- ابو ابتسامعضو ذهبي
- :
عدد الرسائل : 924
العمر : 57
العمل/الترفيه : ساعي لرضا الله
المزاج : صبور
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
الى ابنتي عشية زفافها......
الأربعاء 12 نوفمبر 2014, 12:50
- ماذا خططت لحياتك ؟ وهل وضعت برنامجا لها ؟
- كوني وردة في ملمسك لا شوكة .. وحريرا لا حديدا ..
- إذا اجتمع النار والبارود فالنتيجة هي الانفجار .
- لا تخافي ممن يخاف الله واتخذ رسوله قدوة ..
- الرجل طفل كبير فعالجيه كما تعالجين شقاوة طفلك .
- ادرسي زوجك من البداية كما درست علومك ..
- متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والأنوثة كالرجولة ؟!
- لتكوني أقوى من زوجك قابلي قوته بضعفك ..
- مهارتك في إعداد الطعام وتهيئة المائدة مما يبحث عنه زوجك .
* * * * * * *
ها قد أتت اللحظة يا حبيبتي لتنتقلي من الفصل الأول من مسرحية حياتك إلى الفصل الثاني والأخير ، لقد كنت معنا منذ يوم ولدت ، وتكونين مع أسرتك الجديدة حتى آخر يوم من حياتك بإذن الله . لا تتعجبي من وصفي لهذه الحياة بالمسرحية ، فما جئنا إليها إلا لنمثل الدور الذي قدر لنا أن نمثله ، ولنكون مستحقين بأدائنا لهذا الدور ، مكافأتنا عليه بالجنة إن شاء الله ، أو عقابنا عليه بالنار لا قدر الله . أما إذا تعثرت رحلتك الجديدة لا قدر الله في منتصف الطريق ، وربما في أوله كما يحدث لكثير من الأزواج هذه الأيام ، ولم تعرفي كيف تحافظين على موقعك الجديد ، وعلى زوجك إلى جانبك ، محبا ، ودودا ، ناصحا ، مخلصا ، أمينا ، يحدب عليك ، ويتابع معك رحلتك الجديدة والأخيرة ، فستتحول حياتك إلى سلسلة من المنغصات ، والأحزان تبدأ ولا تنتهي ، وستفقدين ربما إلى الأبد ، ذلك الحلم الرائع الذي تحلم به كل فتاة ، أن يكون لها زوج قوي مخلص تستند إلى كتفه ، وأبناء وبنات تمنحهم حبها وحنانها ، لكي يردوا لها إحسانها إحسانا ، بعد أن تحط بها السنون ، فيمنحوها في خريف حياتها حبهم ، ودفئهم ، ورعايتهم ، وعرفانهم .
* أحاول أن أحميك ..
لا أريد أن أعكر عليك صفوة هذه الليلة التي كنت تنتظرينها بفارغ الصبر ، فيضطرب عليك الحلم الذي طالما داعب جفونك ، ولكنني أحاول أن أحميك مما ينال الكثيرات هذه الأيام من الخيبة والإحباط من العام الأول ، وربما الشهر الأول ، وربما الليلة الأولى من زواجهن ، فتصل نصائحي إليك وقد فات الأوان .
فاعلمي إذن أن أمر سعادتك ، أو شقائك ، بيدك الآن إلا أن يشاء الله غير ذلك ، ما دمت قد وضعت نصب عينيك حين اخترت شريكك : الدين وليس المال ، والخلق وليس الجمال ، والأصالة والجوهر وليس معسول الكلام ، وكان اختيارك بعقلك لا بعيتفانيك، وبخلقك وحكمتك لا بعاطفتك وقلبك ، وبوصايا الله ورسوله لا بالموضوعات الاجتماعية السائدة التي سنها الناس ، ولا تستند إلى قرآن أو سنة ، فظفرت بالزوج الذي يقول فيه نبينا الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ، وألطفهم بأهله " .
فماذا خططت لحياتك الجديدة ، وهل وضعت لنفسك برنامجا لها يختلف كليا عن برامجك التي اعتدتها مع أبويك وإخوتك وأخواتك ؟ وهل قررت أن تبدئي البرنامج مع شريك الجديد في الوقت المناسب: منذ الساعات الأولى من زواجك ؟
ماذا أعددت من تضحيات تسدينها منذ اليوم الأول لتكون ثمنا لسعادتك الجديدة ؟ وهل ستكون تضحيات بسيطة فتؤتي ثمارا بسيطة ، وربما لا تؤتي أي ثمار ، أم هي تضحيات كبيرة تضمنين بها أفضل النتائج وأسعد حياة ، بإذن الله ، ذاكرة أنك الآن مع شريك الجديد أمام اختيارين ، وبيدك أن تختاري : الجنة أو النار : كما أخبر صاحب الخلق العظيم حين حدد لك موضعك من زوجك بقوله صلى الله عليه وسلم : " انظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك " . حسنه الألباني .
* سيضحي كما تضحين ..
تسألينني : أي نوع من التضحيات تتحدث عنها ؟ تقولين:قد كنت المدللة دائما وكنا المدللين لك ، فهل تهيأت لتجعلي من شريك حياتك الجديدة هو المدلل ، وتكوني أنت التي تدللين ؟
كنا نعطي ، وكنت تأخذين ، فهل تهيأت ليكون هو الذي يأخذ ، وأنت التي تعطين ؟
كنا لك الأب والأم ، فهل تملكين أن تكوني لشريكك أبا ، وأما ، وأختا ، وصديقة ، قبل أن تكوني له زوجة فقط ؟!
تقولين : ولماذا أنا وليس هو ؟! وهل في الدبنيتي:ء من غير أخذ ، وتضحية من غير مقابل ؟
تماما يا عزيزتي ، فإنك ستأخذين بقدر ما تعطين ، وربما أكثر ، ويضحي أمامك بقدر ما تضحين ، وربما أكثر ، ويبذل لك بقدر ما تبذلين ، وربما أكثر .
تقولين : ولماذا أكون البادئة بالتضحية ؟ قد يفسر هو تضحيتي بالضعف ، وبذلي بالخوف ، وعطائي بالخفة ، وما يدريني أنه لا يحمل بين طيات ثيابه إنسانا معقدا جاء ليطلق عقده علي ، من تكبر وإهانات وشتم وضرب ، كما يحصل لكثيرات غيري ؟
وأقول لك يا بنيتي : ومن قال لك إنه لن يبادر بالتضحية ؟ إنه سيترك عادات كثيرة ، كما تتركين ، وسيهجر تقاليدا وأعرافا شب عليها في أسرته ، كما تهجرين ، فلكل أسرة في هذا الكون عاداتها وثقافتها التي تختلف قليلا أو كثيرا عن الأسر الأخرى ، وستكون لأسرتكما الجديدة أيضا عاداتها وتقاليدها الخاصة ، وهي حصيلة عاداتك وعاداته ، وأخلاقك وأخلاقه ، اجتمعت جميعا في بوتقة البيت الجديد ، فنبذت من قديمها ما نبذت ، ونبذ هو ما نبذ ، وتنازلت وتنازل ، ورضيت ورضي ، حتى تنتهيا إلى قاموسكما الخاص في الثقافة والأخلاق والعادات ، قاموس وُلد من كلمة كبيرة اسمها : التضحية .
أفلم تختاريه ممن يخافون الله ؟ إذن فلا تخافي ممن يخاف الله ، كيف وقد أحب رسول الله صلسئلت: عليه وسلم واتخذه قدوة ومعلما ، وعلم أنه صاحب الخلق العظيم ؟ كيف وقد سمع قول أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ حين سئلت: ما كان النبي يصنع في بيته ؟ - فقالت: " كان يكون في مهنة أهله - يعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " .
* الرجل طفل كبير ..
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي ، فإذا التمس ما عنده وجد رجلا ً " نعم ، إن الرجولة الحقيقية هي عندما يطلب الرجل لمهمة أو ملمة أو مسؤولية أو عمل كبير أو جهاد ، فإذا فرغ من ذلك ، وعاد لأهله ، غدا كالصبي ، لين منكب ، ورقة خلق ، وسهولة معشر ، وخفة روح ، وميلا إلى اللعب والفكاهة والمداعبة ، وفي كل ذلك أجر له ولأهله عظيم ، ليس في الآخرة فحسب ، وإنما في الدنيا قبل الآخرة ، فيفتح الله له أبواب الرزق من حيث لا يدري ، كما يبشرنا صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام .
والرجل أولا وأخيرا طفل كبير ، فإن أحسست منه علة في خلقه فعالجيه بحكمتك كما تعالج الأم شقاوة ولدها ، فربما اكتفى من أمه ، كما سيكتفي هو منك ، بقطعة حلوى ، ولك أن تقدري بنفسك ما طبيعة الحلوى التي يمكن أن تقدمها المرأة لزوجها ، قد تكون كلمة طيبة ، أو حتى ابتسامة ، أو نكتة ، أو هدية ، أو لمسة ، أو عناية إضافية تمنحها له فتمتلكه بها ، وتنال حبه المستمر وعطفه وحنانه ، إن لهذه الأشياء الصغيرة أكبر الأثر في إدامة الود ، وتجديد العلاقة ، وتنقية الأجواء بين الزوجين ، فضلا عما يناله كل منهما من أجر كبير عند الله .
اجعلا بينكما حتى حين تختلفان ، لغة أهل البيت النبوي الشريف . لا تكن لغة خطابكما مرتفعة ، أنا لا أتحدث عن ارتفاع الصوت فقط ، بل ارتفاع حدة الكلمات والعبارات التي تتخاطبان بها ، راقبي ذلك منذ اليوم الأول لزواجك ، فإن ابتدأ الزواج بخطاب مرتفع أو حاد ، فلن يزال هذا الخطاب في ارتفاع يوما بعد يوم حتى يصل إلى مرحلة الانفجار فتنهار كل الجسور بينكما . انظري كيف كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تخاطب الرسول الكريم إذا كانت غاضبة منه ، وقلما غضبت :
" عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ، قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " . البخاري ومسلم وغيرهما .
ما أجمل أن تتخذا من بيت النبوة قدوة لكما في التعاتب والتغاضب والتناصح والتخاطب والتحابب ، اعرضي كل كلمة تقولينها قبل أن تقوليها ، على ميزان مستقبلك ، فإن وجدت أنها قد تلحق الأذى بعلاقتك معه ، أو تترك أثرا عميقا في نفسه يصعب أن ينساه ، فاستغني عنها حالا ، واقذفي بها بعيدا ، فإنها من الشيطان ، رب كلمة جرت على صاحبها ندما ، وخلفت فيمن قيلت له جرحا لا يندمل ولا يدرك أحد أثاره المحتملة . ضعي نفسك مكانه قبل أن تتوجهي إليه بأي كلمة ، وتبصري أولا أثرها في نفسك فيما لو كان هو الذي وجهها إليك .
* لا تنسي أنك ..
ادرسي زوجك منذ البداية ، تماما كما درست علومك .. أدخليه مختبرك ، وحللي طبيعته ونفسيته ، واكتشفي ما يحب وما يكره ، وما يثيره وما يهدئه ، وما يبعده منك وما يقربه ، ثم انقلي ما اكتشفته إلى حيز التطبيق . لا تقابلي غضبه بغضب ، وقابليه بالترويح عنه ، أو بتسبيحة أو آية ، لا تقابلي شكواه بشكوى ، وقابليها بالتهوين عليه ، وتذكيره بالرضى بمشيئة الله ، وبحمده على ما أعطى وما أخذ على السواء .
قابلي قوته الحياة:ن أردت أن تكوني أقوى منه ، وخشونته بالنعومة إن أردت أن تمتلكي قلبه ، وأخذه بالعطاء إن أردت أن تنالي منه بعد ذلك أكثر مما كنت تريدين ، وإساءته إليك بالاعتذار منه ، فلابد أن يدرك في النهاية خطأه ، وسيكبر فيك من بعد ، أصالتك وكرم خلقك حين اعتذرت عما لم تخطئي فيه ، ستجدينه حينذاك لينا بين يديك ، كريما ضاحكا مستبشرا ، مثلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله دائما ، كما تخبرنا عائشة رضي الله عنها : " كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكا بساما " . لا تقولي كما يقول كثير من السذج : لا فرق بين الرجل والمرأة فنحن متساويان ، لستما متساويين ، ولن تكونا كذلك أبدا ، بل أنتما متكاملان ، وكيف تتساوى المرأة مع الرجل ، وهي صانعة الرجال ؟! وهل يتساوى البِناء مع البنّاء ؟ والنساج مع النسيج ؟ والطائرة مع مصنع الطائرات ؟ ومتى كانت معرة للمصنع ألا يطير ، أو معرة للطائرة ، ألا تصنع الطائرات ؟ متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والبحر كالسماء ، والأنوثة كالرجولة ، والخشونة كالنعومة ؟! إنها عناصر الحياة : مختلفة ومتكاملة ، فإن تساوى الواحد منها مع الآخر اضطرب الكون وتخلخلت عناصره وانتهت الحياة .
لا تنسي يا ابنتي أنك في البيت تمثلين الجزء الناعم وأنه يمثل الجزء الخشن ، فإذا انقلبت الآية ، أو تساوى الطرفان ، فقدنا المعادلة الإنسانية الخالدة التي تقوم عليها كل علاقة في هذا الكون : السالب والموجب . لا تقابلي سلبيته بسلبية ، وخشونته بخشونة ، وشدته بشدة ، وجرأته بجرأة ، وصرامته بصرامة ، وميله إلى القيادة والسيطرة بميل مثله ، وإلا أصبحتما رجلين في البيت ، وكنت ( الرجلة ) التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها لن تدخل الجنة أبدا :
" ثتقولي: يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر " . حديث صحيح أخرجه الطبراني .
- كوني وردة في ملمسك لا شوكة .. وحريرا لا حديدا ..
- إذا اجتمع النار والبارود فالنتيجة هي الانفجار .
- لا تخافي ممن يخاف الله واتخذ رسوله قدوة ..
- الرجل طفل كبير فعالجيه كما تعالجين شقاوة طفلك .
- ادرسي زوجك من البداية كما درست علومك ..
- متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والأنوثة كالرجولة ؟!
- لتكوني أقوى من زوجك قابلي قوته بضعفك ..
- مهارتك في إعداد الطعام وتهيئة المائدة مما يبحث عنه زوجك .
* * * * * * *
ها قد أتت اللحظة يا حبيبتي لتنتقلي من الفصل الأول من مسرحية حياتك إلى الفصل الثاني والأخير ، لقد كنت معنا منذ يوم ولدت ، وتكونين مع أسرتك الجديدة حتى آخر يوم من حياتك بإذن الله . لا تتعجبي من وصفي لهذه الحياة بالمسرحية ، فما جئنا إليها إلا لنمثل الدور الذي قدر لنا أن نمثله ، ولنكون مستحقين بأدائنا لهذا الدور ، مكافأتنا عليه بالجنة إن شاء الله ، أو عقابنا عليه بالنار لا قدر الله . أما إذا تعثرت رحلتك الجديدة لا قدر الله في منتصف الطريق ، وربما في أوله كما يحدث لكثير من الأزواج هذه الأيام ، ولم تعرفي كيف تحافظين على موقعك الجديد ، وعلى زوجك إلى جانبك ، محبا ، ودودا ، ناصحا ، مخلصا ، أمينا ، يحدب عليك ، ويتابع معك رحلتك الجديدة والأخيرة ، فستتحول حياتك إلى سلسلة من المنغصات ، والأحزان تبدأ ولا تنتهي ، وستفقدين ربما إلى الأبد ، ذلك الحلم الرائع الذي تحلم به كل فتاة ، أن يكون لها زوج قوي مخلص تستند إلى كتفه ، وأبناء وبنات تمنحهم حبها وحنانها ، لكي يردوا لها إحسانها إحسانا ، بعد أن تحط بها السنون ، فيمنحوها في خريف حياتها حبهم ، ودفئهم ، ورعايتهم ، وعرفانهم .
* أحاول أن أحميك ..
لا أريد أن أعكر عليك صفوة هذه الليلة التي كنت تنتظرينها بفارغ الصبر ، فيضطرب عليك الحلم الذي طالما داعب جفونك ، ولكنني أحاول أن أحميك مما ينال الكثيرات هذه الأيام من الخيبة والإحباط من العام الأول ، وربما الشهر الأول ، وربما الليلة الأولى من زواجهن ، فتصل نصائحي إليك وقد فات الأوان .
فاعلمي إذن أن أمر سعادتك ، أو شقائك ، بيدك الآن إلا أن يشاء الله غير ذلك ، ما دمت قد وضعت نصب عينيك حين اخترت شريكك : الدين وليس المال ، والخلق وليس الجمال ، والأصالة والجوهر وليس معسول الكلام ، وكان اختيارك بعقلك لا بعيتفانيك، وبخلقك وحكمتك لا بعاطفتك وقلبك ، وبوصايا الله ورسوله لا بالموضوعات الاجتماعية السائدة التي سنها الناس ، ولا تستند إلى قرآن أو سنة ، فظفرت بالزوج الذي يقول فيه نبينا الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ، وألطفهم بأهله " .
فماذا خططت لحياتك الجديدة ، وهل وضعت لنفسك برنامجا لها يختلف كليا عن برامجك التي اعتدتها مع أبويك وإخوتك وأخواتك ؟ وهل قررت أن تبدئي البرنامج مع شريك الجديد في الوقت المناسب: منذ الساعات الأولى من زواجك ؟
ماذا أعددت من تضحيات تسدينها منذ اليوم الأول لتكون ثمنا لسعادتك الجديدة ؟ وهل ستكون تضحيات بسيطة فتؤتي ثمارا بسيطة ، وربما لا تؤتي أي ثمار ، أم هي تضحيات كبيرة تضمنين بها أفضل النتائج وأسعد حياة ، بإذن الله ، ذاكرة أنك الآن مع شريك الجديد أمام اختيارين ، وبيدك أن تختاري : الجنة أو النار : كما أخبر صاحب الخلق العظيم حين حدد لك موضعك من زوجك بقوله صلى الله عليه وسلم : " انظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك " . حسنه الألباني .
* سيضحي كما تضحين ..
تسألينني : أي نوع من التضحيات تتحدث عنها ؟ تقولين:قد كنت المدللة دائما وكنا المدللين لك ، فهل تهيأت لتجعلي من شريك حياتك الجديدة هو المدلل ، وتكوني أنت التي تدللين ؟
كنا نعطي ، وكنت تأخذين ، فهل تهيأت ليكون هو الذي يأخذ ، وأنت التي تعطين ؟
كنا لك الأب والأم ، فهل تملكين أن تكوني لشريكك أبا ، وأما ، وأختا ، وصديقة ، قبل أن تكوني له زوجة فقط ؟!
تقولين : ولماذا أنا وليس هو ؟! وهل في الدبنيتي:ء من غير أخذ ، وتضحية من غير مقابل ؟
تماما يا عزيزتي ، فإنك ستأخذين بقدر ما تعطين ، وربما أكثر ، ويضحي أمامك بقدر ما تضحين ، وربما أكثر ، ويبذل لك بقدر ما تبذلين ، وربما أكثر .
تقولين : ولماذا أكون البادئة بالتضحية ؟ قد يفسر هو تضحيتي بالضعف ، وبذلي بالخوف ، وعطائي بالخفة ، وما يدريني أنه لا يحمل بين طيات ثيابه إنسانا معقدا جاء ليطلق عقده علي ، من تكبر وإهانات وشتم وضرب ، كما يحصل لكثيرات غيري ؟
وأقول لك يا بنيتي : ومن قال لك إنه لن يبادر بالتضحية ؟ إنه سيترك عادات كثيرة ، كما تتركين ، وسيهجر تقاليدا وأعرافا شب عليها في أسرته ، كما تهجرين ، فلكل أسرة في هذا الكون عاداتها وثقافتها التي تختلف قليلا أو كثيرا عن الأسر الأخرى ، وستكون لأسرتكما الجديدة أيضا عاداتها وتقاليدها الخاصة ، وهي حصيلة عاداتك وعاداته ، وأخلاقك وأخلاقه ، اجتمعت جميعا في بوتقة البيت الجديد ، فنبذت من قديمها ما نبذت ، ونبذ هو ما نبذ ، وتنازلت وتنازل ، ورضيت ورضي ، حتى تنتهيا إلى قاموسكما الخاص في الثقافة والأخلاق والعادات ، قاموس وُلد من كلمة كبيرة اسمها : التضحية .
أفلم تختاريه ممن يخافون الله ؟ إذن فلا تخافي ممن يخاف الله ، كيف وقد أحب رسول الله صلسئلت: عليه وسلم واتخذه قدوة ومعلما ، وعلم أنه صاحب الخلق العظيم ؟ كيف وقد سمع قول أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ حين سئلت: ما كان النبي يصنع في بيته ؟ - فقالت: " كان يكون في مهنة أهله - يعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " .
* الرجل طفل كبير ..
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي ، فإذا التمس ما عنده وجد رجلا ً " نعم ، إن الرجولة الحقيقية هي عندما يطلب الرجل لمهمة أو ملمة أو مسؤولية أو عمل كبير أو جهاد ، فإذا فرغ من ذلك ، وعاد لأهله ، غدا كالصبي ، لين منكب ، ورقة خلق ، وسهولة معشر ، وخفة روح ، وميلا إلى اللعب والفكاهة والمداعبة ، وفي كل ذلك أجر له ولأهله عظيم ، ليس في الآخرة فحسب ، وإنما في الدنيا قبل الآخرة ، فيفتح الله له أبواب الرزق من حيث لا يدري ، كما يبشرنا صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام .
والرجل أولا وأخيرا طفل كبير ، فإن أحسست منه علة في خلقه فعالجيه بحكمتك كما تعالج الأم شقاوة ولدها ، فربما اكتفى من أمه ، كما سيكتفي هو منك ، بقطعة حلوى ، ولك أن تقدري بنفسك ما طبيعة الحلوى التي يمكن أن تقدمها المرأة لزوجها ، قد تكون كلمة طيبة ، أو حتى ابتسامة ، أو نكتة ، أو هدية ، أو لمسة ، أو عناية إضافية تمنحها له فتمتلكه بها ، وتنال حبه المستمر وعطفه وحنانه ، إن لهذه الأشياء الصغيرة أكبر الأثر في إدامة الود ، وتجديد العلاقة ، وتنقية الأجواء بين الزوجين ، فضلا عما يناله كل منهما من أجر كبير عند الله .
اجعلا بينكما حتى حين تختلفان ، لغة أهل البيت النبوي الشريف . لا تكن لغة خطابكما مرتفعة ، أنا لا أتحدث عن ارتفاع الصوت فقط ، بل ارتفاع حدة الكلمات والعبارات التي تتخاطبان بها ، راقبي ذلك منذ اليوم الأول لزواجك ، فإن ابتدأ الزواج بخطاب مرتفع أو حاد ، فلن يزال هذا الخطاب في ارتفاع يوما بعد يوم حتى يصل إلى مرحلة الانفجار فتنهار كل الجسور بينكما . انظري كيف كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تخاطب الرسول الكريم إذا كانت غاضبة منه ، وقلما غضبت :
" عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ، قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " . البخاري ومسلم وغيرهما .
ما أجمل أن تتخذا من بيت النبوة قدوة لكما في التعاتب والتغاضب والتناصح والتخاطب والتحابب ، اعرضي كل كلمة تقولينها قبل أن تقوليها ، على ميزان مستقبلك ، فإن وجدت أنها قد تلحق الأذى بعلاقتك معه ، أو تترك أثرا عميقا في نفسه يصعب أن ينساه ، فاستغني عنها حالا ، واقذفي بها بعيدا ، فإنها من الشيطان ، رب كلمة جرت على صاحبها ندما ، وخلفت فيمن قيلت له جرحا لا يندمل ولا يدرك أحد أثاره المحتملة . ضعي نفسك مكانه قبل أن تتوجهي إليه بأي كلمة ، وتبصري أولا أثرها في نفسك فيما لو كان هو الذي وجهها إليك .
* لا تنسي أنك ..
ادرسي زوجك منذ البداية ، تماما كما درست علومك .. أدخليه مختبرك ، وحللي طبيعته ونفسيته ، واكتشفي ما يحب وما يكره ، وما يثيره وما يهدئه ، وما يبعده منك وما يقربه ، ثم انقلي ما اكتشفته إلى حيز التطبيق . لا تقابلي غضبه بغضب ، وقابليه بالترويح عنه ، أو بتسبيحة أو آية ، لا تقابلي شكواه بشكوى ، وقابليها بالتهوين عليه ، وتذكيره بالرضى بمشيئة الله ، وبحمده على ما أعطى وما أخذ على السواء .
قابلي قوته الحياة:ن أردت أن تكوني أقوى منه ، وخشونته بالنعومة إن أردت أن تمتلكي قلبه ، وأخذه بالعطاء إن أردت أن تنالي منه بعد ذلك أكثر مما كنت تريدين ، وإساءته إليك بالاعتذار منه ، فلابد أن يدرك في النهاية خطأه ، وسيكبر فيك من بعد ، أصالتك وكرم خلقك حين اعتذرت عما لم تخطئي فيه ، ستجدينه حينذاك لينا بين يديك ، كريما ضاحكا مستبشرا ، مثلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله دائما ، كما تخبرنا عائشة رضي الله عنها : " كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكا بساما " . لا تقولي كما يقول كثير من السذج : لا فرق بين الرجل والمرأة فنحن متساويان ، لستما متساويين ، ولن تكونا كذلك أبدا ، بل أنتما متكاملان ، وكيف تتساوى المرأة مع الرجل ، وهي صانعة الرجال ؟! وهل يتساوى البِناء مع البنّاء ؟ والنساج مع النسيج ؟ والطائرة مع مصنع الطائرات ؟ ومتى كانت معرة للمصنع ألا يطير ، أو معرة للطائرة ، ألا تصنع الطائرات ؟ متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والبحر كالسماء ، والأنوثة كالرجولة ، والخشونة كالنعومة ؟! إنها عناصر الحياة : مختلفة ومتكاملة ، فإن تساوى الواحد منها مع الآخر اضطرب الكون وتخلخلت عناصره وانتهت الحياة .
لا تنسي يا ابنتي أنك في البيت تمثلين الجزء الناعم وأنه يمثل الجزء الخشن ، فإذا انقلبت الآية ، أو تساوى الطرفان ، فقدنا المعادلة الإنسانية الخالدة التي تقوم عليها كل علاقة في هذا الكون : السالب والموجب . لا تقابلي سلبيته بسلبية ، وخشونته بخشونة ، وشدته بشدة ، وجرأته بجرأة ، وصرامته بصرامة ، وميله إلى القيادة والسيطرة بميل مثله ، وإلا أصبحتما رجلين في البيت ، وكنت ( الرجلة ) التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها لن تدخل الجنة أبدا :
" ثتقولي: يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر " . حديث صحيح أخرجه الطبراني .
- تيماالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 1656
العمر : 27
العمل/الترفيه : خياطة و معلمة للاطفال الروضة
المزاج : ممتاز والحمد لله وحياتي مليئة بالتفاؤل
تاريخ التسجيل : 15/01/2013
رد: الى ابنتي عشية زفافها......
الأربعاء 12 نوفمبر 2014, 14:52
أحياناً: امرأة صالحة, مؤمنة, تقية, عفيفة، واللهِ امرأة من هذا النوع، واللهِ قلامة ظفرها تساوي مليون رجل متفلت، امرأة ترعى زوجها، وأولادها، وتحسن إليهم، تيسر لهم طريقهم، حياتهم، طعامهم، شرابهم .
فذلك: قال عليه الصلاة والسلام:
((اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله))
جهاد، والجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام:
((أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ, وَعَمُودِهِ, وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ))
أعلى شيء في الإسلام, أن تقدم حياتك في سبيل الله عز وجل، والمرأة التي تحسن تبعل زوجها وأولادها, في مرتبة المجاهد يوم القيامة، علموا هذا نساءكم، علموا هذا فتياتكم، علموا هذا بناتكم .
((اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله))
فذلك: قال عليه الصلاة والسلام:
((اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله))
جهاد، والجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام:
((أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ, وَعَمُودِهِ, وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ))
أعلى شيء في الإسلام, أن تقدم حياتك في سبيل الله عز وجل، والمرأة التي تحسن تبعل زوجها وأولادها, في مرتبة المجاهد يوم القيامة، علموا هذا نساءكم، علموا هذا فتياتكم، علموا هذا بناتكم .
((اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي مَن دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله))
- ابو ابتسامعضو ذهبي
- :
عدد الرسائل : 924
العمر : 57
العمل/الترفيه : ساعي لرضا الله
المزاج : صبور
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
رد: الى ابنتي عشية زفافها......
الأربعاء 12 نوفمبر 2014, 20:27
.....و شهد شاهد من اهلها /بوركت على مرورك الطيب و اضافتك الاطيب و الانور و الابدع و الاروع و..
- ابو ابتسامعضو ذهبي
- :
عدد الرسائل : 924
العمر : 57
العمل/الترفيه : ساعي لرضا الله
المزاج : صبور
تاريخ التسجيل : 25/10/2011
رد: الى ابنتي عشية زفافها......
الأربعاء 12 نوفمبر 2014, 20:41
.....و شهد شاهد من اهلها /بوركت على مرورك الطيب و اضافتك الاطيب و الانور و الابدع و الاروع و..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى