لبيك رسول الله

قل للقصائد أن تقوم إجلالا وإكبارا
لحضرة النور الذي هدانا
وقل لأقلامنا أن لا يجف مدادها
لمدح الرسول الأكرم وآله الأطهارا
وما عساي أن أقول لمدحك يا سيدي
وقد أنزل الرحمن بذكرك قرآنا
فهذه آياته ينزلها الأمين عليك تتلى
فيقرأها الكفيف وأسمعت من صمت له آذانا
فسبحان من أسرى بعبده ليلاً
من السجد الحرام إلى المسجد الأقصى
ويامن بلغت عنان السماء بإذنه
فكنت من المعبود قاب قوسين أو أدنى
ويامن تجلى لك الجليل بنوره
وقد أوحى إلى عبده ما أوحى
وما قلت قولاً إلاَّ من القدوس مُصَدَّقاً
فلم تنطق بمنطوق عن الهوى
فلقد صلى الإله عليك والملائكة أجمع
فيأيها المؤمنون صلوا عليه وسلموا تسليما
فأنت سفينة نوح للعالمين رحمةً
فمن ركب تلك السفينة فقد نجا
لقد فضت على الناس حكمةً وعلماً ومنطقا
فألهمت القلوب والعقول إيمانا
وخير من اخترت للرسالة صحبةً
فالصديق والفاروق وذو النورين عثمانا
وجعفر وحمزة وخالد فجد بهم
تقاتاً زاهدين وفي البأساء فرسانا
ومن لم يعرف الكرار بصولاته
أرعب الأبطال في الأحزاب وفاتح خيبرا
فقد كان لرسول الله كنفسه
كما اختار موسى أخاه هارونا
فأنت رواسي الأرض وعمادها
فلولاك لتزلزلت بنا وأخرجت أثقالا
لك في قلوب الكائنات حباً مولعاً
فأنعِم وأكرِم بالحبيب المهذبا
طوبى لمن سار على سمو نهجك
فروح وريحان لمن بك مستمسكا
وويل من الجبار لمن ناصبك العداء
له الخزي في الدنيا وفي النار مخلدا
فيا كاظم الغيظ وتعفو عن المسيء بخلقك
فأنت السماحة كلها والجود والكرما
فلله درك يا أبا الزهراء من رجل
ما كنت يوماً فظاً غليظ القلب أو عبوسا
فيامن إذا ذكرت على الآلام سكنت أوجاعها
وإذا مررت على الأموات مسلماً ردوا عليك السلاما
أما والذي أرسلك للناس هادياً
لا يقبل الله لنا طاعةً إلا وأنت حاضرها
فبك إبتدأ الرحمن مخلوقاته
وبك أُختتم الإسلام للناس دينا
فبكتك القلوب قبل العيون لفقدك
ولكنك لم تغب عن محافلنا فأنت فينا
ألا فيا نور الله الذي للكون أناره
سيبقى ضياءك ساطعاً عبر السنينا
ونبقى نصلي نركع ونسجد لله طاعةً
ونبقى نصلي عليك بكرةً وأصيلا

شكرا جزيلا

شكرا لك