خاطرة : بضاعة .. في غلاف مستورد

جئت إليك .. لأنني اليك إستقت كثيرا

وأنت لم تعلمن كيف إليك ألا أشتاق

جئت إليك محمولة على جناح الآمال.. وأنا ألبس ثوب الحداد .. المكتوب على حياتي

وأملي أن يصحو ضمير حبك لي .. ويثور قلبك .. ويتمرد على تحنيطه ويمد يديه إلى يدي المنكسة

وسألتني عن ثوبي الأسود .. وأنت تبتسم كعادتك .. تلك الإبتسامة التي لا طعم لها .. سوى أنها إبتسامة بلهاء

وكأنك رسمتها على مقاس شفتيك بشيء من الإهمال

وقلت كأنك تحدث نفسك

جميلة أنت بهذا الثوب الأسود

وثار في صدري بركان هائج مجنون

ليس الجمال أثوابا تزييننا .. ومع ذلك تجاهلت قصدي

أشياء أخرى تشد إنتباهك ..ساقايا المبرومتان .. أحمر الشفاه .. أزرق الجفون

ثوبي الأسود .. و.. تنهداتي الخافتة من لحظة الزيف التي أعيشها من أجلك .. كلها

كلها - هذه الأشياء - كانت محط إهتمامك .. أما أنا فإنني بضاعة داخل تلك الأغلفة .. الإشهارية ..

كانت بضاعة محلية داخل غلاف مستورد وقد أعجبك الغلاف .. أما البضاعة فكانت في - نظرك - مغشوشة ..

وابتلعت أول دمعة سقطت غصبا عن مقاومتي في الحلق .. مرة الطعم كانت .. مالحة المذاق

كاوية كانت في الكيان ..

تمنيت لو سقطت على جلدك - ربما - أثارت احساسك الذي بدأ يموت ..

ثوبي الأسود إستعرته من صديقتي لآت إليك .. فكل ثيابي مرقعة .. رسمت عليها بالإبرة والخيوط الملونة خريطة الفقر .. وكنت غنية بأحلامي الوردية

غنية بوجودك إلى جنبي .. كانت كلها أحلاما مزيفة ..كوابيس

أحمر الشفاه إستعملته ورائحته تثير القي في حلقي..

وجئت إليك .. بهذه القوالب كأنني شركة دعاية متنقلة .. وكنت في إستغناء عن وجودي الحاضر الغائب.. فقد كنت تبحث عن إطار ولو بلا مضمون

بلا صورة

كنت مشتاقة حتى الرقبة إليك .. إلى وجودك

وكنت مستغنيا عني .. كنت أريد البقاء قربك أبدا..

كنت..

كنت

ولكن ماذا يهم الآن ؟

إنني عائدة إلى ثوبي المرقع وإلى خريطة الفقر حيث تتسكع الإبرة بذيلها الملون

لأنني أرفض أن تراني في ثوب مستورد

وإنني أرفض حتى الموت أن تشتهيني سمراء في ثوب أي فاتنة غربية ..

.......

......

بقلم / الطيب عبادلية

أشكرك أخي الطيب على هذه الخاطرة الجميلة وبارك الله فيك على هذا الابداع أتمنى لك التوفيق في حياتك

رد: خاطرة : بضاعة .. في غلاف مستورد