قصيدة شعرية لسماحة الشيخ الدكتور محمد محمود صيام‏

قصيدة شعرية لسماحة الشيخ الدكتور محمد محمود صيام‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الحمد لله رب العالمين الحمد الذي ينبغي لجلال وجه الله وعظيم سلطانه.

أيها الأخوة العلماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استطال المدير كلام سعادة المستشار رئيس الجمهورية في السودان ولو بقي إلى الليل ما مللنا والله.



علماءنا لكم التحية بمودة وبصدق نية

لان أنتم الآمال في أيامنا المستقبلية

يا أيها الفضلاء يا أهل المروءة والحمية

ردوا علينا ما افتقدناه من الهمم العلية

وثبوا بعلمكمُ على هذي المؤامرة الجلية

اليوم هدمت الدبابات الإسرائيلية في رفح‏

سبعين منزلاً وبات أهلهم في هذا الجليد

والصقيع الشديد تحت العراء

فالعلم غاية ما نريد والعالمون هم الرصيد

وبلادنا ترنو مع العلماء للعهد الجديد

وجدودنا العظماء قد وصلوا إلى حد بعيد

بالعلم والإيمان والأخلاق والعزم الشديد

وبه تحدوا في البرية كل جبار عنيد

ما طأطأوا يوماً لظالم‏

أو ما لقوا في الأرض غاشم‏

بل قدَّروا علماءهم وتجاوبوا مع كل عالم‏

مستمتعين بعلمه سعداء محكوم وحاكم‏

واليوم نخلفهم وجَوًُ بلادنا يا قوم غائم‏

وخصومنا مثل الصقور ونحن بينهم الحمائم‏

هم الذين سرقوا الربى واستوطنوها بالتغصص والتآمر

واليوم هم يحمونها إن بالنيوب أو الأظافر

ويؤزهم بين البرية كل عربيد وفاجر

والقدس والأقصى المبارك يستحثان الضمائر

ويناديان ويصرخان من الجرائم والجرائر

في كل شبر من ربوع بلادنا دمنا يسيل‏

والقدس والأقصى يرف عليهما علم الدخيل‏

وشعوبنا ركنت لقال في القضية أو لقيل‏

والناس كل الناس تسأل يا ترى كيف السبيل‏

لتجاوز المحن التي ما في الوجود لها مثيل‏

والرد تأييد انتفاضة أهلنا ضد الغزاة

ووقوفنا صفاً كمثل الطود في وجه الطغاة

والدعم للشعب الفلسطيني في كل اتجاه‏

فعدونا الباغي يعربد في البلاد

والظلم إن تُرك أستمر وزاد في الدنيا أذاه‏

ومن العجائب أن تضل شعوبنا هذا الطريق‏

وتحيص في ذل وفي هون وفي عنت وضيق‏

والخصم يصفعها فلا تصحو هنا ولا تفيق‏

وترى الحريق يشب في أوطانها وبها يحيق‏

لكنها ما قدمت شيئا لإطفاء حريق‏

في القدس عربدة من المحتل أذهلت الوجود

والغرب يدعم هؤلاء المجرمين بلا حدود

وجرائم الدخلاء من مستوطنين ومن جنود

بلغت مبالغ ينتشي منهن أحفاد القرود

وشعوبنا ركنت إلى حب التثاقل والرقود

لا خالد فيهم ولا اليرموك عدتم تسمعون‏

أبداً ولا عمر يحيط به الكرام الفاتحون‏

والقدس من فيها بمقدمه المبارك يسعدون‏

أما صلاح الدين فالتاريخ غطته السنون‏

وهوت صروح العز وانقلبت إلى ذل وهون‏

فيهود في أرض الجدود اليوم تفعل ما تشاء

وتدنس الوطن المقدس في الصباح وفي المساء

وذئابها تعوي هناك ولا تمل من العواء

وتعبّ‏ُ من دم شعبنا عب الوحوش بلا حياء

وكذا الوحوش طباعهن النهش أو شرب الدماء

وتساقط الشهداء كالأقمار في تلك البقاع‏

ودماؤهم تروي ثرى الوطن السليب بلا انقطاع‏

وتصد عنه بني قريظة والنضير وقينقاع‏

والعالم الإجرام أصبح دأبه والحق ضاع‏

والأرض غاب لا ترى في ساحها إلا الضباع‏

ونكاد نيأس فالظلام مخيم فوق الربوع‏

والليل غاب النجم منه واطفئت فيه الشموع‏

والقدس والأرض السليبة عربدت فيه الدروع‏

وقنابل المحتل تنشد موتها فوق الجموع‏

ودموعها جفت لعمرك في ماقينا الدموع‏

لولا حماس والانتفاضة والجهاد وكل باسل‏

في أهلنا في كل ساح وهو يدعم أو يقاتل‏

في مصر أو في الشام أرض لبنان المناضل‏

في العالم العربي من أمتنا البواسل‏

لولاهم انتشر الجنون ولم يعد في الأرض عاقل‏



فتصرفات الأمريكان تنم عن حقد دفين‏

إذ جيّشوا هذي الجيوش على شعوب المسلمين‏

وأتوا هنا وهنا بما لم يأتِ إبليس اللعين‏

ويهود تنهش كالكلاب في الشمال وفي اليمين

والشرق مثل الغرب يدعمهم بلا خلق ودين‏

جاءوا لعَمر الله أسراباً ومن كل البلاد

وجميعهم يستهدفون الآمنين بكل واد

ونيوبهم بالموت تنهش في الحواضر والبوادي‏

والناس منهم تستغيث ولا حياة لمن تنادي‏

قدر الحياة اليوم أن يطغى العباد على العبادِ

فهناك مجزرة يقيم المجرمون بكل ساحٍ‏

ويدمدمون على الخلائق في المساء وفي الصباح‏

بالمدفعية بالقنابل بالسيوف وبالرماح‏

تجميع ما اكتشف الشياطين الطغاة من السلاح‏

والعالم المنكوب ليس لأهله غير النواح‏

أما الأُلى يستضعفون بكل سهل أو ثنية

مقدسات بلادنا وشعوب أمتنا الأبية

والأهل في الأرض السليبة والحديث عن القضية

والظلم والفوضى التي قد عششت بين البرية

فأسىً تغيب له العقول المستقيمات السوية

ويحيق بالأرض الدمار وتأن من ظلم الكبار

ويؤمها الإرهاب والقمع المبرمج والحصار

والفتك بالضعفاء يملؤها بليلٍ أو نهار

ويجي‏ء دور السادة العلماء في هذا المسار

كي ينقذوا الإنسان من ويلاته في كل دار

في غابر الأزمان كان العلم مفخرة المفاخر

والسادة العلماء كانوا كالصقيلات البواتر

في الحق لا يخشون إلا الله مطّلع السرائر

فإذا طغى في الأرض طاغٍ ظالم باغٍ مكابر

هبوا لرد الظلم والطغيان كالأُسد الكواسر

فمتى وكيف سيمسك العلماء فينا بالزمام‏

ومتى يقودون الشعوب العربية للأمام‏

بالعلم والإيمان لا بالمشرفية والحسام‏

ومتى عن الأقصى المبارك سوف ينقشع الظلام‏

حتى يرفرف عالياً من فوقه علم السلام‏

فإلى وحوش الأرض إن الظلم مرتعه قصير

وإلى رجال العلم إن رجاءنا فيكم كبير

وإلى مغاوير انتفاضتنا على الدخلاء ثوروا

وعلى حصون الظلم يا أبناء أمتنا أغيروا

والله رب العرش ناصركم إذا عزّ النصير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

[b]

قصيدة تهزّ المشاعر لكنّ المسلمون في غيبوبة كاملة...و الله المستعان....شكرا على جهودك