- الطيب عبادليةعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 50
العمر : 69
العمل/الترفيه : أستاذ تعليم متوسط / عضو المجلس الوطني لإتحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع ولاية تبسة /منتج بإذاعة تب
المزاج : متفاءل ، مرح ،
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 21:09
أجوب المدينة .. أخيط شوراعها الملتوية .. أمشط أرصفتها الترابية بخطوات مبعثرة , أحاول أن أصل الى العنوان .. أرقامه تختلط في ذاكرتي ..
مرة .. اثنان وأربعون ..
ومرة .. أربعة وعشرون ..
ومرة .. ج .. ومرة .. ب ..
أحاول الوصول الى العنوان .. لكني أبتعد كلما أحسست أني اقتربت .. المسافة أمامي تمتد ويطول الشارع .. قلبي يحدثني بأني أركض في الاتجاه الخاطئ .. وصوت أمي بداخلي يردد :
الجرح يبرأ و تبرأ عليه الضميدة ..
فأصم أذني عن تأهوات القلب المتشائم ووصية أمي و أتقدم .. هذه المرة سأصل وأجدك أمامي في انتظاري .. وأمي مازالت تحفر بداخلي وصيتها القديمة , كلمة العيب ما تبرأ كل يوم تصبح جديدة .
وأنا أتقدم ولا أصل .. عنوانك في ذاكرتي .. صورتك .. قامتك الطويلة المصقولة من الرخام الأسمر .. أشياؤك كلها تدفعني اليك بجاذبيتها القدرية الخاصة .. ترسم اتجاهي نحوك .. يمر بي طفل وهو يغني وطبل بسطل : البراني .. جاني جواب أه يا لحباب فيه كلام بكاني ..
يعجبني صوته المليْ بصدق المشاعر ونبرته التألمية .. انه مثلي يعاني هموم البحث عن شيْ ما ..
خطوات وأصل اليك .. الشارع الثاني .. البيت الأول على اليمين ..
وفي المنعطف يبعد المكان لحظة زمان ..
أمر بصبي في سن الزهور يلعب أمام حديقة منزله وهو يغني : بتلومني ليه .. أضحك وأنا أردد في قرار نفسي اذا كنت تغني الأغنية فماذا تركت لي أن أن أغني .. أجلس في مواجهته ’اطلب من أن نغني معا : أهواك وأتمني .. فهرب من .. يدخل كاسهم باب الحديقة وهو يصيح .. لا أعرفها .. لا أعرفها .. فاكمل طريقي والخيبة عنكبوت تنسج شباك اليأس حو قلبي .. أدخل زقاقا ملتويا ..
أمر بين الحدائق المسيجة وأنا أحاول أن أقر أرقامها .. وجوه داخل السياج ترصد حركاتي .. لا أعرفها ..
ربما في المنعطف أجدك في الحديقة تنظرين وانت تشدين بين يديك حزمة الورود الحمراء .. وتلك الوجوه الجميلة بين الزهور .. وينتهي المنعطف فيصبح المنظر أمامي غابة من أشجار الصنوبر تمتد بامتداد البصر .. أتنهد الخيبة وأعود من حيث أتيت .. ونفس الوجوه الجميلة مازالت تترصد حركاتي وتتابع خطواتي .. بعضها ينتظر لي شفقة وحسرة ..
واحدة من وراء السياج سألتني بجرأة .. عن من تبحث يا أنت ؟
قلي وأنا أتوقف عن المشي كأنني أنتهز الفرصة لأسترد أنفاسي اللاهثة ..
رقم أربعين .. لا .. اثنان وأربعين .. لا ..
وتلعثم لساني وداهمت جبيني موج من العرق .. فقلت لأبرر أرتباكي : ضاع مني العنوان قلت وهي تبتسم باستهزاء : ضحكت عليك أعطتك عنوان لا وجود له ..
و قهقت و هي تستدير من أمامي وتغيب بين سيقان عباد الشمس .. ثم قالت بصوت عال : ابحث عنها في حي أخر ..
حاولت أن أتحرك ..أن أهرب في أي اتجاه لكن التجاهات كلها مسيجة .. ووجدت نفسي أتكئ على سياج الحديقة وأطلب من تلك التي سخرت من – ومنك – جرعة ماء وأنا أمسح عرق الفشل .. قبل أن أكمل طريقي عائدا من حيث أتيت وأنا أتأبط فشلي في الوصول اليك ..
بقلم : عبادلية الطيب
مرة .. اثنان وأربعون ..
ومرة .. أربعة وعشرون ..
ومرة .. ج .. ومرة .. ب ..
أحاول الوصول الى العنوان .. لكني أبتعد كلما أحسست أني اقتربت .. المسافة أمامي تمتد ويطول الشارع .. قلبي يحدثني بأني أركض في الاتجاه الخاطئ .. وصوت أمي بداخلي يردد :
الجرح يبرأ و تبرأ عليه الضميدة ..
فأصم أذني عن تأهوات القلب المتشائم ووصية أمي و أتقدم .. هذه المرة سأصل وأجدك أمامي في انتظاري .. وأمي مازالت تحفر بداخلي وصيتها القديمة , كلمة العيب ما تبرأ كل يوم تصبح جديدة .
وأنا أتقدم ولا أصل .. عنوانك في ذاكرتي .. صورتك .. قامتك الطويلة المصقولة من الرخام الأسمر .. أشياؤك كلها تدفعني اليك بجاذبيتها القدرية الخاصة .. ترسم اتجاهي نحوك .. يمر بي طفل وهو يغني وطبل بسطل : البراني .. جاني جواب أه يا لحباب فيه كلام بكاني ..
يعجبني صوته المليْ بصدق المشاعر ونبرته التألمية .. انه مثلي يعاني هموم البحث عن شيْ ما ..
خطوات وأصل اليك .. الشارع الثاني .. البيت الأول على اليمين ..
وفي المنعطف يبعد المكان لحظة زمان ..
أمر بصبي في سن الزهور يلعب أمام حديقة منزله وهو يغني : بتلومني ليه .. أضحك وأنا أردد في قرار نفسي اذا كنت تغني الأغنية فماذا تركت لي أن أن أغني .. أجلس في مواجهته ’اطلب من أن نغني معا : أهواك وأتمني .. فهرب من .. يدخل كاسهم باب الحديقة وهو يصيح .. لا أعرفها .. لا أعرفها .. فاكمل طريقي والخيبة عنكبوت تنسج شباك اليأس حو قلبي .. أدخل زقاقا ملتويا ..
أمر بين الحدائق المسيجة وأنا أحاول أن أقر أرقامها .. وجوه داخل السياج ترصد حركاتي .. لا أعرفها ..
ربما في المنعطف أجدك في الحديقة تنظرين وانت تشدين بين يديك حزمة الورود الحمراء .. وتلك الوجوه الجميلة بين الزهور .. وينتهي المنعطف فيصبح المنظر أمامي غابة من أشجار الصنوبر تمتد بامتداد البصر .. أتنهد الخيبة وأعود من حيث أتيت .. ونفس الوجوه الجميلة مازالت تترصد حركاتي وتتابع خطواتي .. بعضها ينتظر لي شفقة وحسرة ..
واحدة من وراء السياج سألتني بجرأة .. عن من تبحث يا أنت ؟
قلي وأنا أتوقف عن المشي كأنني أنتهز الفرصة لأسترد أنفاسي اللاهثة ..
رقم أربعين .. لا .. اثنان وأربعين .. لا ..
وتلعثم لساني وداهمت جبيني موج من العرق .. فقلت لأبرر أرتباكي : ضاع مني العنوان قلت وهي تبتسم باستهزاء : ضحكت عليك أعطتك عنوان لا وجود له ..
و قهقت و هي تستدير من أمامي وتغيب بين سيقان عباد الشمس .. ثم قالت بصوت عال : ابحث عنها في حي أخر ..
حاولت أن أتحرك ..أن أهرب في أي اتجاه لكن التجاهات كلها مسيجة .. ووجدت نفسي أتكئ على سياج الحديقة وأطلب من تلك التي سخرت من – ومنك – جرعة ماء وأنا أمسح عرق الفشل .. قبل أن أكمل طريقي عائدا من حيث أتيت وأنا أتأبط فشلي في الوصول اليك ..
بقلم : عبادلية الطيب
- ياسمينمشرفة
- :
عدد الرسائل : 1250
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
رد: قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الأربعاء 05 نوفمبر 2008, 14:55
هذه القصة رائعة فقط تمنيت لو وصلت اليها تلك التي تبحث عنها أم مازال عنوانها ضائع أنت اديب ممتازأتمنى لك التوفيق و النجاح في هذا المجال حاول أن تجمع كل روائعك في مؤلفات
رد: قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الأربعاء 05 نوفمبر 2008, 17:43
وانا اوافق راي الاخت و لما لا تجمع هذه الروائع في كتيب
- الطيب عبادليةعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 50
العمر : 69
العمل/الترفيه : أستاذ تعليم متوسط / عضو المجلس الوطني لإتحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع ولاية تبسة /منتج بإذاعة تب
المزاج : متفاءل ، مرح ،
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
رد: قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الأربعاء 05 نوفمبر 2008, 19:19
الحميم الونشريسي
عندي
مجموعتان قصصيتان
الأولى بعنوان : عندما يصلك خطابي
والثانية صهيل الدموع
ورواية قدمت لوزارة القافة للطبع بعنوان : النيغاوي تستحضر بطولة المناضل الجزائري إبنان ثورة التحرير
وقصصات أخرى
وأزيد من 150 مقالا ..
لكن العين بصيرة واليد قصيرة
عندي
مجموعتان قصصيتان
الأولى بعنوان : عندما يصلك خطابي
والثانية صهيل الدموع
ورواية قدمت لوزارة القافة للطبع بعنوان : النيغاوي تستحضر بطولة المناضل الجزائري إبنان ثورة التحرير
وقصصات أخرى
وأزيد من 150 مقالا ..
لكن العين بصيرة واليد قصيرة
- الطيب عبادليةعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 50
العمر : 69
العمل/الترفيه : أستاذ تعليم متوسط / عضو المجلس الوطني لإتحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع ولاية تبسة /منتج بإذاعة تب
المزاج : متفاءل ، مرح ،
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
رد: قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الأربعاء 05 نوفمبر 2008, 19:25
الفاضلة ياسمين
تخيلي لو الكاتب وصل إلى العنوان هل كان بالإمكان كتابة هذه القصة
فأسباب وجوب بنائها هو ذلك الفسل في الوصول
إن اللقاء مبرمج .. والعنوان هو نفس ذلك العنوان
وفي لحظة سهو يسيطر النسيان على الذاكرة فتختلط الأرقام ومن جاء ميلاد هذه القصة
ترقبوا مني قصص واقعية أخرى قد تكون أكثر نضجا وإحاء بواقعية مرارة الواقع
تحياتي ودمت
تخيلي لو الكاتب وصل إلى العنوان هل كان بالإمكان كتابة هذه القصة
فأسباب وجوب بنائها هو ذلك الفسل في الوصول
إن اللقاء مبرمج .. والعنوان هو نفس ذلك العنوان
وفي لحظة سهو يسيطر النسيان على الذاكرة فتختلط الأرقام ومن جاء ميلاد هذه القصة
ترقبوا مني قصص واقعية أخرى قد تكون أكثر نضجا وإحاء بواقعية مرارة الواقع
تحياتي ودمت
- netcom199عضو ملكي
- :
عدد الرسائل : 2058
العمر : 49
المزاج : أسألك الدعاء لي
تاريخ التسجيل : 01/11/2008
رد: قصة قصيرة : أربعة .. و .. اثنان
الثلاثاء 18 نوفمبر 2008, 20:35
اخي العزير لكي تكون كاتبا ممتاز عليك
بأمهات الكتب لا اعلق على ما كتبت لكن............................
بأمهات الكتب لا اعلق على ما كتبت لكن............................
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى