- ابو ابتسامعضو ذهبي
- :
عدد الرسائل : 924
العمر : 57
العمل/الترفيه : ساعي لرضا الله
المزاج : صبور
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
بيان مو طا الامام مالك
الإثنين 07 أكتوبر 2013, 21:24
بيان موطأ الإمام مالك
يعتبر علم الفقه نظاما عاما للمجتمع البشري عامة و إحدى خصائص الأمة الإسلامية، فهو الذي يرسم المنهج القويم في جميع مجالات الحياة و يهدف إلى تحقيق سعادة الفرد في الدنيا و الآخرة، و لأهميته البالغة رغب الشارع في تعلمه وخص المشتغلين به بمميزات لم ينلها غيرهم من المهتمين بالعلوم الأخرى، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) [متفق عليه]، من أجل ذلك اعتنى العلماء بهذا النوع من العلوم منذ الصدر الأول إلى عهد التابعين و تابعيهم، إلى أن جاء عصر الأئمة المجتهدين الذين ضبطوا علم الفقه و نظموا أمر الاجتهاد فورثوا بحق ميراث النبوة وتركوا ثروة فقهية ثرية، وتعتبر السنة النبوية المصدر الثاني للفقه بعد القرآن الكريم.
أولا:تعريف السنة النبوية:
[rtl] [/rtl]
[rtl]أ. عند الأصوليين: هي ما صدر عن الرسول صلى الله عليه و سلم على سبيل التشريع من قول أو فعل أو تقرير[/rtl]
[rtl]1. السنة القولية: و هي ما صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم على سبيل التشريع و مثاله قوله لى الله عليه و سلم: (من سن في الإسلام حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) [مسلم وغيره]، و قوله صلى الله عليه و سلم:(إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى...) [رواه الشيخان].[/rtl]
[rtl]2. السنة الفعلية: و هي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه و سلم على سبيل التشريع، مثل كيفية أدائه الصلاة، و أدائه مناسك الحج، فقد قال صلى الله عليه و سلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) ]رواه البخاري]، و قال عليه الصلاة و السلام: (خذوا عني مناسككم) ]رواه ومسلم وغيره].[/rtl]
[rtl]3. السنة التقريرية: ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أو ما بلغه من قول أحد الصحابة وأقره إما باستحسانه أو بالسكوت عنه، فهو صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل. ومثال ذلك: روى أبو سعيد الخدري قال: (خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدا طيبا فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم يعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين) [رواه أبو داود والنسائي].[/rtl]
[rtl]ب. عند المحدثين: السنة هي كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة - خلقية أو خلقية - أو سيرة، أي ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية وخلقية مثل قول السيدة عائشة لما سألها هشام بن حكيم عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن) [رواه أحمد في مسنده].[/rtl]
[rtl]جـ. عند الفقهاء: تطلق كلمة السنة على معنيين هما:[/rtl]
الأول: ما يقابل الفرض مثل صيام ستة أيام من شوال.
الثاني: ما يقابل البدعة مثل اتخاذ القبور مساجد.
ثانيا: ضوابط التعامل مع السنة النبوية
1. الإستيثاق من ثبوت السنة النبوية وصحتها وفقا للموازين العلمية الشاملة للسند والمتن.
2. ضرورة فهم النص النبوي وفق دلالات اللغة العربية وفي ضوء سياق الحديث وسبب وروده، أخذا في الاعتبار قاعدة [العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب].
3. جمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد.
4. فهم النصوص في ضوء المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية.
5. رد المتشابهات إلى المحكمات، والظنيات إلى القطعيات، والجزئيات إلى الكليات.
لقد كان للعلماء المسلمين جهود في سبيل حفظ السنة النبوية العطرة عبر العصور، وهم ممن سخرهم الله تعالى لخدمة دينه من أصحاب العقول الراجحة و النفوس الزكية و الهمم العالية الذين عملوا على تصفية الأحاديث ورد الموضوعة منها وتحري الصدق بعد ظهور الدس على السنة ممن لم يخفهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (...ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [رواه البخاري]، فهؤلاء العلماء سخرهم الله لمحاربة الوضع، فحين قيل للإمام عبد الله بن المبارك: [هذه الأحاديث الموضوعة] قال: [تعيش لها الجهابذة]، فعملوا على وضع عدة علوم لحفظ السنة، أحصاها ابن الصلاح في 65 علما، وأحصاها الإمام السيوطي في 93 علما، ووضعوا أصولا وقواعد للأخبار والمرويات منها قاعدة: [لا يقبل حديث إلا بسند] بمعنى أن يكون الحديث مسندا إلى الصحابة ثم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله بن المبارك [الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء]، و من هؤلاء العلماء الأعلام نذكر:
-البخاري ومسلم صاحبا الصحيحين.
-الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داوود أصحاب السنن.
-الإمام أحمد صاحب المسند.
-الإمام مالك صاحب الموطأ الذي سنشرع بإذن الله تعالى في بيانه.
[ltr] [/ltr]
مالك بن أنس
إمام دار الهجرة
أولا: مولده:
هو شيخ الإسلام، إمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي المدني مولدا و نشأة، أمه العالية بنت شريك بن عبد الرحمن، ولد بالمدينة المنورة سنة ثلاث و تسعين للهجرة عام وفاة الصحابي الجليل أنس بن مالك في عهد خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان، نشأ في بيت علم و صلاح فقد ذكر بعض المؤرخين أن جده: أبا عامر بن عمرو صحابي جليل شهد معظم المغازي مع الرسول صلى الله عليه و سلم خلا بدرا، و أن ابنه مالكا، جد الإمام مالك، كان من كبار التابعين، ذكره غير واحد يروي عن عمر، طلحة، عائشة، أبي هريرة و حسان بن ثابت.
ثانيا: شيوخه:
لقد كان لمجتمع المدينة الزاخر بالعلماء و طلاب المعرفة أثر في بناء شحصية الإمام مالك العلمية و التربوية، و قد أخذ علومه عن كثير من الشيوخ فاق عددهم تسعمائة شيخ من التابعين و تابعيهم، و لعل الأكثر تأثيرا فيه:
لقد كان لمجتمع المدينة الزاخر بالعلماء و طلاب المعرفة أثر في بناء شحصية الإمام مالك العلمية و التربوية، و قد أخذ علومه عن كثير من الشيوخ فاق عددهم تسعمائة شيخ من التابعين و تابعيهم، و لعل الأكثر تأثيرا فيه:
* الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي
* الإمام أبو بكر عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز
* الإمام أبو عبد الله نافع
* الإمام أبو بكر محمد بن مسام بن شهاب الزهري
* الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسن المعروف بجعفر الصادق
إلى جانب شيوخ آخرين، نذكر منهم:
* موسى بن عقبة
* هشام بن عروة
* زيد بن أسلم
* عمرو بن الحارث المصري
* محمد بن عجلان
* زياد بن سعيد
* عبد الله بن ذكوان المشهور بأبي الزناد...و غيرهم كثير.
وفي السابع عشر من عمره بدأ التدريس في المسجد النبوي بعد أن أجيز من طرف سبعين من شيوخه.
ثالثا:.صفاته العلمية:
عرف الإمام مالك بالتحري و الانتقاء، فهو لا يأخذ إلا عن الثقة و لا يحدث إلا بما صح عنده، قال ابن أبي أويس: سمعت مالكا يقول: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين، و أشار إلى المساجد، فما أخذت عنهم شيئا و عن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا، إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن).
رابعا: مكانته العلمية:
اجتمعت للإمام مالك مناقب لم تجتمع لغيره من العلماء جمعها الإمام الذهبي الذي قال عنه في طبقات الحفاظ: "و قد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره، أحدها: طول العمر وعلو الرواية، وثانيها: الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم، وثالثها: اتفاق الأمة على أنه حجة، صحيح الرواية، و رابعتها: تجمعهم على دينه وعدالته و إتباعه السنن، وخامستها: تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده".
فمالك عند المحدثين إمام في الحديث، فهو أول من دون علم الحديث و هو عند الفقهاء إمام في الفقه، يجمع بين الحكمة الدينية و مراعاة مصالح المسلمين.
و من بين العلماء الذين أثنوا عليه كثيرا:
*سفيان بن عيينة:
"ما نحن عند مالك؟ إنما كنا نتبع آثار مالك".
"مالك سيد أهل المدينة".
"مالك إمام".
*الشافعي:
"إذا ذكر العلماء فمالك النجم".
"مالك بن أنس معلمي".
"جعلت مالكا حجة فيما بيني وبين الله".
*ابن مهدي:
"ما رأيت أحدا أتم عقلا ولا أشد تقوى من مالك".
خامسا:.مؤلفاته:
مسانيد و مؤلفات الإمام مالك بن أنس كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1.الموطأ في الحديث و الفقه.
2.رسالة في الأقضية إلى بعض القضاة.
3.رسالة مالك في القدر و الرد على القدرية.
4.كتاب السير من رواية ابن القاسم عنه.
5.كتاب في النجوم و منازل القمر.
سادسا:.تلاميذه:
نقل العلم عن الإمام مالك عدد كبير من تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم و بينوه للناس و نشروه، نذكر منهم:
1.عبد الله بن وهب الذي رافق إمامه مدة عشرين سنة أو يزيد.
2.عبد الله بن المبارك الذي كان فقيها عالما زاهدا.
3. الإمام الشافعي صاحب المذهب الشافعي.
4. المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، فقيه أهل المدينة بعد مالك.
5.مطرف بن عبد الله مطرف.
6.ابن الماجشون.
خامسا: وفاته:
انتقل الإمام مالك إلى جوار ربه عن عمر يناهز 86 سنة، كان ذلك عام 179هـ بالمدينة المنورة في شهر ربيع الأول بعد اثنين و عشرين يوما قضاها في المرض، و دفن بالبقيع بجوار المسجد النبوي.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى