منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    wiliam wallace
    عضو جديد
    عضو جديد
      : بحث:  الحركة السنوسية في ليبيا 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 18
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 22/08/2012
    بحث:  الحركة السنوسية في ليبيا Aoiss

    ???? بحث: الحركة السنوسية في ليبيا

    الإثنين 03 ديسمبر 2012, 23:56
    بحث حول: الحركة السنوسية في ليبيا


    خطة البحث
    مقدمة
    الفصل الأول׃التعريف بالحركة السنوسية.
    1-عوامل ظهور الحركة السنوسية.
    2-نشأة الحركة السنوسية.
    3-مؤسس الحركة السنوسية.

    الفصل الثاني׃الزاوية السنوسية.
    1-أهم الزوايا السنوسية.
    2-قواعد الطريقة السنوسية ووظائفها.
    3-خصائصها.

    الفصل الثالث׃علاقات الحركة السنوسية.
    1-علاقتها مع الدولة العثمانية.
    2-علاقتها مع الدول الاستعمارية.
    خاتمة.
    قائمة البيبليوغرافيا.


    مقدمة:
    شهد المغرب الكبير خلال العصور الحديثة هجمات عديدة للاستعمار,و بشكل زاد وضوحا في القرن 19م.فاشتمل على احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830,و فرض حمايتها على تونس سنة 1881م و استمر بعد ذلك مع احتلال الايطاليين لليبيا أو طرابلس الغرب و برقة وكذا الحماية الفرنسية والاسبانية على المغرب الأقصى.
    وهذا ما جعل بانتفاضة الشعوب ومقاومتها لهذا الاستعمار الأجنبي الذي دخل يغزو أراضيها فشهد المغرب العربي حركات وقفت في وجه هذا الاستعمار و تصدت له و ظهرت بعض الحركات المكافحة المناضلة في شمال المغرب الأقصى وفي ليبيا وهذه الأخيرة التي نحن بصدد دراسة حركتها المعروفة والتي وقفت صامدة في وجه الاستعمار الايطالي وهي "الحركة السنوسية".
    و قد قمنا بدراسة هذا الموضوع بحيث لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ ليبيا دون أن نشير إلى السنوسية التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ هذه البلاد سواء في السلم أو الدين أو في السياسة.
    واتبعنا في دراستنا لهذا الموضوع المنهج التاريخي الوصفي و ذلك من خلال مرورنا على أهم الجوانب المتعلقة بهذه الحركة .وأما بالنسبة للإشكالية التي واجهتنا في عملنا:
    -ما مكانة الحركة السنوسية في تاريخ ليبيا ؟ ومن كان وراء نشوء هده الحركة ؟ و كيف كان دورها كحركة دينية من جهة و سياسة من جهة أخرى؟
    وقد ساعدنا في الإجابة على هذه التّساؤلات مجموعة عناوين وضعناها في شكل خطّة اتّبعناها لإتمام الموضوع تمثّلت في مايلي: مقدّمة وثلاثة فصول.
    الفصل الأوّل: التّعريف بالحركة السّنوسية
     عوامل ظهور الحركة السّنوسية
     تعريف الحركة السّنوسية
     مؤسّس الحركة السّنوسية
    الفصل الثّاني: الزّوايا السّنوسية
     أهمّ الزّوايا السّنوسية
     قواعد الطّريقة السّنوسية ووظائفها
     خصائص الطّريقة السّنوسية
    الفصل الثّالث: علاقات الحركة السّنوسية
     العلاقة مع الدّولة العثمانية
     العلاقة مع الدّول الإستعمارية
    وفيما يخصّ الصّعوبات فلم تواجهنا أيّة صعوبات في هذا الموضوع لوفرته على المصادر والمراجع المتعلّقة به، أهمّها مصدرين هما: إتوري روسي وكتابه ليبيـا منذ الفتح العربي حتى سنة 1911م، وعبد الملك بن عبد القادر بن علي الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسية الحاكمة بليبيـا، بالإضافة إلى مرجع الحركة السّنوسية في ليبيـا لعلي محمد محمد الصّلابي.


    الفصل الاول: التعريف بالحركة السنوسية

    1- عوامل ظهور الحركة السّنوسية:

     الظّروف الإقتصادية:
    يعود رسوخ الحركة السنوسية في المناطق الداخلية مرهونا قبل كل شيء بضرورات تطور التجارة و الزراعة، وخاصة بالضرورة المتعاظمة لتامين الحماية لخطوط القوافل و المراكز الزراعية فوق المساحات الشاسعة لليبيا ,حيث كان النظام القبلي قد وصل في منتصف القرن19م إلى حالة التفسخ الآمر الذي أدى إلى عملية استقرار الرحل و أنصاف الرحل وهو ما تم بصورة بطيئة لكنها محترمة.
    ولقد كان السنوسيون من خلال تسترهم بالمقولات الدينية، واستغلال قداسة ذوي الكرامات (المرابطين)بصورة واسعة ينظمون في حقيقة الحال علاقات الاستغلال داخل القبيلة، ويغطون عليها وبذلك يستملون إليهم فئة الأعيان السائرة في طريق التحول إلى الإقطاع.
    و قد ولد المستوى المتدني لتطور علاقات الإنتاج انعزال و تشطر القبائل لعربية و البربرية الكثيرة العدد التي كانت كل واحدة منها تعيش في عالمها المنغلق على نفسه.كما إن التشتت الاقتصادي للقبائل و النزاعات الداخلية التي لا تنتهي بسبب المراعي و مصادر المياه, و الآماد الصحراوية الكبرى التي كانت تفصل بين القبائل كل دلك كان يعوق العمليات الوحدوية التي كانت تولدها الأسباب الاقتصادية.

     الظروف الإجتماعية:
    ساعد المستوى المتدني من البناء الاجتماعي في المناطق الداخلية من ليبيا على انتشار الحركة السنوسية التي كان قادتها يدعون إلى تطبيق النظم التي كان معمولا بها في الجزيرة العربية أيام الخلفاء الرّاشدين الأربعة ( أبو بكر بن الصّدّيق، عمر بن الخطّاب، عثمان بن عفّان، عليّ بن أبي طالب-رضي اللّه عنهم-).
    و قد صار الرحل و إنصاف الرحل من لم يكن لهم غير تصور ضعيف عن التعاليم الدينية للحركة وما كانوا يهتمون بها إلا قليلا أتباعا لها في الأساس لان شعارات النضال في سبيل نقاء الإسلام الأول و العودة إلى الحياة البسيطة و التخلي عن البذخ والإسراف بالإضافة إلى الحرب المقدسة( الجهاد)ضد أعداء الإسلام، كانت تفهم من جانبهم كدعوة إلى النضال ضد السيطرة التركية ,و إن انضواء الرحل و أشباه الرحل تحت راية الحركة السنوسية قد حولها إلى قائدة لنضال الشعب الليبي ضد الظلم التركي و ضد العبودية الامبريالية. بالإضافة إلى هده العوامل هناك العوامل السياسية بحيث أدى خطر الوقوع تحت نير العبودية والمرتبط بالإقتسام الإستعماري لإفريقيا الحافز الأكبر الّذي ساعد على عمليات التّوحيد فا حتلال فرنسا للجزائر سنة1830م و فرض الإمبراطورية العثمانية لنظام الحكم المباشر لليبيا سنة 1835م ضاعف من خطورة استعباد المناطق الدّاخلية للبلاد.

    2- تعريف الحركة السّنوسية:

    هي حركة إصلاحية ذات طابع إسلامي, تميزت هده الحركة عن غيرها من الحركات الإصلاحية الإسلامية خاصة.
    أول من عرف بهدا الاسم احد الأئمة الهداة الإمام السيد محمد بن علي السنوسي صاحب العقائد السنوسية في التوحيد كان في زمانه حجة و لعلمائه قدوة نال من الصلاح درجة عالية و قد تربى هذا السيد الجليل ما بين قبيلة بني اسنوس التي تبعد عن بلدة تلمسان (الجزائر)بمسافة يوم تقريبا و كان يسكن بهدا الجبل فخذ من قبيلة بربرية يقال لها كوميه وأطلق على هدا الفخذ الساكن بالجبل اسم " اسنوس" وولد السيد محمد بن يوسف بينهم و كبر و اشتهر بالسنوسي نسبة إليهم و هو ليس منهم و فيما بعد درج الناس التسمية باسمه و كان ممن سمي باسمه ابن للجد الرابع للسيد محمد بن علي السنوسي سماه والده السيد عبد القادر بن السيد احمد شهيدة (محمد السنوسي) ، و الحركة السنوسية هي إحدى الحركات الدينية التي ظهرت كرد فعل للتدهور الذي أصاب العالم الإسلامي و المدافعة عنه بوجه خاص.
    وقد كانت السنوسية منتشرة في الجزء الداخلي من برقة، ووصلت إلى واحة الكفرة و توغلت حتى في الأقاليم السودانية و عملت على نشر الثقافة الدينية المتحررة بين أهالي الإقليم و نادت بمبادئ ثورية في ناحية الفكر الإسلامي وخاصة في ضرورة إعادة فتح باب الجهاد من جديد. وعلى أساس الاعتماد على كتاب الله و سنة رسوله-صلّى اللّه عليه وسلّم-، وكانت الحركة السنوسية قد عملت على نطاق عقائدي و شعبي، فحاولت كسب عامة الشعب و المثقفين و حاولت تحريرهم من كل ما يقيد العقيدة و يكبلها .ودون أن يدخل في صلب هذه العقيدة. وسارت في ذلك على خطوط الحركة السلفية التي أثرت في تاريخ الفكر الإسلامي.
    والى جانب إن الدعوة السنوسية كانت عودا إلى الإسلام في أصله و جوهره فإنها لم تقتصر على العبادة والتصوف بل أن يكون المسلمون عبادا منتجين نشيطين يعيشون من كدهم. ويبدو هذا في الزوايا التي كانت تجود المساجد والمزارع و المتاجر، ويقوم الإخوان فيها بالعمل دون تواكل أو كسل حتى بناء الزاوية كان يقوم به أهلها.
    وهذا يدحض رأى الكتاب و بخاصة الايطاليين الدين يعتبرونها طريقة دينية صوفية لا أكثر ولا تهتم بغير العبادة و الزهد و التقشف ، وقد استطاع ابن السنوسي و بعقليته التنظيمية أن يطور مفهوم الزوايا بحيث أصبحت تمثل النواة الأولى للمجتمع تحكمه سلطة و عليه واجبات اجتماعية و اقتصادية و سياسية ودعوية و جهادية. وقد تحدث ابن السنوسي في إحدى رسائله عن الزاوية فقال :"...و الزاوية في الحقيقة إنما هي بيت من بيوت الله ومسجد من مساجده ...و الزاوية اذا حلت بمحل نزل فيه الرحمة و تعمر بها البلاد و يحصل بها النفع لأهل الحاضرة و البادية لأنها أسست إلا لقراءة القرءان و لنشر شريعة أفضل...".
    ولقد استطاع ابن السنوسي أن يؤسس تنظيما هرميا للحركة فكان تشكيلها كالتالي:
     شيخ الطريقة أو رئيس النظام وهو الرئيس الأعلى لها.
     مجلس الإخوان و مهمته مساعدة شيخ الحركة في تعيين شيوخ الزوايا.
     شيوخ الزوايا.
     الإخوان و مهمتهم كسب الأعضاء العاديين إلى الحركة كما اصيحت في أواخر الحركة السنوسية زاوية الجغبوب تمثل عاصمة للحركة .
    وكانت العقلية التنظيمية عند ابن السنوسي تهتم بالتخطيط السليم و الإدارة الناجحة. واعتمد تخطيطه على تحفيزه لإتباعه والاستعداد لما سيواجههم في المستقبل فأصبحت الزوايا مركزا للتربية والتهذيب والتعليم وإيقاظ العاطفة الدينية السليمة و توجيه الحياة العاملة توجيها سديدا و أيضا مركزا لإصلاح إنساني متكامل من الناحية الدينية و العقلية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية.

    3- مؤسّس الحركة السّنوسية

    " محمّد بن علي السّنوسي":
    هو الشيخ محمد بن علي السنوسي بن العربي بن محمد بن عبد القادر بن شهيدة بن حم بن يوسف بن عبد الله بن خطاب بن علي بن يحي بن راشد بن احمد المرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف بن زيان بن زين العابدين بن يوسف بن حسن بن إدريس بن يعقوب بن داود بن حمزة بن علي بن عمران بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، ولد سنة 1202هـ صبيحة يوم الاثنين الموافق 12ربيع الأول عند طلوع الفجر و لذلك سماه والده محمدا تيمنا باسم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكانت ولادته بضاحية (ميتا)الواقعة ضفة وادي الشلف بمنطقة الواسطة التابعة لبلدة مستغانم بالجزائر. وقد ربته عمته فاطمة بعد وفاة والده. وقد كانت متبحرة في علوم يحضر دروسها ومواعظها الرجال، وقد اهتمت السيدة فاطمة بابن أخيها الذي اظهر حبا للعلم. فاخذ يطلب العلوم من شيوخ مستغانم و غيرها من البلاد المجاورة لها مع تعهد عمته له ومن أشهر شيوخه في تلك المرحلة فمنهم من اخذ عنهم القران الكريم مع القراءات السبع: محمد بن قعمش الطهراوي زوج عمته، و ابنه عبد القادر وكانا عالمين جليلين صالحين وابن عمه الشيخ محمد السنوسي الذي تولاه بعد وفاة عمته في 1209هـ وعمره لايتجاوز السابعة. وأتم على ابن عمه حفظ القران الكريم برواياته السبع. مع علم رسم الخط للمصحف و الضبط، وقرأ عليه الرسالات الآتية:مور الضمان المصباح العقيلة; الندى; الجزرية; الهداية المرضية في القراءة المكية; حرز الأماني للشاطبي; و غيرها مما هو من وظائف قارئ القرءان الكريم.
    كما شرع ابن عمه الشيخ محمد السنوسي في تعليمه العلوم العربية ثم الدينية. وبعد وفاة ابن عمه اخذ عن شيوخ مستغانم كمحي الدين بن شلهبة ومحمد بن أبي زوينة وعبد القادر بن عمور ومحمد القندوز ومحمد بن عبد الله و احمد الطبولي الطرابلسي وغيرهم وفي سنة 1221هـ خرج من مستغانم إلى مازونة و مكث بها سنة واحدة وتتلمذ على مجموعة من الشائخ مثل محمد بن علي بن أبي طالب أبو راس المعسكري وأبو المهل أبو زوينة، ثم رحل إلى تلمسان وبقي بها ما يقارب سنة وتتلمذ على كبار شيوخها.
    ولقد كان الشيخ محمد بن علي السنوسي يميل إلى الانزواء والانفراد واتصف في سيرته بصفات الدعاة الربانيين من الصدق والإخلاص والدعوة إلى الله والصبر والرحمة والعفو والعزيمة والتواضع والنظام والدقة والزهد والورع والاستقامة والعلم وكان يهوى اقتناء الخيل ويحسن ركوبها وكان يشجع أتباعه وإخوانه على تعلم الفروسية.
    وقبل وفاته شعر بالمرض وكان يصارعه بالصبر وقوة العزيمة فلم يخضع لوطأة المرض وشرع في إتمام ما غرم على إقامته وحاول أن يتغلب على المتاعب والأمراض، وكان يمهد الأمور لتولي ابنه محمد المهدي أمر زعامة الحركة السنوسية ونجح في ذلك واقنع الإخوان وزعماء القبائل واشتد عليه المرض في شهر شعبان 1275هـ و في منتصف شهر محرم عام1276هـ ازداد الألم إلى أن دعاه مولاه يوم الأربعاء من صفر وهكذا انتقل إلى جوار ربه.
    وقد تحدث عنه العديد من المؤرخين أمثال آدمز الذي قال عنه:"وعلى أية حال فان ابن السنوسي كان يتمتع بقدرة تنظيمية غير عادية، وبحس عملي دقيق للأحداث".
    ووصفه ستودار بأنه(كان رجلا شديد الهيبة، بعيد الهمة، عظيم الاقتدار على التنظيم والإصلاح). أما محمد الطيب يقول في شخصيته ابن السنوسي(امة قوية لا يتطرق إليها الضعف والوهن، فكان عدوا للجهل وخصما للاستكانة وضدا للأفكار العقيمة).

    الفصل الثاني: الزوايا السنوسية


    1- أهمّ الزّوايا السّنوسية:

    في الحقيقة أن الزوايا حسبما هو معروف في لغة العرب،(هي ملتقى كل ركنين ) والزاوية عبارة عن ملجأ كانت تقام للغرباء والفقراء والمنقطعين وقد خصصوا لهم معلمين يعلمونهم القرءان و شيئا من العلوم بصفة مشجعة لطلب العلم، وقد انقلبت أسماء هذه الملاجئ إلى مدارس وقد تطورت هده المدارس وكثر بها الطلاب وقد سميت بأسماء شخصيات كبيرة وهذه الشخصيات لها شانها العظيم من العلم والصلاح، وهم السادة الصوفية ولهم إتباعهم وقد اصطلحوا اسم جديد وهو الطريقة أو الطريق و معنى طريق الشخص في عبادته و زهده و تعليمه وإرشاده ثم أصبحت المدرسة التي يجتمعون فيها لطلب العلم .
    وعادة تكون الزاوية هي مقر صاحب الطريقة ومقر من يقوم مقامه وتطورت الزوايا حتى أصبحت أماكن معروفة للضعفاء والعجز والمنقطعين والمتطلعين إلى حسنة: الدين الإسلامي وطبعا لا قول هذا إلا الجهال والراكنون إلى الكسل والبطالة.
    ومن أهم هذه الزوايا مايلي:
    1- زاوية أبي قبيس( بمكة المكرمة): وهي أولى الزوايا السنوسية تم تأسيسها سنة 1242هـ وكان أول شيخ لها العلامة عبد الله تواتي.
    2-زاوية المدينة المنورة:تم إنشائها عام 1226هـ و كان أول شيخ لها هو العلامة الشفيع.
    3-زاوية جدة بالحجاز
    4-زاوية الطائف بالحجاز
    5-زاوية منى بالحجاز
    6-زاوية بدر بالحجاز
    7-زاوية البيضاء ببرقه: أنشئت عام 1257هـ وفي أول مركز رئيسي في ليبيا وأول شيخ لها هو العلامة محمد الفيلالي.
    8-زاوية مارة ببرقه: وكان أول شيخ لها هو العلامة عمر الأشهب وكانت مركز رئيسي ليبيا
    9-زاوية درنة ببرقه
    10-زاوية الجوف وكان أول شيخ لها هو عمر أبو حواء الفضيل
    11-زاوية قفنطة ببرقه: وكان أول شيخ لها هو المختار بن عمور
    12-زاوية العرقوب برقة و أول شيوخها هو محمد الجباني
    13-زاوية مسوس برقة و أول شيخ لها اخمد علي أبو سيف
    14-زاوية الطيلمون برقة و أول شيخ لها هو العلامة مصطفى المحجوب
    15-زاوية القصور ببرقه شيخها محمد المبخوت التواتي
    16-زاوية بنغازي برقة و أول من تولى مشيختها هو عبد الله التواتي
    17-زاوية مرزق فزان أول شيخ لها احمد أبو القاسم التواتي
    18-زاوية الرحبان طرابلس و كان أول شيخ لها أبو القاسم العيساوي
    19-زاوية الداخلة بمصر و كان أول شيخ لها هو حسين الموهوب
    20-زاوية الجريد بتونس شيخها محمد بن الصادق
    21-زاوية شحات برقة عام 1261هـ و أول شيوخها مصطفى الدر دفي
    22-زاوية العزيات برقة
    23-زاوية تربو واحات الكفرة
    24-زاوية ربيانة واحات الكفرة
    25-زاوية الزيتون
    ويلاحظ أن جل الزوايا تقع في الصحاري وهذا يرجع إلى اهتمام ابن السنوسي بالبوادي لأنه أراد العمل بحرية بعيدا عن متناول يد السلطة.
    و يعتبر عدد الزوايا ببرقه 45 زاوية و 28 في طرابلس و21 في فزان و الكفرة و17 في الجزيرة العربية وتونس و21 في مصر و14 في السودان وهكذا كان عددها حتى نهاية القرن19م 146 زاوية ألا أن الحركة الدينية السياسية التي كانت تمثلها الجمعية السنوسية لم تحقق مع ذلك انتشارا كبيرا خارج برقة وكانت الزاوية تتألف في العادة من منزل خاص يعيش فيه الشيخ ومن جناح خاص بالضيوف وبنائب الشيخ والمعلم


    2- قواعد الطريقة والسّنوسية ووظائفها:

    تعد حقيقة الزوايا السنوسية كما قال مؤسس الطريقة مولانا السيد محمد بن علي السنوسي رضي الله عنه حيث قال طريقتنا الكتاب والسنة أي القرءان الكريم والحديث وهي مبنية على ثلاثة قواعد:
     تعلم العلم و تعليمه
     إرشاد العباد إلى الله و دعوتهم إليه.
     الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته وكان رضي الله عنه يأمر أصحابه و مريديه ومتبعيه
    بالجد والاجتهاد والمثابرة على العمل وترك التكامل والكسل وكان يقول لهم الكيمياء في سكة المحراث ويقول الإسلام قول وعمل والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وكان يأمر أصحابه بان يتعلموا أنواع المهن. فكان من بين أتباعه العلماء الفطاحل والبناؤون والنجارون والخياطون والخرازون والحدادون والزارعون وكان فيهم من يحسن عمل البارود وأنواع الأسلحة وإصلاحها وغيرها من الأعمال الأخرى و باختصار كانت الزاوية السنوسية بالمعنى الصحيح تحتوي على عموم المستلزمات لحياة الإنسان لدينه ودنياه. ولذلك لما قامت الحرب ما بين السنوسيين والفرنسيين في السودان وأخيرا مع الايطاليين في ليبيا وجدتاهم جنودا مجندة مسلحة بكل ما يلزم لها ويحسنون استعمال أنواع الأسلحة والآلات الحربية كما يتقنون ركوب الخيل وأنواع الدواب ويعرفون أنواع المهن الضرورية لهم وبذلك استطاعوا لمقاومة والصمود أمام عدوهم القوي مدة 22سنة ومن هنا يتضح بان الفرد السنوسي معناه تلك الشخصية المتعلمة المتحركة المحترفة وفي الحقيقة إن السنوسيين لم يأتوا بجديد في دين الإسلام.
    وتنحصر أهم وظائف الزوايا السنوسية في ما يلي:
    • التنفيذ العملي لأحكام ومبادئ الحكم الشرعي والسنة للمواطنين والتربية الدينية والخلقية للأتباع والإخوان وإعداد الدعاة.
    • الدعوة إلى الالتزام بالفضائل وتجنب الرذائل والحث على القدوة الحسنة.
    • الاهتمام بدعوة الشعوب الوثنية.
    • تصفية الإسلام مما علق به على يد الغلاة من المتصوفة من بدع وتعاليم تبعده عن عقيدته وأصولها المحكمة.
    • الدور التعليمي وقد كانت أشبه بالمراكز الإسلامية ومثلت الزاوية مدرسة قرءانية لتحفيظ الأطفال القرءان الكريم ومبادئ الدين الإسلامي واللغة العربية.
    • تدريب التلاميذ بالزاوية على إتقان الحرف و الصناعات
    • شجعت الزوايا الحركة التجارية والزراعية وعمرت الطرق بالقوافل المحملة بالمواد والسلع.
    • قامت الزوايا بدورها الجهادي في مواجهة الغزو الفرنسي المتقدم وسط إفريقيا وفي الكفاح ضد الاحتلال الايطالي في ليبيا.
    • النظر في مشاكل الأهالي وفض النزاعات.
    • تعمل على تكوين موارد الزاوية من الزراعة وتربية المواشي ومن الهيئات الخيرية والزكاة الشرعية وقد كانت الهيئات الخيرية تقدم من أهالي القبيلة كما كانت الزاوية تجني الزكاة من القبيلة رسميا .


    3- خصائص الحركة السّنوسية:


    تتميز الحركة أو الطريقة أو الزوايا السنوسية عن غيرها من الطرق بعدة خصائص ومميزات ولعل أهمها:
    • إنها لا تمنع إتباعها من الانضمام إلى أية طريقة أخرى فيمكن للتابع إن يبقى درقاويا أو تيجانا أورحمانيا ومع دلك يكون سنوسيا إذا أراد ; لان ذلك راجع فقط إن مؤسسي الطرق في الواقع يرجعون في الأصل إلى مشترك وهو" القرءان الكريم ".
    • إضافة إن السنوسيين يتميزون ظاهريا بوضع أيديهم على صدورهم في الصلاة ودلك بوضع اليسرى فوق اليمنى خلافا للمالكية. كما أنها تعتبر خالية من كل البدع و الخرافات وبعيدة كل البعد عن الثورات والعنف، ودعوته كانت بهدوء وصبر حيت إنهم لا يتدخلون في الشؤون السياسية.
    • إضافة إلى إن هذه الزوايا كان بناء معظمها على أعالي الجبال لتكون أشبه بالقلعة، إذا احتاج الأمر للدفاع عنه مثلا أو لتكون ذات صلة بالزوايا الأخرى فتبنى بمفترق طرق.
    • إضافة لهدا كانت ذات انتشار واسع شمل كثيرا من المناطق كما تدعو السنوسية إلى اجتهاد ومحاربة التقليد للغربيين
    • الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والمعوضة الحسنة والابتعاد عن أسلوب العنف وعن استعمال القوة.
    • الاهتمام بالفعل والعمل اليدوي من تعاليم السنوسية كذلك الشعار الدائم لهم هو الجهاد في سبيل الله ضد المستعمرين الصليبيين وغيرهم.
    كما أنهم منعوا تعليق السبحة في الرقبة كما يفعل الدرقاويون و منعوا كذلك استعمال الطبول والآلات الموسيقية في الاجتماعات والإنشاد ناهيك عن منع شرب القهوة و يقال بالنسبة لشرب الشاي فمسموح ببعض المصادر و محرم بعضها والابتعاد عن التدخين لأنه يتلف العقل و التفكير و هو من فئة المخدرات، وكانت طريقة تكوين الدعاة عند ابن السنوسي تتمثل في شراء العبيد (الأسرى) صغارا و تربيتهم مع المحرومين واليتامى تربية إسلامية ثم يرسلونهم لبث تعاليم الإسلام، ولعل أجمل خاصية لها تشهد بانتشار الحركة السنوسية أنها جعلت الألمان والايطاليّين يتقربون إليها بواسطة انضموا إلى لواء الإسلام والمسلمين.


    الفصل الثالث: علاقات الحركة السنوسية



    1- علاقة الحركة السّنوسية بالدّولة العثمانية:


    إن العلاقات بين تركيا والسنوسية غير واضحة وكان يوجد بلا ريب شيء من العداء يضمره السنوسيون للأتراك الذين وضعهم ابن مؤسس السنوسية في صف واحد مع الكفار، ولكن من الحق أن يقال إن الأتراك قد سمحوا للسنوسيين بسلطة ذاتية واسعة حتى أنهم أذنوا بتأسيس دولة شبه مستقلة محاولين الاستفادة من أعمالها وتحويلها لصالح دعوتهم الإسلامية في مواجهة التهديد بالزحف الفرنسي.
    وكان محمد بن علي السنوسي مؤسس الحركة السنوسية من خلال رؤيته لانتشار التأثير الأوروبي في إفريقيا الشمالية .حيث كانت الجزائر أول ضحية للاستعمارسنة1830م. قد ودع آخر أماله في قدرة الحكام الأتراك على توحيد العالم الإسلامي وتقوية أواصر الدين. وكانت شكوكه تزداد على الرغم من أن الباب العالي قد اعترف به رسميا و منحه مختلف الامتيازات.
    وكان محمد المهدي السنوسي ينظر بقدر اكبر من التشكك إلى السلطان عبد الحميد الثاني، على الرغم من إن هذا ابدي اهتماما بالجمعية السنوسية.
    وكان تأثير الطريقة السنوسية قد حقق في تلك الفترة قدرا كبيرا من الانفساخ جعل عبد الحميد الثاني يدرك جيدا الفائدة الكبرى التي يمكن أن يجنيها إذا ما تعهد بدعم تلك الطريقة وبدءا من سنة 1890م بدا السلطان يتخذ سلسلة من الإجراءات ليستمل بها قادة الطريقة إلى جانبه، وفي الوقت نفسه كان محمد المهدي السنوسي وهو السياسي الداهية المحنك يؤيد إقامة علاقات الصداقة مع السلطان في حدود الممكن فقد كان يعي أن المجاهرة بالعداء لا يمكن أن تنتهي بغير هزيمة الجمعية.
    ونتيجة للزيارات الكثيرة للممثلين الرسميين الأتراك إلى الجغبوب والكفرة والمراسلات بين السنوسيين والسلطات التركية رسخت بين الطرفين علاقات متينة وفي نهاية القرن19م طرأ تبدل على العلاقات المتبادلة بين الحركة السنوسية والإمبراطورية ففي تلك الفترة صار القادة السنوسيون شهودا على التوسع المتزايد للدولة الامبريالية الذي بدا يغزو إفريقيا الشمالية .كان يحول بعض مناطقها إلى أسواق مربحة ونتيجة لذلك تم احتلال الجزائر وتونس ومصر وأحدق الخطر الحقيقي بليبيا وفي سنة 1901م جرى أول الاشتباكات بين مقاتلي السنوسية وبين القوات الفرنسية الخارجة من السودان الغربي. وفي سنة 1902م توفي محمد المهدي السنوسي فامسك الشريف القيادة وصار يرأس العمليات العسكرية ضد القوات الفرنسية .
    وفي الوقت نفسه أحدق بالإمبراطورية العثمانية خطر فقدان أخر ممتلكاتها في إفريقيا فتوسع الدول الغربية في إفريقيا مما اجبر قادة السنوسية وحكام الإمبراطورية العثمانية على إعادة النظر في علاقاتهم المشتركة وكان الباب العالي يبحث عن الحلفاء وبدأت المفاوضات بين استانبول والكفرة بهدف توحيد الجهود في النضال ضد المستعمرين الأوروبيين.
    وكان القادة السنوسيون يحاولون بدورهم أن يؤكدوا دوما و لو بصورة ظاهرية على استقلالهم عن الأتراك إلا أن احمد الشريف السنوسي وباقتراب الفرنسيين من الكفرة كان عليه أن يؤذن بالسماح برفع العلم التركي فوقها. وان يعترفا بحق القادة الأتراك في واحتي الجغبوب والكفرة لكن بشرط أن يدخلوا الجمعية السنوسية. وذلك مقابل المساعدة في النضال ضد المستعمرين الأجانب وبعد استقرار الأتراك في القلاع السنوسية بدؤوا بمحاولة توسيع ممتلكاتهم في شمال إفريقيا.
    وكان الحكام الأتراك يدركون بأنهم بغير مساعدة الجمعية سيكونون عاجزين ليس في الصحراء فقط بل وفي برقة أيضا. فكان العثمانيون يستميلون إليهم شيوخ القبائل والعشائر الذين كانوا يدعمونهم في تهدئة القبائل الثناء جباية الضرائب. وبهذه الطريقة راح يتكون بصورة تدريجية اتحاد وثيق بين الحكام الظالمين الأتراك وبين الفئة العليا من حركة السنوسيين.
    وقد توزعت الوظائف بين الطرفين ( العثمانيين و السنوسيين) فالقوة العسكرية والدعوة الدينية مكنتا من جعل القبائل خاضعة .


    3- علاقة السّنوسية بالدّول الإستعمارية:


    إن الاستعمار والنشاط ألتنصيري في افريقية كان يحقد على السنوسيين بسبب ما صار لهم من قوة اعتبرها الاستعمار والنشاط ألتنصيري عقبة في سبيل نجاحهم وخصوما عنيدين يحولون دون تحقيق أهدافهم في اقتسام القارة الإفريقية التي صارت الدول الأوروبية تتكالب عليها خصوصا في الجزء الأخير من القرن 19م.
    فبريطانيا بعد احتلال مصر صارت ترى في السنوسية عائقا في وجه مخططاتها في غرب إفريقيا حتى وصل نفوذها إلى المناطق السنوسية مما جعل الاصطدام بينهما أمر لا مفر منه، وكذلك ايطاليا عندما بينت النية على اغتصاب القطر الليبي صارت تسعى لكسب مودة السنوسيين على أساس انه بدون ذلك لن تحقق غرضها عندما تحين الفرصة المناسبة .كما كانت ألمانيا تسعى لاستمالة السيد المهدي للعمل ضد فرنسا في إفريقيا الغربية. وبما أن السنوسية أفسدت المخططات الاستعمارية في غرب إفريقيا اخذوا يلصقون التهم عليها كالتعصب ضد المسيحية واغتيال الرحالة والمستكشفين.
    وبعد أن رفض السيد المهدي الاستجابة لمطالب الألمان و تحريضهم له على تحريك الثورة في الجهات التي خضعت للفرنسيين حاولوا إبعاده عن القطر الليبي كما حاول الايطاليون استمالته ضد الفرنسيين في تونس التي كانوا يطمعون في الاستيلاء عليها قبل فرنسا. ولم يستحب السنوسيين لهذه الدول وقد بذل السيد المهدي جهده لتنظيم المقاومة ضد الفرنسيين الزاحفين حول بحيرة تشاد في زاوية قرو في برقة سنة 1899م و تولى القيادة في الجهاد سيدي محمد البرانى وعمر المختار ورغم إحرازهم عدة انتصارات إلا أنهم لم يستطيعوا الصمود أمام المعدات الحربية الحديثة و تم الاحتلال . إلا أن السيد المهدي توفي فجأة و هو في قرو في 23صفر 1320هـ الموافق ل 1 جانفي 1902م ونقل جثمانه إلى الكفرة ونقلت السنوسية إلى ابن أخ المهدي احمد الشريف. وبويع في الكفرة التي أصبحت مقرا للسنوسيين ومركز نشاطهم. وواصل احمد الشريف جهاده ضد الفرنسيين إلا أن الفرنسيين وبمعداتهم الحديثة هزموا السنوسيين في 1906م و احتلوا واداي سنة1909م وقاموا بهدم الزوايا السنوسية واضطر السنوسيون إلى ترك النضال ضد فرنسا عندما أعلنت ايطاليا الحرب على الدولة العثمانية واخذ الأسطول الايطالي يطلق قذائفه على موانئ طرابلس وبرقة و صار على السنوسيين أن يهبوا للدفاع عن البلاد التي نشأت فيها دعوتهم وكانت مقرا لإمارتهم.
    وبعد أن اضطرت الدولة العثمانية إلى الاتفاق مع ايطاليا بمعاهدة لوزان سنة 1912م على الانسحاب من ليبيا نظرت إلى السيد احمد الشريف السنوسي على انه الجل الأول في ليبيا والذي يمكنه ان يدافع عن مصالح البلاد أمام المحتلين الأجانب وقد ولد السيد محمد المهدي إدريس الذي كان من صغره ميالا للسلم والذي لم يكن موافقا للهجوم على صحراء مصر الغربية وكانت الظروف الداخلية مساعدة على نمو سلطة محمد إدريس الذي بقي نائبا على برقة ولم يحاول انتزاع القيادة لابن عمه احمد الشريف ذلك أن حملة السنوسيين لم يكتب لها النجاح في هجومها على صحراء مصر الغربية.
    وقد استعد محمد إدريس لمفاوضة مع الانجليز بمصر وذلك بعد معاناة ليبيا من القحط و الجدب أثناء الحرب العالمية الأولى من قلة سقوط الأمطار وقد اتصل محمد إدريس بالسلطات البريطانية في مصر وشرح لهم عن فتح باب التعامل مع مصر إلا أن السلطات البريطانية في مصر ابلغوه بأنهم لا يدخلون في مفاوضات صلح مع العرب ما دام العرب يرفضون المفاوضة مع الايطاليين لعقد صلح معهم و هكذا وضع البريطانيون قادة ليبيا أمام الآمر الواقع.
    وقد اشترط الايطاليون على الليبيين الاعتراف بالسيادة الايطالية على( برقة وبنغازي حتى الكفرة). وكان هذا الأمر شرطا قاسيا ويهدد بفشل المفاوضات في أولى مراحلها
    ثم توصلوا إلى اتفاقية في 16 ابريل 1917و هي اتفاقية عكرمة أو طبرق وقد نصت على إعلان رغبة الفريقين في إنهاء القتال وفتح طرق للتجارة بكل حرية في بنغازي ودرنة و طبرق بشكل دائم كما نصت على إعادة الزوايا وأراضيها و الأملاك إلى سلطة السنوسيين، وبهذا قد تمكن محمد إدريس من تخليص الزوايا السنوسية من قبضة الايطاليين كما تمكن من إبعاد السلطة الايطالية عن واحة الكفرة وقد ضحى محمد إدريس في هذه الثناء من خلال الاتفاقية خاصة لان وضع ليبيا الاقتصادي كان في تدهور واشتداد ظهور شبح المجاعة أمام الليبيين، وقد واصل السنوسيون مفاوضاتهم للايطاليين من جهة ومع البريطانيين في مصر من جهة أخرى لفتح طرق التجارة بين برقة ومصر إلا أن الاحتلال الايطالي زاد في توغله إلى الأراضي الليبية.
    وقد زادت علاقة محمد إدريس السنوسي توترا إلا أن حال الأمير السنوسي الذي كان يشكو من المرض فترك برقة وخرج إلى مصر للعلاج إلا أن عمليات التحرير ومعارك الجهاد تواصلت رغم خروج محمد إدريس الذي ترك أمر منظمات المجاهدين في برقة إلى السيد عمر المختار وتشكلت لجنة مركزية في برقة الذي استمر في قيادة المجاهدين لمدة تسعة أعوام وقد ألغى كل الاتفاقيات التي وقعت من قبل مع ايطاليا وأعلن بذلك الحرب، إلى أن تم القبض على السيد عمر المختار في المعركة التي وقعت بالقرب من سيدي رافع وقد شعرت ايطاليا بأهمية هذا الأسير وقد تمت محاكمته ليحكم عليه بالإعدام التي نطق بها الكولونيل مار نوني وقد اعدم في يوم الأربعاء 16 من سبتمبر 1931م.


    خاتمة


    و في الأخير يمكننا القول بان الحركة السنوسية في ليبيا أصبحت النواة الأولى في المجتمع الليبي بحيث تحكمت فيه دينيا وسياسيا حتى استطاعت بجهودها المتواصلة إخراج العدو الايطالي من أراضيها الى أن تم الإعلان عن استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951م.
    وبهذا اتحدت البلاد وأصبحت سنوسية ليبية بعد أن قامت بعدة انجازات عظيمة في تاريخ بلادها و قدمت رجالا اقتدى بهم التاريخ الليبي خاصة والإسلامي عامة و رأى فيهم نعم الشجاعة .وقد ذكرها العلماء و المؤرخين بحيث امتدحها العلامة محمد رشيد رضا بقوله:״استطاعت دولة فرنسا إفساد باس جميع الطرائق المتصوفة في افريقية واستمالة شيوخها بالرشوة إلا الطريقة السنوسية״.
    وأما سالم بن عامر فيصف السنوسية فيقول׃״هي طريقة أسست على حكمة علمية واجتماعية وإن أسس هده الجمعية السنوسية هي الإخوة و التعاون الى أن يقول إن الجمعية ومقاصدها معلومة لدى خواص الإخوان و الخلفاء والمشايخ والزعماء"


    المصادر والمراجع:


    1- أتوري روسي: ليبيا منذ الفتح العربي حتى سنة 1911 ترجمة: خليفة محمد التليسي، ط2، مكتبة الإسكندرية الدار العربية للكتاب.

    2- عبد المالك بن عبد القادر بن علي: الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسية الحاكمة بليبيا،ج1، د ط، مطبعة دار الجزائر العربية دمشق.

    3- البشير ابن الحاج عثمان الشريف: أضواء على تاريخ تونس الحديث 1881-1924,ط1,دار بوسلامة للطباعة و النشر والتوزيع ,تونس,1981.

    4- سعيدة الداودي و آخرون، كتاب التاريخ من التعليم الثانوي، 2005.

    5- علي محمد محمد الصلابي : صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الإفريقي "الحركة السنوسية في ليبيـا" (الإمام محمد السنوسي و منهجه في التأسيس التعليمي و الحركي و التربوي والدعوي والسياسي)،دط،دت

    6- البشير ابن الحاج عثمان الشريف، أضواء على تاريخ تونس الحديث 1881 -1924، ط 1 دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع تونس 1981.

    7- أبو القاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي( 1830-1954)، دار الغرب الإسلامي، ط 1، سنة 1998.

    8- جلال يحيى: تاريخ المغرب الكبير الفترة المعاصرة و حركات التحرر و الاستقلال ج4

    9- تركي ضاهر: أشهر القادة العسكريين من يوليوس قيصر إلى جمال عبد الناصر، دار الحسام للنشر والتوزيع، ط2، بيروت، حزيران1992م

    10 منسي محمود حسن صالح: الحملة الايطالية على ليبيا، "دراسة وثائقية في إستراتيجية الاستعمار والعلاقات الدولية"، 1980م.

    11 شوقي أبو خليل: الإسلام و حركات التحرر،ط1، دار الرشيد،2001

    12 احمد توفيق المدني: حياة كفاح مذكرات 1925-1954، ج2 د ط الشركة الوطنية للنشر و التوزيع الجزائر.

    13 نيكولاي ايليتش بروشين ،تاريخ ليبيا من نهاية القرن 19م حتى عام 1969، ترجمة عماد حاتم، ط2، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت-لبنان

    14 حميدة علي عبد اللطيف، المجتمع و الدولة و الاستعمار في ليبيا( دراسة في الأصول الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية لحركات و سياسات التواطؤ و مقاومة الاستعمار) 1830-1932، ط1 ، 1995-، ط2 ،1998 مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة أطروحات الدكتوراه 26، بيروت، لبنان

    15 ترجمة شكيب ارسلان ، حاضر العالم الإسلامي، المجلد 1، ط1، دار الفكر الإسلامي ، دت

    16 بول مارتي، دور العرب الليبيين في مقاومة الغزو الفرنسي (بلدان الحزام جنوب الصحراء بالقارة الإفريقية، ترجمة محمد عبد السلام العلا قي، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ط 1، دار الكتب الوطنية، ليبيا، 2001.


    بحث من جامعة أبي بكر بلقايد -مدينة تلمســان-

    البلد: الجزائــــر


    الونشريسي
    الونشريسي
    المدير العام
    المدير العام
      : بحث:  الحركة السنوسية في ليبيا 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 11660
    العمر : 56
    المزاج : هادئ
    تاريخ التسجيل : 13/12/2007
    https://bour.ahlamontada.com

    ???? رد: بحث: الحركة السنوسية في ليبيا

    الثلاثاء 04 ديسمبر 2012, 00:54
    شكرا لك على هذا الموضوع المهم بارك الله فيك
    avatar
    wiliam wallace
    عضو جديد
    عضو جديد
      : بحث:  الحركة السنوسية في ليبيا 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 18
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 22/08/2012
    بحث:  الحركة السنوسية في ليبيا Aoiss

    ???? رد: بحث: الحركة السنوسية في ليبيا

    الخميس 13 ديسمبر 2012, 00:50
    وفيكم بركة
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى