- تيماالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 1656
العمر : 27
العمل/الترفيه : خياطة و معلمة للاطفال الروضة
المزاج : ممتاز والحمد لله وحياتي مليئة بالتفاؤل
تاريخ التسجيل : 15/01/2013
الأسرة والتربية المجدية لأبنائنا
الأحد 10 فبراير 2013, 17:52
الأسرة والتربية المجدية لأبنائنا
عدم
إدراك رب الأسرة اليوم للتربية المجدية التي يجب أن تتبع في مثل هذه
الأوضاع الأسرية المعقدة، ومن خلال عمليات الاختلاط الاجتماعي الذي تقوده
تيارات فكرية متشابكة، فكثير من أرباب الأسر ما زالوا ينطلقون من مكامن
الشدة والقسوة في معاملة الأولاد ظناً منهم أن هذا هو الطريق الطبيعي
لتوجيه الأولاد توجيهاً سليماً.
وهؤلاء ما زالوا يجهلون التركيب النفسي والاجتماعي الجديد لهذا الجيل الناشئ عن الأمراض الحضارية الجديدة.
وآخرون ما زالوا يعتقدون أن طريق محاربة المجلات الخليعة في البيت هو: التمزيق، والصراخ، والسب، والضرب.
وهم
ما زالوا يؤمنون أن طريق الإهانة وحبس الأولاد في غرف البيت هو الطريق
الصحيح لمنع الأولاد من ارتياد الأفلام التي لا يريدون منهم أن يذهبوا
إليها.
وطائفة
أخرى من الآباء المسلمين، ما زالوا يظنون أن التخطيط لتربية إسلامية
حقيقية يتم عن طريق تحفيظ الأولاد آيات أو أحاديث، أو تكليفهم بقراءة كتاب
معين قسراً دون هضم مضمونه، والشوق إلى معانيه.
وكل
ما يفعله هؤلاء أن يصدروا أوامر صارمة في صباح أو مساء إلى الأولاد
والبنات دون تفكير جدي في نقلها من عالم النظريات المجردة إلى عالم الواقع
الحي، وإلى عالم السلوك العلمي.
إن التخطيط الناجح الذي نتحدث عنه لابد أن يعتمد على الحب واليقظة الدائمة.
التربية بالحب:
رب
الأسرة إذا أراد أن تقبل آراؤه في هذا الوسط الاجتماعي المعقد، عليه أن
يحبب نفسه إلى أولاده منذ صغرهم. ولقد ثبت في علم النفس أن الطفل من بداية
تفتق قوة الفهم فيه يحاول أن يتقمص أحب الناس إليه، أي يحاول أن يتخذه
مثالاً يقلده، ويلبس شخصيته الكاملة، ويتخذها مناراً لحياته. فإذا كان هذا
المحب والده تقمص شخصيته، وطرح كل الشخصيات الأخرى، واستسلم إليه، ووصل ظنه
به إلى حد اعتقاد العصمة في أقواله وأفعاله.
فإذا
كان الأب مسلماً يريد أن يربي أبناءه تربية إسلامية، ينجح في ذلك من خلال
شحنات الحب التي يغمر ولده بها، فحب الإسلام يبدأ بدخول كيانه من خلال حبه
لوالده، ثم مع الأيام يتمكن من نفسه أكثر فيظهر على شخصيته وسلوكه مستقلاً
عن حبه لوالده، وبذلك تنجح التجربة، وتؤتى ثمارها المرجوة.
أنت قدوة أبنك:
إن المسلم
إن لم يحول نفسه إلى مثال لابنه، فيستخذ الابن مثالاً آخر في المدرسة أو
في الشارع أو في بطون الكتب والمجلات، وقد يكون ذلك المثال فاسداً، فيبدأ
الفساد يسري في كيانه، فلا يفيد معه الكلام النظري الذي يطلقه الأب في
التوجيه الديني في ليل أو نهار.
الأب الصديق:
فرب
الأسرة يجب أن يكون صديقاً لأفراد أسرته، يجلس معهم، ويتبسط في الحديث
أمامهم، يدخل في قلوبهم البشر في وقار، ويفهمهم – عملياً – أن من واجبه أن
يهيئ لهم طرق الحياة الهانئة.
أما
النظرة القديمة التي تقول بأن الوالد يجب ألا يبتسم لأولاده أو يداعبهم حتى
لا يذهب وقاره، فنظرة خاطئة يستنكرها الإسلام، وتأباها طريقته في التربية
والتوجيه.
فلقد كانت
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته حياة مليئة بالبشاشة، مفعمة
بالسرور، والمداعبة البريئة، والصداقة والرحمة، فلقد روي أهل السيرة عن
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما دخل بيته إلا مبتسما مداعبا.
وتمثلت
هذه التربية النبوية الكريمة في صحابته الكرام، فهذا عمر بن الخطاب رضي
الله عنه في بيته كان منبطحاً على بطنه، وأولاده وأحفاده قد ركبوا على
ظهره، يلعبون بلحيته وبرأسه، فيدخل عليه أحد عماله فيتبرم لرؤية أمير
المؤمنين على هذه الحالة، فيسأل عمر: وأنت ماذا تفعل في بيتك؟ قال: إذا
دخلت البيت، يسكن الجميع، فلا حركة، وهم يخافون مني، فقال له عمر: عزلتك عن
الولاية! ثم قال: ويلك إن لم تشفق على أولادك، فكيف تشفق على المسلمين؟!.
وصداقة رب
الأسرة لأولاده، وحسن معاملته لهم مقدمة مهمة للوصول إلى الغاية الكبرى
التي يريد أن يصل إليها وهي تربيتهم على أساس الإسلام وغرس بذور أخلاقه
وسلوكه ومبادئه في نفوسهم.
وهذا لا مناص عنه للأب العاقل، لأنه إن لم يصادق أسرته فسيحاول أفرادها مصادقة الآخرين، والآخرون قد يكونون فاسدين فيفسدون بفسادهم.
بينما
شعورهم بأبوته الكريمة، وصداقته الجميلة يدفعهم إلى مصادقة من على شاكلته،
وبذلك يرسم لهم طريق الخير، ويضع أمامهم نموذجاً للصداقة التي ثمارها في
إحياء مثل الإسلام وأخلاقه الجميلة في نفوسهم.
ثم إن
الصداقة التي تنبعث من المودة والحب بين الناس عامل عظيم من عوامل التأثر
والتأثير في الصديق، وتبادل الأفكار معه والتحدث عن المشاكل التي يقع فيها.
فالأب إذا
صادق أهل بيته، وأشعر أفراده بحبه العظيم، ومودته الفائقة تأثروا به،
وتعلقوا بأهدافه، ففتحوا له صدورهم، وأطلعوه على مشاكلهم، فلم يكبتوها، ولم
يلجأوا إلى المفسدين لحلها، فيستطيع بذلك أن يطارد المشاكل بنور الإسلام،
فيقوم المعوج من سلوكهم، وبذلك يضعهم على طريق الحق، والجادة النظيفة
المستقيمة.
ومازلت
أعتقد أن معظم المشاكل الكبرى في أسرنا سببها عدم وجود هذه الصداقة
الأبوية، فأفرادها بعضهم محجوبون عن بعض، يخفون حياتهم الخاصة عن والدهم،
وهذا الحجب يؤدي إلى تعداد نواحي التربية، وتنوع انتشار الثقافات والأفكار،
وتضارب اتخاذ المثل والصداقات فتتشتت بذلك فلا يضبطها ضابط ولا يعرف الأب
عن أبنائه إلا قليلاً، فهو معهم بالجسم في البيت ثم إذا انتشروا في غرفهم
يعيش كل واحد منهم في عالمه، هذا مع قصته البوليسية، وتلك مع مجلتها
الداعرة الجنسية، والثالث مع أزمته النفسية الخاصة، والرابع مع مشكلته
المدرسية، والأب غافل عن ذلك كله، يكتفي بالقول إن كان مسلماً يؤدي الفرائض
ويحافظ على حدود الإسلام مع نفسه: أصليتم الظهر أو العصر فيأتي الكذب
سهلاً مستساغاً: نعم يا أبي، فيفرح هذا الغافل المسكين، ويظن أن أهل بيته
يسيرون في ظل إيمانه ودعواته.
وهذه ليست
مصيبة عامة المسلمين، وإنما هي مصيبة كثير من المصلين الذين تراهم في
المسجد خاشعين بأجسادهم، يهزون رؤوسهم ويتمايلون عند سماع الآيات القرآنية،
ثم تسأل يا ترى أين أولادهم؟ وسيأتيك الجواب سريعاً، إنهم إما أن يكونوا
في الشوارع والطرقات، أو في الملاهي ودور السينما أو في المقاهي
والكازينوهات إلا من رحم الله.
وعندما
تدقق في سبب إخفاق هؤلاء في تربية أولادهم تربية صالحة يأتيك الجواب
الصادق: إنهم يجهلون الإسلام، ولا يعيشون في واقعهم مأساته في هذا العصر،
وحتى المطلعون منهم على الإسلام، فهم لا يعرفون الطريقة الصحيحة التي تؤتي
أكلها، وتنتج الجيل المسلم الصالح أو على الأقل: الجيل الذي يتأثر بالإسلام
تأثراً واضحاً، فلا يعاديه بل يحمل في ثنايا ضلوعه الحنين الدائم إليه،
فهو إن ابتعد عنه في حالات طارئة، أو صوت المؤمن الرخيم في هدأة الصباح
الروحاني، وهو يشق هذا الوجود بنداء الإسلام الخالد: الله أكبر، الذي طالما
حرك الأجساد الهامدة والقلوب الجامدة، ووضع أصحابها على طريق التقوى
والإيمان، طريق الإسلام والقرآن
إن لم يحول نفسه إلى مثال لابنه، فيستخذ الابن مثالاً آخر في المدرسة أو
في الشارع أو في بطون الكتب والمجلات، وقد يكون ذلك المثال فاسداً، فيبدأ
الفساد يسري في كيانه، فلا يفيد معه الكلام النظري الذي يطلقه الأب في
التوجيه الديني في ليل أو نهار.
الأب الصديق:
فرب
الأسرة يجب أن يكون صديقاً لأفراد أسرته، يجلس معهم، ويتبسط في الحديث
أمامهم، يدخل في قلوبهم البشر في وقار، ويفهمهم – عملياً – أن من واجبه أن
يهيئ لهم طرق الحياة الهانئة.
أما
النظرة القديمة التي تقول بأن الوالد يجب ألا يبتسم لأولاده أو يداعبهم حتى
لا يذهب وقاره، فنظرة خاطئة يستنكرها الإسلام، وتأباها طريقته في التربية
والتوجيه.
فلقد كانت
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته حياة مليئة بالبشاشة، مفعمة
بالسرور، والمداعبة البريئة، والصداقة والرحمة، فلقد روي أهل السيرة عن
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما دخل بيته إلا مبتسما مداعبا.
وتمثلت
هذه التربية النبوية الكريمة في صحابته الكرام، فهذا عمر بن الخطاب رضي
الله عنه في بيته كان منبطحاً على بطنه، وأولاده وأحفاده قد ركبوا على
ظهره، يلعبون بلحيته وبرأسه، فيدخل عليه أحد عماله فيتبرم لرؤية أمير
المؤمنين على هذه الحالة، فيسأل عمر: وأنت ماذا تفعل في بيتك؟ قال: إذا
دخلت البيت، يسكن الجميع، فلا حركة، وهم يخافون مني، فقال له عمر: عزلتك عن
الولاية! ثم قال: ويلك إن لم تشفق على أولادك، فكيف تشفق على المسلمين؟!.
وصداقة رب
الأسرة لأولاده، وحسن معاملته لهم مقدمة مهمة للوصول إلى الغاية الكبرى
التي يريد أن يصل إليها وهي تربيتهم على أساس الإسلام وغرس بذور أخلاقه
وسلوكه ومبادئه في نفوسهم.
وهذا لا مناص عنه للأب العاقل، لأنه إن لم يصادق أسرته فسيحاول أفرادها مصادقة الآخرين، والآخرون قد يكونون فاسدين فيفسدون بفسادهم.
بينما
شعورهم بأبوته الكريمة، وصداقته الجميلة يدفعهم إلى مصادقة من على شاكلته،
وبذلك يرسم لهم طريق الخير، ويضع أمامهم نموذجاً للصداقة التي ثمارها في
إحياء مثل الإسلام وأخلاقه الجميلة في نفوسهم.
ثم إن
الصداقة التي تنبعث من المودة والحب بين الناس عامل عظيم من عوامل التأثر
والتأثير في الصديق، وتبادل الأفكار معه والتحدث عن المشاكل التي يقع فيها.
فالأب إذا
صادق أهل بيته، وأشعر أفراده بحبه العظيم، ومودته الفائقة تأثروا به،
وتعلقوا بأهدافه، ففتحوا له صدورهم، وأطلعوه على مشاكلهم، فلم يكبتوها، ولم
يلجأوا إلى المفسدين لحلها، فيستطيع بذلك أن يطارد المشاكل بنور الإسلام،
فيقوم المعوج من سلوكهم، وبذلك يضعهم على طريق الحق، والجادة النظيفة
المستقيمة.
ومازلت
أعتقد أن معظم المشاكل الكبرى في أسرنا سببها عدم وجود هذه الصداقة
الأبوية، فأفرادها بعضهم محجوبون عن بعض، يخفون حياتهم الخاصة عن والدهم،
وهذا الحجب يؤدي إلى تعداد نواحي التربية، وتنوع انتشار الثقافات والأفكار،
وتضارب اتخاذ المثل والصداقات فتتشتت بذلك فلا يضبطها ضابط ولا يعرف الأب
عن أبنائه إلا قليلاً، فهو معهم بالجسم في البيت ثم إذا انتشروا في غرفهم
يعيش كل واحد منهم في عالمه، هذا مع قصته البوليسية، وتلك مع مجلتها
الداعرة الجنسية، والثالث مع أزمته النفسية الخاصة، والرابع مع مشكلته
المدرسية، والأب غافل عن ذلك كله، يكتفي بالقول إن كان مسلماً يؤدي الفرائض
ويحافظ على حدود الإسلام مع نفسه: أصليتم الظهر أو العصر فيأتي الكذب
سهلاً مستساغاً: نعم يا أبي، فيفرح هذا الغافل المسكين، ويظن أن أهل بيته
يسيرون في ظل إيمانه ودعواته.
وهذه ليست
مصيبة عامة المسلمين، وإنما هي مصيبة كثير من المصلين الذين تراهم في
المسجد خاشعين بأجسادهم، يهزون رؤوسهم ويتمايلون عند سماع الآيات القرآنية،
ثم تسأل يا ترى أين أولادهم؟ وسيأتيك الجواب سريعاً، إنهم إما أن يكونوا
في الشوارع والطرقات، أو في الملاهي ودور السينما أو في المقاهي
والكازينوهات إلا من رحم الله.
وعندما
تدقق في سبب إخفاق هؤلاء في تربية أولادهم تربية صالحة يأتيك الجواب
الصادق: إنهم يجهلون الإسلام، ولا يعيشون في واقعهم مأساته في هذا العصر،
وحتى المطلعون منهم على الإسلام، فهم لا يعرفون الطريقة الصحيحة التي تؤتي
أكلها، وتنتج الجيل المسلم الصالح أو على الأقل: الجيل الذي يتأثر بالإسلام
تأثراً واضحاً، فلا يعاديه بل يحمل في ثنايا ضلوعه الحنين الدائم إليه،
فهو إن ابتعد عنه في حالات طارئة، أو صوت المؤمن الرخيم في هدأة الصباح
الروحاني، وهو يشق هذا الوجود بنداء الإسلام الخالد: الله أكبر، الذي طالما
حرك الأجساد الهامدة والقلوب الجامدة، ووضع أصحابها على طريق التقوى
والإيمان، طريق الإسلام والقرآن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى