- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
حاسب نفسك قبل أن تحاسب
الثلاثاء 24 مايو 2011, 22:23
حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة
1-
كتب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: «حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب
الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا
والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة».
2-
وقال
الحسن: «لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت
تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه» .
3-
وقال أيضا: «إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة همته».
4-
وقال الحسن: «المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم
القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة
على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه
فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك،
هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما
أردت إلى هذا؟ ما لي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً».
5-
وقال ميمون بن مهران : «لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من
الشريك لشريكه ، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب
بمالك».
6-
وذكر الإمام أحمد عن وهب قال : «مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا
يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة
يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي
فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على
تلك الساعات وإجماماً للقلوب».
7-
وكان الأحنف بن قيس ويجيء إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : «حس يا
حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ إن
المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم».
8-
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى
الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ
عليه في ذلك كله.
ومحاسبة النفس نوعان:
نوع قبل العمل ونوع بعده.
النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل ، فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ، فلا يعمل حتى يتبين له رجحان العمل على تركه.
قال الحسن رحمه الله: «رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى ، وإن كان لغيره تأخر».
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل.
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى .
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث :
أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل فعله الله والدار
الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته
الظفر به.
وهناك أساب تعين على محاسبة النفس وتسهل ذلك ، منها :
1-
معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غداً.
2-
معرفته أنّ ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس .
3-
النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار.
4-
صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ، ويطلعونه على عيوب نفسه .
5-
النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
6-
حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير ؛ فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
7-
البعد عن أماكن اللهو والغفلة.
8-
سوء الظن بالنفس ، فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس.
هذا وقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن محاسبة النفس تكون:
أولاً: البدء بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.
ثانياً : المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثاً : محاسبة النفس على الغفلة ، ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
رابعاً: محاسبة
النفس على حركات الجوارح ، وكلام اللسان ، ومشي الرجلين ، وبطش اليدين ،
ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه
فعلته.
ولمحاسبة النفس فوائد جمة ، منها:
1-
الاطلاع على عيوب النفس .
2-
التوبة والندم ، وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
3-
معرفة حق الله تعالى ؛ فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.
4-
انكسار العبد وزلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.
5-
معرفة كرم الله -سبحانه وتعالى- وعفوه ورحمته بعباده ؛ كونه لم يعجل عقوبتهم على ذنوبهم.
6-
مقت النفس ، والتخلص من العجب.
7-
الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان ؛ لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
8-
رد الحقوق إلى أهلها، وسلّ السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.
منقول للأهميّة
1-
كتب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: «حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب
الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا
والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة».
2-
وقال
الحسن: «لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت
تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه» .
3-
وقال أيضا: «إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة همته».
4-
وقال الحسن: «المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم
القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة
على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه
فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك،
هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما
أردت إلى هذا؟ ما لي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً».
5-
وقال ميمون بن مهران : «لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من
الشريك لشريكه ، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب
بمالك».
6-
وذكر الإمام أحمد عن وهب قال : «مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا
يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة
يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي
فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على
تلك الساعات وإجماماً للقلوب».
7-
وكان الأحنف بن قيس ويجيء إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : «حس يا
حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ إن
المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم».
8-
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى
الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ
عليه في ذلك كله.
ومحاسبة النفس نوعان:
نوع قبل العمل ونوع بعده.
النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل ، فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ، فلا يعمل حتى يتبين له رجحان العمل على تركه.
قال الحسن رحمه الله: «رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى ، وإن كان لغيره تأخر».
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل.
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى .
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث :
أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل فعله الله والدار
الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته
الظفر به.
وهناك أساب تعين على محاسبة النفس وتسهل ذلك ، منها :
1-
معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غداً.
2-
معرفته أنّ ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس .
3-
النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار.
4-
صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ، ويطلعونه على عيوب نفسه .
5-
النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
6-
حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير ؛ فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
7-
البعد عن أماكن اللهو والغفلة.
8-
سوء الظن بالنفس ، فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس.
هذا وقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن محاسبة النفس تكون:
أولاً: البدء بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.
ثانياً : المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثاً : محاسبة النفس على الغفلة ، ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
رابعاً: محاسبة
النفس على حركات الجوارح ، وكلام اللسان ، ومشي الرجلين ، وبطش اليدين ،
ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه
فعلته.
ولمحاسبة النفس فوائد جمة ، منها:
1-
الاطلاع على عيوب النفس .
2-
التوبة والندم ، وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
3-
معرفة حق الله تعالى ؛ فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.
4-
انكسار العبد وزلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.
5-
معرفة كرم الله -سبحانه وتعالى- وعفوه ورحمته بعباده ؛ كونه لم يعجل عقوبتهم على ذنوبهم.
6-
مقت النفس ، والتخلص من العجب.
7-
الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان ؛ لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
8-
رد الحقوق إلى أهلها، وسلّ السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.
منقول للأهميّة
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: حاسب نفسك قبل أن تحاسب
الأربعاء 25 مايو 2011, 17:50
أسعدني مرورك سيّدي....بارك الله فيك
رد: حاسب نفسك قبل أن تحاسب
الجمعة 27 مايو 2011, 12:47
يسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا
بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
.وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
و
هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع ..
بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا
بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
.وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
و
هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى