منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    wiliam wallace
    عضو جديد
    عضو جديد
      : : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 18
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 22/08/2012
    : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر Aoiss

    ???? : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

    الخميس 13 ديسمبر 2012, 00:54



    الفصل الأول : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
    مدخل
    المبحث الأول : الأوضاع السياسية والإدارية
    أ‌. الأوضاع السياسية
    ب‌. الأوضاع الإدارية
    المبحث الثاني : الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
    أ‌. الأوضاع الاقتصادية
    ب‌. الأوضاع الاجتماعية
    المبحث الثالث : الأوضاع الثقافية والدينية
    أ‌. الأوضاع الثقافية
    ب‌. الأوضاع الدينية





    الفصل الأول : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
    مدخل
    تمكن الأسبان والبرتغاليون من طرد المسلمين من الأندلس في سنة 898هـ/1492م ، ثم انطلقوا وراءهم إلى السواحل العربية يبغون ألفتك بهم ، واحتلال بلادهم ، فاحتلوا بعض المواقع على سواحل المحيط الأطلسي والبحر المتوسط ، ومن ثم قامت دول أوربا في بمهاجمة بلاد المسلمين والإغارة عليها لاحتلالها ، فقد قام الإيطاليون بقيادة ( فيليب دوريا ) بزيارة ـ ظاهرها ودي ـ لمدينة طرابلس ، وأثناء ذلك هاجموا المدينة غدراً واحتلوها ، ولم يخرجوا منها حتى إفتداها أمير مدينة قابس بمبلغ كبير مـن الذهب ، كما احتل فرسان القديس ( يوحنا الاورشليمي •) منطقة برقة سنة 916هـ/1509م غيـر أن المماليك رجعوا إليها في

    السنة ذاتها ( ) احتل الأسبان مدينة طرابلس بقيادة ( بترونافار ) بعد أن قتل خمسة آلاف مسلم واسر ستة آلاف وفر الباقون ، إذ لم يبق في طرابلس سوى القوة الأسبانية ، الأمر الذي دعا ملك أسبانيا (( شارل الخامس )) إلى التنازل عن طرابلس لفرسان القديس يوحنا لقاء مساعدتهم في الأعمال البحرية ضد العثمانيين ، وبقي فرسان القديس يوحنا في طرابلس حتى عام 958هـ/1551م حيث سيطر العثمانيون ( ) على طرابلس الغرب مدة تجاوزت الثلاث قرون ونصف ( ) بعد ان استنجد اهلها بالدولة العثمانية لانقاذهم من الاسبان ، وهكذا بدات السيطرة العثمانية عليها منذ 1551م وحتى 1911م ، عندما غزت إيطاليا طرابلس الغرب ، وتخلت الدولة العثمانية عن آخر ولاية لها في المغرب العربي ، كانت تحـت سيطرتها وفق معاهدة أوشي في 18 تشرين الأول 1912م ( ) .
    وقد مر الحكم العثماني في طرابلس الغرب بمراحل ثلاث هي :ـ
    المرحلة الأولى : فترة الحكم العثماني الأول ، الذي امتد من سنة (1551- 1711م ) ، والمرحلة الثانية هي فترة حكم الأسرة القرمانلية • ( 1711 ـ 1835م ) ، وامتدت المرحلة الثالثة من سقوط الحكم القرمانلي حتى الغزو الإيطالي سنة 1911ـ1912م ( ) .
    الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

    مدخل
    امتد حكم الأسرة القرمانلية بين سنتي 1711 ـ 1835م بعد أن تمكن احمد القرمانلي الذي كان أحد قادة الجند من الوصول إلى السلطة ، وفرض إرادته على الباب العالي بتعيينه والياً على طرابلس الغرب ( ) ، ولم يعد للدولة العثمانية سـوى السيطرة الاسمية( ) ويعد حكم الأسرة القرمانلية امتداداً لمن سبقه ، فلم يكن هناك أي تغيير في الأوضاع العامة ، إذ بقيت جميع المجالات تعاني من الفوضى وسوء الإدارة ( ) ، وعلى الرغم من قيام بعض السلاطين والولاة ببعض المحاولات الإصلاحية مثل السلطان محمود الثاني ( 1808ـ 1839م ) الذي قام بتغيرات مهمة في جميع نواحي الحياة التـي أسهمت في تطور الدولة العثمانية ( ) ، إلا أن هذه الفترة شهدت تدخلاً أوربيا ملحوظاً في شـؤون الدولة العثمانية وولاياتها ( ) كان وراء ذلك الصراع الشديد بين الأوربيين من اجل السيطرة على الولايات العثمانية نظراً للاطماع الرأسمالية الأوربية ، فضلا عن التحولات الرأسمالية في داخل الدولة العثمانية ( ) .
    المبحث الأول : الأوضاع السياسية والإدارية
    لقد ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر العديد من مظاهر الاحطاط والضعف السياسي ، والتفكك الاداري ، والانقضاض الاوربي على الولايات العربية ( ) ، ثم موجة من الزحف الاستعماري الأوربي على القارة الأفريقية ، كما كان الحكم في أواخر القرن التاسع عشر أي في أواخر الحكم العثماني لطرابلس الغرب 1835ـ1911م قد تقلص ولم يعد يمتد وراء السواحل ( ) .

    أ . الأوضاع السياسية :
    لقد عانت الدولة العثمانية في نهايات القرن التاسع عشر من اشد حالات الضعف والوهن ، الذي أدى بدوره إلى تفكك المجتمع العربي وتجزئته ، حيث عم الفساد الإدارة ، كما وتفشت الخيانة بين كبار الولاة والمسؤولين الذين باعوا ضمائرهم مقابل مبالغ معدودة ( ) متناسين ما كان العرب قد قبلوا عليه عندما رضوا بخلافة آل عثمان والتي تعزى إلى عدة أسباب منها ، منها جمود العرب وتمزقهم وشعورهم الإسلامي بان الخلافة إسلامية ، وحرصهم على الإسلام إزاء الأخطار التي كانت تهددهم في ذلك الوقت ، ومن جملة الولايات العربية التي كانت تحت السيطرة العثمانية هي ولاية طرابلس الغرب ، التي استطاعت الدولة العثمانية أن تعيد نفوذها المباشر عليها في عام 1835م .
    عمل يوسف باشا ( 1796 ـ 1823م ) أول حكمه على استتباب الأمن والنظام في طرابلس الغرب ، فاصدر مجموعة من القوانين الصارمة بحق المجرمين والمقصرين ، كما اهتم بالأسطول وتقويته وتحصين طرابلس الغرب من خلال تنصيب الولاة على الأقاليم كما فعل في فزان وبنغازي ( ) وكثرت حروبه التي كان من نتائجها كثرة الأعداء ، وتفكير الدول الأوربية في القضاء على خطر البحرية في ولاية طرابلس الغرب والتي أدت إلى تدهور حالة البلاد في نهاية حكم يوسف باشا( ) ، كما شهدت تلك الفترة زيادة الصراع والتنافس بين الدول الأوربية من اجل اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية ( ) .
    وقـد كان وراء ذلك الضعف والانحطاط جملة من الأسباب تعود إلى ما يأتي :
    1. انحسار موارد الغنائم البحرية بعدما بدأت الدول الأوربية تتخلى عن التزاماتها ، بل أوقفت فعلاً دفع القرارات السنوية عليها .
    2. أصدر مؤتمر فينا عام 1812م قراراً عاماً بالقضاء على خطر البحرية في البحر المتوسط ، كما قرر منع تجارة الرقيق ومقاومتها ، وكان لهذين القرارين اثر سيئ إلى المالية في ولاية طرابلس الغرب ، ذلك لان تجارة الرقيق كانت ركناً أساسا في تجارة قوافل طرابلس الغرب .
    3. كان لاحتلال فرنسا للجزائر عام 1830م بمثابة ضربة قاضية للبحرية في ولاية طرابلس الغرب في البحر المتوسط بوجه خاص ، إذ أدى هذا الاحتلال إلى منافسة فرنسا للتجارة الأفريقية بعد تسللها إلى داخل القارة ( ) ، فضلاً عن هذا الاحتلال كانت هناك حروب كثيرة حدثت مع الأساطيل الأوربية ، وفي عهدهم حدثت الحرب مع السفن الأمريكية ( 1800ـ1803م ) ( ) ، ونمو خطر محمد على باشا الذي كان وراء الأسباب التي دعت الدولة العثمانية إلى إعادة سيطرتها على طرابلس الغرب ( ) .
    4. عند بدء النفوذ الغربي الاستعماري بالتغلغل في أفريقيا بدأت تجارة السودان الغربي تأخذ طريقها إلى الأسواق الأوربية من موانئ شواطئ الأطلسي بدلاً من الشمال الأفريقي ومن بينها طرابلس الغرب ( ) .
    5. كثرة الحوادث الداخلية والفتن التي تطلبت عناية خاصة ، وجهوداً مضنية بذلها الباشا ، وكان من بينها امتناع أهل ( فزان ) وأهل (غدامس)عن دفع الضرائب ، وقيام ثورات ضد الباشا في غريان ، وثانية في نالوت بالجبل الغربي ، وثالثة في ( ترهونة ) ، ورابعة في ( سرت ) ، وعلى الرغم من تمكنه من القضاء عليها بشدة ، إلا أنها هددت من غير شك كيان الولاية في الوقت الذي كان فيه الباشا منصرف كلياً إلى التغلب على المصاعب الخارجية المتعددة بتعدد الدول الأوربية ( ) .
    6. ونتيجة للعوامل الآنفة الذكر قلَّ دخل الولاية وضعفت مواردها ، إذ عجز الوالي يوسف باشا عن تحصيل الضرائب ، مما اضطره إلى الاستدانة من الجاليات الأوربية في طرابلس الغرب ، وشجعه على ذلك الرعاية الفرنسيون والإنكليز ، وبذلك تم القضاء المبرم على حكمه ، لانه عندما عجز عن تسديد الديون هددت الأساطيل الفرنسية والإنكليزية بضرب طرابلس الغرب ، فثار الناس عليه ، فاضطر إلى التنازل عن الحكم لولده (علي باشا الثاني) في عام 1832م ، إلا أن هذه الحال لم ترض أهل الولاية ، الذين طالبوا السلطان أن يريحهم من حكم الأسرة القرمانلية ، فاستجاب لطلبهـم بان خلع الـوالي علي باشا في عام 1835م ، وعين (نجيب باشا•) بدلاً عنه ، وعادت بذلك طرابلس الغرب تحت حكماً مباشراً من قبل أستانبول كما كانت الحال عليه قبـل الحكم القرمانلي ( ) .
    7. إن كثرة الاضطرابات الداخلية ساعدت على تخلخل النظام وزعزعته الذي وضعه يوسف باشا تخفيفاً لمتاعبه ،حيث عمد إلى تقسيم البلاد بين أبناءه وأقاربه ، إلا أن الاضطرابات والفوضى استمرت ، مما أدى إلى ضعف هيبة الحكومة ، ومنها مثلاً مشاكل قبائل ( الطوارق ) و( تبوسي ) الأمر الذي دفع الوالي محمد عزت باشا إلى توجيه رسالة في 30كانون الثاني عام 1848م إلى متصرف فزان بشأن هذه ألفتنة ( ) ، وكذلك الحال في عهد احمد عزت باشا ( 1857ـ1860م ) ( 1879 ـ1880م ) ( ) ، حيث وجه رسالة إلى المتصرف بشأن أهالي ( باركو ) ، وإدخالهم تحت الطاعة وذلك في عام 1851م ( ) .
    لقد عادت ولاية طرابلس الغرب إلى الحكم العثماني عام 1835م ، فترة كانت الدولة العثمانية فيها تعيش تجربة الإصلاح والتجديد ، في عهد السلطان محمود الثاني (1807ـ1839م) ، وتتابع على كرسي الولاية حتى عام 1882م (24) والياً خلال (47) عاماً ، ومن بين هؤلاء الولاة القوي المقتدر الذي حاول الإصلاح ، والضعيف العاجز الذي لم يستطع ضبط أمور الولاية ، وقد استمرت ثورات الأهالي خلال هذه الفترة امتداداً لثوراتهم في العهدين السابقين ( ) ، كما استمر التدخل الأوربي في شـؤون الولاية الذي بدا في العهد القرمانلي وازداد قوة ووضوحاً ، وقد برزت خلال هذه الفترة بعض الإنجازات ، التي كانت من ثمار حركة الإصلاح والتجديد ، فأولت الدولة العثمانية إقليم برقـة اهتماماً خاصاً عند قيام الحركة السنوسية في عام 1841م ، فربطته باستانبول تمشياً مع سياسية المركزية ، وذلك عام 1863م ( ) .
    وثمة اراء اخرى لبعض المؤرخين بخصوص الأسباب التي أدت إلى خلع علي باشا الثاني أخر أمراء الأسرة القرمانلية الحاكمة ورجوع ولاية طرابلس الغرب إلى الوصايـة والحكم مـن قبل الباب العالي كالرأي المنسـوب إلى الكولونيل (وارتجتون) Col. Warrington القنصل البريطاني الـذي صرح علانيةً بعدم موافقته على اعتلاء علي باشا الثاني للعـرش( ) ، مما يشير إلى تدخل القوى الأجنبية في شؤون الدولة العثمانية وولاياتها .

    ب.الأوضاع الإدارية
    كانت ليبيا مقسمة إلى ثلاث مقاطعات ( ) هي طرابلس ومصراته وبنغازي ، وتنقسم هذه المقاطعات بدورها إلى الوية ( سناجق ) ( ) واقضية ( ) ، وعلى راس كل قضاء قائد منوط به أن يشرف على جميع شؤونها ماعدا القضاء ( ) ، فكان له نظامه الخاص به ( ) ، إذ يفصل فيها القاضي وفق قوانين الشرع الإسلامي ( ) ، ولان العثمانيين بعد اعادة سيطرتهم المباشرة عليها كانوا منهمكون بإخماد الثورات التي كانت تعم أجزاء مختلفة منها ، لذا ابقوا على التنظيم الإداري القديم حتى عام 1843م ثم أحدثوا تنظيماً جديداً ( ) ، حيث قسمت ليبيا إلى قسمين هما ولاية طرابلس الغرب ومتصرفية بنغازي التي كانت تدار مباشرةً من الحكومة المركزية في استانبول ، ما عدا المسائل العسكرية والبريد والجمارك والعدلية ( ) ، وعلى الرغم من تتابع العديد الولاة على حكم الولاية ، والذين تجاوز عددهم (33) والياً ، لم يكن باستطاعة البعض القيام بأي عمل ، فلم يملك بعضهم القوة الكافية للقضاء على الانتفاضات والتحركات الشعبية ، فضلاً عن أَن الدولة العثمانية لم تكن جادة في عنايتها بهذه الولاية ، والذي أدى في بعض الأحيان إلى تمرد حامياتها العسكرية كما حدث في عام 1885م عندما ثارت الفرقة العثمانية العسكرية في طرابلس الغرب بسبب عجز الإدارة عن دفع مرتبات الجند ( ) .
    وفي اوائل العهد العثماني الثاني حدث تطور في النظم الإدارية وخاصة بعد صدور خط همايون عام 1856م ، إذ استهدفت القوانين التي صدرت تنفيذ أحكام تحديث الدولة ، وفقاً للنظم المرعية في الدول الأوربية ، فقد وضع قانون الولايات الصادر في عام 1864م ، وضع حداً للإقطاعيات القديمة وحدد صلاحيات كل من الوالي والمتصرف والقائم مقام ، كما ألغيت النظم المالية الباقية من عهد الإقطاع العسكري التيمار والزعامت ، وأعطى لكل موظف راتب يتلقاه من خزينة الدولة ( ) ، كما حاولت حكومة الوالي تحسين الأوضاع الإدارية بتطبيق النظام العثماني للأراضي الصادر عام 1858م عن طريق تشجيع زعماء القبائل والأعيان بتسجيل الأراضي بشكل فردي في دائرة تسجيل العقار ( الطابو ) إلا أن الخوف من ضرائب الدولة حال دون تسجيل الكثير منها ، إلا أن تدهور تجارة القوافل وظهور فرص بيع الأراضي للشركات الأوربية واستغلالها اقنع الكثير مـن الأعيان والشيوخ بفائدة تسجيل الأراضي بشكل فردي ، وهكذا أدت هذه السيـاسة العثمـانية الجديدة إلى تحقيق بعض النجاح ( ) .
    وعلى صعيد التقسيم الإداري لولاية طرابلس الغرب فقد كانت مقسمة إلى أربعة سناجق ، وعلى كل منها متصرف يتبع الوالي ، ينقسم كل سنجق بدوره إلى مقاطعات تعرف بـ(الاقضية) ويدير شؤون القضاء قائم مقام ، وكل قائم مقامية تتكون من عدد من (النواحي) التي يرأس كل منها مدير .
    ويأتي المتصرف بعد الوالي من حيث الدرجة والترتيب الإداري ، ويتولى في متصرفيته تسيير الشؤون المالية والمدنية والأمن ، كما إن للقائم مقام اختصاصات المتصرف نفسها ، وهو يهتم بصفة خاصة بجباية الضرائب ، ويختص المدير بشؤون الأمن وجباية الضرائب في (الناحية) التابعة له ، ويتكون جهازه الإداري من (الكاتب) وعدد معين من (الجندرمة) وفي بعض الأحيان عندما تقتضي الظروف تلحق به (قوة عسكرية) ، ولم تكن للمدير سلطة على القبائل ، كما يقول المؤرخ كورو التي كان يحكمها مشايخ القبائل ( ) ، وقد كان لكل قبيلة أو لحمة شيخ أو زعيم لا يتمتع بالصفة الرسمية ، ولكنه يعد من بعض الوجوه ويكون مسؤولاً أمام السلطة عن تصرفات أفراد عشيرته ، وتساعد مجالس الإدارة المحلية المشكلة من الأعضاء الفخريين المتصرف والقائم مقامين في بعض اختصاصاتهم ، وتقوم الحكومة المركزية في استانبول بتعيين المتصرف والقائم مقام ، أما المدراء فيتم تعينهم من قبل الوالي بعد اعتماده من استانبول ( ) .
    1. ولاية طرابلس الغرب : تتكون من أربعة ألوية بما فيها طرابلس المركز وتتبع كل لواء من هذه الألوية عدد من ألا قضية والنواحي يختلف عددها تبعاً لتغير وضعها الإداري ، أما ألويتها فهي ( ) :ـ
    أ‌. لواء طرابلس الغرب .
    ب‌. لواء الخمس.
    ج‌. لواء الجبل الغربي .
    د‌. لواء فزان .

    2.متصرفية بنغازي : أنشئت هذه المتصرفية عام 1879م وكانت تابعة مباشرة للعاصمة استانبول ، اما قبل ذلك فقد كانت جزء من ولاية طرابلس الغرب ، بوصفها مقاطعة من مقاطعاتها ، وكانت تسمى في عهد الأسرة القرمانلية بـ(برقة) ، وتدار شؤونها من قبل الأسرة الحاكمة بطرابلس ( )، وكان لكثرة حركات التمرد فيها تأثير كبير جداً في الوضع الإداري ، إذ تحولت بنغازي من لواء إلى متصرفية ثم إلى ولاية ، ثم أصبحت متصرفية ، وقد ضمت ثلاث اقضية وتسع نواحٍ ، خمسة منها يتبع مركز المتصرفية ، وهي (البراعصة ، سلوك ،اجدابية ، قيمنس ، برسيس) . أما ألا قضية فهي :
    1. قضاء درنة ويضم نواحي قبا ، بومبا،طبرق .
    2. قضاء المرج ، ويضم ناحية حاسة .
    3. قضاء اوجلة وجالو .
    ثم أصبحت ناحية اجدابية قضاء وأُلحق بها ناحية بريقة ، وناحية جديدة أضيفت إلى قضاء المرج وتعرف بـدرسة ، فأصبحت متصرفية بنغازي تتكون من أربعة اقضيه وعشر نواحٍ ( ) .

    المبحث الثاني : الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .

    أولاً : الأوضاع الاقتصادية :
    1. الزراعة :
    إن المصادر المتعلقة بطرابلس الغرب في القـرنسيمان ، تاريخ الحروب ، ج التـاسع عشر تُبَيِن إن الزراعة وتربية المواشي يشكلان مصدريـن رئيسين للعائـدات المادية لغالبية عظمى من السكان الذين كانوا يرنون إلى الاكتفاء الـذاتي معتمدين بذلك على منتجات محلية بالدرجة الأساس ( ) ، حيث توجـد في طرابلس الغرب أشجار البلوط والدردار بندرة ، وأشجار السرو والصمغ والآس والغار بكميات قليلة( ) ، كما تنمو فيها أشجار مثمرة كالنخيل والزيتون والرمان واللوز ( ) ، ومن الأشجار الليفية توجد الحلفا ، فضلاً عن أشجار الحناء والزعفران البري وألفوه  ، كما ويوجد فيها نبات الزوان ( النيلة ) الذي يعرف باسم (Darmel) ، وكذلك توجد أشجار البطم ( الحبة الخضراء ) ومن الأشجار ألعطـرية أشجار الطلح والشـيح والخارشوف الذي كان يقدم علفاً للإبل كما انحصر استعمال شجر الطلح الذي صمغه يعادل صمغ جامبيا الشهير في الاستعمال المذكر آنفا نفسه ، والأمر عينه بالنسبة للزعفران (غريان) فهو من أجود أنواع الزعفـران في العالم ( ) ، كما ويزرع فيها الشعير والذرة والفاصوليا والطماطم ، فضلاً عن البطاطا التي تصدر إلى أوربا ، كما كان القمح والشعير يصدر محصولهما في السنين الجيدة إلى المدن الأوربية ( ) ، إلا أن تصدير المنتجات الزراعية كان يقل في سنوات القحط ، وقلة الأمطار بسبب توفير الغذاء لاهل الولاية ( ) ، وفي نهاية عام 1870ـ1871م الذي عرف بعام الذبح ، لكثرة ما ذبح من مواشي بسبب قلة المياه المطلوبة لاروائها ، ولنقصان محاصيل الحبوب على مختلف أنواعها ، مما دفع بالناس إلى العيش على لحوم تلك الماشية ( ) ، كما كانت أعوام القحط ، وقلة الأمطار وكثرة الضرائب سبباً في قيام العديد من الانتفاضات ضد الولاة العثمانيين لقلة الغذاء ، وكان أبرزها ثورة الشيخ غومة بن خليفة المحمودي ، في عام 1835م ، والتي استمرت حتى عام 1858م ، وامتدت إلى إرجاء عديدة حتى شملت منطقة واسعة تضم ثقلاً سكانياً كبيراً ، وتعد اكبر انتفاضة نظـراً لاستمرارها لمدة زمنية طويلة قاربت الربع قرن ( ) ، ومع ان العثمانيين حاولوا رفع مستوى الزراعة في طرابلس الغرب ، إلا أن الأراضي الصالحة للزراعة في الولاية لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من مساحتها الكلية ، لان هذه الأراضي كانت واسعة ، ولم يستغل إلا القليل منها ، وقـد توزعت في الأقاليم الثلاثة ، وهي تمتد في طرابلس الغرب على الساحل ، وفي جفارة فـي الجبـل الغربي .
    أما في فزان فكانت في الأودية والواحات ، وكانت في برقة في سهل المرج والواحات والجبل الأخضر ، الذي أهمله العثمانيون ، وتعد أراضيه من اخصب الأراضي ( ) ، بخلاف ماير، تأريخ الحروب ، ص كانت عليه المنطقة المحيطة بطرابلس الغرب على الساحل ، إذ كانت مليئة بالسواقي والآبار التي كانت تسحب منها المياه بوساطة الحيوانات ، وكانت هناك اكثر من ثمانية الاف بئر في طرابلس وما جاورها ، وعلى الرغم من توفر كل ذلك إلا أن الأساليب الزراعية الرديئة التي لم تستبدل وإهمال عدة البئر البسيطة ، وغياب الطموح لدى بعض الأفراد ، كل هذا جعل مستوى الإنتاج الزراعي لهذه الولاية متذبذباً وغير مستقر ، وعلى الرغم مما تتمتع به الأراضي الزراعية من خصوبة ، فضلا عن عدم تـوفر المياه الكافية للزراعة ( ) والذي يؤدي بدوره إلى نقص في الإنتاج الزراعي الذي بات لا يسد الحاجات الضرورية المحدودة لسكانها القليلين ، وقد تظافرت عدة عوامل على تحديد هذا الوضع ومن اهمها :
    قلة مياه الأمطـار والأنهار والأيدي العاملة وكما ذكرنا خمول العنصر الوطني ، والإهمال التام لهذا المـرفق من قبل السلطات المحلية ، فضـلاً عن الضرائب الباهضة ، التي كانت تجبى آنذاك ( ) ، والتي كان الحكومة عن طريقهـا تحقق دخلاً ماليـاً كبيـراً ، فيـه ظلم كبير للمزارعين ، لـذلك حصلت كما ذكرنا انفاً ثورة غومة المحمودي ، وثورة عبدو الحليلي بن بواب النوسة في الفترة 1831ـ1841م نتيجةً للضرائب الباهضة ، والتي كانت ترهق كاهل سكان الولاية ( ).

    2. التجارة :
    عرفت طرابلس الغرب منذ القدم بأهميتها التجارية ، وذلك لموقعها الهام على البحر المتوسط في مواجهة الموانئ التجارية في ذلك العصر ، وعلى راس طريق القوافل المؤدي إلى البحر من الدواخل الأفريقية ( ) ، وان تجارة القوافل ليست جديدة في طرابلس الغرب فهي ترجع إلى فترة الحكم الروماني في القرن الخامس الميلادي ، وقد استمرت هذه التجارة استمرت حتى المرحلة الحديثة وكانت قد بنيت في القرن الثامن عشر على تبادل سلع الزينة والرفاهية مثل الملابس والعاج وريش النعام والذهب والجلود والأسلحة والرقيق( ) ، وقد بلغت تجارة القوافل ذروتها في طرابلس الغرب لعشرة أعوام (1872ـ1881م) وبلغت قيمة التجارة أربعين ألف ليرة عثمانية ثم هبطت فيما بعد بسبب احتلال فرنس لواداي وتمبكتو عام 1904م ( ) ، وبسبب إنشاء طريق مواصلات بين بريطانيا ونيجيريا ( ) ، والتي باتت محط ارتياد الطرابلسيون واقامتهم معها علاقات تجارية وتليها السودان ، حيث كانت القوافل تذهب اليها محملة بالبضائع القطنية والصوفية ومناديل الحرير والشاي والسكر والبن والورق والزجاج والمرايا وتعود هذه القوافل محملة بالعاج وريش النعام ( ) ، الذي كان يصدر بعد تنظيفه إلى فرنسا والنمسا وايطاليا ، حيث كان تصنع منه قبعات النساء ومراوحهن ( ) ، وكانت تجارة ريش النعام رائجة في طرابلس الغرب منذ عصور قديمة ، إذ كان النعام متواجداً باعداد كبيرة في المناطق الجبلية الطرابلسية ، الا ان هذه الطيور هاجرت إلى أفريقيا الوسطى لاسباب لم تعرف ( ) ، فضلاً عن ان القوافل كانت تاتي اليها وهي مجملة بالجلود والبخور وبعض المنسوجات السودانية ، التي تباع في الأسواق الطرابلسية ، أو تشحن إلى الخارج خاصةً إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، وقد اغتنى الكثير من الطرابلسيين نتيجة تجارة القوافل التي كانت سبباً في إنعاش البلاد ( ) ، حيث اندفع التجار الطرابلسيون والبرقاويون وراء اغراءات الكسب ، واخذوا يتوغلون تدريجياً نحو الدواخل للحصول على ريش النعام الثمين ، فأعطوا بذلك حياة جديدة لتجارة القوافل مع مناطق منقطعة الصلة بالعالم المتمدن ( ) ، فاصبح هناك سماسرة وتجار كثيرون مشهورون من مختلف البلاد ، ويقومون باستيراد البضائع الأوربية ويتنافسون فيما بينهم ، وكانت من بين هذه البضائع الإيطالية الصنع ، التي كانت من اكثر البضائع رواجاً لقرب إيطاليا وسهولة النقل منها ، فضلاً عن جودتها وتفوقها على البضائع الأخرى ( ) ، واصبحت التجارة بصورة عامة أحد الروافد المهمة للخزينة ، هذا يأتي من أهمية موقع طرابلس الغرب ، والذي ساعد على أن تكون طريقاً للتجارة البحرية التي كانت تاتي عن طريق البحر المتوسط ( ) ، وتتوقف في موانئ طرابلس وبنغازي الذين كانا يقومان بالقسط الأكبر من عملية التصدير ومينائي الخمس وزليطن اللذين كان يصدر عن طريقهما الحلفا ،أما موانئ زوارة ومصراته وسرت ودرنة ، فكانت تصدر عن طريقها الحبوب كالقمح والشعير وكذلك الملح ( ) ، حيث اصبح للحبوب دور كبير في عائدات طرابلس الغرب في القرن التاسع عشر ، فضلاً عن إنماء الثروة الحيوانية والتجارة ( ) ، التي ازدهرت بأنواعها وحالاتها كافة في طرابلس الغرب في حقبة النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، واصبحت مؤشراً مهماً في ميزانية تلك الولاية آنذاك ، إذ كانـت هناك ثلاث طرق رئيسة لتجارة القوافل ، الأول كان نحو ( كانو ) والثني كان نحو ( برنو ) ، أما الثالث فكان نحو ( الواداي ) ( ) ، حيت كان الطريقان الأول والثاني يسيران إلى وسط أفريقيا بعد ان يمران ( بأبلرت ) و( سوكنا ) و( مزرق ) و( بلما ) ، ومن طرابلس إلى ( تبستي ) و( واداي ) ، ثم تمران بـ (غات ) و( الموسا ) ، أما الطريق الثالث فيبدأ من طرابلس ويمر بـ ( فساطو ) و ( سيناوين ) إلى ( غدامس ) بعد ان يسير إلى ( اغاديس ) و( دمرجو) و( زندار) ثم يصل إلى ( كانو ) ، وكانت القوافل تنظم من قبل التجار بعد ان يتم الاتفاق فيما بينهم ، وكان لكل واحد منهم حصته من البضائع أو الدراهم ، وتوكل قيادة القافلة توكل إلى رجل يسمى رئيس القافلة ( قافلة باشي ) او ( كارفان باشي ) وهو من المسلمين عادةً ، ولم يكن أفراد القافلة هم أصحاب البضائع في القافلة ، فكثير من التجار وأصحاب البضائع اليهود والعرب كانوا يرسلون بضائعهم بالقوافل مع اناس مأجورين إلى عملائهم في ( غدامس ) و( غات ) وكان بعض التجار يتصلون بالتجار العرب في ( الهوسا ) من أعمال ( الزندار ) ، وكانوا يرسلون لهم تجارة يقايضونها ببضائع ترسل إليهم من هنالك بوساطة تلك القوافل ، أما الأرباح ترسل ماير، تاريخ الحروب ، ص بين أصحاب البضاعة ، ورجال القافلة بحصص متعادلة ( ) ، وكانت الجمال هي الوسيلة في نقل البضائع آنذاك ، حيث كان الجمل الواحد يحمل بحزمتين من تلك البضائع وتزن كل واحدة منهما ( 75 ـ 80كغم ) وكانت بعض هذه البضائع ترسل بكميات هائلة كالقطن والصوف والملابس ومناديل الحرير والشاي والقهوة والمرايا وورق الكتابة وبعض الأصباغ ( ) .
    لقد شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر ازدهاراً في تجارة القوافل عبر الصحراء ، وذلك لازدياد الطلب على الملابس الإنكليزية في الصحراء وبلاد السودان ليس من الأسر الحاكمة فقط ، بل حتى عامة الناس أيضا لرخص الملابس الأمر الذي أدى إلى رواجها ( ) .
    وقد حكم ولاية طرابلس الغرب بعض الولاة الذين عملوا على ترقية الولاية وتوسيع نطاق التجارة والصناعة والزراعة ( ) ، وخاصة بعد سقوط الأسرة القرمانلية ( ) ، ومنهم المشير علي رضا باشا ، الذي عين واليا عام 1863م ، وقومنداناً على الفرقة العسكرية في ولاية طرابلس الغرب ( ) ، كما ان الدولة العثمانية وخاصة في فترة السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876ـ1909م )( ) كانت تحاول انقاذ الولايات العربية من الخراب الاقتصادي بالإصلاح ولو بشيء يبقي على وحدتها ، ويجمع بين شعوبها لمناهضة اطماع الدول الاستعمارية ، فكانت فكرة الجامعة الإسلامية التي حاول بها السلطان عبد الحميد الثاني ان يتقرب من أهالي طرابلس الغرب ، كما فعل مع بقية الولايات الأخرى ، فرفع عنهم الضرائب التي كانت تفرض عليهم ، والتي كان يرمي من ورائها كسب الاهالي وتحسين الوضع الاقتصادي ( ) .



    طرق التجارة
    إن أهم الطرق الرئيسة التي كان يسلكها التجار الطرابلسيون هي :
    1. الطريق المؤدي إلى كانو وساقاتو ( ساقاطو ) : الواقعتين في السودان الأوسط ، وكان التحكم في هذا الطريق بأيدي أهل ( غدامس ) الذين تاقلموا مع البيئة المحلية ليكونوا تجاراً ، وكانوا اذكياء يتقنون العديـد من اللغات ، وكانوا يمرون بقصبات ( غدامس ، غات ، آير ) ثم يمرون بمضارب قبـائل الطوارق في ( آزعز ) و( هوغفار) إلى ان يصلوا إلى ( كانو ) و( ساقاتو ) ( ) وفي عام 1897م استبدلت القافلة الذاهبة إلى السودان بضائع قيمتها خمسمائة ألف فرنك ببضائع محلية من كانم قيمتها ثمانمائة ألف فاهلا ، الا ان هذه التجارة بدأت تضمحل فـي هذه المناطق منذ الاحتلال البريطاني للنيجر ، وكانت شركة سفن ليـفربول (Elder Dempstortco) التابعة لشركة ( ويست افريكان لينة ) الإنكليزية تسير سفناً صغيرة من ( لاجـوس ) إلى ( النيجر ) و( بورنيو ) ، مما أدى إلى استيلائها على التجـارة المحلية وتحمل البضائـع بالسفن عبر النهـر إلى ( لوقوجا ) ثم عبر طريق ( ووزيزي ) ، ثم إلى ( ساربا ) ومنها تتخـذ طرقين أحدهما إلى ( كانو ) إحدى مراكز السودان والآخر إلى ( كوكا ) التي تقع في ( بورنو ) ( ) .

    2. ممـر بورنـو : يبدأ من ( مزرق ) ويمتد حتى ( ته جهري ) وإلى ( بيلما ) مركز ( واحة كاوار) وإلى ( اوجيفي ) و( كوكا )الواقعتين على ساحل بحيرة ( تشاد ) ، وهو اسهل اشهر السبل وأقصرها إلى مركز أفريقيا ، إذ تغدوا القبائل وتروح خلاله في ستة اشهر ، وتقل متاعب القوافل نسبياً لانها تمر ببعض مزارع النخيل والأماكن التي توجد فيها المياه ، وقد كان هناك بعض قطاع الطرائق الذين يسببون الخسائر للقوافل ، وكان أحد هؤلاء يدعى ( رنج زبير ) ، الذي يتواجد على جهتي واحتي ( كوكة ) و( بورونو) ، وقد اوقع خسائر كبيرة بتجار طرابلس الغرب حتى انهم انصرفوا عن هذه الواحات الا ان استقرار الانكليز وألفرنسيون في الفترة الاخيرة كان سبباً في إعادة الهدوء والطمأنينة إلى حد ما ( ) ، وعاد الطريق إلى ما كان عليه في السابق يحفل بالنشاط التجاري ، حيث أرفدت القافلة التي تحركت من طرابلس الغرب في أيلول عام 1901م براس مالٍ قدره عشرين ألف فاهلا ، ووصلت بسلام إلى كوكا دون أي اعتداء ( ) .

    3. طريـق واداي : يمر هذا الطريق ببنغازي إلى ارض ( كزة ) أولا ثم إلى صحراء ( تبستي ) ، وهذه الرحلة على طول هذا الطريق ، تختلف ماير، تاريخ الحروب ، ص بين ( ثمانية اشهر ) إلى سنة حسب اختلاف المواسم ، ولا يجد التجار ألفرصة في هذه الفترة كما في الطرائق الاخرى لكي يغيروا رواحلهم ، لذلك كانوا يحملون أمتعتهم على ظهور الإبل التي اشتروها خصيصاً لهذا الغرض ، وكان للسنوسيون الدور الكبير في عملية دعم الأمن والسكون في هذه الجهات ، إذ كانت القوافل تمر بها في أمان واطمئنان ، وكانت البضائع الرئيسة التي تستوردها ولاية طرابلس الغرب من مراكز السودان هي جلد الماعز والعاج وريش النعام ، الذي استمر التجار الطرابلسيون لفترات طويلة بتجارته ( ) ، وإلى جانب تلك البضائع ظهرت تجارة جديدة هي تجارة نبات ( الحلفا ) الذي لم تتأثر تجارته على الرغم من التطورات التي تركت اثار سلبية على تجارة القوافل ، حيث ازدهرت منذ أن بدأت في مدينة طـرابلس الغرب عام 1868م ، ثم في مدينة الخمس عام 1873م ، وتركزت في هاتين المدينتين مع وجودها في بعض المـدن والولايات الأخرى ( ) ، وعلى أية حال فان طرابلس الغرب وبنغازي كانتا منذ فترة بعيدة مراكز تجارية مهمة لتجارة القوافل خاصة في الفترة الواقعة ما بين (1870ـ1881م ) ، والتي وصلت فيها إلى أقصى مراحل ازدهارها ، الا انها اخذت بعد ذلك تنهار بسبب تراكم عدة عوامل يمكن ان نوجزها بأربع نقاط رئيسة :
    أ. التغير في الأوضاع السياسية للبلاد الأفريقية .
    ت‌. فتح طـرق جديدة إلى دواخل أفريقيا ، ارخص ثمناً مقارنةً بالطرق السابقة .
    ج. هبوط أسعار المنتوجات السودانية بسبب المنافسة على الاسواق العالمية مع بعض البضائع الواردة من أفريقيا .
    د. انكماش التجار الطرابلسيين والبنغازيين والتقليل من شأنهم ، وايقاف البعض لهذا النشاط بسبب ضئـالة الكسب الذي تدره تجارة القوافل والدليل على ذلك عند احتلال ايطاليا لليبيا ( 1911م ) ، كان عدد القوافل التجارية التي تصل سنوياً من المناطق النائية ( السودان وبرنو والواداي قليلاً جداً حيث كانت تلك هي المركز الرئيسة لهذه التجارة ( ) .

    3.الصناعة :
    تنقسم الصناعة في ولاية طرابلس الغرب إلى خمسة اقسام رئيسة وهي :
    أ. النسيج
    ان أول صنـاعة في طرابلس الغرب في عهد العثمانيين كانت حياكة الصوف والحرير ( ) ، وثمـة أسواق مشهورة لتسويق هذه المصنوعات كسوقي ( الترك ) و(سوق الربـاع )
    (( جدول يبين الكميات المصدرة من بعض الاصناف التجارية حسب السنيين ))
    السنوات العاج الجلود ريش النعام المجموع
    1862ـ1871م
    1872ـ1881م
    1882ـ1892م
    1892ـ1901م 5,000000
    9,000000
    4,500000
    3,500000 00
    1,500000
    7,500000
    6,500000 3,000000
    30,000000
    25,00000
    14,500000 8,000000
    40,000000
    37,000000
    24,000000
    المجموع الكلي بألفاهلاات 22,000000 15,750000 72,500000 110,250000

    وهي أسواق مسقوفة اشتهرت بتجارة المنسوجات والملابس ( ) ، كما اشتهرت طرابلس الغرب بالمنتجات الصوفية والتي من اشهرها ( الحرام ) او ( الحولى )  الذي يرتديه الرجال من أهالي الولاية ، وكذلك ( ألفراشية ) و ( البطانية ) ، وكان الصوف الذي يدخل في هذه الصناعة من داخل الولاية ، فضلاً عن مصنوعات طرابلس فان مدينة مصراتة قد اشتهرت ببعض الصناعات المحلية ، ومنها ( العباءة ) ، وهي أحد أنواع ( الحرام ) ، وكذلك (البسط ) او ( الكليم ) ، والنوع الاخر الذي يكون اثقل من ( الكليم ) ، ويسمى ( مارقوم ) ، وكانت العباءات تباع عادةً باسعار اكبر من الحرمات لأنها اكبر حجماً منها واثقل ( ) ، وكانت الصناعة الحريرية صناعات محلية بحتة في ولاية طرابلس الغرب ، ويقوم بمعظمها عمال من اليهود ، وكانت أدواتهم محدودة وبسيطة مصنوعة من الخشب ، بالأيدي ، وكان سوق الحرير بطرابلس الغرب لا يتعامل الا ( بالحرير الصيني ) ، الذي كان يستورد عبر مرسيليا ، وكان الحرير الإيطالي المعروف بـ (دبيوني) هو النوع الوحيد الذي ينافس الحرير الصيني لسعره المعتدل ، إلا انه لم يكن يستورد بكثرة لعدم تقبله من القائمين بالحياكة ، كما ان الحرير الصيني ومن ثم الإيطالي فيما بعد يستعمل وتباع منتوجاته لأهالي الداخل ، وكان الحرير يدبغ محلياً ويستعمل من قبل الأهالي ( ) وعلى الرغم من ازدهار هذه الصناعة إلا أنها أخذت بالتدهور ، بسبب هجرة الكثير من الذين كانوا يزاولون هذه الحرفة او الصناعة إلى تونس ( ) ، أثناء الغزو الإيطالي لليبيا عام 1911م ( ) .

    ب.صناعة الحصر
    صنعت الحصران في طرابلس الغرب من نبات الحلفا ، او من نبات الكتان ، وقد تفوق السكان المحليون في الولاية على جيرانهم في هذه الصناعة ، واعتمدوا عليها في دخلهم على هذه الصناعة ، وكان المنتوج يسوق محلياً ويصدر إلى الإسكندرية وتونس ، وكانت المراكز الرئيسة لصناعة الحصر في طرابلس الغرب هي ( تاورغاء وتاجوراء ) ، وتنفر (تاورغاء ) بتقديم اجمل أنواع الحُصر وتشكيلاتها ، التي كانت هذه الحصر موضع اعجاب المختصين لقوتها وجودتها ومساحتها ورسومها المنوعة ، فضلاً عن ذلك كان نبات (لسمار) الذي يظهر على ضفاف المستنقعات وهو يشبه نبات الحلفا ولكنه أطول منه واغلظ ( ) ، وهو على نوعين أحدهما يربط ( بالقنب ) أو نبات ( الكتان ) ، والآخر يربط بحبال ( الحلفة ) ، وكانت النساء يقمن بحياكة هذه الحصر بأحجامها جميعاً ، وتلون بالأحمر والأخضر اللذان كان يأتي بهما من الإسكندرية ( ) .


    ج. الدباغة
    تمتعت هذه الصناعة بشهرة حسنة في طرابلس الغرب ، وهي في اغلبها تؤمن الاستهلاك المحلي( ) ، وكانت جلود الماعز والضأن تدبغ في طرابلس الغرب وبنغازي ، حيث تجري هذه الصناعة بطريقة بدائية وتستغل فيها المواد المتوافرة محلياً ( ) ، وإلى جانب هذه الصناعة كانت هناك صناعة مرتيطة بها وهي صناعة الجلود المطرزة بألفضة ، والتي كان الكثير من الصناع العرب يقومون بها ، وهي كما وصفها ( كاكيا ) ، تضاهي احسن منتجات أوربا والهند ( )، ومن أهم منتجاتها بيوت الأسلحة ( السنبة ) والغلاف ( حزام البندقية ) والمحزمة ( صندوق الذخيرة ) ، وكذلك صناعة الأحذية وسروج الخيل وكيس الدخان وغيرها ( ) .

    د. صناعة الصابون
    وهي من الصناعات التي كان لها نشاط واسع في ولاية طرابلس ، إلا أنها أخذت تتراجع بسبب عدم جودتها وقدرتها على منافسة الأنواع المستوردة التي كانت اكثر جودة ، وكانت موادها الأولية كانت تستورد من الخارج باستثناء الزيت المتوفر محلياً ( ) ، وتوجد في مركز أربعة مصانع للصابون ، تصنع في العام الواحد ما يقارب من أثنن وسبعون ألف قطعة يزيد ثمنها على مائتين واربعين ألف فاهلا( ) .

    هـ.الصياغة
    وإلى جانب تلك الصناعات المذكرة آنفاً كانت هناك بعض الصناعات المختلفة بصياغة الذهب ، وألفضة ، والمصنوعات العاجية التي تدخل في صياغة الحلي ، والتي كانت قليلة جداً ، اما بالنسبة للصياغة ، فكانت تمثلت بصياغة الأساور والخلاخيل ، والدمالج ، وهي من أدوات الزينة للنساء ( ) ، فضلاً عن صياغة الخواتم والأقراط ، وقد كان طلب العرب لهذه المعادن محدوداً ، و يكاد يقتصر على اليهود وبعض الموسرين ، ونتيجة لذلك تطورت هذه الصناعة فشملت صياغة ألفضة وبشكل محدود أيضا ( ) ، وتستورد ألفضة من فرنسا الا ان ألفضة المرغوب يها هي ألفضة المتخذة من الريالات النمساوية القديمة المعروفة بـ ( ماريا تريزا ) ( ) ، وهذه الصناعة تكاد تكون مقتصرة على اليهود ، إذ كانت ( حارة اليهود ) في طرابلس غاصة بصاغة الذهب وألفضة ( ) ، وثمة مراكز مهمة أخرى للصياغة هي : ( طرابلس ، بنغازي ، درنة ، مصراته ، المرج، يفرن ، جادو ، غدامس ) ، الا ان امهر الصياغ كانوا في طرابلس ، وكان الإنتاج السنوي للفضة يتفاوت ارتفاعا وهبوطاً حسب أحوال موسم الحصاد ، وقد اقتنيت المعادن الثمينة بكثرة لاستخدامها بمناسبات الأعراس في مواسم الخصب والرخاء ( ) ، ولا يستثنى من ذلك بعض ألفقراء والبدو ، إذ كانوا يشترون شيئاًَ من تلك المصوغات ويقدمونها لنسائهم في المواسم الجيدة ( )

    و.صناعة الملح
    كان ساحل طرابلس الغرب غنياً بالملاحات ، وعهدت السلطات الإدارية في الولاية إلى بعض الأشخاص لاستخراج الملح لحسابها الخاص ، حيث بلغ دخلها السنوي ما يقارب من أربعة آلاف ليـرة عثمانية ، كذلك كانت هنـاك صناعة أخرى كصناعة الدخان وألفخار ( الخزف) ، والتي لم تكن ذات أهمية كبيرة ، كما جرت محاولة لإنشاء مصنع للورق من نبات الحلفا عام 1907م ، إذ تقدم أحد الإيطاليين بطلب رخصة ، إلا انه لم ينجح في الحصول عليها ( ) .
    4.الضرائب
    هناك العديد من الضرائب التي كان معمولاً بها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في ولاية طرابلس الغرب ، حيث بعض الضرائب باهضة ترهق كاهل المواطن ( ) ،
    وهي كالآتي :ـ
    أولا : الضرائب التي كانت تجمع من طرابلس وبرقة وتصرف على الإدارة .
    ثانياً : الضرائب التي كانت تحصل لحساب الدولة العثمانية وترسل إليها .
    ثالثاً : الضرائب التي كانت تجمع من الوؤسسات المستقلة غير دوائر الدولة ،
    ويدخل تحت النوع الأول من الضرائب الأصناف الضريبية آلاتية :ـ
    أ.ضريبة الويركو : وهي تشمل على الضرائب السنوية الآتية :ـ
    1. الضريبة الشخصية على السكان ومقدارها ( أربعون قرشاً ) عن كل ذكر بالغ .
    2. ضريبة الحيوانات والتي مقدارها خمسون قرشاً للجمل وعشرون قرشاً عن كل راس من الماعز ( ) .
    3. ضريبة الأشجار ومقدارها قرشان ونصف القرش عن كل شجرة زيتون أو نخلة ، بينما كانت باقي الأشجار معفاة من هذه الضريبة .
    4. ضريبة الآبار ومقدارها خمسة وعشرون قرشاً عن كل بئر خاص ( ) .
    ب. ضريبة المنتجات الزراعية وهي ضريبة نوعية غالباً ، ولا تزيد عن (0,4) من المحصول الجيدة ( ) .
    ج. ضريبة الإعفاء من الخدمة العسكرية وكان يدفعها الشبان من غير المسلمين القادرين على حمل السلاح ، لان الخدمة العسكرية كانت مقصورة على المسلمين ، وكان مقدارها ( ثلاثون قرشاً ) عن كل شاب ، وفي عام 1908م جعلت الخدمة العسكرية اجبارية في ولاية طرابلس الغرب ، ولكن أهاليها ناهضوا هذه القوانين ، الأمر الذي دفع الحكومة العثمانية إلى إرسال عساكر إلى بعض الالوية بالانتظام في سلك العسكرية ، وخاصةً في بنغازي إلى ان تم الاتفاق عام 1910م بين الحكومة وزعماء القبائل ( ) .
    د. ضريبة ختم المجوهرات وفحصها ، وكانت بمعدل ستة عشر بارة  على كل اوقية من ألفضة ، وكل مثقال من الذهب وثمان بارات عن كل اقية من ألفضة أو مثقال من الذهب .
    هـ. ضريبة بيع الأموال ، ومقدارها 1,5% من الثمن الأصلي للأموال ( ) .
    و. ضريبة العقارات ، وتشتمل البيوت والأراضي التي تؤجر للأجانب ( ) .
    ز. ضريبة الدخل : تفرض على دخل أو أرباح التجار واصحاب الحوانيت ، وكان الأجانب معفوين منها ( ) .
    أما ضرائب النوع الثاني فيدخل تحتها الأصناف الضريبية الآتية :ـ
    1. ضريبة الجمارك : ومقدارها 8%على البضائع المستوردة ، و1% على البضائع المصدرة ، وقد بلغت خمسون ألف ليرة عثمانية في طرابلس الغرب وخمسة عشر ألف ليرة عثمانية في بنغازي .
    2. ضريبة الميناء : وكان دخلها قليل جدا لان الكثير من السفن الأجنبية كانت معفاة من الضرائب( ).
    3. ضريبة البريد والتلغراف : وكان مجموع إيراداتها حوالي عشرين ألف ليرة تركية تقريباً ، أي ما يعادل مليونين وخمسمائة وثمانون ألف قرش ، وقد بلغ مجموع المرسل منها إلى الأستانة عام 1910م ما يقارب حوالي تسعين ألف ليرة عثمانية ( ) .
    ويدخل تحت النوع الثالث من الضرائب الأصناف الضريبية الآتية :ـ
    1. الإدارات غير الحكومية وهي دائرة الصحة والحجر الصحي وادارة الدخان والملح ، وادارة المنارات ، وقد بلغ مجموع كل دائرة من دوائر الحجر الصحي والصحة ثمانمائة ليرة عثمانية ، وإدارة الدخان سبعة واربعون ألف ليرة عثمانية ، وإدارة الملح أربعون ألف ليرة عثمانية ( ) .
    2. ضريبة الأموال المنقولة للشخص المتوفى وتستفيد منها دائرة الأوقاف ( ) ، كما كان من بين هذه الأنواع الثلاثة ضرائب تقل أهمية من بقية الضرائب ، ومن جملتها ضريبة الموانئ (لغير الأجانب) ، وبدل الخدمة العسكرية (لغير المسلمين) وضريبة الدخان وضريبة تسجيل وبيع العقارات ، والأموال غير المنقولة ، وذلك لقلة إيراداتها للدولة عن بقية الضرائب الأخرى ، وقد أنشئ في طرابلس عام 1910م بنك للتسليف الزراعي بأموال تركية ، كما انشئ صندوق سمي (صندوق الاحتياجات) لمساعدة التجار وإصدار القروض العامة والشخصية ( ) .
    وقد وصلت المبالغ المستحصلة من الضرائب إلى مبالغ عالية ، ففي الجبل الغربي وغدامس وغريان ، كان مجموع المبالغ التي تم تحصيلها إلى (3001200) تقريباً ، كما تشير الرسالة الموجهة إلى مشير طرابلس الغرب في 13اغسطس عام 1844م ، والتي تبين حسن مساعي السلطان ، وارتياح السلطان من تلك الجهود ، حيث امر المشير بإهداء سيف مرصع الغمد والقبضة تقديراً لخدماته الطيبة ، وإلى مدير المالية(الدفتر دار) علبة مرصعة ( ) .
    كما أن استحصال مبالغ الضرائب كان يتطلب في بعض الأحيان بذل الجهود ، ووجود قوة لجمع تلك الضرائب وذلك كما حصل في متصرفية بنغازي ، حيث رفض السكان دفع الضرائب مما تطلب إرسال العساكر من اجل جمع الأموال ( ) ، كما أن هذه الأموال تعتمد عليها الولاية في التمويل ، فقد اعتمد يوسف باشا في تمويل ولايته على الأموال التي كانت تؤخذ من الدول الأوربية ، ومن الضرائب مفروضة على الزراعة والتجارة ، وفرض الاتاوات على السفن التجارية التي تمر في البحر المتوسط مقابل ضمان سلامتها ، والذي ساعده على فرض هذه الاتاوات انشغال الدول الاوربية في الحروب النابليونية ، فضلاً عن انشغالها بحروبها ومشاكلها مع بعضها ( ) .








    ثانياً : الأوضاع الاجتماعية
    كان الكثافة السكانية في ولاية طرابلس الغرب ضئيلة على ما يبدو ، فقد قدر عدد سكانها في تلك الفترة بـ(1,500,000) نسمة موزعة في ( طرابلس ، وبرقة ، وفزان ) ، وكان نصف هذا العدد كان في طرابلس ( ) ، كما اختلفت المصادر في تقدير عدد سكان طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، فقد ذكر البعض بان عددهم كان (1,500,000) نسمة ، ويذكر الآخر بان عددهم كان (1,310,000) نسمة موزعين على الشكل التالي (10,10,000) نسمة في طرابلس الغرب نفسها ، و (300,000) نسمة في بنغازي ، كما ذكر مصدر ثالث إلى ان عددهم كان (200,000) نسمة ، ومقارنة بمساحتها التي تقدر بـ(1,200,000 كم2) ، فان معدل الكثافة السكانية في الكيلو متر المربع الواحد تتراوح ما بين شخص الى شخصين ، وهذه نسبة منخفضة جداً ( ) .
    لقد كان المجتمع في ولاية طرابلس الغرب يتالف من مزيج من عدة اجناس ، وهم (العرب ) و( البربر) وهم سكانها الاصليون ، فضلاً عن أعداد من كبيرة من العثمانيين والسمر وكلهم من المسلمين ، ويبدو ان عدد السمر كان كبير جداً ، بسبب تجارة الرقيق ، كما كان بعضهم من بقايا الهجرة الزنجية القديمة إلى المغرب الغربي ، وكان لهم القرى الخاصة بهم ، وكان بعضها حول مدينة طرابلس الغرب ( ) ، ومن الناحية الدينية فقد كانت غالبية السكان من المسلمين ، الذين يتوزعون على المذهب المالكي والاباضي ، فضلا عن وجود يهود ونصارى ، وهم من الجاليات الأجنبية ,
    ويتكلم اغلبية السكان اللغة العربية ، والبعض الآخر يتكلم البربرية وتركية باللغة العربية ، وتمتد جذورهم إلى تاريخ العرب قبل الإسلام ، وهم يعيشون في المدن والقرى والبادية ، وقد احترف سكان المدن منهم التجارة ، اما اهل القرى فقد عملوا في الزراعة ، ويطلق على العثمانيين القول اوغلية ( أبناء العسكر ) ( ) ، وتتعلق بالأمور واجباتهم العسكرية ، وقد بلغ عددهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (50 ـ 60 ألف) نسمة ، ومن أهم مناطق تمركزهم في ( العلاونة ، والمنشية ، الساحل ، الرقيعات ، الرشفانة ، العزيزية ) ، واستعانت بهم الدولة من اجل تثبيت النظام والامن وكان يراسهعم شخص يدعى ( باش اغا ) ، وكانوا يتمتعون بامتيازات خاصة استمرت حتى عام 1900م ، عندما الغى الوالي حافظ باشا نظام الباش اغوية ، وأسس نظام النواحي الأربع ، فتحول القول اوغلية إلى فئة معارضة لإصلاحات السلطة المحلية في الإدارة والجيش لأنها حرمتهم من امتيازاتهم ( ) كما شكلت القبائل البدوية جزءً مهماً من المجتمع في ولاية طرابلس الغرب ، والذي ضم العديد من القبائل منها العرب القدماء اوعرب ماير، تاريخ الحروب ، ص قبل الإسلام (البربر) ومنهم ( الريانية ) و( الخلايفة ) ( ) ، وكذلك ( درجي والزنتان والرجبان وسليمات وأولاد شبل وارهبات وهرابة وقنافذ وكابة ونالوت ) وهم يقيمون في منطقة الجبل الغربي ، فضلاً عن قبائل (موجبرة واجبلي) في واحة جالوا ، و(بني وليد وبني وازين) المقيمة في واحة غدامس ، الى جانب العديد من القبائل اوالبطون والافخاذ الأخرى ( ) .
    وكانت طبيعة هذا المجتمع انعزالياً ، إذ كان بعيداً عن سلطان الدولة ، لانه تاقلم وتطبع بطبائع البيئة التي يعيشها ، وكانت الأعراف والعادات والتقاليد البدوية ، هي التي تحكم هذا المجتمع ، وان لم تجد شيئاً ، فقد كانت القوة هي التي كانت تحكم الموقف لحل الخلافات وعقد الاتفاقات ، وكان الطابع البدوي يتصف بالخشونة والصلابة وكانت البساطة والصفاء منبثقة من نفوسهم ، وتنبع منها الخصال النبيلة تسترعي الإعجاب ، وكانت حياتهم بس
    الونشريسي
    الونشريسي
    المدير العام
    المدير العام
      : : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 11660
    العمر : 56
    المزاج : هادئ
    تاريخ التسجيل : 13/12/2007
    https://bour.ahlamontada.com

    ???? رد: : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

    الخميس 13 ديسمبر 2012, 20:56
    لقد وفيت و كفيت شكرا لك يارك الله فيك
    avatar
    سعيد501
    عضو ملكي
    عضو ملكي
      : : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 2046
    العمر : 53
    تاريخ التسجيل : 20/12/2007
    : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر Aoiss

    ???? رد: : الأوضاع العامة في طرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

    الجمعة 14 ديسمبر 2012, 18:34
    شكراااااااااااااااااااااااااااا لك
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى