منتديات الونشريسي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
11660 المساهمات
3413 المساهمات
3332 المساهمات
3308 المساهمات
2855 المساهمات
2254 المساهمات
2058 المساهمات
2046 المساهمات
1937 المساهمات
1776 المساهمات
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
كود انت غير مسجل
مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
facebook1
iframe
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    اذهب الى الأسفل
    avatar
    wiliam wallace
    عضو جديد
    عضو جديد
      : أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 18
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 22/08/2012
    أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م Aoiss

    أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م Empty أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م

    الخميس 13 ديسمبر 2012, 01:00
    خطة البحث
    مقدمة
    الفصل الأول: الأوضاع السياسية 1795م-1835م
     المبحث الأول: بداية حكم "يوسف باشا"
     المبحث الثاني: العلاقات مع الدول الأخرى
     المبحث الثالث: الإختلال والإنهيار السياسي
    الفصل الثاني: جوانب حضارية مختلفة
     المبحث الأول: الزّراعة
     المبحث الثاني: التّجارة
     المبحث الثالث: وضعية المجتمع وطبيعة العمران
    خاتمة
    قائمة المصادر والمراجع






    مقدمة:
    اليوم نواصل سلسلة البحوث الخاصّة بمقياس "ليبيـا وموريطانيـا" حيث نتطرق إلى فترة هامّة من تاريخ ليبيـا الحديث ألا وهي فترة مطلع القرن 19م، لذا كان موضوع بحثنا موسوما بـ"أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م".
    لقد عاشت ليبيـا في نهاية القرن 18م صراعات عديدة وأزمات كبيرة كادت تعصف بالبلاد فعمّ الإضطراب وسادت الفوضى مختلف المجالات وانتشرت الثّورات كردّ على ارتفاع المطالب الضرائبية، ونتيجة لهذه العوامل وغيرها صار سكان ليبيـا يتطلّعون إلى قوّة سياسية جديدة تحكم البلاد خاصّة مع الضّعف الكبير الّذي أظهره "أحمد باشـا" في إدارة البلاد ورأوا في "يوسف باشـا" الرّجل المناسب للمكان المناسب، وبتولّيه الحكم عام 1795م دخلت البلاد في فترة جديدة شملت مرحلتين بداية بالإستقرار وصولا إلى الإنهيار وعودة السّيادة العثمانية عام 1835م فكان هذين التّاريخين 1795م و1835م هما حدّي بحثنا هذا.
    بناءا على هذا طرحنا الإشكالية التّالية، كيف كانت الأوضاع العامّة في طرابلس الغرب في هذه الفترة؟ وهل كان "يوسف باشـا" في مستوى تطلّعات اللّيبيّين؟
    هذه الإشكالية فرضت علينا مجموعة من التّساؤلات لعلّ أبرزها، ماهي أبرز مميّزات حكم "يوسف باشـا"؟ وكيف كانت علاقاته مع الدّول الأوروبية الكبرى؟ وماهي أبرز الملامح الحضارية بمختلف جوانبها خلال هذه الفترة؟
    وللإجابة على هذه التّساؤلات، وضعنا خطّة بحث تركّزت على فصلين شملا الجانب السّياسي والحضاري، فمن خلال الفصل الأوّل سنتطرّق إلى مختلف الأوضاع السّياسية بداية بالفترة الأولى لحكم "يوسف باشـا" مرورا إلى علاقاتها مع الدّول الكبرى وصولا إلى أهمّ أسباب انهيار الأسرة القرمانلية وعودة الحكم إلى الدّولة العثمانية، وفي الفصل الثّاني تطرّقنا إلى الجوانب الحضارية المختلفة كالزّراعة والتّجارة ووضعية المجتمع وطبيعة العمران.
    وقد اعتمدنا على منهج سردي وصفي وعلى مجموعة من المصادر والمراجع من أبرزها: ليبيـا منذ الفتح العربي حتى سنة 1911م لمؤلّفه إتوري روسي، وسعيدوني ناصر الدّين في كتابه المعنون بـورقات جزائرية ومحمود السّيّد تاريخ دول المغرب العربي( ليبيـا- تونس- الجزائر- المغرب- موريطانيا).

    الفصل الأول: الأوضاع السياسية 1795-1835


    المبحث الأول: بداية حكم يوسف باشـا:
    في سنة 1795م حكم "أحمد باشـا القرمانلي" أشهرا قليلة معدودة حيث أنّه ماكاد يصل إلى الحكم حتّى انساق إلى اللّهو وأهمل شؤون الحكومة، وكان على النّقيض من ذلك أخوه "يوسف" الّذي كان يجيد فهم فنّ الحكم وكسب عطف الرّعيّة وحاول الإتّفاق مع قادة الشّعب لإنقاذ البلاد من الدّمار الكامل فانتزع من أخيه خيوط الحكم ووضع نفسه مكانه وبايعته الرّعيّة بإجماع ، وفور تولّيه الحكم سلك "يوسف باشـا" مسلكا جعل البلاد كلّها تنعم بالأمن والأمان من جديد وصلحت أحوال الزّراعة والتّجارة وبدأت العلاقات الخارجية لليبيـا تزدهر من جديد.
    لقد أخذ "يوسف" يعتني بالأسطول اللّيبي الّذي أخذ يقوم بدور السّفن التّجارية في البحر المتوسّط مقابل مبالغ كبيرة، ولم تتمكّن الدّول الّتي عارضت دفع إثاوات الحماية لسفنها إلى ليبيـا من الإستمرار في الرّفض فقد تغلّبت ليبيـا على تلك الدّول مثل دولة السّويـد الّتي توسّط لها الإمبراطور "نابليون" لتخفيف تلك الإثاوات كما لم يتمكّن الأسطول الأمريكي من فرض سيطرته على الأسطول اللّيبي الّذي تغلّب عليه وأسر بعض سفنه ثمّ أفرج اللّيبيّون عنها بعد توسّط القنصل الإنجليزي في هذا الأمر .
    وهكذا حظيت ليبيـا في بداية عهد "يوسف باشـا القرمانلي" بالتّقدّم والرّقي ونالت هيبة داخلية وخارجية.
    لقد بدأ "يوسف باشـا" أعماله المجيدة بتهدئة الحالة الدّاخلية لليبيـا وإزالة الآثار الّتي خلّفتها النّزاعات والإنقسامات بسبب ولاية العهد وقام بإصلاح الحصون وترميم قصور طرابلـس، وأقام أبراجا للدّفاع عن المدينة، كمـا أعطى اهتمامه البالغ للأسطول اللّيبي الّذي بسط سلطانه على العمليّات الحربية في البحر الأبيض المتوسّط، كمـا وطّد العلاقات اللّيبيـة الفرنسيـة، الأمر الّذي أدّى إلى ظهور خلافات مع الدّولة العثمانية، إلاّ أنّ الأمر سرعان مـا تغيّر بعد تحالف الدّول الأوروبية ضدّ ليبيـا ومنعها من فرض إثاوات على سفنها في البحر المتوسّط .
    المبحث الثّاني: العلاقات مع الدّول الكبرى:
    خلال عهد "يوسف باشـا" ازدادت المنازعـات والصّراعـات مع الدّول البحريـة، وأصبحت أكثر شدّة وخطرا، ففي سنة 1797م قامت الدّنمارك بمهاجمة السّفن الطرابلسية ثمّ عقدت معاهدة صلح معهم.
    وحين تصاعد الصراع الفرنسي الإنجليزي للسّيطرة على البحر الأبيض المتوسّط عمدت انجلترا (صديقة الباب العالي) إلى التّأثير على الحكومة العثمانية حتّى تأمر ولايات الشّمال الإفريقي (الجزائر وتونس وليبيـا) عن الإمتناع عن أيّ علاقة مع السّفن الفرنسية، ثمّ دخلت تركيـا الحرب ضدّ فرنسا إثر حملتها على مصر عام 1798م، وقد أرسلت الأستانة رسولا سلطانيّا إلى "يوسف باشـا" يحمل إليه أمر الزّحف على الفرنسيّين بمصـر وملاحقة السّفن الفرنسية، ومع هذا كلّه فإنّ "يوسف باشـا" لم يخف تعاطفه مع فرنسـا تحت تأثير رسائل الثّناء الّتي تلقّها من "نابليون بونابرت" وحينما احتلّ هذا الأخير جزيرة "مالطـا"، وبحركة سياسية أكثر منها إنسانية أطلق سراح ألفي مسلم كانوا بالجزيرة، وحصل من جانبه أيضـا على موافقة ولاّة طرابلس وتونـس والجزائـر على إطلاق سراح الأسرى الفرنسيّين عام 1799م.
    وفي تلك الفترة أيضـا وقّع "يوسف باشـا" أوّل معاهدة سلم مع البرتغـال وقد اهتمّ "نابليون" بضمان تبادل الإتّصالات مع فرنسـا عن طريق طرابلس، فعمد على توطيد علاقتها مع ليبيـا بإبرام اتفاقيات عام 1801م لتسهيل الإتّصال مع مصـر إذ تضمّنت في بنودهـا منح فرنسـا حقّ إنزال الإمدادات الموجّهة لمصـر في كلّ من "بنغازي" و"طرابلس" وكذلك يشحن كل مايرد من مصـر إلى الموانئ الفرنسيـة.
    وفي سنـة 1802م حذفت منهـا بعض النّصوص الخاصّـة بالإتّصالات بمصـر عقب فشل الحملـة، وفي نفس السّنـة وبفضل وساطة فرنسية تمّ إيجاد حلّ لنزاع طويل بين طرابلس والسّويـد، وقد تمّ الصّلح على أساس دفع السّويـد لمبلغ من المـال.
    في نفس الوقت بدأت تنشأ لجمهورية "الولايات المتّحدة الأمريكية" مصالح اقتصادية في المنطقة إذ أخذت تقوم بتجاربها السّياسية الأولى في التّعامل مع دول الشّمال الإفريقي.
    ففي عام 1796م قام قنصل الولايات المتّحدة الأمريكية "جوبرلو" بوساطة "حسن" داي الجزائـر بعقد اتّفاقية مع طرابلس تنصّ على أن يتلقّى الوالي اللّيبي مبلغا سنويّـا معيّنـا عند قدوم كلّ قنصل جديد.
    وفي سنة 1800م طالب "يوسف باشـا" الولايات المتّحدة الأمريكية بضريبة سنوية وقد أدّى رفض هذه الأخيرة إلى إعلان الحرب.
    وفي سنة 1801م قام "يوسف باشـا" بقطع سارية العلم فوق القنصلية الأمريكية، فقامت فرقة بحرية أمريكية بمحاصرة طرابلس في صيف ذلك العام وهاجمت بعض القواعد البحرية دون أن تنجح في تدميرها ، ثمّ حاولت الولايات المتّحدة الأمريكية استغلال الصّراع الواقع بين "يوسف باشـا" وأخيه "أحمد" فساعدوه على الثّورة لكن قوّات "يوسف باشـا" كانت لها الغلبة واضطرّ "أحمد" إلى اللّجوء إلى مصـر عام 1802م.
    ثمّ راودت هذه الفكرة أمريـكا من جديد، فحاول أحد القادة الأمريكان الإتّصال بـ"أحمد" بالإسكندرية واتّفق معه على الهجوم على "درنـة" وفي تلك الفترة كانت تجرى مفاوضات بين "يوسف باشـا" وقنصلية أمريكـا بالجزائـر وانتهت المفاوضات بتبادل الأسرى ودفع أمريـكا ستين ألف دولار إلى الباشـا فدية لمئتي أسير أمريكي.
    المبحث الثالث: الإختلال والإنهيار السياسي:
    كـان "يوسف باشـا" يشعر باقتراب التّهديد البحري، وكـان يرغب في إنقاذ قوّتـه البحرية بواسطة مجموعة من الحصون البحرية المجهّزة وقد كـان لشكوك "يوسف باشـا" مـا يبرّرها، فقد كانت تهبّ من الشّمال رياح مهدّدة إذ أكّدت الدّول الأوروبية في مؤتمر "إكس لاشابيل" سنـة 1818م بحزم إصرارها على إنهاء السّيطرة البحرية، وقد جاءت طرابلـس في 08 أكتوبر 1819م فرقتان بحريّتان واحدة فرنسية والأخرى إنجليزية حصلتـا على تصريح من الباشـا يلتزم بعدم السّماح بأعمال القرصنة في المستقبل.
    ولم تف طرابلـس بالتزامها ذلك، إذ شارك أسطولها بالحرب اليونانيـة التركيـة عام 1821م وقـام "يوسف باشـا" بإرسـال 08 سفن إلى الأستانة استجابة لمطالبها.
    وفي هذه الفترة قامت البحرية الساردينية بتلقين الطرابلسيّين درسـامن خلال مجموعة من المعارك البحرية عام 1825م.
    وفي عام 1828م فرض "يوسف باشـا" المزيد من الضّرائب والإثاوات على حكومـة "نابولي"، ولمّـا فشلت المحادثات بين الطّرفين قامت هذه الأخيرة بمهاجمة حصون طرابلـس وتمّ إلحاق العديد من الأضرار بالمدينة، وتمّ عقد الصّلح بوساطة من فرنسا وخفضت مطالب الباشـا.
    وفي هذه الأثناء كانت الأوضاع الدّاخلية تثير القلق والمتاعب في وجه "يوسف باشـا" حيث سادت الفوضى في الجبل الأخضر، لكنّ "يوسف باشـا تمكّن من تهدئة الوضع وحفظ النّظام.
    وتكوّن في "ترهونـة" فريقان أحدهما مناصـر للقرمانليّين والآخر معارض لهم فنهض عليهم "الحاج محمّد" وزير "يوسف باشـا" وهزمهم.
    وقد تغيّر الوضع في شمال إفريقيا بنزول فرنسا إلى الجزائر في 05 جويليـة 1830م فبعد شهر من ذلك وصل إلى طرابلـس الأمير "كلود روساميل" الّذي أجرى محادثات مع "يوسف باشـا"، وعقد اتّفاقية بتاريخ 11 أوت 1830م أقـرّ فيها الباشـا التّنازل عن القيام بمهاجمات ضدّ سفن الدّول الكبرى وأن يلغي بصفـة نهائية (أي الباشـا) استرقاق المسيحيّين وأن يطلق جميع الأرقّاء الموجودين بطرابلـس، ويحقّ للدّول الأجنبية أن تقيم قنصليات ووكلاء تجاريّين في جميع أنحاء البلاد دون أن تدفع أيّ هبـة أو هديّـة وإلزام الباشـا بدفع 80 ألف فرنـك كتعويض لفرنسـا نصفها يدفع فورا ويدفع الباقي في مدّة أقصاها شهرا.
    وكانت شروط الإتّفاقية الفرنسيـة ثقيلـة باهضـة، وكـان لابدّ من الإذعان لهـا، وقد دفع القسط الأوّل من المبلغ المفروض بالإستدانة واستنفاذ الخزينة العامّـة، أمّا القسط الثّاني فقد حاول الباشـا الحصول على تخفيض من قرنسـا بإرسال وفد إلى ملكها عام 1830م.
    وهكذا أصبحت الأوضاع الماليـة سيّئة منذرة بالكارثـة فلجأ "يوسف باشـا" إلى الإجراءات الماليـة التّقشّفية فقام بتغيير قيمة العملة وكان يضرب عملة نحاسية وفضّية وذهبية من نوع رديء فعرقلت التّجارة وفقدت الثّقة في الإقتصاد المحلّي.
    ومن النّاحية السّياسية كان "يوسف باشـا" قد قسّم البلاد بين أبناءه ورغم الإجراءات الدّاخلية والتّشريعات الّتي حاولت بثّ الحياة من جديد لحكومة متورّطة في ضعفها الكامن في ذاتها، وفي سوء الإدارة ونقصان الموارد، عمّ التّذمّر جميع أنحاء البلاد وقامت ثورات كـثورة "محمّد بك" عام 1832م.
    ولمـّا رأى "يوسف باشـا" أنّه محارب من قبل رجاله وشعر بضغوط قناصل انجلترا وفرنسا وسردينيا ومطالبتهم بديون رعاياهم رأى أن يتخلّى عن الحكم لصالح ابنه "علي" فزادت حدّة هذه الثّورات وعاشت ليبيـا خلال هاتـه الفترة في ظلّحصار من الدّول الأجنبية الّتي قامت بمهاجمة السّواحل اللّيبيـة خاصّة فرنسـا ةانجلترا، فتدخّلت القوّات العثمانية وفي 25 ماي 1835م وصلت إلى طرابلـس 22 سفينة إلى الأستانـة وعادت ليبيـا تحت السّيادة العثمانية.


    الفصل الثاني: جوانب حضارية مختلفة

    المبحث الأوّل: الـزّراعـة:
    إنّ الوضـع الإقتصادي بصفـة عامّـة والزّراعـة بصفـة خاصّـة في بدايـة حكم "يوسف باشـا" لليبيـا تميّز بوفرة الإنتاج وتنوّعـه رغم حدوث الجفـاف والقحـط والكوارث الطّبيعيـة من حين لآخر.
    ففيمـا يخصّ وفرة الإنتاج فقد كان "الجبل الأخضر" كثير الإنتاج واسع الأطراف كثير الشّجر عام الخصب، وجهات "بنغازي" كانت طيّبـة المزارع وبها بساتين، و"أجدابيـا" كانت أرضها طيّبـة فيها خصب وزرعها طيّب، أمّـا جهات شرق "برقـة" فقد انتشرت بها أشجار التّيـن والخروب.
    وإذا انتقلنـا إلى إقليم طرابلـس فنجد مدينـة طرابلس بلدة واسعـة المزارع، أمّـا بلاد "سـرت" فكانت ذات مزارع كثيرة تعتمد على الأمطار، ومنطقة "زليطـن" اشتهرت بأشجارها الخصبـة من الزّيتون والنّخـل ويتّصل بوفرة الإنتاج وتنوّعـه تميّز بعض المحاصيل بأصنافهـا الجيّدة مثـل رمّـان "تاجوراء" وزياتين "مصراتـة" وتمور "تورغـا".
    لكن رغم تنوّع الأشجـار المثمـرة وكثرة إنتاجهـا إلاّ أنّ البـلاد اللّيبيـة عرفت في مطلع القرن 19م ضائقـة اقتصاديـة وكوارث طبيعية تسبّب فيها الجفـاف أدّت إلى اختفاء الأقوات وارتفاع الأسعار وهلاك كثير من النّـاس واضمحلت كثير من المراكز الإقتصاديـة كـبرقة وطرابلس وهذا نتيجة الأوضاع السّياسيـة وكثرة الفتـن.


    المبحث الثّاني: الـتّـجـارة:
    خلال الفتـرة الأخيـرة من حكم "يوسف باشـا" وقبل فتـرة قريبـة من قيام الإضطرابات الّتي أغلقت طرق القوافـل كان للتّجـارة بطرابلـس الغـرب أهمّيـة معينـة في مجـال التّبادل مع إفريقيا الوسطـى إذ كانت "مرزق" مركـز تجميـع التّجارة وكانت تتجمّع بها منتوجات "الوادي" و"بـورنو" و"كاشينا" و"تمبكتو" والمنتوجات الواردة من طرابلـس وبنغازي ومصـر ثمّ المنتوجات الأوروبية والطرابلسية مثل ورق الكتابـة والمرجان والأقمشـة القطنيـة والأسلحـة النّاريـة، وهناك أربع طرق تدخل إلى دواخل إفريقيا عن طريق "غدامس" وهي: طريق "مزدة" وطريق "غات" وطريق "كاشينا" وطريق "تمبكتو"، ويصل إلى طرابلس فمن القوافل من "فزّان" و"غدامس" و العبيد السّود يبلغ عددهم حوالي 3500 سنويا ويصدّرون إلى مصـر وتونـس والمشرق.
    التّبـر (الذهب) وريش النّعام والعاج وتستبدل هذه البضائع في طرابلس بنحاس المشرق الّذي يستعمل لصكّ النّقود والخناجر إلخ...
    وكانت طرابلس تستفيد أيضا من حركة نقل الحجّاج لكن خلال هذه الفترة قلّ مرور الحجيج بسبب تفضيل الحجّاج السّفر عن طريق البحر.
    وكانت تعقد الأسواق عند باب المدينة نحو الشّرق وتعرف بـسوق الثّلاثاء في الموقع المعروف باسم السّاحة، أمّا في "تاجوراء" فتعقد السّوق في يومي الخميس والإثنين.
    ومن المنتوجات الّتي تصدّر من طرابلس وتنقل عن طريق البحر نذكر الصّوف وبسط مصراتة والجلد والزّيت والقمح والشّعير والتّمور والزّعفران والملح.
    وكانت التّجارة في طرابلس مهدّدة بعاملين رئيسيين هما: النّظام النّقدي الآخذ دوما في الفساد وازدياد انعدام الثّقة ، وإنّ المراسي والمدن السّاحلية اللّيبية كانت تحتكر جلّ التّبادل التّجاري حيث كانت السّفن تفرغ حمولتها من السّلع والبضائع من مختلف أقاليم الدّولة العثمانية وبعض البلاد الأوروبية كـمينة "بنغازي" و"درنـة" و"طرابلس" و"مصراتة"، ومازاد هذا النّشاط التّجاري تدعيما ورواجا حرص القبائل البدوية على مبادلة منتوجاتها فهم كانوا يترقّبون القوافل التّجارية.








    المبحث الثّالث: وضعية المجتمع وطبيعة العمران:
    خلال النّصف الأوّل من القرن 18م تميّزت ليبيـا بازدهار المراكز العمرانية خاصّة خلال فترة حكم "أحمد القرمانلي" لكن أوضاع ليبيـا ما لبثت أن ساءت في الفترة الأخيرة من حكم الأسرة القرمانلية فاختلّ النّظام وظهرت بوادر الضّعف والفوضى بمختلف الأقاليم اللّيبية واستمرّ تردّي الأوضاع الإجتماعية رغم بعض محاولات الإصلاح في فترة حكم "علي باشـا" و"يوسف باشـا" ومن أسباب هذا الضّعف:
    - حلول القحط وظهور المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة.
    - كثرة المظالم وانعدام الأمن من جرّاء استبداد حكّام المدن.
    - النّزاع بين العشائر البدوية منأجل المياه والمراعي.
    الأمر الّذي أدّى إلى شنّ هجمات وغارات متبادلة أدّت إلى اضمحلال العمران وفقر الأقاليم الخصبة من سكّانها .
    ولم تسلم الحواضر من هذه الفتن والصّراعات فقد تسبّبت في إحداث الفوضى والإضطرابات بمدينة "بنغازي" ونفس الصّراعات وقعت فيها الطّوائف المختلفة الّتي كانت تقطن الزّاوية الغربية من حضر وكراغلة وأعراب.
    ورغم الأوضاع الإجتماعية الدّاخلية السّيّئة إلاّ أنّ سكّان ليبيـا اشتهروا بأخلاقهم الحميدة فسكّان الزّاوية الغربية رغم اختلاف أصولهم فضلاء وعباد وعلماء وهم أهل شجاعة وسكّان "مصراتة" عرفوا بالسّماحة وحسن الخلق .
    إنّ الحياة الإجتماعية خلال الفترة من 1795م إلى 1835م قد مرّت بمرحلتين مهمّتين شملت الأولى بدايات حكم "يوسف باشـا" أين ازدهرت الأوضاع الإجتماعية وتطوّر العمران بفضل جهود "يوسف باشـا" الإصلاحية لكن ما لبث أن تغيّرت الحالة نتيجة تردّي الأوضاع السّياسية، فالحرب فيها أغلب من السّلم، إذ كثرت الثّورات نتيجة العجز المالي وكثرة الضّرائب واشتداد الهجمات الأجنبية فدخلت الحياة الإجتماعية في فترة من التّدهور والإنهيار.

    خاتمــة:
    من خلال ما سبق نستنتج بأنّ تولّي "يوسف باشـا" للحكم سنة 1795م قد أعاد نوعا من الحياة إلى نفوس اللّيبيّين، فركّز في بداية حكمه على تهدئة الحالة الدّاخلية للبلاد وإعادة الإستقرار وإزالة الآثار الّتي خلّفتها النّزاعات والإنقسامات، لكن ما كاد يتسنّى الأمر لـ"يوسف باشـا" حتّى فُتحت أمامه جبهة صراعات خارجية مع الدّول الكبرى حول الملاحة في الشّمال الإفريقي خاصّة انجلترا وفرنسـا وحتّى أمريكـا استغلّت هذا الأمر ودخلت الصّراع، فوصل الأمر إلى حدّ وقوع صدامات هع هذه القوى الكبرى الأمر الّذي ألقى بضلاله على الحياة الدّاخلية، فعادت ليبيـا من جديد إلى زمن الإضطرابات وانتشرت الثّورات وازدادت الضّرائب ودخلت ليبيـا في عجز مالي واقتصادي كبير لذلك رأت الدّولة العثمانية ضرورة التّدخّل وبسط سيطرتها في المنطقة من جديد خوفا على مصالحها وللوقوف في وجه المدّ الأجنبي الأوروبّي.
    أمّـا في الجانب الحضاري فقد ذُكر حوله القليل لأنّ هذه الفترة كانت في أغلبها حرب أكثر منها سلما، ورغم ذلك ففي بداية حكم "يوسف باشـا" تنوّع الإنتاج وكثرت المحاصيل ونشطت المبادلات التّجارية وازدهرت المراكز العمرانية لتتبعها فترة انحطاط شملت جميع المجالات لتدخل ليبيـا بعد ذلك فترة جديدة في ظلّ السّياحة العثمانية.


    قائمة المصادر والمراجع:
    أ‌- المصادر:
    1- إتوري روسي: ليبيـا منذ الفتح العربي حتّى سنة 1911م، ترجمة وتقديم: خليفة محمّد التليسي، مكتبة الإسكندرية، الدّار العربية للكتاب، ط2، 1991.
    2- الحسن بن محمّد الورتيلاني: نزهة الأنظار في فضل علم التّاريـخ والأخبار، تحقيق ونشـر: محمّد ابن أبي شنب، مطبعة فونتانـا، الجزائـر 1908م.
    ب‌- المراجع:
    1- جلال يحي: المغرب الكبير العصور الحديثة وهجوم الإستعمار، ج3، دار النّهضة العربية، بيروت لبنـان، 1981.
    2- رودولفو ميكاكي: طرابلـس الغـرب تحت حكم أسرة القرمانلي، ترجمة: طـه فوزي، القاهرة، 1961م.
    3- سعيدوني ناصر الدّين: ورقات جزائرية (دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني)، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000م.
    4- محمود السّيّد: تاريخ دول المغرب العربي ( ليبيـا-تونس-الجزائر-المغرب-موريطانيا)، مؤسّسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 2000م.



    من إعداد الطالبين: مصطفى الطيب وبوخاتم زكرياء -جامعة أبو بكر بلقايد- تلمسان
    البلد: الجزائر


    عدل سابقا من قبل wiliam wallace في الخميس 13 ديسمبر 2012, 01:02 عدل 1 مرات (السبب : زيادة اسماء الطالبين اللّذين قاما بالبحث)
    الونشريسي
    الونشريسي
    المدير العام
    المدير العام
      : أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م 15781610
    ذكر
    عدد الرسائل : 11660
    العمر : 56
    المزاج : هادئ
    تاريخ التسجيل : 13/12/2007
    https://bour.ahlamontada.com

    أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م Empty رد: أوضاع طرابلس الغرب خلال مطلع القرن 19م

    الخميس 13 ديسمبر 2012, 20:57
    شكرا بارك الله فيك و جزاك خيرا
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى