- الطيب عبادليةعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 50
العمر : 69
العمل/الترفيه : أستاذ تعليم متوسط / عضو المجلس الوطني لإتحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع ولاية تبسة /منتج بإذاعة تب
المزاج : متفاءل ، مرح ،
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
قصة قصيرة : صهيل الدموع
الثلاثاء 28 أكتوبر 2008, 19:43
علمتني كيف أفكر ورأسي مرفوعة ..
علمتني .. أن التفكير ورأسي مطأطأ ذل.. ضعف..
علمتني .. ألا أسند خدي على يدي كأي حائرة .. مهملة .. مقعدة انتظار
علمتني.. أن أوقف كل كلمة تر بي واسألها .. أغوص في كيان معناها .. أمسح عنها غبار الضنى وصقيع الليل الطويل..
ثم .. أتركها تطير كما العصافير تطير..
تعلمت أشياء كثيرة..
وكثيرة هي الأشياء التي تجاوزتها وأنا أتتلمذ على يديك..
تعلمت منك مهارة تلحين الحياة وكتابة نوتتها بمنطق ما لك .. هو لك وما ليس لك فهو ليس لك ..
تعلمت منك أن أبني عشا لحياتي أحضن فيه أحلاي .. وعلى يديك اللتين أدمنت رتعاشتهما ووقع ركضهما على الورق.. وخوفك الذي يشبه ذعر الأطفال..وقسوتك المليئة بالحنان والعطف..
أدمنت كلماتك وهي تنطلق لتنهب المسافة الفاصلة بين شفتيك وأذني فتستقر في محطة القلب .. تعبر كل الحدود ومكاتب الجمركة .. وحرس الحدود.. تتجاوز أعراف القبيلة .. لتضع أوراق وحقائب سفرها على مكاتب الحضن وتقول بصوت أتعبه السفر: أنا عدت لك .. عدتلك .ز
لكنك ..
لكنك اليوم تأتيني شاحب الوجه.. ذابل الصوت .. تأتيني كمحارب فقد ذخيرته ورفاقه في معركة وهمية ز
متعبة التفاصيل المرسومة خطوطها على شفتيك .. يأتيني صوتك مبحوحا يقطر دمعا وحزن أخضرا ..
يأتيني ويتلاشى في أعماقي .. يتوه السؤال عنك في أزقة الرجاء والأمل.. تطارده كلاب المدينة المتشكعة ..
أذكر في لحظة كل .. كل .. كل تفاصيل قضتنا التي وعدتني بكتابتها .. فأبكي .. من القلب أبكي على القلب ..
تتزاحم الدموع في عيكيكةوأنت تسألني .. هل بيدك جتى تساهم في نفي من حياتك..؟
نني محتاجة كل يوم لك .. لك وحدك..
تتابع كلامك وأنت تحاول تجاهل ردي على سؤالك الأول؟؟ ماذا تفعلين الآن .. وبصرك يمتد لى لا شيء أمامك .. ثم .. التفت لي ووجهك قد اشتد غضبه المختبيء تحت البشرة السمراء..
تغيب الأماني ويذبل صوتك .. فتصهل دموعك على وجنتيك كخبول برية متوحشة .. تتسابق في وصولها الى خلجان شفتيك لترتوي وتسقي ذبولها ..
أمامك.. أمامك أنا كورقة توت تسقط من غصتها وهي أكثر خضرة وشبابا..
أحس وأنت تدخل يدك في جيبك لتخرج منديلا تمسح به زجاج نظارتك ولكنك تخرج سيجارة من التوع المستورد.. الرفيع ..
تمتص كربونها بشراهة .. ثم تنفث دخانها وأنت تتنهد كأنك تطفيء بها الغليان المتصاعد بداخلك .. وتسكن بها وجعك القاتل ..
أصرخ دون أن يتجاوز صوتي حنجرتي...
غبي .. أحمق .. ومجنون أنت..
وبهدوءك الذي يشبه الغيبوبة تقول لي مبتسما : أنت على حق..
أخاف عليك حتى من أحلامي .. أخاف عليك من النار المشتعلة على أطراف أصابعي.. من جنوني .. ويقظتي .. ومن لهفتي .. من كل أشيائي.. قلتها كلها دون أن تتكلم وأنت أمامي ..
تتنهد .ز فيشتد الحاحي بالسؤال عليك ..
هل تؤكد هذا بعد كل هذه السنين.. وتسكت .. تقول .. أو لا تقول
لم أعد أسمعك جيدا .. فقط تنهدت بعمق وأنا أمامك أحس أنك تراوغني .. يجب أن أتركك وحدك ..
وحملت حقيبتي البنية وقبل أن تستقر خطوتي الأولى على الأرض قلت لي : متى نلتقي ..؟
ووضعت قدمي في موقعها وبكلمات تشبه تسابيح الدعاء قلت لك : غذا ن شاء الله عندما تستمر حياتنا .. حياتي وحياتك ..
قلت وأنت متفائل في ذروة التشاؤم : لا معنى لحياتي ن لم تكوني فيها ..
حاولت أن أجاملك بابتسامتي التي تشبه ابتسامة رضيع يرى ذاته على مرآة وجه أمه
قلت لك : لا تبالغ ياشاعري .. وسكت قليلا .. كأنني أسترد أنفاسي وأغالب خجلي حتى أضيف : وحدي ..
انطلقت من أمامك كقطار يغادر محطة قديمة .. مهجورة ..
يبتعد .. يبتعد .. عنها يبتعد ولا يترك خلفه غير صراخه تردده شقوق الجدران المهترئة .ز ودوي عجلاته تنشر شرارت حتكاكها بالسكك .. وبعض مودعين لمسافر ظل السفر يغريه بأحلام جديدة في مدينة لا تقتل العصافير في أوكارها ..
تركتك .. وحيدا تركتك ..لا
تركتك مع نفسك وأنا أحس بأنك تودعني من الخلف بنظراتك التي أنهكها السهر والكتب.. والكتابات التي لا يقرأها أحد غيري ..
تركتك .. و.. رحلت
عبادلية الطيب
علمتني .. أن التفكير ورأسي مطأطأ ذل.. ضعف..
علمتني .. ألا أسند خدي على يدي كأي حائرة .. مهملة .. مقعدة انتظار
علمتني.. أن أوقف كل كلمة تر بي واسألها .. أغوص في كيان معناها .. أمسح عنها غبار الضنى وصقيع الليل الطويل..
ثم .. أتركها تطير كما العصافير تطير..
تعلمت أشياء كثيرة..
وكثيرة هي الأشياء التي تجاوزتها وأنا أتتلمذ على يديك..
تعلمت منك مهارة تلحين الحياة وكتابة نوتتها بمنطق ما لك .. هو لك وما ليس لك فهو ليس لك ..
تعلمت منك أن أبني عشا لحياتي أحضن فيه أحلاي .. وعلى يديك اللتين أدمنت رتعاشتهما ووقع ركضهما على الورق.. وخوفك الذي يشبه ذعر الأطفال..وقسوتك المليئة بالحنان والعطف..
أدمنت كلماتك وهي تنطلق لتنهب المسافة الفاصلة بين شفتيك وأذني فتستقر في محطة القلب .. تعبر كل الحدود ومكاتب الجمركة .. وحرس الحدود.. تتجاوز أعراف القبيلة .. لتضع أوراق وحقائب سفرها على مكاتب الحضن وتقول بصوت أتعبه السفر: أنا عدت لك .. عدتلك .ز
لكنك ..
لكنك اليوم تأتيني شاحب الوجه.. ذابل الصوت .. تأتيني كمحارب فقد ذخيرته ورفاقه في معركة وهمية ز
متعبة التفاصيل المرسومة خطوطها على شفتيك .. يأتيني صوتك مبحوحا يقطر دمعا وحزن أخضرا ..
يأتيني ويتلاشى في أعماقي .. يتوه السؤال عنك في أزقة الرجاء والأمل.. تطارده كلاب المدينة المتشكعة ..
أذكر في لحظة كل .. كل .. كل تفاصيل قضتنا التي وعدتني بكتابتها .. فأبكي .. من القلب أبكي على القلب ..
تتزاحم الدموع في عيكيكةوأنت تسألني .. هل بيدك جتى تساهم في نفي من حياتك..؟
نني محتاجة كل يوم لك .. لك وحدك..
تتابع كلامك وأنت تحاول تجاهل ردي على سؤالك الأول؟؟ ماذا تفعلين الآن .. وبصرك يمتد لى لا شيء أمامك .. ثم .. التفت لي ووجهك قد اشتد غضبه المختبيء تحت البشرة السمراء..
تغيب الأماني ويذبل صوتك .. فتصهل دموعك على وجنتيك كخبول برية متوحشة .. تتسابق في وصولها الى خلجان شفتيك لترتوي وتسقي ذبولها ..
أمامك.. أمامك أنا كورقة توت تسقط من غصتها وهي أكثر خضرة وشبابا..
أحس وأنت تدخل يدك في جيبك لتخرج منديلا تمسح به زجاج نظارتك ولكنك تخرج سيجارة من التوع المستورد.. الرفيع ..
تمتص كربونها بشراهة .. ثم تنفث دخانها وأنت تتنهد كأنك تطفيء بها الغليان المتصاعد بداخلك .. وتسكن بها وجعك القاتل ..
أصرخ دون أن يتجاوز صوتي حنجرتي...
غبي .. أحمق .. ومجنون أنت..
وبهدوءك الذي يشبه الغيبوبة تقول لي مبتسما : أنت على حق..
أخاف عليك حتى من أحلامي .. أخاف عليك من النار المشتعلة على أطراف أصابعي.. من جنوني .. ويقظتي .. ومن لهفتي .. من كل أشيائي.. قلتها كلها دون أن تتكلم وأنت أمامي ..
تتنهد .ز فيشتد الحاحي بالسؤال عليك ..
هل تؤكد هذا بعد كل هذه السنين.. وتسكت .. تقول .. أو لا تقول
لم أعد أسمعك جيدا .. فقط تنهدت بعمق وأنا أمامك أحس أنك تراوغني .. يجب أن أتركك وحدك ..
وحملت حقيبتي البنية وقبل أن تستقر خطوتي الأولى على الأرض قلت لي : متى نلتقي ..؟
ووضعت قدمي في موقعها وبكلمات تشبه تسابيح الدعاء قلت لك : غذا ن شاء الله عندما تستمر حياتنا .. حياتي وحياتك ..
قلت وأنت متفائل في ذروة التشاؤم : لا معنى لحياتي ن لم تكوني فيها ..
حاولت أن أجاملك بابتسامتي التي تشبه ابتسامة رضيع يرى ذاته على مرآة وجه أمه
قلت لك : لا تبالغ ياشاعري .. وسكت قليلا .. كأنني أسترد أنفاسي وأغالب خجلي حتى أضيف : وحدي ..
انطلقت من أمامك كقطار يغادر محطة قديمة .. مهجورة ..
يبتعد .. يبتعد .. عنها يبتعد ولا يترك خلفه غير صراخه تردده شقوق الجدران المهترئة .ز ودوي عجلاته تنشر شرارت حتكاكها بالسكك .. وبعض مودعين لمسافر ظل السفر يغريه بأحلام جديدة في مدينة لا تقتل العصافير في أوكارها ..
تركتك .. وحيدا تركتك ..لا
تركتك مع نفسك وأنا أحس بأنك تودعني من الخلف بنظراتك التي أنهكها السهر والكتب.. والكتابات التي لا يقرأها أحد غيري ..
تركتك .. و.. رحلت
عبادلية الطيب
- ياسمينمشرفة
- :
عدد الرسائل : 1250
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
رد: قصة قصيرة : صهيل الدموع
الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 17:10
كم هي قصتك رائعة وجميلة لكنها حزينة فأنا أكره الفراق و خاصة الاحبة....المهم انك لست شاعرا فحسب بل أديبا ممتاز تجعل القارئي يتأثر و يحس و يحزن و....بروائعك .أرجوك لا تفارق منتدانا لاننا اعتدنا مؤانستك من خلال ما تكتبه لنا و دمت رائعا و مميزا..
- الطيب عبادليةعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 50
العمر : 69
العمل/الترفيه : أستاذ تعليم متوسط / عضو المجلس الوطني لإتحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع ولاية تبسة /منتج بإذاعة تب
المزاج : متفاءل ، مرح ،
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
رد: قصة قصيرة : صهيل الدموع
الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 17:44
أيها الأحبة
يامن تركتم رائحتكم ها هنا
يا من إستأنست وقع خطوكم وخطاكم ..
أنا ها هنا معكم وفي أحضان دفئكم سأكبر أكثر..
إنتظروني كما أنتظركم شكرا لكم على كل هذه الرعاية والعناية
لكم من القلب كل المحبة أيها الأحبة
توقيع ع/ ط
يامن تركتم رائحتكم ها هنا
يا من إستأنست وقع خطوكم وخطاكم ..
أنا ها هنا معكم وفي أحضان دفئكم سأكبر أكثر..
إنتظروني كما أنتظركم شكرا لكم على كل هذه الرعاية والعناية
لكم من القلب كل المحبة أيها الأحبة
توقيع ع/ ط
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى