حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
+2
الونشريسي
krimovialar
6 مشترك
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الإثنين 01 سبتمبر 2008, 22:45
حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مجموعة أحداث إخوتي جرت في الأسبوع الأول من رمضان أدرجها بين أيديكم
أدعو الله أن تتم من ورائها الفائدة و المتعة يا رب
تحياتي
اليوم الأول من رمضان المبارك
ـ نزول صحف إبراهيم عليه السلام:
من أقدم الأخبار التي وصلتنا عن شهر رمضان أن الكتب السماوية المعروفة نزلت فيه.
روى الطبراني في الكبير عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوارة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان".
وصحف إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام أشير إليها صراحة في قوله تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى). وقوله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى).
وقد جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على سبيل التحدث بنعمة الله:
ـ "يا عمر أتدرى من أنا؟ أنا اسمي في التوراة أحيد، وفي الإنجيل البارقليط، وفي الزبور حمياطا، وفي صحف إبراهيم طاب طاب (أي طيب) ولا فخر".
وقيل: إن صحف إبراهيم كانت عشرون صحيفة، وقيل: إنها ثلاثون.
ونحن إذا كنا لا نستطيع الجزم بأول كتب الله نزولاً من السماء على الأنبياء، إلا أننا بحسب علمنا - والله أعلم - ننظر إلى صحف إبراهيم عليه السلام على أنها من أقدم النصوص السماوية المكتوبة بين يدي الإنسان في الأرض.
ـ حريق مروع في المسجد النبوي:
ومن حوادث اليوم الأول من رمضان حادث مأساوي مروع، وقع في بقعة من أشرف بقاع الأرض!
قال ابن العماد في (شذرات الذهب 3/263)... وفي سنة أربع وخمسين وستمائة احتراق المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم أول ليلة من رمضان بعد صلاة التراويح على يد الفراش أبي بكر المراغي - أحد خدمة المسجد - وكان ذلك بسقوط زبالة من يده – أي بسقوط فتيل قنديل مشتعل - مما أدى إلى نشوب حريق كبير في المسجد المعظم، فأتت النار على جميع سقوفه، ووقعت بعض السواري وذاب الرصاص، وذلك قبل أن ينام الناس.
ولم يستطع الناس فعل شيء أمام ألسنة اللهب الحارقة حتى احتراق سقف الحجرة النبوية الشريفة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ووقع بعضه في الحجرة...
ومن الطبيعي أن مثل هذا الحدث يدخل الروع والرعب في قلوب المسلمين لما نال هذا المسجد المقدس والمكان المطهر من البلية والمصيبة.
ـ سرية ابي قتادة إلى بطن إضم للتمويه:
وفي اليوم الأول من رمضان سنة ثمان للهجرة جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية أبي قتادة الأنصاري إلى بطن إضم
قال الطبري (2/148) عبد الله بن حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي (وهو أمير السرية) ومحلم بن جّثامة بن قيس الليثي، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عارم بن الأضبط الأشجعي على قعود له, معه متيع له (متاع بسيط) ووطب من لبن (الوطب وعاء من جلد) فلما مر بنا عارم سلّم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة الليثي لشيء كان بينه وبينه فقتله، وأخذ بعيره ومتيع.
فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...) الآية 94.
قال في (المقتفى من سيرة المصطفى 1/8): سرية أبي قتادة الأنصاري بعثه النبي أول رمضان إلى بطن إضم، وجهز معه ثمانية من أصحابه المنيرة بهم حنادس الظلم، وذلك حين همّ بغزو أهل مكة، وعزم أن يلقاهم بالأبطال والخيل والشكة, ليُظن أنه متوجه إلى تلك الناحية.
أي كانت تلك السرية للتمويه والتعمية على فتح مكة.
ـ زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت خزيمة:
ومن حوادث اليوم الأول من رمضان ما جاء في كتاب (الثقات 1/220) في حوادث السنة الثالثة للهجرة: قال ابن حبان:
فيها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني هلال، التي يقال لها أم المساكين، ودخل بها حيث تزوجها في أول شهر رمضان، وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث فطلقها، فتزوجها عبيدة بن الحارث (الطبقات الكبرى 8/115) فقتل عنها يوم بدر شهيداً، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جعلت أمرها إليه عندما خطبها، فتزوجها وأشهد وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونشّاً فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع، وكانت سنها يوم ماتت ثلاثين سنة.
ـ صلاة الاستسقاء بالمسلمين:
ومن حوادث اليوم الأول من رمضان: قال ابن حبان في (الثقات 1/286): ثم أجدب الناس جدباً شديداً في أول شهر رمضان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي بهم، فصلى ركعتين وجهر بالقراءة، ثم استقبل القبلة وحول رداءه..
وقد بين الإمام أحمد في مسائله أن ذلك كان في السنة السادسة للهجرة.
ـ منع المفتين المتسرعين من الفتيا:
ومن حوادث اليوم الأول من رمضان: يورد ابن كثير في البداية والنهاية (14/249) في حوادث سنة 754 للهجرة أنه في أول رمضان من ذلك العام، اتفق أن جماعة من المفتين أفتوا بأحد قولي العلماء - وهما وجهان لأصحابنا الشافعية - وهو جواز استعادة ما استهدم من الكنائس فتعصب عليهم قاضي القضاة تقي الدين السبكي فقرعهم في ذلك، ومنعهم من الإفتاء، وصنف في ذلك مصنفا يتضمن المنع من ذلك سماه (الدسائس في الكنائس).
ـ هزيمة جيش متمرد استولى على مصر:
ومن حوادث اليوم الأول من رمضان ما ذكره صاحب النجوم الزاهرة (1/94) أنه في أول شهر رمضان سنة ست وثلاثين للهجرة التقى جيش محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بجيش أنصار الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وكان محمد بن حذيفة قد وثب على مصر وملكها من غير ولاية من خليفة ـ ولذلك لم يعده المؤرخون من أمراء مصر ـ بل جمع جمعاً وركب بهم على عقبة بن عامر الجهني نائب أمير مصر من طرف عثمان رضي الله عنه وقاتله وهزمه وأخرجه من الفسطاط..
فلما التقى هذا الأمير المتمرد على الخليفة في أول رمضان في ناحية خربتا مع جند الخليفة انهزم وكسرت شوكته.
ـ العماد الكاتب ودور في مملكة الأيوبيين:
وممن يذكر أنه توفي من العلماء والأعلام في اليوم الأول من رمضان: العماد الكاتب الذي كان لقلمه دور كبير في مملكة الأيوبيين.
قال ابن أبي شامة في كتابه (الروضتين في أخبار الدولتين) وتوفي العماد الكاتب رحمه الله مصنف كتب الفتح والبرق، ومصنف الرسائل الثلاث العتبى والنحلة والخطفة. توفي بدمشق في أول شهر رمضان ودفن بمقابر الصوفية بالشرف القبلي.
ـ ناصر الدين الزبيدي إمام في العربية:
وفي اليوم الأول من رمضان عام 801هـ توفي ناصر الدين أحمد بن جمال الدين بن عوض الإسكندراني الزبيري المالكي (شذرات الذهب 4/5).
قال عنه ابن حجر: بَهَرَ وفاق الأقران في العربية قدم القاهرة وولي قضاء المالكية بها فباشره بعفة ونزاهة. شرح كتاب التسهيل ومختصر ابن الحاجب.
ـ أبو القاسم البغوي مسند الدنيا:
وفي الأول من رمضان عام 317هـ توفي عبد الله بن محمد أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي.
(قال عنه في النجوم الزاهرة 3/226): مسند الدنيا وبقية الحفاظ سمع الكثير من الحديث ورحل إلى البلاد، وروى عن خلائق لا يحصيهم إلا الله، وتفرد في الدنيا بعلو السند.
ـ دفاع أهل صور ضد هجوم بغدوين:
وفي أول شهر رمضان سنة 505 هـ حاصر الفرنجة بقيادة بغدوين مدينة صور (النجوم الزاهرة 5/181).
وعمل الفرنجة في حصارهم برجين عظيمين وزحفوا بهما أول شهر رمضان، وخرج أهل صور بالنفط والقطران ورموا النار باتجاه البرجين فهبت الريح فاحترق البرج الصغير بعد المحاربة العظيمة، ولعبت النار في البرج الكبير وما زال أهل صور يدافعون عن بلدهم حتى يئس الفرنجة من أخذها ورحلوا عنها.
ـ الزمخشري يبدأ تأليف الفصل:
أما الإمام الفذ المفسر النحوي جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفي عام 538 فإنه بدأ تأليف كتابه المعروف (المفصّل) في النحو يوم الأحد في أول شهر رمضان سنة 513 (كشف الظنون 2/1774) وأتمه في غرة المحرم سنة 514هـ...
ـ والرازي يختصر الصحاح للجوهري:
بينما اختصر الإمام محمد بن أبي بكر الرازي كتاب الصحاح للجوهري في كتاب (مختار الصحاح) وقال في آخره (كشف الظنون 3/1073).
وافق فراغه عشية يوم الخميس غرة شهر رمضان سنة ستين وستمائة.
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الإثنين 01 سبتمبر 2008, 23:00
اليوم الثاني من أيام رمضان
ـ مقتل الخليفة العباسي المعتز بالله:
شهد اليوم الثاني من رمضان سنة 255 هـ نهاية مأساوية لخليفة عباسي في الفترة المضطربة من حكم العباسيين... إنه المعتز بالله محمد بن جعفر بن المعتصم...
وكان المعتز بالله قد أجبر سلفه الملقب بالمستعين بالله على خلع نفسه من الخلافة والتنحي عن السلطة، قبل ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة عشر يوماً بالتمام والكمال...
يقول الطبري (5/406): ولما بايع المستعين (المعزول) المعتز (الخليفة الجديد) وأخذ عليه البيعة ببغداد وأشهد عليه الشهود من بني هاشم والقضاة والفقهاء والقواد نُقل من الموضع الذي كان به من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل هو وعياله وولده وجواريه لأربع خلون من المحرم فأنزلوهم فيه جميعاً ووكل بهم سعيد بن رجاء الحضاري وهو أحد رجالات المعتز في أصحابه،
وأخذ المستعين المعزول البردة والقضيب والخاتم – وكانت شارات الخلافة آنذاك - ووجه بها إلى المعتز بالله وكتب إليه:
ـ أما بعد فالحمد لله متمم النعم برحمته، والهادي إلى شكره بفضله، وصلى الله على محمد عبده ورسوله الذي جمع له ما فرّق من الفضل في الرسل قبله، وجعل تراثه راجعاً إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما. كتابي إلى أمير المؤمنين وقد تمم الله له أمره وتسملتُ تراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان عنده (يقصد البردة والقضيب والخاتم) وأنفذته إلى أمير المؤمنين مع عبيد الله بن عبد الله مولى أمير المؤمنين وعبده.
ومُنع المستعين من الخروج إلى مكة واختار أن ينزل البصرة.
ونقل الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 2/126): كانت خلافة المعتز بالله إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسُّر مَنْ رأى، (سامراء) ودفن بموضع يقال له باب السميدع...
وجاء في مسائل الإمام أحمد (سامراء1/65) ثم قتل المعتز بالله، وقيل: مات بمكروه ناله في اليوم الثاني من رمضان.
وقد أعطانا صاحب (بغية الطلب كمال الدين عمر بن احمد بن ابي جرادة في تاريخ حلب) صورة لأحداث خلع المعتز وطريقة قتله كما أشيع آنذاك قال:
هاج الموالي فخلعوا المعتز بحضرة القضاة والفقهاء بعد أن قرعوه ووبخوه وتلاه في الخلافة محمد بن الواثق أبو عبد الله المسمى بالمهتدي، فتتبع أموال المعتز، وأخذ له مالاً وجوهراً وطيباً ومتاعاً كثيرا. وأخذ من مال أخته ثلاث مائة ألف دينار ونادى المهتدي:
ـ من دل على مالٍ من ما لهم فله نصف العشر. فدل الناس على أموال كثيرة
وعُذب المعتز بألوان العذاب فلم يكن عنده مال (أي لم يقر على شيء) فأدخل حماماً ومنعوه الماء، حتى اشتد في الحمام عطشه وقارب التلف، ثم أخرج فأعطي ماء فيه ثلج كثير، فحين جرع منه جرعاً مات.
صاعقة محرقة على بغداد:
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان ما أورد ابن الجوزي في كتابه (المنتظم) 8/146) في حوادث سنة 442هـ قال:
ووقعت في ليلة الجمعة ثاني رمضان صاعقة في محلة نور الدولة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان، فأحرقت نصفها ورأس أحد الرجلين ونصف بدنه ويداً واحدة ورجلاً واحدة فمات، وسقط الآخر مغشياً عليه لم يتكلم يومين وليلة ثم أفاق، وعصفت ريح شديدة وجاء مطر جود فقلعت رواسن الخلافة على دجله.
وصول الخليفة الفاطمي مصر:
ومن حوادث اليوم الثاني في شهر رمضان وصول الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى ساحل الجيزة مصر بعد أن مهد له قائد جيوشه جوهر أمر مصر.
يقول صاحب شذرات الذهب (2/54) في حوادث سنة 563هـ:
ولما وصل الخبر إلى المعز بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر تقدم إلى القائد جوهر ليجهز للخروج إلى مصر، فخرج أولاً لإصلاح أموره وكان معه جيش عظيم وجميع أنواع القبائل الذين يتوجه بهم إلى مصر، وأنفق المعز في العسكر المسيَّر صحبته أموالاً كثيرة، ورحّل معه ألف حمل من المال والسلاح، ومن الخيل والعدد ما لا يوصف، وكان بمصر في تلك السنة غلاء عظيم ووباء حتى مات فيها وفي أعمالها في تلك المدة ستمائة ألف إنسان على ما قيل.
وقد دخل القائد جوهر مصر في منتصف رمضان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وأخذت كتبه تتردد إلى المعز باستدعائه إلى مصر بعد أن انتظم الحال في مصر والشام والحجاز، وأقيمت للخليفة الفاطمي المعز الدعوة فيها، فسر بذلك سروراً عظيماً.
ثم استخلف الخليفة الفاطمي المعز على أفريقية بلكين بن زيري الصنهاجي، وخرج متوجهاً إلى مصر بأموال جليلة المقدار، ورجال عظيمة الأخطار، ولم يزل في طريقه يقيم بعض الأوقات في بعض البلدان أياماً ويجدّ السير في بعضها، وكان اجتيازه على برقه، ودخل الإسكندرية، ثم رحل منها في أواخر شعبان، ونزل يوم السبت ثاني رمضان على ساحل مصر بالجيزة، فخرج إليه القائد جوهر، وترجل عند لقائه، وقبل الأرض بين يديه، واجتمع به بالجيزة أيضا الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات.
وأقام المعز هناك ثلاثة أيام، وأخذ العسكر في التعدية بأثقالهم إلى ساحل مصر، ودخلها وكانت قد زينت له ، ولما دخل القاهرة ودخل القصر ودخل مجلساً فيه خر ساجداً، ثم صلى فيه ركعتين وانصرف الناس عنه...
مقتل أحد المتآمرين على الأيوبيين (عمارة التميمي).
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان ما ذكره ابن الأثير في تاريخه 10/54 في تاريخه الكامل في حوادث سنة 569هـ وهو يؤرخ للدولة الأيوبية الفتية الناشئة في بلاد الشام ـ وكان الفاطميون قد استنجدوا بها أولا، ثم قضت آخر الأمر على الدولة الفاطمية في مصر وحلت مكانها ـ وكان بين الدولتين أول الأمر صراع يخبو حيناً ويشتد آخر.
قال ابن الأثير: ثم دخلت سنة تسع وستين وخمسمائة، وفي هذه السنة في ثاني رمضان صلب صلاح الدين يوسف بن أيوب جماعة ممن أراد الوثوب به بمصر من أصحاب الخلفاء العلويين.
وفي نفس العام (569 هـ) يورد المؤرخ الفذ ابن كثير في كتابه المرجع (البداية والنهاية 12/276) شيئا من تفاصيل المؤامرة الفاشلة على صلاح الدين الأيوبي، فيذكر قصة قتل شاعر متآمر مغرور، ساقه عمله السيء وجرأته على صلاح الدين الأيوبي - بعد أن قضى على الدولة الفاطمية - إلى ساحة الإعدام في صورة غريبة.قال ابن كثير وهو يسرد حوادث سنة 569هـ:
ـ ومنها مقتل عمارة بن أبي الحسن بن زيدان الحكمي من قحطان الفقيه الشاعر. وسبب قتله أنه اجتمع جماعة من رؤوس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما، فاتفقوا بينهم أن يردوا الدولة الفاطمية، فكتبوا إلى الفرنج (الصليبيين) يستدعونهم، وعينوا خليفة من الفاطميين ووزيراً وأمراء وذلك في غيبة السلطان ببلاد الكرك، ثم اتفق مجيئه، فجرّض عمارة اليمني شمس الدولة توران شاه (وهو أحد قواد جيش صلاح الدين، على المسير إلى اليمن ليضعف بذلك الجيش عن مقاومة الفرنج إذا قدموا لنصرة المتآمرين، ولم يخرج عمارة، بل أقام في القاهرة يفيض في هذا الحديث ويداخل المتكلمين فيه ويصافيهم، وكان من أكابر الدعاة إليه والمحرضين عليه.
وقد أدخل المتآمرون معهم فيه بعض من يُنسب إلى صلاح الدين، وذلك من قلة عقولهم، وهو الشيخ زين الدين علي بن نجا الواعظ، فإنه أخبر السلطان بما تمالؤوا وتعاقدوا عليه، فاستدعاهم واحداً واحداً فقررهم فأقروا بذلك فاعتقلهم، ثم استفتى الفقهاء في أمرهم فأفتوه بقتلهم، فعند ذلك أمر بقتل رؤوسهم وأعيانهم دون أتباعهم وعلمائهم، وأمر بنفي من بقي من جيش الفاطميين إلى أقصى، البلاد وشدد الرقابة على آخر ملوك الفاطميين وهو العاضد،
وكان عمارة اليمني معادياً للقاضي (مستشار صلاح الدين) فلما حضر عمارة بين يدي السلطان قام القاضي الفاضل ـ واسمه عبد الرحيم ـ إلى السلطان صلاح الدين ليشفع في عمارة عنده. فتوهم عمارة أنه يتكلم فيه ويحرضه عليه فقال:
ـ يا مولانا السلطان لا تسمع منه.
فغضب الفاضل وخرج من القصر فقال له السلطان:
ـ إنما كان يشفع فيك. فندم ندماً عظيماً!!
ولما ذُهب به ليصلب مرّ بدار القاضي الفاضل عبد الرحيم فطلبه فتغيب عنه، فأنشد:
عبد الرحيم قد احتجب إن الخلاص هو العجب !!
ويضيف ابن كثير: وكان عمارة شاعراً مطيقا بليغاً فصيحاً لا يلحق شأنه في هذا الشأن، غير أنه ينسب إلى موالاة الفاطميين، وقد اتهم بالزندقة والكفر المحض، ونسب إليه قوله في قصيدة طويلة:
قد كان أولُ هذا الدين من رجل
سعى إلى أن دعوه سيد الأمم
وهو بذلك يعّرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ويشك في نبوته.
فأفتى أهل العلم من أهل مصر بقتله، وحرضوا السلطان على المثلة به وبمثله. وأنشد الكندي في عمارة اليمني حين صلب:
عُمارةُ في الإسلام أبدى جناية
وبايع فيها بِيعة وصليبا
وأمسى شريك الشرك في بغض أحمد
وأصبح في حب الصليب صليبا
وكان صلب عمارة وأصحابه يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة 569هـ.
تابع اليوم الثاني
ـ مقتل الخليفة العباسي المعتز بالله:
شهد اليوم الثاني من رمضان سنة 255 هـ نهاية مأساوية لخليفة عباسي في الفترة المضطربة من حكم العباسيين... إنه المعتز بالله محمد بن جعفر بن المعتصم...
وكان المعتز بالله قد أجبر سلفه الملقب بالمستعين بالله على خلع نفسه من الخلافة والتنحي عن السلطة، قبل ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة عشر يوماً بالتمام والكمال...
يقول الطبري (5/406): ولما بايع المستعين (المعزول) المعتز (الخليفة الجديد) وأخذ عليه البيعة ببغداد وأشهد عليه الشهود من بني هاشم والقضاة والفقهاء والقواد نُقل من الموضع الذي كان به من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل هو وعياله وولده وجواريه لأربع خلون من المحرم فأنزلوهم فيه جميعاً ووكل بهم سعيد بن رجاء الحضاري وهو أحد رجالات المعتز في أصحابه،
وأخذ المستعين المعزول البردة والقضيب والخاتم – وكانت شارات الخلافة آنذاك - ووجه بها إلى المعتز بالله وكتب إليه:
ـ أما بعد فالحمد لله متمم النعم برحمته، والهادي إلى شكره بفضله، وصلى الله على محمد عبده ورسوله الذي جمع له ما فرّق من الفضل في الرسل قبله، وجعل تراثه راجعاً إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما. كتابي إلى أمير المؤمنين وقد تمم الله له أمره وتسملتُ تراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان عنده (يقصد البردة والقضيب والخاتم) وأنفذته إلى أمير المؤمنين مع عبيد الله بن عبد الله مولى أمير المؤمنين وعبده.
ومُنع المستعين من الخروج إلى مكة واختار أن ينزل البصرة.
ونقل الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 2/126): كانت خلافة المعتز بالله إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسُّر مَنْ رأى، (سامراء) ودفن بموضع يقال له باب السميدع...
وجاء في مسائل الإمام أحمد (سامراء1/65) ثم قتل المعتز بالله، وقيل: مات بمكروه ناله في اليوم الثاني من رمضان.
وقد أعطانا صاحب (بغية الطلب كمال الدين عمر بن احمد بن ابي جرادة في تاريخ حلب) صورة لأحداث خلع المعتز وطريقة قتله كما أشيع آنذاك قال:
هاج الموالي فخلعوا المعتز بحضرة القضاة والفقهاء بعد أن قرعوه ووبخوه وتلاه في الخلافة محمد بن الواثق أبو عبد الله المسمى بالمهتدي، فتتبع أموال المعتز، وأخذ له مالاً وجوهراً وطيباً ومتاعاً كثيرا. وأخذ من مال أخته ثلاث مائة ألف دينار ونادى المهتدي:
ـ من دل على مالٍ من ما لهم فله نصف العشر. فدل الناس على أموال كثيرة
وعُذب المعتز بألوان العذاب فلم يكن عنده مال (أي لم يقر على شيء) فأدخل حماماً ومنعوه الماء، حتى اشتد في الحمام عطشه وقارب التلف، ثم أخرج فأعطي ماء فيه ثلج كثير، فحين جرع منه جرعاً مات.
صاعقة محرقة على بغداد:
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان ما أورد ابن الجوزي في كتابه (المنتظم) 8/146) في حوادث سنة 442هـ قال:
ووقعت في ليلة الجمعة ثاني رمضان صاعقة في محلة نور الدولة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان، فأحرقت نصفها ورأس أحد الرجلين ونصف بدنه ويداً واحدة ورجلاً واحدة فمات، وسقط الآخر مغشياً عليه لم يتكلم يومين وليلة ثم أفاق، وعصفت ريح شديدة وجاء مطر جود فقلعت رواسن الخلافة على دجله.
وصول الخليفة الفاطمي مصر:
ومن حوادث اليوم الثاني في شهر رمضان وصول الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى ساحل الجيزة مصر بعد أن مهد له قائد جيوشه جوهر أمر مصر.
يقول صاحب شذرات الذهب (2/54) في حوادث سنة 563هـ:
ولما وصل الخبر إلى المعز بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر تقدم إلى القائد جوهر ليجهز للخروج إلى مصر، فخرج أولاً لإصلاح أموره وكان معه جيش عظيم وجميع أنواع القبائل الذين يتوجه بهم إلى مصر، وأنفق المعز في العسكر المسيَّر صحبته أموالاً كثيرة، ورحّل معه ألف حمل من المال والسلاح، ومن الخيل والعدد ما لا يوصف، وكان بمصر في تلك السنة غلاء عظيم ووباء حتى مات فيها وفي أعمالها في تلك المدة ستمائة ألف إنسان على ما قيل.
وقد دخل القائد جوهر مصر في منتصف رمضان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وأخذت كتبه تتردد إلى المعز باستدعائه إلى مصر بعد أن انتظم الحال في مصر والشام والحجاز، وأقيمت للخليفة الفاطمي المعز الدعوة فيها، فسر بذلك سروراً عظيماً.
ثم استخلف الخليفة الفاطمي المعز على أفريقية بلكين بن زيري الصنهاجي، وخرج متوجهاً إلى مصر بأموال جليلة المقدار، ورجال عظيمة الأخطار، ولم يزل في طريقه يقيم بعض الأوقات في بعض البلدان أياماً ويجدّ السير في بعضها، وكان اجتيازه على برقه، ودخل الإسكندرية، ثم رحل منها في أواخر شعبان، ونزل يوم السبت ثاني رمضان على ساحل مصر بالجيزة، فخرج إليه القائد جوهر، وترجل عند لقائه، وقبل الأرض بين يديه، واجتمع به بالجيزة أيضا الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات.
وأقام المعز هناك ثلاثة أيام، وأخذ العسكر في التعدية بأثقالهم إلى ساحل مصر، ودخلها وكانت قد زينت له ، ولما دخل القاهرة ودخل القصر ودخل مجلساً فيه خر ساجداً، ثم صلى فيه ركعتين وانصرف الناس عنه...
مقتل أحد المتآمرين على الأيوبيين (عمارة التميمي).
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان ما ذكره ابن الأثير في تاريخه 10/54 في تاريخه الكامل في حوادث سنة 569هـ وهو يؤرخ للدولة الأيوبية الفتية الناشئة في بلاد الشام ـ وكان الفاطميون قد استنجدوا بها أولا، ثم قضت آخر الأمر على الدولة الفاطمية في مصر وحلت مكانها ـ وكان بين الدولتين أول الأمر صراع يخبو حيناً ويشتد آخر.
قال ابن الأثير: ثم دخلت سنة تسع وستين وخمسمائة، وفي هذه السنة في ثاني رمضان صلب صلاح الدين يوسف بن أيوب جماعة ممن أراد الوثوب به بمصر من أصحاب الخلفاء العلويين.
وفي نفس العام (569 هـ) يورد المؤرخ الفذ ابن كثير في كتابه المرجع (البداية والنهاية 12/276) شيئا من تفاصيل المؤامرة الفاشلة على صلاح الدين الأيوبي، فيذكر قصة قتل شاعر متآمر مغرور، ساقه عمله السيء وجرأته على صلاح الدين الأيوبي - بعد أن قضى على الدولة الفاطمية - إلى ساحة الإعدام في صورة غريبة.قال ابن كثير وهو يسرد حوادث سنة 569هـ:
ـ ومنها مقتل عمارة بن أبي الحسن بن زيدان الحكمي من قحطان الفقيه الشاعر. وسبب قتله أنه اجتمع جماعة من رؤوس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما، فاتفقوا بينهم أن يردوا الدولة الفاطمية، فكتبوا إلى الفرنج (الصليبيين) يستدعونهم، وعينوا خليفة من الفاطميين ووزيراً وأمراء وذلك في غيبة السلطان ببلاد الكرك، ثم اتفق مجيئه، فجرّض عمارة اليمني شمس الدولة توران شاه (وهو أحد قواد جيش صلاح الدين، على المسير إلى اليمن ليضعف بذلك الجيش عن مقاومة الفرنج إذا قدموا لنصرة المتآمرين، ولم يخرج عمارة، بل أقام في القاهرة يفيض في هذا الحديث ويداخل المتكلمين فيه ويصافيهم، وكان من أكابر الدعاة إليه والمحرضين عليه.
وقد أدخل المتآمرون معهم فيه بعض من يُنسب إلى صلاح الدين، وذلك من قلة عقولهم، وهو الشيخ زين الدين علي بن نجا الواعظ، فإنه أخبر السلطان بما تمالؤوا وتعاقدوا عليه، فاستدعاهم واحداً واحداً فقررهم فأقروا بذلك فاعتقلهم، ثم استفتى الفقهاء في أمرهم فأفتوه بقتلهم، فعند ذلك أمر بقتل رؤوسهم وأعيانهم دون أتباعهم وعلمائهم، وأمر بنفي من بقي من جيش الفاطميين إلى أقصى، البلاد وشدد الرقابة على آخر ملوك الفاطميين وهو العاضد،
وكان عمارة اليمني معادياً للقاضي (مستشار صلاح الدين) فلما حضر عمارة بين يدي السلطان قام القاضي الفاضل ـ واسمه عبد الرحيم ـ إلى السلطان صلاح الدين ليشفع في عمارة عنده. فتوهم عمارة أنه يتكلم فيه ويحرضه عليه فقال:
ـ يا مولانا السلطان لا تسمع منه.
فغضب الفاضل وخرج من القصر فقال له السلطان:
ـ إنما كان يشفع فيك. فندم ندماً عظيماً!!
ولما ذُهب به ليصلب مرّ بدار القاضي الفاضل عبد الرحيم فطلبه فتغيب عنه، فأنشد:
عبد الرحيم قد احتجب إن الخلاص هو العجب !!
ويضيف ابن كثير: وكان عمارة شاعراً مطيقا بليغاً فصيحاً لا يلحق شأنه في هذا الشأن، غير أنه ينسب إلى موالاة الفاطميين، وقد اتهم بالزندقة والكفر المحض، ونسب إليه قوله في قصيدة طويلة:
قد كان أولُ هذا الدين من رجل
سعى إلى أن دعوه سيد الأمم
وهو بذلك يعّرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ويشك في نبوته.
فأفتى أهل العلم من أهل مصر بقتله، وحرضوا السلطان على المثلة به وبمثله. وأنشد الكندي في عمارة اليمني حين صلب:
عُمارةُ في الإسلام أبدى جناية
وبايع فيها بِيعة وصليبا
وأمسى شريك الشرك في بغض أحمد
وأصبح في حب الصليب صليبا
وكان صلب عمارة وأصحابه يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة 569هـ.
تابع اليوم الثاني
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الإثنين 01 سبتمبر 2008, 23:01
- أبو الفتح أحمد بن محمد سلطان كجرات:
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان: جاء في كتاب شذرات الذهب (4/74) أنه في سنة 916هـ توفي السلطان العادل المجاهد أبو الفتح أحمد بن محمد سلطان كجرات من بلاد السند، وهو الذي أخذ من الكفار قلعة الشبابانير فابتناها مدينة وسماها أحمد أباد ولا تزال تنسب إليه إلى اليوم.
وعمر السلطان جمد هذا بمكة رباطا مجاور باب الدربية عرف بالكنباتية، وقرر به جماعة ودروساً وغير ذلك، وكان يرسل لهم مع أهل الحرمين عدة صدقات. واستمر على ولايته إلى أن توفي يوم الأحد ثاني رمضان بمدينة أحمد أباد.
معركة شقحب على أطراف دمشق:
ومن حوادث اليوم الثاني في رمضان: يورد لنا ابن تغري صاحب النجوم الزاهرة (8/160) صورة عن معركة جرت بين التتار والمماليك من أهل الشام ومصر وهي معركة شقحب على أطراف دمشق تحت جبل غباغب سنة 702هـ وقد هزم فيها التتار شر هزيمة بعد أن كاد اليأس والخوف يقتل النفوس يقول:
ـ ومشى السلطان الملك الناصر محمد على التتار والخليفة بجانبه، ومعهما القراء يتلون القرآن ويحثون على الجهاد ويشوقون إلى الجنة وصار الخليفة يقول
يا مجاهدون لا تنظروا لسلطانكم، قاتلوا عن دين نبيكم وعن حريمكم...
فلما تم الترتيب زحفت كراديس التتار كقطع الليل، وكان ذلك وقت الظهر من يوم السبت ثاني رمضان، وثبت أمراء الجيش وألقوا بأنفسهم إلى الموت واقتحموا القتال، واستمروا إلى أن كشفوا التتار عن المسلمين، وفر قطلوشاه مقدم التتار في نحو عشرين الفا، ونزل هارباً بعد المغرب، وشرع التتار في الهزيمة، وتبعهم المسلمون قتلاً وأسرا وتخطفهم الناس إلى الفرات (العبر في خبر من غبر 6/20).
ومن حوادث اليوم الثاني من رمضان: جاء في كتاب شذرات الذهب (4/74) أنه في سنة 916هـ توفي السلطان العادل المجاهد أبو الفتح أحمد بن محمد سلطان كجرات من بلاد السند، وهو الذي أخذ من الكفار قلعة الشبابانير فابتناها مدينة وسماها أحمد أباد ولا تزال تنسب إليه إلى اليوم.
وعمر السلطان جمد هذا بمكة رباطا مجاور باب الدربية عرف بالكنباتية، وقرر به جماعة ودروساً وغير ذلك، وكان يرسل لهم مع أهل الحرمين عدة صدقات. واستمر على ولايته إلى أن توفي يوم الأحد ثاني رمضان بمدينة أحمد أباد.
معركة شقحب على أطراف دمشق:
ومن حوادث اليوم الثاني في رمضان: يورد لنا ابن تغري صاحب النجوم الزاهرة (8/160) صورة عن معركة جرت بين التتار والمماليك من أهل الشام ومصر وهي معركة شقحب على أطراف دمشق تحت جبل غباغب سنة 702هـ وقد هزم فيها التتار شر هزيمة بعد أن كاد اليأس والخوف يقتل النفوس يقول:
ـ ومشى السلطان الملك الناصر محمد على التتار والخليفة بجانبه، ومعهما القراء يتلون القرآن ويحثون على الجهاد ويشوقون إلى الجنة وصار الخليفة يقول
يا مجاهدون لا تنظروا لسلطانكم، قاتلوا عن دين نبيكم وعن حريمكم...
فلما تم الترتيب زحفت كراديس التتار كقطع الليل، وكان ذلك وقت الظهر من يوم السبت ثاني رمضان، وثبت أمراء الجيش وألقوا بأنفسهم إلى الموت واقتحموا القتال، واستمروا إلى أن كشفوا التتار عن المسلمين، وفر قطلوشاه مقدم التتار في نحو عشرين الفا، ونزل هارباً بعد المغرب، وشرع التتار في الهزيمة، وتبعهم المسلمون قتلاً وأسرا وتخطفهم الناس إلى الفرات (العبر في خبر من غبر 6/20).
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الأربعاء 03 سبتمبر 2008, 13:59
اليوم الثالث من أيام رمضان
الخروج لغزوة بدرالكبرى:
من حوادث اليوم الثالث من رمضان: الخروج لغزوة بدرالكبرىنقل خليفة بن خياط في تاريخه (1/68) عن ابن إسحاق قال: وبلغ رسولالله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير قريش, فخرج في طلبه. قال ابن إسحاق: خرج في طلبه يوم الأربعاء لثلاث خلون من رمضان... وهذا أحد قولين. والقول الثاني أن الخروج لبدر كان في الثامن من رمضان.
وهذا الخروج هو أحدتواريخ ثلاثة وقعت في رمضان تتعلق بغزوة بدر:
فإن الخروج لها ومغادرةالمدينة المنورة كان في ثالث رمضان.
أما الغزوة نفسها فحدثت ـ كما سيأتي ـيوم الجمعة في السابع عشر من رمضان.
وأما العودة إلى المدينة المنورة فيختامها فكان في ختام شهر رمضان.
السيدة فاطمة البتول سيدة نساءالجنة:
وفي الثالث من شهر رمضان سنة أحد عشر للهجرة توفيت سيدة نساءالعالمين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنهاوأرضاهاقال ابن كثير (6/333) وبعده (ص) بستة أشهر على الأشهر توفيتابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكني بأم أبيها، وقد كان صلوات الله وسلامه عليه عهدإليها أنها أول أهله لحوقاً به، وقال لها مع ذلك :
ـ أما ترضين أن تكونيسيدة نساء أهل الجنةوكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على المشهور،ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها لأنها أصيبت به عليه السلام ، وقد كان النبيصلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها وكانت صابرة ديّنة خيّرة صينة قانتةشاكرة لله. وليس له عليه الصلاة والسلام نسل إلا من جهتها.
قال الزبير بنبكار: وقد روي أنه عليه السلام ليلة زفاف علي وفاطمة رضي الله عنهما توضأ وصب عليهوعلى فاطمة ودعا لهما أن يبارك في نسلهما.
وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبيطالب رضي الله عنه بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلكبسبعة أشهر ونصف فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم.
وكان عمرها إذذاك خمسة عشر سنة وخمسة أشهر فولدت له حسناً وحسيناً ومحْسناً وأم كلثوم التي تزوجبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ذلك.
وقد قال الإمام أحمد عن عطاء بنالسائب عن أبيه عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجهفاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحى وسقاء وجرتين..
ولماتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت فاطمة الزهراء في نفسها شيئاً على أبي بكرالصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله بسبب ميراثها.
يقول ابن كثير: فلمامرضت جاءها الصديق فدخل عليها فجعل يترضاها ويقول:
ـ "والله ما تركت الداروالمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت،فرضيت رضي الله عنها". رواه البيهقيوقيل : إنها لم تضحك في مدة بقائها بعدهعليه السلام وأنها كانت تذوب من حزنها عليه وشوقها إليه. وهي التي قالت لأنس قولتهاالشهيرة:
ـ "يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراث على رسول الله صلى اللهعليه وسلم".
ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس امرأة أبي بكرالصديق رضي الله عنهما فغسلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع. قيل: والعباسابن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين...
واختلف في مقدار سنها يومئذ فقيلسبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها. وكانالذي صلى عليها زوجها علي. وقيل: العباس. وقيل: أبو بكر الصديق واللهأعلم.
ودفنت بالبقيع ليلاً، وذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنةإحدى عشرة للهجرة النبوية.
مروان بن الحكم جد الأمويين :
وفي الثالث من شهر رمضان سنة 65 للهجرة توفي الخليفة الرابع من خلفاء بنيأمية مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس (مآثر الإنافة 1/ للقلقشندي125) وهو أبو عبد الملك بن مروان.
كان يلقب (بالمؤتمن بالله) وأمهأمية بنت علقمة بن صفوان.. كانت قصيراً دقيقاً أوقص، بويع له بالخلافة في الجابيةمن أطراف الشام في رجب سنة أربعة وستين، ثم جددت له البيعة في ذي القعدة من هذهالسنةقال القلقشندي نقلاً عن ابن حزم في (نقط العروس): وكان سنه يوم وليالخلافة إحدى وستين سنة وكان نقش خاتمه: الله ثقتي ورجائي. وكان له من الأولاد عبدالملك ومعاوية وعبيد الله وعبد الله وأبان وداود وعبد العزيز وعبد الرحمن وبشرومحمد وبنات.
كان سلطانه بالشام خاصة. بينما باقي الأمصار: الحجاز والعراقومصر في طاعة عبد الله بن الزبير.
بل كان الضحاكُ بن قيس بالشام في جماعةيحاربون لمبايعة ابن الزبير كذلك، حتى كانت الوقعة بين الفريقين بمرج راهط بغوطةدمشق، فقتل الضحاك وانهزم من معه.
وسار مروان إلى مصر سنة خمس وستين فبايعهأهلها.
توفي مروان بن الحكم هذا بالطاعون لثلاث خلون من رمضان سنة 65هـوعمره ثلاث وستون سنة، ودفن بقبة دمشق، وكانت مدة خلافته سبعة أشهر وثمانية عشريوماًويقال: إن زوجته أم خالد بن يزيد بن معاوية خنقته، ثم صاحت وقالت: ماتفجأة.
وكان مروان (تاريخ خليفة بن خياط 1/262) قد ولد بمكة في دار أبي العاصالتي يقال لها دار أم أبي الحكم ، ويقال ولد في الطائف. وكان على شرطته يحيى بن قيسالغساني، وكاتبه سرجون بن منصور الرومي ، وحاجبه أبو سهل الأسود مولاه. واللهأعلم.
عزل عبيد الله بن المهدي عن مصر:
وفي الثالث منرمضان عام 181هـ عزل هارون الرشيد (النجوم الزاهرة 2/94) أخاه لأبيه عبيد الله بنالمهدي بن أبي جعفر المنصور عن ولاية مصر.
وكان الرشيد جمع له فيها حينماولاه إضافة إلى الإمارة إمامة الصلاة وخراج مصر. فقدمها في يوم الإثنين لأثنتي عشرليلة من المحرم سنة 179هـ وجعل على شرطته معاوية بن صرد، وخرج منها إلى جهةالإسكندرية لما بلغه أن الروم قصدوا الإسكندرية، ثم عاد إليها حتى صرفه أخوه الرشيدعنها.
قال ابن تغري (2/94) صاحب البغية: صرف عنها لثلاث خلون من شهر رمضانسنة إحدى وثمانين ومائة.
ولاية المستنصر بالله الأيوبي فيالأندلس:
وفي الثالث من شهر رمضان سنة 350 يوم الخميس (الحلة السيراء 1/200) ولي الخلافة في بلاد الأندلس رجل من الأمويين هو الحكم بن عبد الرحمن المستنصربالله أبو العاص.
ولي الحكم بن المستنصر بالله الخلافة وهو ابن سبع وأربعينسنة. وبقي خليفة إلى توفي سنة 366هـ فكانت خلافته خمس عشر سنة وخمسة أشهر وثلاثةأيام.
استغرقت خلافة أبيه الطويلة ردحاً من عمره، حتى كان أبوه المستنصريقول له فيما يحكى عنه:
لقد طولنا عليك يا أبا العاصي.
تابع لليوم الثالث....
الخروج لغزوة بدرالكبرى:
من حوادث اليوم الثالث من رمضان: الخروج لغزوة بدرالكبرىنقل خليفة بن خياط في تاريخه (1/68) عن ابن إسحاق قال: وبلغ رسولالله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير قريش, فخرج في طلبه. قال ابن إسحاق: خرج في طلبه يوم الأربعاء لثلاث خلون من رمضان... وهذا أحد قولين. والقول الثاني أن الخروج لبدر كان في الثامن من رمضان.
وهذا الخروج هو أحدتواريخ ثلاثة وقعت في رمضان تتعلق بغزوة بدر:
فإن الخروج لها ومغادرةالمدينة المنورة كان في ثالث رمضان.
أما الغزوة نفسها فحدثت ـ كما سيأتي ـيوم الجمعة في السابع عشر من رمضان.
وأما العودة إلى المدينة المنورة فيختامها فكان في ختام شهر رمضان.
السيدة فاطمة البتول سيدة نساءالجنة:
وفي الثالث من شهر رمضان سنة أحد عشر للهجرة توفيت سيدة نساءالعالمين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنهاوأرضاهاقال ابن كثير (6/333) وبعده (ص) بستة أشهر على الأشهر توفيتابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكني بأم أبيها، وقد كان صلوات الله وسلامه عليه عهدإليها أنها أول أهله لحوقاً به، وقال لها مع ذلك :
ـ أما ترضين أن تكونيسيدة نساء أهل الجنةوكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على المشهور،ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها لأنها أصيبت به عليه السلام ، وقد كان النبيصلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها وكانت صابرة ديّنة خيّرة صينة قانتةشاكرة لله. وليس له عليه الصلاة والسلام نسل إلا من جهتها.
قال الزبير بنبكار: وقد روي أنه عليه السلام ليلة زفاف علي وفاطمة رضي الله عنهما توضأ وصب عليهوعلى فاطمة ودعا لهما أن يبارك في نسلهما.
وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبيطالب رضي الله عنه بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلكبسبعة أشهر ونصف فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم.
وكان عمرها إذذاك خمسة عشر سنة وخمسة أشهر فولدت له حسناً وحسيناً ومحْسناً وأم كلثوم التي تزوجبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ذلك.
وقد قال الإمام أحمد عن عطاء بنالسائب عن أبيه عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجهفاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحى وسقاء وجرتين..
ولماتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت فاطمة الزهراء في نفسها شيئاً على أبي بكرالصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله بسبب ميراثها.
يقول ابن كثير: فلمامرضت جاءها الصديق فدخل عليها فجعل يترضاها ويقول:
ـ "والله ما تركت الداروالمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت،فرضيت رضي الله عنها". رواه البيهقيوقيل : إنها لم تضحك في مدة بقائها بعدهعليه السلام وأنها كانت تذوب من حزنها عليه وشوقها إليه. وهي التي قالت لأنس قولتهاالشهيرة:
ـ "يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراث على رسول الله صلى اللهعليه وسلم".
ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس امرأة أبي بكرالصديق رضي الله عنهما فغسلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع. قيل: والعباسابن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين...
واختلف في مقدار سنها يومئذ فقيلسبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها. وكانالذي صلى عليها زوجها علي. وقيل: العباس. وقيل: أبو بكر الصديق واللهأعلم.
ودفنت بالبقيع ليلاً، وذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنةإحدى عشرة للهجرة النبوية.
مروان بن الحكم جد الأمويين :
وفي الثالث من شهر رمضان سنة 65 للهجرة توفي الخليفة الرابع من خلفاء بنيأمية مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس (مآثر الإنافة 1/ للقلقشندي125) وهو أبو عبد الملك بن مروان.
كان يلقب (بالمؤتمن بالله) وأمهأمية بنت علقمة بن صفوان.. كانت قصيراً دقيقاً أوقص، بويع له بالخلافة في الجابيةمن أطراف الشام في رجب سنة أربعة وستين، ثم جددت له البيعة في ذي القعدة من هذهالسنةقال القلقشندي نقلاً عن ابن حزم في (نقط العروس): وكان سنه يوم وليالخلافة إحدى وستين سنة وكان نقش خاتمه: الله ثقتي ورجائي. وكان له من الأولاد عبدالملك ومعاوية وعبيد الله وعبد الله وأبان وداود وعبد العزيز وعبد الرحمن وبشرومحمد وبنات.
كان سلطانه بالشام خاصة. بينما باقي الأمصار: الحجاز والعراقومصر في طاعة عبد الله بن الزبير.
بل كان الضحاكُ بن قيس بالشام في جماعةيحاربون لمبايعة ابن الزبير كذلك، حتى كانت الوقعة بين الفريقين بمرج راهط بغوطةدمشق، فقتل الضحاك وانهزم من معه.
وسار مروان إلى مصر سنة خمس وستين فبايعهأهلها.
توفي مروان بن الحكم هذا بالطاعون لثلاث خلون من رمضان سنة 65هـوعمره ثلاث وستون سنة، ودفن بقبة دمشق، وكانت مدة خلافته سبعة أشهر وثمانية عشريوماًويقال: إن زوجته أم خالد بن يزيد بن معاوية خنقته، ثم صاحت وقالت: ماتفجأة.
وكان مروان (تاريخ خليفة بن خياط 1/262) قد ولد بمكة في دار أبي العاصالتي يقال لها دار أم أبي الحكم ، ويقال ولد في الطائف. وكان على شرطته يحيى بن قيسالغساني، وكاتبه سرجون بن منصور الرومي ، وحاجبه أبو سهل الأسود مولاه. واللهأعلم.
عزل عبيد الله بن المهدي عن مصر:
وفي الثالث منرمضان عام 181هـ عزل هارون الرشيد (النجوم الزاهرة 2/94) أخاه لأبيه عبيد الله بنالمهدي بن أبي جعفر المنصور عن ولاية مصر.
وكان الرشيد جمع له فيها حينماولاه إضافة إلى الإمارة إمامة الصلاة وخراج مصر. فقدمها في يوم الإثنين لأثنتي عشرليلة من المحرم سنة 179هـ وجعل على شرطته معاوية بن صرد، وخرج منها إلى جهةالإسكندرية لما بلغه أن الروم قصدوا الإسكندرية، ثم عاد إليها حتى صرفه أخوه الرشيدعنها.
قال ابن تغري (2/94) صاحب البغية: صرف عنها لثلاث خلون من شهر رمضانسنة إحدى وثمانين ومائة.
ولاية المستنصر بالله الأيوبي فيالأندلس:
وفي الثالث من شهر رمضان سنة 350 يوم الخميس (الحلة السيراء 1/200) ولي الخلافة في بلاد الأندلس رجل من الأمويين هو الحكم بن عبد الرحمن المستنصربالله أبو العاص.
ولي الحكم بن المستنصر بالله الخلافة وهو ابن سبع وأربعينسنة. وبقي خليفة إلى توفي سنة 366هـ فكانت خلافته خمس عشر سنة وخمسة أشهر وثلاثةأيام.
استغرقت خلافة أبيه الطويلة ردحاً من عمره، حتى كان أبوه المستنصريقول له فيما يحكى عنه:
لقد طولنا عليك يا أبا العاصي.
تابع لليوم الثالث....
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الأربعاء 03 سبتمبر 2008, 14:01
كان الحكم بن المستنصر حسن السيرة فاضلاً عادلاً، شغوفاً بالعلوم حريصاً على اقتناء دواوينها، يبعث فيها إلى الأقطار والبلدان, ويبذل في أعلاقها ودفاترها أنفس الأثمان. ونفق ذلك لديه، فحملت إليه من كل جهة حتى غصت بها بيوته, وضاقت عنها خزائنه
قال ابن حيان عند ذكر الحكم في (الحلة السيراء للقناعي 1/200): كان من أهل الدين والعلم، باحثا عن الأنساب مستجلباً للعلماء ورواة الحديث من جميع الآفاق، يشاهد مجالس العلماء ويسمع منهم وروى عنهم، ولم يُسمع في الإسلام بخليفة بلغ مبلغ الحكم في اقتناء الكتب والدواوين وإيثارها.
بعث إلى أبي الفرج الأصبهاني القرشي المرواني ألف دينار عيناً ذهباً, وخاطبه يلتمس منه نسخة من كتابه الذي ألفه في الأغاني ، فأرسل إليه في الأندلس منه نسخة حسنة منقحة، قبل أن يظهر الكتاب لأهل العراق أو ينسخه أحد منهم ، وألف له أيضاً أنساب قومه بني أمية موشحه بمناقبهم وأسماء رجالهم فأحسن فيه جداً, وخلّد لهم مجداً, وأرسل به إلى قرطبة وأنفذ معه قصيدة حسنة من شعره.
وكان للحكم ورّاقون بأقطار البلاد ينتخبون له غرائب التواليف, ورجال يوجههم إلى الآفاق. ومن وراقيه ببغداد محمد بن طرخان ومن أهل الشرق والأندلس جماعة.
وكان الحكم كثير التصحيح لكتبه والمطالعة لفوائدها، وقلما تجد له كتاباً في خزائنه إلا وله فيه قراءة ونظر من أي فن كان من فنون العلم. يقرؤه ويكتب فيه بخطه: إما في أوله أو آخره أو في تضاعيفه نسب المؤلف ووفاته والتعريف به، ويذكر أنساب الرواة له، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لكثرة مطالعته وعنايته بهذا الفن.. وكان موثوقاً به مأموناً عليه, صار كل ما كتبه حجة عند شيوخ الأندلسيين وأئمتهم.
قال ابن حيان عند ذكر الحكم في (الحلة السيراء للقناعي 1/200): كان من أهل الدين والعلم، باحثا عن الأنساب مستجلباً للعلماء ورواة الحديث من جميع الآفاق، يشاهد مجالس العلماء ويسمع منهم وروى عنهم، ولم يُسمع في الإسلام بخليفة بلغ مبلغ الحكم في اقتناء الكتب والدواوين وإيثارها.
بعث إلى أبي الفرج الأصبهاني القرشي المرواني ألف دينار عيناً ذهباً, وخاطبه يلتمس منه نسخة من كتابه الذي ألفه في الأغاني ، فأرسل إليه في الأندلس منه نسخة حسنة منقحة، قبل أن يظهر الكتاب لأهل العراق أو ينسخه أحد منهم ، وألف له أيضاً أنساب قومه بني أمية موشحه بمناقبهم وأسماء رجالهم فأحسن فيه جداً, وخلّد لهم مجداً, وأرسل به إلى قرطبة وأنفذ معه قصيدة حسنة من شعره.
وكان للحكم ورّاقون بأقطار البلاد ينتخبون له غرائب التواليف, ورجال يوجههم إلى الآفاق. ومن وراقيه ببغداد محمد بن طرخان ومن أهل الشرق والأندلس جماعة.
وكان الحكم كثير التصحيح لكتبه والمطالعة لفوائدها، وقلما تجد له كتاباً في خزائنه إلا وله فيه قراءة ونظر من أي فن كان من فنون العلم. يقرؤه ويكتب فيه بخطه: إما في أوله أو آخره أو في تضاعيفه نسب المؤلف ووفاته والتعريف به، ويذكر أنساب الرواة له، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لكثرة مطالعته وعنايته بهذا الفن.. وكان موثوقاً به مأموناً عليه, صار كل ما كتبه حجة عند شيوخ الأندلسيين وأئمتهم.
- abdrrahimعضو فعال
- :
عدد الرسائل : 320
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الأربعاء 03 سبتمبر 2008, 18:16
تشرفت بمروركم الطيب وتحياتي لكم.وجزاكم الله خيرا على هذه الاضافات.
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الخميس 04 سبتمبر 2008, 22:33
اليوم الرابع من أيامرمضانـ البيعة للأدارسة في المغرب:
من حوادثاليوم الرابع من رمضان تلقي العلويين الأدارسة البيعة في المغربقال د.عبدالهادي التازي في كتابه (الأصول التاريخية بالمشرق لآل البيت بالمغرب):
ـكان أول قادم إلى المغرب من ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو المولىإدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وذلكبإجماع المؤلفين الذين كتبوا عن تاريخ المغرب بعد ظهور الإسلام...
وقد كانوصول إدريس إلى أفريقيا عبر البحر الأحمر بعد وقفة (فخ) التي جرت يوم ثامن ذي الحجةسنة 169هـ.
ومن طنجة التي نزل بها إدريس بادئ الأمر وجه نداءه التاريخي إلىالمغاربة، ولم يلبث أن تلقى البيعة يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172هـحيث أنشأ مملكةفي المغرب مستقلة عن الخلافة العباسية ببغداد.
وقد أغضبت تلك الحركةالعباسيين ببغداد فبعثوا بمن احتال عليه وقام باغتياله. لكن الدولة التي انشأهااستمرت بجهود ابنه إدريس الثاني الذي انشأ له سنة 192هـ عاصمة تحمل اسمفاس.
ـ ثورة خالد الدريوش وسهل بن سلامة:
ومن حوادث اليومالرابع من رمضان ثورة خالد الدريوش وسهل بن سلامهجاء في تاريخ الطبري (5/132) في حوادث سنة 201 للهجرة قال:
ـ وفي هذه السنة تجردت المطوعة للنكيرعلى الفساق ببغداد. ورئيسهم خالد الدريوش وسهل بن سلامة الأنصاري.
وكانالسبب في ذلك أن فساق الحربية والشطّار الذين كانوا ببغداد والكرخ آذوا الناس أذىشديدا، وأظهروا الفسق وقطع الطريق، وأخذ الغلمان والنساء علانية من الطرق، فكانوايجتمعون فيأتون الرجل فيأخذون ابنه فيذهبون به فلا يقدر أن يمتنع، وكانوا ـ أيالشطار والفساق ـ يجتمعون فيأتون القرى فيكاثرون أهلها ويأخذون ما قدروا عليه منمتاع وغير ذلك ، لا سلطان يمنعهم ولا يقدر على ذلك منهم ، لأن السلطان كان يعتز بهموكانوا بطانته .
فلما رأى الناس ذلك وما قد أُخذ منهم وما بيع من متاع فيأسواقهم، وأن السلطان لا يغير عليهم قام صلحاء كل رَبَض ودرب ، فمشى بعضهم إلى بعضوقالوا:
ـ إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة ، وقد غلبوكم وأنتمأكثر منهم، فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحداً لقمعتم هؤلاء الفساق.
فقامرجل من ناحية طريق الأنبار يقال له (خالد الدريوش) فدعا جيرانه وأهل بيته وأهل محلةعلى أن يعاونوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابوه إلى ذلك ، وشد على منيليه من الفساق والشطار فمنعهم مما كانوا يصنعون ، إلا أنه كان لا يرى أن يغير علىالسلطان شيئا . (أي لا يخرج على الحاكم)
ثم قام من بعده رجل من أهل الحربيةيقال له سهل بن سلامة الأنصاري من أهل خراسان فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر والعمل بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلق مصحفاً فيعنقه ، ثم بدأ بجيرانه وأهل محلة فأمرهم ونهاهم فقبلوا منه ، ثم دعا الناس جميعاًإلى ذلك فأتاه خلق كثير فبايعوا ، ثم إنه طاف ببغداد وأسواقها وطرقها ومنع كل منيخفر ويجبي المارة. فقوي على ذلك.
وقام في ذلك سهل يوم الخميس لأربع خلون منشهر رمضان سنة إحدى ومائتين في مسجد طاهر بن الحسين، الذي كان بناه في الحربية... إلا أن ذلك استثار السلطان.
يقول ابن الجوزي في المنتظم (10/93) وقوتل سهلمن قبل السلطان ، قاتله عيسى محمد بن أبي خالد فقاتل فضرب ضربة بالسيف فرجع إلىمنزله ، ثم اعتذر إليه عيسى.
ـ سقوط سرقسطة في يدالإفرنج:
وفي اليوم الرابع من شهر رمضان سنة 512هـ. سقطت في يد الافرنجمدينة سرقسطة من بلاد الأندلس.
قال ابن المقرّي في نفح الطيب: (1/150) سرقسطة بناها قيصر ملك روما الذي تؤرخ من مدته مدة الصفر قبل مولد المسيح على نبيناوعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وتفسير اسمها قصر السيد لأنه اختار ذلكالمكان في الأندلس.
وقيل: إن موسى بن نصير - فاتح الأندلس - شرب من ماء نهرجلق بسرقسطة فاستعذبه، وحكم أنه لم يشرب بالأندلس أعذب منه، وسأل عن اسمه فقيل جلق،ونظر إلى ما هي عليه من البساتين فشبهها بغوطة جلق الشام.
وذكر غير واحد أنفي كورة سرقسطة الملح الاندراني الأبيض الصافي الأملس الخالص، وليس في الأندلس موضعفيه مثل هذا الملح.
ثم قال ابن المقري: وأخذ العدو دمره الله تعالى مدينةسرقسطة يوم الأربعاء لأربع خلون من رمضان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة للهجرة (512هـ).
وأشار صاحب الحلة السيراء (2/248) إلى اضطراب أحوال سرقسطة قبلسقوطها بيد الافرنج فقال :
ـ في سنة 503هـ تولى عماد الدولة أبو مروان عبدالملك بن أحمد ، وشرط عليه أهل سرقسطة ألا يستخدم الروم ولا يلابسهم ، فنقض بعدأيام بسيرة ذلك لما شعر من ميل الناس إلى الملثمين ، وأقام بحصن روطة ، واستدعى أهلسرقسطة محمد بن الحاج اللمتوني والي بلنسية ، وأمكنوه من البلد ، وجرت قصص طويلةأفضت إلى تغلب الروم على سرقسطة.
وقد هجرها المسلمون بعد ذلك.
فعلىسبيل المثال يورد ابن الابار البلنسي في تكملة ابن بشكوال (1/39) ترجمة الإمام أحمدبن محمد بن سعيد فيقول عنه :
ـ إنه من أهل سرقسطة، يكنى أبا جعفر ويعرف بابنأقلبير كان فقهياً مشاوراً. وخرج من وطنه سرقسطة بعد أن ملكها الروم صلحا يومالأربعاء لأربع خلون من رمضان وسكن بلنسية إلى أن توفي بها. ويقول مثل هذا عن أيوببن محمد بن وهب... والكثير غيرهما مثلهما.
ـ فتحقيسارية:
وأورد خليفة بن خياط في تاريخه (1/337) أن مسلمة بن عبد الملك غزافأدرب من ملطية فأناخ على قيسارية فافتتحها عنوة ، وذلك لأربع خلون من شهر رمضانسنة سبع ومائة للهجرة.
وقيسارية هذه غير قيسارية التي في فلسطين ، التيفتحها المسلمون أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كتب إلى معاوية رضي الله عنهـ وكان من أمرائه في الشام :
ـ أما بعد فإني قد وليتك قيسارية فسر إليها ،واستنصر الله عليهم ، وأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله. الله ربنا وثقتناورجاؤنا ومولانا. نعم المولى ونعم النصير.
ـ ولادة المحدث أبوالقاسم السمرقندي:
وفي الرابع من شهر رمضان سنة 454هـ بدمشق ولد الإمامالمحدث أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر السمرقندي الدمشقي المولد البغدادي الدار(بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1619).
كان أبوه من أهل سمرقند، ونزل دمشق، وولدله بها أبو القاسم يوم الجمعة وقت الصلاة. وحمله والده إلى بغداد فكان له في الحديثالنبوي شأن عظيم.
يقول عنه تلميذه أبو سعد: سمعت أبا القاسم به السمرقندييقول مذاكرة:
رَأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه مريض، فدخلت عليه وكنتأقبل أخمص قدميه وأُمِرّ وجهي عليهما، فحكيت لأبي بكر بن الخاضبة ـ رحمه الله ـفقال لي:
ـ أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء، وانتشار الرواية عنك لأحاديثالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن تقبيل رجله اتباع أثره ، وأما مرض النبي فيحدث وهنفي الإسلام.
فما أتى على هذا الحديث إلا قليل حتى وصل الخبر أن الافرنجاستولت على بيت المقدس!
وكان ابن السمرقندي مكثراً ثقة صاحب نسخ وأصول. وكاندلالاً في الكتب، وبقي إلى أن خلت بغداد وصار محدثها كثرة وإسناداً، وأملى في جامعالمنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات بعد الصلاة.
وكان أبو شجاع عمربن أبي الحسن البسطالي يقول: أبو القاسم بن السمرقندي أستاذ خراسانوالعراق.
من حوادثاليوم الرابع من رمضان تلقي العلويين الأدارسة البيعة في المغربقال د.عبدالهادي التازي في كتابه (الأصول التاريخية بالمشرق لآل البيت بالمغرب):
ـكان أول قادم إلى المغرب من ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو المولىإدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وذلكبإجماع المؤلفين الذين كتبوا عن تاريخ المغرب بعد ظهور الإسلام...
وقد كانوصول إدريس إلى أفريقيا عبر البحر الأحمر بعد وقفة (فخ) التي جرت يوم ثامن ذي الحجةسنة 169هـ.
ومن طنجة التي نزل بها إدريس بادئ الأمر وجه نداءه التاريخي إلىالمغاربة، ولم يلبث أن تلقى البيعة يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172هـحيث أنشأ مملكةفي المغرب مستقلة عن الخلافة العباسية ببغداد.
وقد أغضبت تلك الحركةالعباسيين ببغداد فبعثوا بمن احتال عليه وقام باغتياله. لكن الدولة التي انشأهااستمرت بجهود ابنه إدريس الثاني الذي انشأ له سنة 192هـ عاصمة تحمل اسمفاس.
ـ ثورة خالد الدريوش وسهل بن سلامة:
ومن حوادث اليومالرابع من رمضان ثورة خالد الدريوش وسهل بن سلامهجاء في تاريخ الطبري (5/132) في حوادث سنة 201 للهجرة قال:
ـ وفي هذه السنة تجردت المطوعة للنكيرعلى الفساق ببغداد. ورئيسهم خالد الدريوش وسهل بن سلامة الأنصاري.
وكانالسبب في ذلك أن فساق الحربية والشطّار الذين كانوا ببغداد والكرخ آذوا الناس أذىشديدا، وأظهروا الفسق وقطع الطريق، وأخذ الغلمان والنساء علانية من الطرق، فكانوايجتمعون فيأتون الرجل فيأخذون ابنه فيذهبون به فلا يقدر أن يمتنع، وكانوا ـ أيالشطار والفساق ـ يجتمعون فيأتون القرى فيكاثرون أهلها ويأخذون ما قدروا عليه منمتاع وغير ذلك ، لا سلطان يمنعهم ولا يقدر على ذلك منهم ، لأن السلطان كان يعتز بهموكانوا بطانته .
فلما رأى الناس ذلك وما قد أُخذ منهم وما بيع من متاع فيأسواقهم، وأن السلطان لا يغير عليهم قام صلحاء كل رَبَض ودرب ، فمشى بعضهم إلى بعضوقالوا:
ـ إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة ، وقد غلبوكم وأنتمأكثر منهم، فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحداً لقمعتم هؤلاء الفساق.
فقامرجل من ناحية طريق الأنبار يقال له (خالد الدريوش) فدعا جيرانه وأهل بيته وأهل محلةعلى أن يعاونوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابوه إلى ذلك ، وشد على منيليه من الفساق والشطار فمنعهم مما كانوا يصنعون ، إلا أنه كان لا يرى أن يغير علىالسلطان شيئا . (أي لا يخرج على الحاكم)
ثم قام من بعده رجل من أهل الحربيةيقال له سهل بن سلامة الأنصاري من أهل خراسان فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر والعمل بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلق مصحفاً فيعنقه ، ثم بدأ بجيرانه وأهل محلة فأمرهم ونهاهم فقبلوا منه ، ثم دعا الناس جميعاًإلى ذلك فأتاه خلق كثير فبايعوا ، ثم إنه طاف ببغداد وأسواقها وطرقها ومنع كل منيخفر ويجبي المارة. فقوي على ذلك.
وقام في ذلك سهل يوم الخميس لأربع خلون منشهر رمضان سنة إحدى ومائتين في مسجد طاهر بن الحسين، الذي كان بناه في الحربية... إلا أن ذلك استثار السلطان.
يقول ابن الجوزي في المنتظم (10/93) وقوتل سهلمن قبل السلطان ، قاتله عيسى محمد بن أبي خالد فقاتل فضرب ضربة بالسيف فرجع إلىمنزله ، ثم اعتذر إليه عيسى.
ـ سقوط سرقسطة في يدالإفرنج:
وفي اليوم الرابع من شهر رمضان سنة 512هـ. سقطت في يد الافرنجمدينة سرقسطة من بلاد الأندلس.
قال ابن المقرّي في نفح الطيب: (1/150) سرقسطة بناها قيصر ملك روما الذي تؤرخ من مدته مدة الصفر قبل مولد المسيح على نبيناوعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وتفسير اسمها قصر السيد لأنه اختار ذلكالمكان في الأندلس.
وقيل: إن موسى بن نصير - فاتح الأندلس - شرب من ماء نهرجلق بسرقسطة فاستعذبه، وحكم أنه لم يشرب بالأندلس أعذب منه، وسأل عن اسمه فقيل جلق،ونظر إلى ما هي عليه من البساتين فشبهها بغوطة جلق الشام.
وذكر غير واحد أنفي كورة سرقسطة الملح الاندراني الأبيض الصافي الأملس الخالص، وليس في الأندلس موضعفيه مثل هذا الملح.
ثم قال ابن المقري: وأخذ العدو دمره الله تعالى مدينةسرقسطة يوم الأربعاء لأربع خلون من رمضان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة للهجرة (512هـ).
وأشار صاحب الحلة السيراء (2/248) إلى اضطراب أحوال سرقسطة قبلسقوطها بيد الافرنج فقال :
ـ في سنة 503هـ تولى عماد الدولة أبو مروان عبدالملك بن أحمد ، وشرط عليه أهل سرقسطة ألا يستخدم الروم ولا يلابسهم ، فنقض بعدأيام بسيرة ذلك لما شعر من ميل الناس إلى الملثمين ، وأقام بحصن روطة ، واستدعى أهلسرقسطة محمد بن الحاج اللمتوني والي بلنسية ، وأمكنوه من البلد ، وجرت قصص طويلةأفضت إلى تغلب الروم على سرقسطة.
وقد هجرها المسلمون بعد ذلك.
فعلىسبيل المثال يورد ابن الابار البلنسي في تكملة ابن بشكوال (1/39) ترجمة الإمام أحمدبن محمد بن سعيد فيقول عنه :
ـ إنه من أهل سرقسطة، يكنى أبا جعفر ويعرف بابنأقلبير كان فقهياً مشاوراً. وخرج من وطنه سرقسطة بعد أن ملكها الروم صلحا يومالأربعاء لأربع خلون من رمضان وسكن بلنسية إلى أن توفي بها. ويقول مثل هذا عن أيوببن محمد بن وهب... والكثير غيرهما مثلهما.
ـ فتحقيسارية:
وأورد خليفة بن خياط في تاريخه (1/337) أن مسلمة بن عبد الملك غزافأدرب من ملطية فأناخ على قيسارية فافتتحها عنوة ، وذلك لأربع خلون من شهر رمضانسنة سبع ومائة للهجرة.
وقيسارية هذه غير قيسارية التي في فلسطين ، التيفتحها المسلمون أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كتب إلى معاوية رضي الله عنهـ وكان من أمرائه في الشام :
ـ أما بعد فإني قد وليتك قيسارية فسر إليها ،واستنصر الله عليهم ، وأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله. الله ربنا وثقتناورجاؤنا ومولانا. نعم المولى ونعم النصير.
ـ ولادة المحدث أبوالقاسم السمرقندي:
وفي الرابع من شهر رمضان سنة 454هـ بدمشق ولد الإمامالمحدث أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر السمرقندي الدمشقي المولد البغدادي الدار(بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1619).
كان أبوه من أهل سمرقند، ونزل دمشق، وولدله بها أبو القاسم يوم الجمعة وقت الصلاة. وحمله والده إلى بغداد فكان له في الحديثالنبوي شأن عظيم.
يقول عنه تلميذه أبو سعد: سمعت أبا القاسم به السمرقندييقول مذاكرة:
رَأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه مريض، فدخلت عليه وكنتأقبل أخمص قدميه وأُمِرّ وجهي عليهما، فحكيت لأبي بكر بن الخاضبة ـ رحمه الله ـفقال لي:
ـ أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء، وانتشار الرواية عنك لأحاديثالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن تقبيل رجله اتباع أثره ، وأما مرض النبي فيحدث وهنفي الإسلام.
فما أتى على هذا الحديث إلا قليل حتى وصل الخبر أن الافرنجاستولت على بيت المقدس!
وكان ابن السمرقندي مكثراً ثقة صاحب نسخ وأصول. وكاندلالاً في الكتب، وبقي إلى أن خلت بغداد وصار محدثها كثرة وإسناداً، وأملى في جامعالمنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات بعد الصلاة.
وكان أبو شجاع عمربن أبي الحسن البسطالي يقول: أبو القاسم بن السمرقندي أستاذ خراسانوالعراق.
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الخميس 04 سبتمبر 2008, 22:38
زياد بن أبي سفيان وكلام في نسبه:
وممن توفي في اليوم الرابع من شهر رمضان القائد الأموي الشهير زياد بن أبي سفيان ، ويقال: زياد بن أبيه ، وزياد بن سمية.
قال عنه ابن عبد البر في الاستيعاب (2/530) اختلف في وقت مولده، فقيل: ولد عام الهجرة وقيل قبل الهجرة، ويكنى أبا المغيرة، ليست له صحبة ولا رواية. وكان رجلاً عاقلاً في دنياه داهية خطيبا له قدر وجلالة عند أهل الدنيا.
وكان عمر بن الخطاب قد استعمله على بعض صدقات البصرة أو بعض أعمالها. وقيل: بل كاتباً لأبي موسى.
صار زياد مع علي رضي الله عنه فاستعمله على بعض أعماله فلم يزل معه إلى أن قتل رضي الله عنه، وانخلع بعدها الحسن لمعاوية رضي الله عنهما فاستلحقه معاوية وولاه العراقين.
ولم يزل كذلك إلى أن توفي بالكوفة وهو أمير المِصْرين، وهو الذي حفر نهر الأبلّة حتى بلغ موضع الجبل.
كان طويلاً جميلا يكسر إحدى عينيه. روي عن ابن عباس قال: بعث عمر بن الخطاب زياداً في إصلاح فسادٍ وقع في اليمن فرجع من وجهه (بعد تنفيذ مهمته) وخطب خطبة لم يسمع الناس بمثلها فقال عمرو بن العاص:
ـ أما والله لو كان هذا الغلام قرشياً لساق العرب بعصاه، فقال أبو سفيان بن حرب :
ـ أما والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه. وأقر أبو سفيان ببنوته، فذلك الذي حمل معاوية على ما صنع بزياد. (استلحقه وقربه وولاه)
قال أبوعمر: روينا أن زياداً كتب إلى معاوية إني قد أخذت العراق بيميني وبقيت شمالي فارغة. يعرض له بالحجاز ، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال:
ـ اللهم اكفنا شمال زياد.
فعرضت له قرحة في شماله فمات.
مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وخمسين للهجرة سنة
وممن توفي في اليوم الرابع من شهر رمضان القائد الأموي الشهير زياد بن أبي سفيان ، ويقال: زياد بن أبيه ، وزياد بن سمية.
قال عنه ابن عبد البر في الاستيعاب (2/530) اختلف في وقت مولده، فقيل: ولد عام الهجرة وقيل قبل الهجرة، ويكنى أبا المغيرة، ليست له صحبة ولا رواية. وكان رجلاً عاقلاً في دنياه داهية خطيبا له قدر وجلالة عند أهل الدنيا.
وكان عمر بن الخطاب قد استعمله على بعض صدقات البصرة أو بعض أعمالها. وقيل: بل كاتباً لأبي موسى.
صار زياد مع علي رضي الله عنه فاستعمله على بعض أعماله فلم يزل معه إلى أن قتل رضي الله عنه، وانخلع بعدها الحسن لمعاوية رضي الله عنهما فاستلحقه معاوية وولاه العراقين.
ولم يزل كذلك إلى أن توفي بالكوفة وهو أمير المِصْرين، وهو الذي حفر نهر الأبلّة حتى بلغ موضع الجبل.
كان طويلاً جميلا يكسر إحدى عينيه. روي عن ابن عباس قال: بعث عمر بن الخطاب زياداً في إصلاح فسادٍ وقع في اليمن فرجع من وجهه (بعد تنفيذ مهمته) وخطب خطبة لم يسمع الناس بمثلها فقال عمرو بن العاص:
ـ أما والله لو كان هذا الغلام قرشياً لساق العرب بعصاه، فقال أبو سفيان بن حرب :
ـ أما والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه. وأقر أبو سفيان ببنوته، فذلك الذي حمل معاوية على ما صنع بزياد. (استلحقه وقربه وولاه)
قال أبوعمر: روينا أن زياداً كتب إلى معاوية إني قد أخذت العراق بيميني وبقيت شمالي فارغة. يعرض له بالحجاز ، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال:
ـ اللهم اكفنا شمال زياد.
فعرضت له قرحة في شماله فمات.
مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وخمسين للهجرة سنة
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
السبت 06 سبتمبر 2008, 12:44
اليوم الخامس من رمضان المبارك
ـ تسجيل أسماء الحجاج:
قبل أن نبدأ بسرد بعض الأحداث البارزة التي وقعت في الخامس من رمضان خلال التاريخ نشير إلى ما أورده الفاكهي في كتابه (أخبار مكة 1/399) قال:
حدثنا عبد الله بن عمران قال حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: بلغني والله أعلم: أن الحجاج يكتبون في خمس من شهر رمضان يمضين (أي تسجل في الملأ الأعلى أسماء من سيحج في الموسم) فمن كتب اسمه وافى الموسم إن شاء الله تعالى...
ـ دخول المعز الفاطمي القاهرة:
ومن حوادث الخامس من رمضان ما ذكره في (مآثر الانافة 1/310) أن المعز لدين الله الفاطمي بعد أن استقر له أمر المغرب أرسل قائده جوهراً الصقلي فافتتح له مصر وبنى له القاهرة والجامع الأزهر فيها ثم دعاه جوهر إليها فدخل المعز الفاطمي القاهرة لخمس خلون من رمضان سنة 362هـ. وكان قد زينت له.
ـ زلزال في قزوين:
وجاء في كتاب ( التدوين في أخبار قزوين ) أنه لما وقعت الزلزلة العظيمة في قزوين ليلة الخامس من رمضان سنة 513هـ وحدث بسببها خرابٌ كثير خَرِبت مقصورة الجامع لأبي حنيفة رحمه الله، وانكسرت القبة، واحتاج إلى إعادتها، فالتمس الناس من الأمير الزاهد خمارتاش العمادي - لرغبته في الخير - أن يعيد عمارتها، فلما أمر بالعمارة نقضت المقصورة، فوجد تحت المحراب المنصوب في الجدار لوح منقور عليه النص التالي:
ـ الحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله أجمعين. أمر الملك العادل المظفر المنصور عضد الدين علاء الدولة... أبو جعفر محمد بن وشمن زيار حسام أمير المؤمنين أطال الله بقاءه بتخليد هذا اللوح ذكر ما رآه وأباحه من ماء واد بني دزج والبرك الخاصة أهل قزوين ليشربوا وليسحبوه إلى مزارعهم وكرومهم في القصبة على النصفة، وتحريم أخذ ثمن له، وإلزام مؤنةٍ عليه على التأبيد. فمن غيّر ذلك أو نقضه أو خالف مرسومه فقد باء بغضب من الله واستحق اللعنة واستوجب العقاب الأليم ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ). وكتب في شهر رمضان سنة اثنين وعشرين وأربعمائة.
ـ الزاهد حماد الدباس رجل من الصالحين:
وفي اليوم الخامس من شهر رمضان سنة 525هـ توفي الشيخ حماد بن مسلم الدباس الرحبي الزاهد شيخ الشيخ عبد القادر الكيلاني.
قال عنه في (شذرات الذهب 2/74) كان أمياً لا يكتب، له أصحاب وأتباع وأموال وكرامات وقد دونوا كلامه في مجلدات، وكان شيخ العارفين في زمانه.
قال السخاوي : كان قد سافر وتغرب ولقي المشايخ، وجاهد نفسه بأنواع المجاهدات وزاول أكثر المهن والصنائع في طلب الحلال والتورع في الكسب والتحري ، ثم فتح له بعد ذلك خير كثير، وأملى في الآداب والأعمال والعلوم المتعلقة بالمعرفة وتصحيح المعاملات شيئاً كثيراً.
ومن كلامه: انظر صنعه تستدل عليه، ولا تنظر إلى صنع غيره فتعمى عنه. من هرب من البلاء لا يصل إلى باب الولاء. اللسان ترجمان القلب والنظر فإذا زال في القلب والنظر من الهوى كان نطقه حكمة.
توفي الشيخ حماد بن مسلم رحمه الله ليلة السبت الخامس من شهر رمضان ودفن في مقبرة الشوينزية.
ـ ولاية ابن حمدون علي قرطبة:
وفي اليوم الخامس من شهر رمضان 539 تولى إمارة قرطبة ابن حمدون.
قال ابن الأبار البلنسي في (التكملة لكتاب الصلة 1/235) حمدون بن محمد بن علي بن حمدون التغلبي من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها، يكني أبا جعفر، سمع من أبيه وغيره، وولي قضاء بلده بعد أبي عبد الله بن الحاج الشهيد الذي قتل في صلاة الجمعة في الركعة الأولى منها.
وكان أمر الملثمين قد اختل في تلك المدة واضطرب وقام عليهم ابن قسي بغرب الأندلس. وكان ابن حمدون على قضاء قرطبة فصارت إليه الرياسة ودعي له بالإمارة يوم الخميس الخامس من رمضان تسع وثلاثين وخمس, وتسمى بأمير المسلمين المنصور بالله ودعي له على منابر قرطبة وأكثر منابر البلاد الأندلسية.
ولكن ولايته لم تطل أكثر من أربعة عشر يوماً وتعاورته المحن ، فخرج إلى العدوة الغربية في قصص طويلة وأقام هناك، ثم قفل واستقر بمالقه خاملاً ، إلى أن توفي بها سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وكان أبو الحسن بن سراج يقول على ما كان بينه وبين بني حمدون من البعد والتنافس:
ـ لا تزال قرطبة دار عصمة ونعمة ما ملك أزمتها أحد من بني حمدون.
ـ ابن حسنون قارئ وقاضي وخطيب:
وممن توفي في الخامس من شهر رمضان القاضي المقرئ محمد بن علي بن عبد الرحمن بن حسنون الحميري الكتامي من أهل بياسه وصاحب الصلاة والخطبة بها.
قال ابن الأبار البلنسي (2/91) ولي قضاء بلده ، وتصدر به للإقراء والإسماع حياته كلها ، وأخذ عنه الناس وكان مقرئاً جليلاً ماهراً ضابطاً مجوداً عالي الرواية، وعمّر وأسنّ وضعف بصره حتى تعذر الكتب عليه وقد بلغ التسعين.
توفي يوم الاثنين الخامس من رمضان سنة أربع وستمائة للهجرة.
ـ الإمام عبد الله المقدسي من أجله بنيت دار الحديث:
وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس 1/36) في ترجمة عبد الله بن عبد الغني المقدسي: سمع من كثير من العلماء والكبار بدمشق وبغداد وأصبهان ومصر وكتب بخطه الكثير وجمع وصنف وأفاد وقرأ القراءات على عمه العماد والفقه على الشيخ موفق الدين والعربية على أبي البقاء العكبري.
قال الحافظ الضياء : كان عَلَماً في وقته.
وقال الحافظ ابن الحاجب : لم يكن في عصره مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة.
وكان كثير الفضل وافر العقل متواضعاً مهيباً جواداً سخياً له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة. وروى عنه الكثير, وبنى له الملك الأشرف دار الحديث بالسفح (سفح قاسيون في دمشق) وجعله شيخها ، وقرر له معلوماً فمات قبل فراغها.
توفي رحمه الله يوم الجمعة خامس شهر رمضان سنة تسع و عشرين وستمائة ودفن بالسفح.
ورآه بعضهم في النوم فقال له: ما فعل الله بك. فقال: اسكنني على بركة رضوان...
ـ ولادة الشيخ أبو الحسن الشاري:
وذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء 23/277) ترجمة الإمام الحافظ المقرئ شيخ المغرب أبو الحسن علي بن محمد بن علي الغافقي الشاري ثم السبتي ـ وشارة بليدة من أعمال مرسية ـ وسبتة مولده.
قال تلميذه أبو جعفر بن الزبير
ولد أبو الحسن الشاري في خامس رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وأخذ القراءات عن كبار مشاهيرها وكان صاحب إسناد عال في الحديث.
كان ثقة متحرياً ضابطاً عارفاً بالأسانيد والرجال والطرق, بقية صالحة وذخيرة نافعة، منافراً لأهل البدع والأهواء. يقول تلميذه ابن الزبير:
وكنا يجلس لنا بمالقة نهاره كله إلا القليل، وكنت أتلو عليه في الليل ، وكان قد تحصل عنده من الأعلاق النفيسة (الكتب) وأمهات الدواوين ما لم يكن عند أحد من أبناء عصره. وبني مدرسة بسبتة ووقف عليها الكتب.
وشرع في تكميل ذلك على السنن الجاري بالمدارس التي ببلاد المشرق فعاق عن ذلك قواطع الفتن الموجبة لإخراجه عن سبتة وتغريبه ، فدخل الأندلس سنة إحدى وأربعين وستمائة وتنقل محدثاً ومقرئاً بين المرية ومالقة وغرناطة.
حكى أبو القاسم بن عمران الحضري عن سبب إخراج أهل سبتة للإمام الشاري أن ابن خلاص وكبراء أهل سبتة عزموا على تمليك سبتة لصاحب أفريقية يحيى بن عبد الواحد، فقال لهم الشاري.
ـ يا قوم خير أفريقية بعيد عنا وشرها بعيد عنا، والرأي مداراة ملك مراكش
فما هان على ابن خلاص - وكان فيهم مطاعاً - فهيأ مركباً وأنزل فيه أبا الحسن الشاري وغربه إلى مالقة، وبقي بسبتة أهله وماله.
قال ابن الزبير: توفي أبو الحسن يرحمه الله بمالقة في التاسع والعشرين من رمضان سنة تسع وأربعين وستمائة..
أي أنه ولد في الخمس من رمضان وتوفي في التاسع والعشرين منه.
ـ تسجيل أسماء الحجاج:
قبل أن نبدأ بسرد بعض الأحداث البارزة التي وقعت في الخامس من رمضان خلال التاريخ نشير إلى ما أورده الفاكهي في كتابه (أخبار مكة 1/399) قال:
حدثنا عبد الله بن عمران قال حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: بلغني والله أعلم: أن الحجاج يكتبون في خمس من شهر رمضان يمضين (أي تسجل في الملأ الأعلى أسماء من سيحج في الموسم) فمن كتب اسمه وافى الموسم إن شاء الله تعالى...
ـ دخول المعز الفاطمي القاهرة:
ومن حوادث الخامس من رمضان ما ذكره في (مآثر الانافة 1/310) أن المعز لدين الله الفاطمي بعد أن استقر له أمر المغرب أرسل قائده جوهراً الصقلي فافتتح له مصر وبنى له القاهرة والجامع الأزهر فيها ثم دعاه جوهر إليها فدخل المعز الفاطمي القاهرة لخمس خلون من رمضان سنة 362هـ. وكان قد زينت له.
ـ زلزال في قزوين:
وجاء في كتاب ( التدوين في أخبار قزوين ) أنه لما وقعت الزلزلة العظيمة في قزوين ليلة الخامس من رمضان سنة 513هـ وحدث بسببها خرابٌ كثير خَرِبت مقصورة الجامع لأبي حنيفة رحمه الله، وانكسرت القبة، واحتاج إلى إعادتها، فالتمس الناس من الأمير الزاهد خمارتاش العمادي - لرغبته في الخير - أن يعيد عمارتها، فلما أمر بالعمارة نقضت المقصورة، فوجد تحت المحراب المنصوب في الجدار لوح منقور عليه النص التالي:
ـ الحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله أجمعين. أمر الملك العادل المظفر المنصور عضد الدين علاء الدولة... أبو جعفر محمد بن وشمن زيار حسام أمير المؤمنين أطال الله بقاءه بتخليد هذا اللوح ذكر ما رآه وأباحه من ماء واد بني دزج والبرك الخاصة أهل قزوين ليشربوا وليسحبوه إلى مزارعهم وكرومهم في القصبة على النصفة، وتحريم أخذ ثمن له، وإلزام مؤنةٍ عليه على التأبيد. فمن غيّر ذلك أو نقضه أو خالف مرسومه فقد باء بغضب من الله واستحق اللعنة واستوجب العقاب الأليم ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ). وكتب في شهر رمضان سنة اثنين وعشرين وأربعمائة.
ـ الزاهد حماد الدباس رجل من الصالحين:
وفي اليوم الخامس من شهر رمضان سنة 525هـ توفي الشيخ حماد بن مسلم الدباس الرحبي الزاهد شيخ الشيخ عبد القادر الكيلاني.
قال عنه في (شذرات الذهب 2/74) كان أمياً لا يكتب، له أصحاب وأتباع وأموال وكرامات وقد دونوا كلامه في مجلدات، وكان شيخ العارفين في زمانه.
قال السخاوي : كان قد سافر وتغرب ولقي المشايخ، وجاهد نفسه بأنواع المجاهدات وزاول أكثر المهن والصنائع في طلب الحلال والتورع في الكسب والتحري ، ثم فتح له بعد ذلك خير كثير، وأملى في الآداب والأعمال والعلوم المتعلقة بالمعرفة وتصحيح المعاملات شيئاً كثيراً.
ومن كلامه: انظر صنعه تستدل عليه، ولا تنظر إلى صنع غيره فتعمى عنه. من هرب من البلاء لا يصل إلى باب الولاء. اللسان ترجمان القلب والنظر فإذا زال في القلب والنظر من الهوى كان نطقه حكمة.
توفي الشيخ حماد بن مسلم رحمه الله ليلة السبت الخامس من شهر رمضان ودفن في مقبرة الشوينزية.
ـ ولاية ابن حمدون علي قرطبة:
وفي اليوم الخامس من شهر رمضان 539 تولى إمارة قرطبة ابن حمدون.
قال ابن الأبار البلنسي في (التكملة لكتاب الصلة 1/235) حمدون بن محمد بن علي بن حمدون التغلبي من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها، يكني أبا جعفر، سمع من أبيه وغيره، وولي قضاء بلده بعد أبي عبد الله بن الحاج الشهيد الذي قتل في صلاة الجمعة في الركعة الأولى منها.
وكان أمر الملثمين قد اختل في تلك المدة واضطرب وقام عليهم ابن قسي بغرب الأندلس. وكان ابن حمدون على قضاء قرطبة فصارت إليه الرياسة ودعي له بالإمارة يوم الخميس الخامس من رمضان تسع وثلاثين وخمس, وتسمى بأمير المسلمين المنصور بالله ودعي له على منابر قرطبة وأكثر منابر البلاد الأندلسية.
ولكن ولايته لم تطل أكثر من أربعة عشر يوماً وتعاورته المحن ، فخرج إلى العدوة الغربية في قصص طويلة وأقام هناك، ثم قفل واستقر بمالقه خاملاً ، إلى أن توفي بها سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وكان أبو الحسن بن سراج يقول على ما كان بينه وبين بني حمدون من البعد والتنافس:
ـ لا تزال قرطبة دار عصمة ونعمة ما ملك أزمتها أحد من بني حمدون.
ـ ابن حسنون قارئ وقاضي وخطيب:
وممن توفي في الخامس من شهر رمضان القاضي المقرئ محمد بن علي بن عبد الرحمن بن حسنون الحميري الكتامي من أهل بياسه وصاحب الصلاة والخطبة بها.
قال ابن الأبار البلنسي (2/91) ولي قضاء بلده ، وتصدر به للإقراء والإسماع حياته كلها ، وأخذ عنه الناس وكان مقرئاً جليلاً ماهراً ضابطاً مجوداً عالي الرواية، وعمّر وأسنّ وضعف بصره حتى تعذر الكتب عليه وقد بلغ التسعين.
توفي يوم الاثنين الخامس من رمضان سنة أربع وستمائة للهجرة.
ـ الإمام عبد الله المقدسي من أجله بنيت دار الحديث:
وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس 1/36) في ترجمة عبد الله بن عبد الغني المقدسي: سمع من كثير من العلماء والكبار بدمشق وبغداد وأصبهان ومصر وكتب بخطه الكثير وجمع وصنف وأفاد وقرأ القراءات على عمه العماد والفقه على الشيخ موفق الدين والعربية على أبي البقاء العكبري.
قال الحافظ الضياء : كان عَلَماً في وقته.
وقال الحافظ ابن الحاجب : لم يكن في عصره مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة.
وكان كثير الفضل وافر العقل متواضعاً مهيباً جواداً سخياً له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة. وروى عنه الكثير, وبنى له الملك الأشرف دار الحديث بالسفح (سفح قاسيون في دمشق) وجعله شيخها ، وقرر له معلوماً فمات قبل فراغها.
توفي رحمه الله يوم الجمعة خامس شهر رمضان سنة تسع و عشرين وستمائة ودفن بالسفح.
ورآه بعضهم في النوم فقال له: ما فعل الله بك. فقال: اسكنني على بركة رضوان...
ـ ولادة الشيخ أبو الحسن الشاري:
وذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء 23/277) ترجمة الإمام الحافظ المقرئ شيخ المغرب أبو الحسن علي بن محمد بن علي الغافقي الشاري ثم السبتي ـ وشارة بليدة من أعمال مرسية ـ وسبتة مولده.
قال تلميذه أبو جعفر بن الزبير
ولد أبو الحسن الشاري في خامس رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وأخذ القراءات عن كبار مشاهيرها وكان صاحب إسناد عال في الحديث.
كان ثقة متحرياً ضابطاً عارفاً بالأسانيد والرجال والطرق, بقية صالحة وذخيرة نافعة، منافراً لأهل البدع والأهواء. يقول تلميذه ابن الزبير:
وكنا يجلس لنا بمالقة نهاره كله إلا القليل، وكنت أتلو عليه في الليل ، وكان قد تحصل عنده من الأعلاق النفيسة (الكتب) وأمهات الدواوين ما لم يكن عند أحد من أبناء عصره. وبني مدرسة بسبتة ووقف عليها الكتب.
وشرع في تكميل ذلك على السنن الجاري بالمدارس التي ببلاد المشرق فعاق عن ذلك قواطع الفتن الموجبة لإخراجه عن سبتة وتغريبه ، فدخل الأندلس سنة إحدى وأربعين وستمائة وتنقل محدثاً ومقرئاً بين المرية ومالقة وغرناطة.
حكى أبو القاسم بن عمران الحضري عن سبب إخراج أهل سبتة للإمام الشاري أن ابن خلاص وكبراء أهل سبتة عزموا على تمليك سبتة لصاحب أفريقية يحيى بن عبد الواحد، فقال لهم الشاري.
ـ يا قوم خير أفريقية بعيد عنا وشرها بعيد عنا، والرأي مداراة ملك مراكش
فما هان على ابن خلاص - وكان فيهم مطاعاً - فهيأ مركباً وأنزل فيه أبا الحسن الشاري وغربه إلى مالقة، وبقي بسبتة أهله وماله.
قال ابن الزبير: توفي أبو الحسن يرحمه الله بمالقة في التاسع والعشرين من رمضان سنة تسع وأربعين وستمائة..
أي أنه ولد في الخمس من رمضان وتوفي في التاسع والعشرين منه.
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
السبت 06 سبتمبر 2008, 12:47
اليوم السادس من رمضان المبارك
ـ نزول التوراة على موسى عليهالسلام:
تكاد تتفق المراجع التاريخية على أن التوراة - وهي الكتاب الذي أوحىالله به إلى موسى عليه السلام ـ نزل من السماء لست ليال خلون من رمضان.
قالفي السيرة الحلبية: جاء ذكره صلى الله عليه وسلم في الكتب القديمة، كالتوراةالمنزلة على موسى عليه السلام لست خلون من رمضان اتفاقاً. وقد قيل: إن عبد الله بنسلام دعا ابني أخيه (سلمة ومهاجراً) إلى الإسلام فقال لهما:
ـ قد علمتما أنالله تعالى قال في التوراة: إني باعث من ولد إسماعيل نبياً أسمه أحمد ، من آمن بهفقد اهتدى ورشد، ومن لم يؤمن به فهو ملعون. فأسلم سلمة وأبي مهاجر.
واسمهصلى الله عليه وسلم فيها حمياطا، أي يحمي الحرم من الحرام.
واسمه كذلك فيهاقدمايا أي الأول السابق.
ووصف فيها بالضحوك أي طيب النفس.
وعن عطاءبن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقلت :
ـ أخبرنيعن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة:
قال : أجل. والله إنهلموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراًونذيراً وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظٍ - أي سيئ الخلق - ولا غليظ - أي شديد القول - ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكنيعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ـ أي ملة إبراهيم التيغيرتها العرب وأخرجتها عن استقامتها ـ يفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماًوقلوباً غلفاً.
قال عطاء : ثم لقيت كعب الأحبار فسألته فما أخطأ فيحرف.
ـ وقعة عمورية الشهيرة:
ومن حوادث اليوم السادس منرمضان وقعة عمورية سنة 223هـ وهي من المعارك الشهيرة في التاريخالإسلامي.
قال ابن الجوزي في (المنتظم في أخبار الملوك والأمم 11/79): وسألالمعتصم أي بلاد الروم أمنع وأحصن فقيل: عمورية مدينة لم يعرض لها أحد من المسلمينمنذ كان الإسلام وهي عين النصرانية، وهي أشرف من القسطنطينية.
فخرج إلى بلادالروم، وتجهز جهازاً لم يتجهز مثله خليفة قبله من السلاح والعدد والآلة وحياض الأدموالبغال والروايا والقرب وآلة الحديد والنفط، ثم دخل بلاد الروم فأقام على (سلوقية) قريباً من البحر، ودبر النزول على أنقرة، فإذا فتحها الله تعالى صار إلى عمورية، إذلم يكن شيء ما يقصد له من بلاد الروم أعظم من هاتين المدينتين.
ورحل المعتصميوم الجمعة يوم الرابع والعشرين من رجب، وسار مع قواده في خطة محكمة، حتى صاروا منأنقرة على مسيرة ثلاث مراحل ، فهرب أهل أنقرة وعظماؤها، ونزل بها المعتصم وقواده (أشناس والأفشين) فأقاموا بها ثم تابع المسير إلى عمورية، والعساكر والقواد تتبعهوتمهد له، حتى توافق العساكر بمعمورية وحاصرها وتحصن أهل عمورية وراء أسوارها. إلاأن المعتصم نصب المجانيق، وأمر بضرب السور فانفرج السور من موضع وسقط، وكان المعتصمقد ساق غنماً كثيرة، فأمر أن يدفع إلى كل رجل من العسكر شاة فإذا ذبحها حشى جلدهاتراباً ثم جاء به فطرحه في الخندق المحيط بالسور، وعمل دبابات تسع كل واحدة عشرة منالرجال، فطرحت الجلود وطرح فوقها التراب.
وكان أول من بدأ بالحرب القائد (أشناس).
وكانت في اليوم الثاني على (الأفشين) وأصحابه.
فأجادواالحرب وضيقوا الخناق وأكثروا الرمي ، فلما كان اليوم الثالث، وكثرت الجراحات فيالروم، ووهى عزمهم، قرر صاحب عمورية أن يخرج هو وأصحابه إلى المعتصم ليسألوه الأمانلأنفسهم ففعل وكان الفتح الكبير. روى يعقوب بن جعفر بن سليمان (المنتظم 11/82) قال:
ـ غزونا مع المعتصم عمورية ، فاحتاج الناس إلى ماء ، فمد لهم المعتصمحياضاً من أدم، وساق الماء فيها إلى سور عمورية. فقام يوماً على السور رجل منهمفصيح يسب بالعربية النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ونسبه ، فاشتد ذلك على المسلمينولم تبلغه النشابة . قال يعقوب: وكنت أرمي، فاعتمدته فأصبت نحره فهوى ، وكبرالمسلمون. وسر المعتصم وقال :
ـ جيئوني بمن قتل هذا العلج. فأدخلوهعليَفقال : من أنت ؟؟ فانتسبت له (ويعقوب هذا من العباسيين).
فقال : الحمد لله الذي جعل هذا السهم لرجل من أهل بيتي ثم قال :
ـ بعني هذا الثواب .
فقلت : يا أمير المؤمنين ليس الثواب مما يباع!.
فقال : إني أرغبك !!! فأعطاني مائة ألف درهم إلى أن بلغ خمسمائة ألف درهمقلت : ما أبيعهبالدنيا ، لكن أشهد الله أني قد جعلت نصف ثوابه لك.
فقال: أحسن اللهجزاك.
ثم قال لي : بأي موضع تعلمت الرمي ؟فقلت : بالبصرة في دارلي.
فقال : بعنيها.
فقلت : هي وقف على من يتعلم الرمي. وإن أحب أميرالمؤمنين فهي له وكل ما أملك. فقال لي خيراً ووصلني بمائة ألف درهم..
قالابن الجوزي : وكانت وقعة المعتصم على عمورية لست خلون من رمضان..
وقد أثارتهذه الوقعة العظيمة قريحة الشعراء ... قال أبو تمام :
السيف أصدق أنباء مـنالكتب فـي حد الحد بين الجد واللعبيا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنىحفّلا معسولة الحلبـ وفاة السري السقطي الزاهد:
وفي اليومالسادس من رمضان سنة 253 للهجرة توفي الرجل الذي وصفه أبو نعيم في (حلية الأولياء 10/116): بأنه العلَمَ المنشور والحكَمَ المذكور، شديد الهَوْي حميد السعي، ذوالقلب النقي والورع الخفي، عن نفسه راحل ولحكم ربه نازل: أبو الحسن السَرِي بنالمغلس السقطي خال أبي القاسم الجنيد وأستاذه، صحب معروفاً الكرخي، وحدث عن هشيموأبي بكر بن عياش ويزيد بن هارون وكان من أكابر العباد ، شهد له الجنيدفقال:
ـ ما رأيت أعبد من السري السقطي. أتت عليه ثمانية وتسعون سنة ما رؤيمضطجعاً إلا في الموت...
نقل عنه إسماعيل بن عبد الله الشامي قال: قال السريالسقطي: خمس من كن فيه فهو شجاع بطل: استقامة على أمر الله ليس فيها روغان, واجتهادليس معه سهو, وتيقظ ليس معه غفلة, ومراقبة لله في السر والجهر ليس معه رياء،ومراقبة الموت بالتأهب.
وقال كذلك: للخائف عشر مقامات: الحزن اللازم ، والهمالغالب ، والخشية المقلقة ، وكثرة البكاء ، والتضرع في الليل والنهار، والهرب منمواطن الراحة, وكثرة الوله ، وَوَجَل القلب ، وتنغص العيش ، ومراقبةالكمد.
ونقل عنه ابنه قال: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانهاشفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها.
وروى ابن الجوزي في (المنتظم فيأخبار الملوك والأمم 12/67) عن الجنيد قال :
ـ اعتل السري السقطي فدخلت عليهفقلت كيف تجدك ؟قال : كيف أشكو إلى طبيبي ما بي، والذي أصابني من طبيبي . فأخذت المروحة أروحه فقال : كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل؟؟ثم أنشأ يقول:
القلـب محترق والدمـع مستبق والكرب مجتمِع والصبرمفترِقُكيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوقوالقلقُيا رُّب إن كان شيءٌ فيه لي فرج فامننْ عليّ بـه ما دام ليرمقُكان السري السقطي شديد الورع لا يتعامل مع من يتعدى حدود الله .
تابع
ـ نزول التوراة على موسى عليهالسلام:
تكاد تتفق المراجع التاريخية على أن التوراة - وهي الكتاب الذي أوحىالله به إلى موسى عليه السلام ـ نزل من السماء لست ليال خلون من رمضان.
قالفي السيرة الحلبية: جاء ذكره صلى الله عليه وسلم في الكتب القديمة، كالتوراةالمنزلة على موسى عليه السلام لست خلون من رمضان اتفاقاً. وقد قيل: إن عبد الله بنسلام دعا ابني أخيه (سلمة ومهاجراً) إلى الإسلام فقال لهما:
ـ قد علمتما أنالله تعالى قال في التوراة: إني باعث من ولد إسماعيل نبياً أسمه أحمد ، من آمن بهفقد اهتدى ورشد، ومن لم يؤمن به فهو ملعون. فأسلم سلمة وأبي مهاجر.
واسمهصلى الله عليه وسلم فيها حمياطا، أي يحمي الحرم من الحرام.
واسمه كذلك فيهاقدمايا أي الأول السابق.
ووصف فيها بالضحوك أي طيب النفس.
وعن عطاءبن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقلت :
ـ أخبرنيعن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة:
قال : أجل. والله إنهلموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراًونذيراً وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظٍ - أي سيئ الخلق - ولا غليظ - أي شديد القول - ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكنيعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ـ أي ملة إبراهيم التيغيرتها العرب وأخرجتها عن استقامتها ـ يفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماًوقلوباً غلفاً.
قال عطاء : ثم لقيت كعب الأحبار فسألته فما أخطأ فيحرف.
ـ وقعة عمورية الشهيرة:
ومن حوادث اليوم السادس منرمضان وقعة عمورية سنة 223هـ وهي من المعارك الشهيرة في التاريخالإسلامي.
قال ابن الجوزي في (المنتظم في أخبار الملوك والأمم 11/79): وسألالمعتصم أي بلاد الروم أمنع وأحصن فقيل: عمورية مدينة لم يعرض لها أحد من المسلمينمنذ كان الإسلام وهي عين النصرانية، وهي أشرف من القسطنطينية.
فخرج إلى بلادالروم، وتجهز جهازاً لم يتجهز مثله خليفة قبله من السلاح والعدد والآلة وحياض الأدموالبغال والروايا والقرب وآلة الحديد والنفط، ثم دخل بلاد الروم فأقام على (سلوقية) قريباً من البحر، ودبر النزول على أنقرة، فإذا فتحها الله تعالى صار إلى عمورية، إذلم يكن شيء ما يقصد له من بلاد الروم أعظم من هاتين المدينتين.
ورحل المعتصميوم الجمعة يوم الرابع والعشرين من رجب، وسار مع قواده في خطة محكمة، حتى صاروا منأنقرة على مسيرة ثلاث مراحل ، فهرب أهل أنقرة وعظماؤها، ونزل بها المعتصم وقواده (أشناس والأفشين) فأقاموا بها ثم تابع المسير إلى عمورية، والعساكر والقواد تتبعهوتمهد له، حتى توافق العساكر بمعمورية وحاصرها وتحصن أهل عمورية وراء أسوارها. إلاأن المعتصم نصب المجانيق، وأمر بضرب السور فانفرج السور من موضع وسقط، وكان المعتصمقد ساق غنماً كثيرة، فأمر أن يدفع إلى كل رجل من العسكر شاة فإذا ذبحها حشى جلدهاتراباً ثم جاء به فطرحه في الخندق المحيط بالسور، وعمل دبابات تسع كل واحدة عشرة منالرجال، فطرحت الجلود وطرح فوقها التراب.
وكان أول من بدأ بالحرب القائد (أشناس).
وكانت في اليوم الثاني على (الأفشين) وأصحابه.
فأجادواالحرب وضيقوا الخناق وأكثروا الرمي ، فلما كان اليوم الثالث، وكثرت الجراحات فيالروم، ووهى عزمهم، قرر صاحب عمورية أن يخرج هو وأصحابه إلى المعتصم ليسألوه الأمانلأنفسهم ففعل وكان الفتح الكبير. روى يعقوب بن جعفر بن سليمان (المنتظم 11/82) قال:
ـ غزونا مع المعتصم عمورية ، فاحتاج الناس إلى ماء ، فمد لهم المعتصمحياضاً من أدم، وساق الماء فيها إلى سور عمورية. فقام يوماً على السور رجل منهمفصيح يسب بالعربية النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ونسبه ، فاشتد ذلك على المسلمينولم تبلغه النشابة . قال يعقوب: وكنت أرمي، فاعتمدته فأصبت نحره فهوى ، وكبرالمسلمون. وسر المعتصم وقال :
ـ جيئوني بمن قتل هذا العلج. فأدخلوهعليَفقال : من أنت ؟؟ فانتسبت له (ويعقوب هذا من العباسيين).
فقال : الحمد لله الذي جعل هذا السهم لرجل من أهل بيتي ثم قال :
ـ بعني هذا الثواب .
فقلت : يا أمير المؤمنين ليس الثواب مما يباع!.
فقال : إني أرغبك !!! فأعطاني مائة ألف درهم إلى أن بلغ خمسمائة ألف درهمقلت : ما أبيعهبالدنيا ، لكن أشهد الله أني قد جعلت نصف ثوابه لك.
فقال: أحسن اللهجزاك.
ثم قال لي : بأي موضع تعلمت الرمي ؟فقلت : بالبصرة في دارلي.
فقال : بعنيها.
فقلت : هي وقف على من يتعلم الرمي. وإن أحب أميرالمؤمنين فهي له وكل ما أملك. فقال لي خيراً ووصلني بمائة ألف درهم..
قالابن الجوزي : وكانت وقعة المعتصم على عمورية لست خلون من رمضان..
وقد أثارتهذه الوقعة العظيمة قريحة الشعراء ... قال أبو تمام :
السيف أصدق أنباء مـنالكتب فـي حد الحد بين الجد واللعبيا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنىحفّلا معسولة الحلبـ وفاة السري السقطي الزاهد:
وفي اليومالسادس من رمضان سنة 253 للهجرة توفي الرجل الذي وصفه أبو نعيم في (حلية الأولياء 10/116): بأنه العلَمَ المنشور والحكَمَ المذكور، شديد الهَوْي حميد السعي، ذوالقلب النقي والورع الخفي، عن نفسه راحل ولحكم ربه نازل: أبو الحسن السَرِي بنالمغلس السقطي خال أبي القاسم الجنيد وأستاذه، صحب معروفاً الكرخي، وحدث عن هشيموأبي بكر بن عياش ويزيد بن هارون وكان من أكابر العباد ، شهد له الجنيدفقال:
ـ ما رأيت أعبد من السري السقطي. أتت عليه ثمانية وتسعون سنة ما رؤيمضطجعاً إلا في الموت...
نقل عنه إسماعيل بن عبد الله الشامي قال: قال السريالسقطي: خمس من كن فيه فهو شجاع بطل: استقامة على أمر الله ليس فيها روغان, واجتهادليس معه سهو, وتيقظ ليس معه غفلة, ومراقبة لله في السر والجهر ليس معه رياء،ومراقبة الموت بالتأهب.
وقال كذلك: للخائف عشر مقامات: الحزن اللازم ، والهمالغالب ، والخشية المقلقة ، وكثرة البكاء ، والتضرع في الليل والنهار، والهرب منمواطن الراحة, وكثرة الوله ، وَوَجَل القلب ، وتنغص العيش ، ومراقبةالكمد.
ونقل عنه ابنه قال: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانهاشفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها.
وروى ابن الجوزي في (المنتظم فيأخبار الملوك والأمم 12/67) عن الجنيد قال :
ـ اعتل السري السقطي فدخلت عليهفقلت كيف تجدك ؟قال : كيف أشكو إلى طبيبي ما بي، والذي أصابني من طبيبي . فأخذت المروحة أروحه فقال : كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل؟؟ثم أنشأ يقول:
القلـب محترق والدمـع مستبق والكرب مجتمِع والصبرمفترِقُكيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوقوالقلقُيا رُّب إن كان شيءٌ فيه لي فرج فامننْ عليّ بـه ما دام ليرمقُكان السري السقطي شديد الورع لا يتعامل مع من يتعدى حدود الله .
تابع
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
السبت 06 سبتمبر 2008, 12:49
عن حسن المسوحي قال: دفع إلي السري قطعة من المال فقال : اشتر لي باقلاء ، ولا تشترِ إلا من رجل قِدْره داخل الباب (أي لا يضع متاعه في الشارع الذي هو ليس مملوكاً له)
قال : فطفت الكرخ كله، فلم أجد إلا من قدره خارج الباب .
فرجعت إليه وقلت له:
ـ خذ فإني لا أجد إلا من قدره خارج الباب.
وهكذا حرم نفسه مما فيه شبهة . يقول:
ـ إني أحب أن آكل أكلةً ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منّهٌ ، فما أجد إلى ذلك سبيلاً.
وذكر ابن الجوزي في (صفوة الصفوة 2/385) عن الجنيد قال :
ـ دخلت على سري السقطي وهو في النزع ، فجلست عند رأسه ، فوضعت خدي على خده ، ودمعت عيني عليه، ففتح عينه فقال لي:
من أنت؟ قلت:
ـ أنا خادمك الجنيد..
فقال : مرحباً
فقلت : أيها الشيخ أوصني بوصية انتفع بها بعدك
قال: إياك ومصاحبة الأشرار! وإياك أن تنقطع عن الله بصحبة الأخيار!..
ونقل عنه قوله:
ـ لولا الجمعة والجماعة لسددت على نفسي الباب ولم أخرج. توفي السري السقطي يوم السادس من رمضان سنة 253هـ رحمه وأحسن مثوبته.
قال : فطفت الكرخ كله، فلم أجد إلا من قدره خارج الباب .
فرجعت إليه وقلت له:
ـ خذ فإني لا أجد إلا من قدره خارج الباب.
وهكذا حرم نفسه مما فيه شبهة . يقول:
ـ إني أحب أن آكل أكلةً ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منّهٌ ، فما أجد إلى ذلك سبيلاً.
وذكر ابن الجوزي في (صفوة الصفوة 2/385) عن الجنيد قال :
ـ دخلت على سري السقطي وهو في النزع ، فجلست عند رأسه ، فوضعت خدي على خده ، ودمعت عيني عليه، ففتح عينه فقال لي:
من أنت؟ قلت:
ـ أنا خادمك الجنيد..
فقال : مرحباً
فقلت : أيها الشيخ أوصني بوصية انتفع بها بعدك
قال: إياك ومصاحبة الأشرار! وإياك أن تنقطع عن الله بصحبة الأخيار!..
ونقل عنه قوله:
ـ لولا الجمعة والجماعة لسددت على نفسي الباب ولم أخرج. توفي السري السقطي يوم السادس من رمضان سنة 253هـ رحمه وأحسن مثوبته.
- قادة محمدمشرف
- :
عدد الرسائل : 644
العمر : 51
العمل/الترفيه : مدير مدرسة/المطاعة
تاريخ التسجيل : 30/04/2008
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الإثنين 08 سبتمبر 2008, 00:05
- aghoulaiche mohamedعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 12
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
الخميس 11 سبتمبر 2008, 02:30
- مولود.57عضو جديد
- :
عدد الرسائل : 48
العمر : 44
العمل/الترفيه : مدرس / المطالعة الالكترونية
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
رد: حدث في مثل هذا اليوم من رمضان
السبت 18 أبريل 2009, 10:57
خلق الله للمعالي رجالا -------ورجالا لقصاع وثــــريد
ذهب قوم كان رمضانهم شهرا للعبادات و الفتوحات.ومجاهدة النفس و قتال الكفار و ردع الظالمين.
وجاء أقوام رمضانهم خمول و كسل و نوم لا هم لهم الا الأكل.
نسأل الله العفو و العافية
تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
ذهب قوم كان رمضانهم شهرا للعبادات و الفتوحات.ومجاهدة النفس و قتال الكفار و ردع الظالمين.
وجاء أقوام رمضانهم خمول و كسل و نوم لا هم لهم الا الأكل.
نسأل الله العفو و العافية
تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى