهم رحمة أرحم الراحمين، وكانت بعثة النبي محمد خاتم النبيين، فأشرقت به الأرض بعد ظلماتها، وأرجعت عليها الأمن بعد شتاتها، وجاء هذا الإسلام العظيم يحمل للبشرية جميعها كل خير ويزيح عنها كل شر، واختار الله له أنصاراً وأعواناً هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبر الناس قلوباً، وأغزرهم علماً وأقلهم تكلفا، فجاهدوا في الله حق جهاده، ونشروا هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها حتى أظهره الله على الدين كله، فأخمد به نار المجوسية القذرة، ودحر به كبرياء اليهودية المتغطرسة، وملأ الأرض عدلا ونورا والقلوب فقها وخشية ورحمة وإيماناً.

    وخرج قادة وسادة وأحبارا، فتحوا البلاد بالجهاد، والقلوب بالعمل والحكمة، وفجروا ينابيع العلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى ملأوا مدارس العالم ومكاتب الدنيا بعلومهم ومؤلفاتهم، مما لم يعرف العالم له نظيراً في سائر الأديان والرسالات.

    فبعد أن كانوا رعاة للغنم أصبحوا قادة للأمم.

    وبعد أن كانوا ضالين أصبحوا هداة مهديين.

    وبعد أن كانوا متفرقين متناحرين أصبحوا أقوياء متحدين.

    وصدق الله إذ يقول: «وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها»، هذا هو دين الإسلام الذي شهد له بالكمال فقال تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً» المائدة/3.

    ولقد وقف الشيطان وحزبه من هذا الدين - ولا يزالون يقفون - منه موقف العدو اللدود واستخدموا كل ما يملكون من الوسائل والحيل للقضاء عليه، أو للصد عنه أو لتشويهه وإبرازه في صورة لا تناسب الزمان والمكان.

    حاربوه فانتصر عليهم، وحاولوا محاصرته في بلده ومنع انتشاره فاكتسح كل الحواجز والسدود وامتد نوره في المشارق والمغارب فاعتنقته القلوب السليمة والفطر المستقيمة لأنه دين الفطرة الذي يلائم كل زمان ومكان، سارت دعوته سير الشمس في الأقطار، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، حاولوا الدس فيه، وإلقاء الشبهة عليه وعل تشريعاته وأحكامه فانكشف تزييفهم، وارتدت سهامهم في نحورهم وبقي هذا الدين غضاً طرياً كما أنزل.

    لجأوا إلى طريق المخادعة فدسوا على المسلمين أناساً يتسمون بالإسلام ظاهراً، وهم على الكفر في باطن أمرهم، وما زال أعداء الإسلام يواصلون حربهم ضد الإسلام، ويبقى الإسلام طوداً شامخاً وحصناً منيعاً لا تصل إليه سهام الأعداء، وتعود هذه السهام إلى صدور أصحابها خاسئة ذليلة «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» الصف/9.

    لقد جمع الإسلام بين القلوب المتنافرة والقبائل المشتتة فجعلها أمة واحدة إخواناً متحابين في الله وإن اختلفت أنسابهم، وتباعدت ديارهم «واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا» آل عمران/103.

    وقال تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» الحجرات/10.

    وقال تعالى: «هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ء وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم» الأنفال/62-63.

    نعم... ربط بينهم برباط الدين الذي هو أقوى من رابطة النسب بل إن رابطة النسب لا قيمة لها مع اختلاف الدين.

    قال تعالى: «لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه» المجادلة/22.

    فالرابطة التي تجمع المفترق وتؤلف بين المختلف هي رابطة لا إله إلا الله التي تجعل المجتمع الإسلامي كله كأنه جسد واحد.

    قال رسول الله (ص): «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

    بل إن دين الإسلام هو الرابطة التي ربطت أهل السماء بأهل الأرض.

    قال تعالى: «الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون الذين آمنوا» غافر/7.

    وقال سبحانه: «والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض» الشورى/5.

    فالذي ينادي برابطة غير رابطة الإسلام إنما يفرق ولا يجمع ويدعو بدعوى الجاهلية وقد قال (ص): «ليس منا من ضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية».

    وفي بعض الغزوات حدثت مشادة بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال المهاجر: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار. فسمعهما رسول الله (ص) فقال: «ما بال دعوى الجاهلية؟!.. دعوها فإنها منتنة».

    ومن ذلك النداء بالقوميات والعصبيات والعنصريات ولا سيما إذا كان المراد منها تجاهل رابطة الإسلام.

    وليس لنا من عذر عند الله...!! فقد منحنا سبحانه وتعالى كل أسباب النصر: القوة واللغة والعقيدة والخيرات والكنوز والثمرات والطقس المتنوع والأرض الواحدة المتصلة.

    إن هذا الدين جمع الله به بين القلوب ووحد الأمة العربية حتى سارت أعظم قوة على وجه الأرض تهاوت تحت أقدامها عروش الأكاسرة والقياصرة.

    إن هذا الدين صالح اليوم وكل يوم في كل زمان ومكان لأنه يعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها ومكانتها إذا رجعت إلى الله تعالى وتمسكت بكتابه عز وجل. قال تعالى: «يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» محمد/7.

    ونصرة الله عز وجل تعني العمل بشريعته وسنة نبيه محمد (ص).

    قال تعالى: «وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» النور/55.

    وقال الرسول (ص): «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك».



    الإسلام دين القوة والسلام‏

    إن الإسلام يحمل بين جوانحه كل آيات الحكمة والسلام والمودة والوئام حتى إن السلام أسم من أسماء الله الحسنى.

    ومن أروع الأمثلة على سلوك المسلمين طريق السلام في الحياة العامة قوله تعالى: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» الفرقان/63.

    ثم يبين الله سبحانه وتعالى إن هناك فئة، بل فئات يريدون القضاء على الإسلام والمسلمين. قال سبحانه: «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» التوبة/32.

    ولكن إذا اعتدى معتدٍ أثيم غير آبه بكرامة المسلمين ولا بعقيدتهم فما على المسلمين إلا امتشاق السلاح وإذلال هؤلاء الكفرة المعتدين.

    قال سبحانه: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم ليهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين» التوبة/14.

    ويقول سبحانه وتعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين» البقرة/194.

    ويقول سبحانه، مؤكداً على حرب الذين يريدون القضاء على الإسلام والمسلمين: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» البقرة/190.

    وقد أوصى (ص) بالحرص على السلام وعدم اللجوء إلى القوة إلا بعد نفاد الحيلة مع العدو، وقال(ص): «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا وأعلموا أن الخير تحت ظلال السيوف».

    وسوف استعرض بعض النماذج التي تؤكد هذه الحقيقة الإسلامية وهي أن المسلمين لا يلجأون إلى القوة إلا بعد نفاد كل الحيل وسلوك كل السبل الداعية إلى السلام وأنه لا مفر من ا لحرب، عندئذ كُلف المسلمون بالقتال، قال تعالى: «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ء الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله» الحج/40-41.

    فالقتال في الإسلام ليس نيلا لمغانم أو استعبادا للضعفاء وإنما لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإقرار العدل وقهر الظلم والاستبداد من أولئك الذين بغوا وترصدوا للمسلمين وأرادوا إن يعيدوها جاهلية يأكل القوي فيها الضعيف، وينال الغني من الفقير ويكون الحال كما قال القائل:

    تعدوا الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الضاري‏

    أو على حد قول زهير بن أبي سلمة: (ومن لا يظلم الناس يُظلم).

    فربما كان الظلم سبباً من أسباب عدم الاعتداء وقال المثل الإفرنجي: (من أراد السلم فليعد للحرب).

    وربما ينطبق عليهم المثل العربي القائل: (في الجريرة تشترك العشيرة).

    فقد جمعهم الكفر على حرب الإسلام.. والكفر كله ملة واحدة.

    طوق النجاة

    ولكني أتساءل إلى متى سيظل المسلمون يغطون في نومهم، ويلتحفون الصمت وإذا ما استيقظوا استنكروا بألسنتهم ثم عادوا فناموا، على الرغم من أن جرائم الاستعمار كانت مدعاة لأن يثور الأحرار من المسلمين في العالم العربي والإسلامي لتحرير أوطانهم، ودحر قوى الشر من ديارهم ولن يكون ذلك إلا بالأخذ بالأسباب:

    وأول هذه الأسباب هي: التمسك بأهداب هذا الدين الحنيف

    ثانياً: الإقتداء بالرسول (ص) في أسلوب معاركه سلما وحربا.

    ثالثاً: تطهير الصف الإسلامي من العملاء.

    رابعاً: التعرف على اليهود وطبائعهم وعقائدهم الباطلة ومصدر ذلك القرآن الكريم والواقع الأليم.

    وأمامنا قضية هي من أعجب القضايا التي يمر بها العالم الإسلامي، فعلى مر التاريخ الإسلامي اجتمعت عليه قوى الشر من كل فج عميق وسكنت كل قوى الخير في جحر عميق... إنها قضية فلسطين ذلك البلد المبتلى بكل أنواع الخطوب، والويلات والذي حل بشعبه ما لم يحل بشعب من شعوب الأرض قاطبة، تشريدا لأهله، واقتلاعاً لهم من جذورهم وقتلا لشبابهم وفلذات أكبادهم، ويكفي الويلات من ذلك المستعمر الصليبي الحاقد والذي مكن لليهود من احتلالهم ونهب ثرواتهم بإعطائهم السلاح والمال، والدعم المادي والمعنوي، وإذلال مواطنيه بشر شعوب الأرض قاطبة وأعتاهم كفراً، وأشدهم لؤماً، وأكثرهم حقداً، وأفظعهم فتكاً، وأخسهم جنساً.

    لكن سكان هذا البلد الأبي لم يأبهوا ولم يرضخوا للاستعمار ولا لليهود بل أنهم واجهوا هذه القوى بكل صنوفها وأبعادها من فئات شتى، من صليبية حاقدة على العرب والمسلمين، ومن شيوعية مارقة من كل خلق ودين، ومن يهود لا يحملون بين ضلوعهم إلا الشنان على الإسلام والمسلمين منذ أخرجهم الخليفة الراشد عمر بن خطاب فقاموا ينفثون سمومهم كالأفاعي على رموز القوى في العالم الإسلامي بقصد تصفيتهم والقضاء عليهم.

    يحضرني في هذا المقام الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود والذي نال الشهادة في معركة الشجرة مع اليهود والإنجليز حين قال:

    دعا الوطن الذبيح إلى الجهادفخف لفرط فرحته فؤادي‏

    وسابقت النسيم والافتخار أليس علي أن أفدي بلادي‏

    إذا ضاعت فلسطين وأنتم على قيد الحياة فاعتقادي‏

    بأن بني عروبتنا استكانوا وأخطأ سعيهم نهج الرشاد



    المطلوب الإيماني وأسباب النصر على الأعداء

    مما لا شك فيه أن أهم واجب على المكلف وأعظم فريضة عليه أن يعبد الله تعالى ربّ العرش العظيم القائل في كتابه الكريم: «يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون» البقرة/21.

    وأخبر في موضع آخر أنه سبحانه خلق الثقلين لعبادته، فقال عز وجل: «وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون» الذاريات/56.

    وهذه العبادة التي خلق الثقلين من أجلها هي توحيده بكل أنواع العبادة والتي منها:الصلاة والصوم والزكاة والحج والركوع والسجود والطواف والذبح والنذور والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والدعاء، وكذلك ترك ما نهى الله عنه على ما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: «وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة» البينة/5.

    فإخلاص العبادة لله تعالى هي أصل الدين وأساس الملة من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء سيدنا محمد (ص).

    قال تعالى: «ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة» النحل/36.

    ولقد بعث الله تعالى نبيه محمداً (ص) بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك فقام بتبليغ ما بعثه الله تعالى به بأكمل قيام، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على الدعوة حتى انتشر هذا الدين في شتى بقاع الأرض ومن ورائهم أئمة الهدى وقادة الحق، ودعاة العدل، وساروا على سبيل من سبقهم ينشرون دين الله، ويدعون الناس إلى توحيد الله الواحد الأحد.

    ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم ولا يخافون في الله لومة لائم، فأيدهم الله بنصر من عنده وأظهرهم على من ناوأهم، ووفى لهم بما وعدهم به. فقال سبحانه: «يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم » محمد/7.

    وقال تعالى: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز»، «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور» الحج/41.

    ثم إن الناس غيروا بعد ذلك وتفرقوا وتساهلوا في أمر الجهاد، واثروا الراحة وأتباع الشهوات، وظهرت فيهم المنكرات إلا من عصم الله تعالى.

    وكان نتيجة ذلك أن غير الله عليهم وسلط عليهم عدوهم جزاء بما كسبوا نكالا من الله، وما ربك بظلام للعبيد.

    قال سبحانه: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» الرعد/11.

    فإنه سبحانه يرتب فعله على تصرف عباده، فإنه لا يغير نعمة إلى بأس، ولا يغير عزاً إلى ذلة ولا مكانة إلى مهانة إلا أن يغير الناس مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم فيغير الله تعالى ما بهم وفقاً لما سارت إليه نفوسهم «سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا» الأحزاب/62.

    وحتى نكون صادقين في عودتنا إلى الله تعالى لا بد من أمرين:

    الأول: أنه يجب على جميع المسلمين حكاماً وشعوباً الرجوع إلى الله تعالى وإخلاص العبادة له وحده والتوبة إليه من سالف تقصيرهم وذلك بأداء ما أوجب الله عليهم والابتعاد عما حرم الله تعالى عليهم. ومن أهم ذلك إقامة الحدود الشرعية بتحكيم شريعة الله بين الناس والتحاكم إليها، ونبذ القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله تعالى وتعطيلها في بلاد المسلمين فإنها لم توضع للمسلمين وإنما وضعت لغيرهم.

    الأمر الثاني: أنه يجب على العلماء العمل على تفقيه الناس في دينهم ونشر التوعية الدينية ونصح الحكام وتشجيعهم على الخضوع لمنهج الله تعالى ففيه العزة والكرامة في الدارين.

    وعليهم أيضاً محاربة المذاهب الهدامة والأفكار المدمرة والأهواء الطائشة التي تفتك بشباب الأمة وسواعدها والتي انتشرت من خلال أجهزة الإعلام البعيدة عن منهج الله.

    ومن هنا يصلح الله ما كان فاسداً، ويرد عليهم ما كان شارداً، ويعيد لهم مجدهم السالف قوة بعد ضعف، وعزة بعد ذلة، وأمناً بعد خوف ومكانة بعد مهانة ونصراً على أعدائهم ويمكّن لهم في الأرض. قال سبحانه: «وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» النور/55.

    والله نسأل أن يصلح قادة المسلمين وعلماءهم وعامتهم وأن يفقههم في الدين وأن يجمع كلمتهم على التقوى ويهديهم إلى صراط مستقيم.



    الداء والدواء

    لقد أمتن الله تعالى على عباده المؤمنين الموحدين بنصره إياهم في مواطن كثيرة من مواطن اللقاء ومواضع الحروب والهيجاء.

    قال تعالى: «لقد نصركم الله في مواطن كثيرة» التوبة/25.

    من هذه المواطن موقعة بدر فقد كان المسلمون فيها قلة في العدد والعدة، فقد كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر في قلة ظهر، ورثاثة سلاح، وأعداؤهم يناهزون الألف في كمال العدة والسلاح.

    قال تعالى: «ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة» آل عمران/123.

    وهذا ما يدعونا إلى اعتقاد أن النصر لا يكون إلا من عند الله والمؤمن في هذا لا يعتمد على الأسباب وإنما يعتمد على الله، يعتمد على مسبب الأسباب سبحانه وتعالى القائل: «وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم» آل عمران/126.

    ولقد وعد الله عباده المؤمنين بالنصر المؤزر في الدنيا والآخرة.

    قال تعالى: «إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد» غافر/51.

    وقال تعالى: «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين» الروم/47.

    فلو اجتمعت قوى الأرض كلها، فلن يمنع ذلك من وقوع النصر الذي أراده رب العزة جلا وعلا فهو القائل: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده» آل عمران/160.

    ولكن السؤال الآن: من هؤلاء الذين يستحقون نصر الله وتأييده؟!.

    إنهم الفئة المؤمنة التي خضعت لمنهج الله تعالى، وطبقته في حياتها ونصرت شريعة الله تعالى ولم تتحول عنها إلى غيرها.

    قال تعالى: «يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» محمد/8.

    لما نزل قول الله تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة» التوبة/111.

    سارع جمهور الناس إلى توقيع العقد بل قالوا: نعمة الصفقة، نفوس هو خالقها وأموال هو رازقها، يأخذ هذا منا ليعطينا عليه الجنة. نعمة الصفقة، فهو المتفضل أولاً، والمتفضل آخراً.

    ننظر إلى المسلمين الآن... فنجد شيئا آخر، نجد حباً غريباً للحياة، حرصاً على المتع، ذهولاً عن الإسلاميات التي شرف بها الأولين، وارتفع بها شأنهم، وعلا بها مجدهم حتى سادوا الدنيا وانتصروا على من خالفهم.

    أما وقد دخلت الدنيا إلى القلوب، وكره الناس الموت، فإن أعداء الإسلام عندئذ قد وجدوا الطريق فسيحاً لأرض المسلمين، لسلب أموالهم، ونهب خيراتهم، ولقد حذر النبي (ص) من ذلك فقال (ص) في حديثه الذي يشخص فيه الداء والدواء ويحذرنا فيه من أخطر الأمراض التي ستحل بالأمة فتفتك بها فقال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها».

    فقال قائل: أومن قلة نحن يا رسول الله؟

    قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن».

    فقال قائل: وما الوهن يا رسول الله؟

    قال: «حب الدنيا وكراهية الموت».

    هذا هو الداء، أما الدواء فقد جاءت به سورة الصف... يهتف القرآن بالدين امنوا، يهتف بهم إلى أربح تجارة في الدنيا والآخرة، تجارة الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله.

    «يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ء تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ء يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ء وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين» الصف/1310.

    والقرآن يستخدم كل وسائل التعبير ليفتح القلوب ويدخل إلى الأفئدة.. فنجد صيغة التعبير بما فيها من نداء وبيان، وفصل ووصل، واستفهام وجواب، وتقديم وتأخير، تهدف جميعها إلى إقرار هذا المعنى في القلوب والنفوس لننهض بهذا التكليف الشاق والضروري الذي لا مفر منه لإقامة هذا المنهج وحراسته في الأرض، حتى يتحقق وعد الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم.



    ولعلماء الفقه كلمة

    ولقد اتفق علماء الإسلام على أنه إذا وطأ العدو بلداً من بلاد المسلمين تعين على أهل هذا البلد دفع العدو بكل ما لديهم من إمكانيات، يستوي في ذلك الرجل والمرأة والأعرج والمريض لأنه قتال دفاع عن الدين لا قتال غزو فلزم كل مطيق.

    فإن عجزوا وجب على سائر المسلمين أن يعينوهم على قتال عدوهم.

    قال الشافعي: الجهاد فرض كفاية والكفاية تحصل بشحن الثغور بجماعة يكفون من بإزائهم من العدو فإن ضعفوا وجب على كل من وراءهم من المسلمين أن يمدوهم بمن يعينوهم على قتال عدوهم.

    وقال الإمام أحمد بن حنبل: إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم.

    وصار الجهاد فرض عين عليهم فوجب على الجميع، ولا يجوز لأحد التخلف عنه، يستوي في ذلك المقل منهم والمكثر ممن كان من أهل القتال.

    وبما للقدس من مكانة في نفوس المسلمين وقلوبهم تحتم على المسلمين أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن يستجيبوا لنداء الله تعالى الذي فيه حياتهم وكرامتهم وعزتهم.

    وصدق الله إذ يقول: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» آل عمران/139.



    من وسائل النصر والدعم للشعب الفلسطيني:

    بعد هذا العرض الذي قدمناه لوحدة المسلمين وقوتهم، وتأثرهم بالقرآن، وتأثرهم في العالم، والمطلوب الديني، وأسباب النصر والداء والدواء، وحكم بالجهاد إذا وطأ العدو أرضاً للمسلمين، بعد هذا كله، بقي أن نذكر ببعض وسائل النصر والدعم للشعب الفلسطيني والتي بها يمكن أن يتحقق النصر والتأييد لشعب عاش حياته تحت وطأة الحرب وفوهة المدافع.

    وهذه الوسائل تنحصر في:

    1- إمدادهم بالقوة والسلاح (العدة والعتاد).

    2- إمدادهم بالمال والطعام.

    3- الاستعانة بالدعاء.

    4- المقاطعة الإيجابية (أنظر ورقة المقاطعة الإيجابية).

    5- منع التطبيع مع العدو الصهيوني وكل من يناصره أو يسانده.

    6- قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني.

    7- توعية الجماهير بتاريخ العدو الصهيوني وأخلاقياته وعقيدته الفاسدة ومصادر هذه العقيدة (التوراة المحرفة، التلمود، البروتوكولات، التاريخ).

    8- استغلال الثروات والموارد التي تحت أيدينا ومنعها عن كل من يساند العدو الصهيوني.

    9- عرض أفلام تسجيلية للجماهير تبين وتوضح تاريخ المسجد الأقصى والمراحل التي مر بها على مر تاريخه (مع تدعيم هذه المادة اقتصاديا).

    10- أن تقوم كل الدول الإسلامية والعربية متحدة بتنفيذ هذه الوصايا من خلال لجنة مشتركة تحت إشراف جامعة الدول العربية.

    11- عدم موالاة أعداء الله ومساندتهم.



    المقاطعة الإيجابية

    نظرا لأن إسرائيل لم تستجب لصوت العقل ولا لدعوة السلام التي دعت إليها كل الشرائع السماوية ولا القوانين الدولية التي صدرت ضدها في هذا المقام معتمدة على قوتها الذاتية وغطرستها العدوانية والمساندة العلنية المباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من الدول الأوروبية التي تسير في فلكها فقد كان من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل المشروعة والمتاحة لهم لتحرير أوطانهم، وكان الواجب على المسلمين في كل مكان معاونتهم ومساندتهم بقدر استطاعتهم لتحرير أوطانهم والأماكن المقدسة المحتلة.

    والمسلمون يملكون من الأسلحة ما يخضعون به رقاب أعدائهم، وأمضى هذه الأسلحة وأقواها في ظل هذه الظروف الدولية الحالية سلاح المال والاقتصاد والمقاطعة الاقتصادية لكل السلع والمنتجات الاستهلاكية الإسرائيلية والأمريكية خاصة التي لها بديل ونظير في الدول العربية والإسلامية.

    كما أنه من الواجب على العرب والمسلمين ألا يجلبوا هذه البضاعة إلى أوطانهم وهذا واجب شرعي يحتمه عليهم دينهم.

    وسوف تحقق هذه المقاطعة الغرض المنشود منها وهو جعل إسرائيل ومن يعاونها أو يساندها من الأمريكيين أو الأوروبيين أو غيرهم أن يعيدوا النظر في سياستهم العدوانية ضد العرب والمسلمين، ذلك لأنهم أحرص الناس على المال والحياة، ومن هنا يمكن القول بأن المقاطعة فرض عين على كل مسلم حتى يتحقق السلام.

    وعلى أصحاب الرأي في كل البلاد العربية والإسلامية الدعوة إلى المقاطعة الشاملة.

    ونحن لا نقصد بذلك تسجيل موقف إعلامي أو سياسي أو حتى عاطفي وإنما نريد مقاطعة شاملة تنصاع لها كل الدول العربية والإسلامية في شكل ترشيد استهلاكي فنرفع شعار (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع).



    كلمة الختام‏

    اللهم أيما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، والمصلحة في الدين والدنيا غير المفسدة فأبى بعد سمعه لها إلا النكوص عن نصرتك، والإبطاء عن إعزاز دينك، فإنا نستشهدك عليه بأكبر الشاهدين، ونستشهد عليه جميع من أسكنته أرضك وسماواتك، ثم أنت بعد المغني عن نصره والأخذ له بذنبه.

    [b]
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Aoiss

    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Empty رد: واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏

    الإثنين 03 يناير 2011, 17:31
    شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    houari3800
    houari3800
    مراقبة قسم
    مراقبة قسم
      : واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 3332
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : عمل

    المزاج : هادء
    تاريخ التسجيل : 14/05/2008
    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Aoiss

    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Thaa1
    https://bour.ahlamontada.com

    واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏ Empty رد: واجب المسلمين في نصرة ودعم إخوانهم الفلسطنيين‏

    الجمعة 27 مايو 2011, 14:04
    يسم الله الرحمان الرحيم

    بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا

    بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
    .وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
    أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
    و
    هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
    الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع .
    .
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى