- SIDAHMEDعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 111
العمر : 54
العمل/الترفيه : استاذ
المزاج : اجتماعي
تاريخ التسجيل : 14/10/2008
لماذ سميت عرفة بهذا الاسم؟
الجمعة 21 نوفمبر 2008, 15:23
لماذا سميت عرفة بهذا الاسم ؟
عرفة التاريخ والعبادة
سُمِّي عرفة بهذا الإسم؛ لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لأن
جبريل طاف بإبراهيم- عليه السلام- كان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟
أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم-عليه
السلام- لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك
الموضع؛ فعرفها وعرفته.
وعُرِفَ كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام".
وقال العمري: عرفات علم للموقف سُمِّي بجمع، وقال بعد أن أورد بعض الأقوال
الواردة في سبب تسميتها بعرفة وعرفات: وهي من الأسماء المرتجلة؛ لأن عرفة
لا تعرف في أسماء الأجناس.
حدود عرفة
وحدود عرفة كما قال ابن عبَّاس: حدُّ عرفة من الجبل المشرف على بُطَن عرفة
(هو بطن عرفة هو ما بين العلمين الذين هما حد عرفة والعلمين الذين هما حد
الحرم) إلى جبال عرفة إلى الوصيق (والوصيق هو موضع أعلاه لكنانة وأسفله
لهذيل) إلى ملتقى الوصيق إلى وادي عرفة قال: ومُوقْنَى النبي- صلى الله
عليه وسلم- عشية عرفة بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت (ويسمَّى هذا
المُوقْنَى) (الآل) على وزن هلال ويُعرَف اليوم بـ"جبل الرحمة"،
والتبعة: واحدة تبع شجر تعمل منه الغسي، وقيل سُمِّي الآل؛ لأن الحجيج إذا رأوا ألو، أي اجتهدوا؛ ليدركوا الموقف.
وعلى جبل الرحمة مسجد ومنبر لوقوف الخطيب عشية يوم عرفة، وكان هذا الجبل
صعب المرتقى؛ فسهله الوزير الجواد الأصفهاني، وبنى فيه مسجدًا ومصبًّا
للماء.
وعرفة أو عرفات ميدان واسع أرضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولا في مثلهما
عرضا، وكانت عرفة قرية، فيها مزارع وخضر، وبها دور لأهل مكة، أما اليوم
فلم يبق لهذه الدور من أثر، وموضع الوقوف بعرفة يُسمَّى كما قال ياقوت
(العرّف) بتشديد الراء وعرفة كلها موقف، وقد حدد الفاسي موقف النبي- صلى
الله عليه وسلم- فقال: إنه الفجوة المستعلية المشرفة على الموقف، وهي من
وراء الموقف، وهي التي عن يمينها، ووراؤها صخرتان متصلتان بصخر الجبل
المُسمَّى بجبل الرحمة، ولا فضيلة للوقوف على الجبل الذي يُقَال له جبل
الرحمة بعرفة.
منبر عرفة
عن عمرو بن دينار قال: رأيتُ منبر النبي- صلى الله عليه وسلم- في زمان ابن
الزبير ببطن عرفة؛ حيث يصلي الإمام الظهر والعصر عشية عرفة، مبنيًّا
بحجارة صغيرة وفي رواية صغار، قد ذهب به السيل؛ فجعل ابن الزبير منبرًا من
عيدان.
وعن يزيد بن شيبان قال: كنَّا في موقف لنا بعرفة قال: فأتانا ابن مربع
الأنصاري فقال: إني رسولُ رسولِ الله –صلى الله عليه وسلم- إليكم، يأمركم
أن تقفوا على مشاعركم هذه؛ فإنكم على إرثٍ من إرثِ إبراهيم- عليه السلام.
سُمِّي عرفة بهذا الإسم؛ لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لأن
جبريل طاف بإبراهيم- عليه السلام- كان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟
أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم-عليه
السلام- لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك
الموضع؛ فعرفها وعرفته.
وعُرِفَ كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام".
وقال العمري: عرفات علم للموقف سُمِّي بجمع، وقال بعد أن أورد بعض الأقوال
الواردة في سبب تسميتها بعرفة وعرفات: وهي من الأسماء المرتجلة؛ لأن عرفة
لا تعرف في أسماء الأجناس.
حدود عرفة
وحدود عرفة كما قال ابن عبَّاس: حدُّ عرفة من الجبل المشرف على بُطَن عرفة
(هو بطن عرفة هو ما بين العلمين الذين هما حد عرفة والعلمين الذين هما حد
الحرم) إلى جبال عرفة إلى الوصيق (والوصيق هو موضع أعلاه لكنانة وأسفله
لهذيل) إلى ملتقى الوصيق إلى وادي عرفة قال: ومُوقْنَى النبي- صلى الله
عليه وسلم- عشية عرفة بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت (ويسمَّى هذا
المُوقْنَى) (الآل) على وزن هلال ويُعرَف اليوم بـ"جبل الرحمة"،
والتبعة: واحدة تبع شجر تعمل منه الغسي، وقيل سُمِّي الآل؛ لأن الحجيج إذا رأوا ألو، أي اجتهدوا؛ ليدركوا الموقف.
وعلى جبل الرحمة مسجد ومنبر لوقوف الخطيب عشية يوم عرفة، وكان هذا الجبل
صعب المرتقى؛ فسهله الوزير الجواد الأصفهاني، وبنى فيه مسجدًا ومصبًّا
للماء.
وعرفة أو عرفات ميدان واسع أرضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولا في مثلهما
عرضا، وكانت عرفة قرية، فيها مزارع وخضر، وبها دور لأهل مكة، أما اليوم
فلم يبق لهذه الدور من أثر، وموضع الوقوف بعرفة يُسمَّى كما قال ياقوت
(العرّف) بتشديد الراء وعرفة كلها موقف، وقد حدد الفاسي موقف النبي- صلى
الله عليه وسلم- فقال: إنه الفجوة المستعلية المشرفة على الموقف، وهي من
وراء الموقف، وهي التي عن يمينها، ووراؤها صخرتان متصلتان بصخر الجبل
المُسمَّى بجبل الرحمة، ولا فضيلة للوقوف على الجبل الذي يُقَال له جبل
الرحمة بعرفة.
منبر عرفة
عن عمرو بن دينار قال: رأيتُ منبر النبي- صلى الله عليه وسلم- في زمان ابن
الزبير ببطن عرفة؛ حيث يصلي الإمام الظهر والعصر عشية عرفة، مبنيًّا
بحجارة صغيرة وفي رواية صغار، قد ذهب به السيل؛ فجعل ابن الزبير منبرًا من
عيدان.
وعن يزيد بن شيبان قال: كنَّا في موقف لنا بعرفة قال: فأتانا ابن مربع
الأنصاري فقال: إني رسولُ رسولِ الله –صلى الله عليه وسلم- إليكم، يأمركم
أن تقفوا على مشاعركم هذه؛ فإنكم على إرثٍ من إرثِ إبراهيم- عليه السلام.
- SIDAHMEDعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 111
العمر : 54
العمل/الترفيه : استاذ
المزاج : اجتماعي
تاريخ التسجيل : 14/10/2008
فضائل يوم عرفة
الجمعة 21 نوفمبر 2008, 15:50
ن فضائل يوم عرفة :
(1) إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب
أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو
علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}المائدة قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
(2) قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا
أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) "رواه أهل السّنن" وقد روي عن عمر بن
الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة،
وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
(3) إنه يوم أقسم الله به : والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قول القرآن : {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }البروج.
فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم
القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة ، والشاهد : يوم الجمعة) رواه الترمذي
وحسنه الألباني.
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ }الفجر. قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
(4) أن صيامه يكفر سنتين: فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة)
رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة
بعرفة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا " .
وقال عليه الصلاة والسلام: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه .
(5) أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم. فعن ابن عباس
_ما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر
آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه
كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ
تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً
مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } (الأعراف: 172 ، 173) رواه أحمد وصححه الألباني.
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
(6) أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي
صحيح مسلم عن عائشة _ا_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم
أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي
بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
قال ابنُ عبدُ البر : وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم أهـ .
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يباهي ملائكته
عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه
أحمد وصححه الألباني. وسُئل فضيلة الشيخ بن عثيمين ( رحمه الله ) : لماذا
يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟ والله عز وجل يقول: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
} ؟ فاجاب فضيلته عن اسباب إجابة الدعاء وموانع الدعاء ، فقال : " هذا
الرجل كان مسافراً والسفر غالباً من أسباب الإجابة لأن الإنسان في السفر
يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في
أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجىء إلى
الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً، والشعث
والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن الله ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين
فيها يقول: " أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق" هـ . وذكر شيخ
الاسلام ابن تيمية رحمه الله : فقال : ( الشُّعْث: هو اغبرار الرأس,
والغَبَرُ: هو التراب، والغُبْرة: لونه) فإنه من المعلوم أن الحجيج
عشية عرفة ينزل على قلوبهم من الإيمان والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن
التعبير عنه، لكن ليس هذا الذى في قلوبهم هو الذى يدنو إلى السماء الدنيا،
ويباهي الملائكة بالحجيج )هـ
فعلى المسلم أن يحرصَ على العمل الصالح لا سيما في هذا اليوم العظيم من
ذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ لعله أن يحظى من الله بالمغفرة والعتق
من النار .
فقد ذكر ابنُ رجب - رحمه الله – في اللطائف : أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين .
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: (زاد المعاد في هدي خير العباد )
ج1 فقال : "أنه في يوم عرفة يدنو الرّبُّ تبارك والله عشيةَ مِن أهل
الموقف، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: (مَا أَرَادَ هؤُلاءِ،
أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم) وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك
والله ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه
بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم الله نوعين من القُرب،
أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من
أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته، فتستشعِرُ قلوبُ أهل الإِيمان بهذه
الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاء لفضل ربها
وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها " هــ
. وذكر السعدي رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة : " وليال عشر " من سورة
الفجر فقال : "في أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه
لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم
عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من
أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة ، لأن يقسم الله بها "هـ .
قال اللّه الله: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
)الحج28. الآية. قال ابن عباس والشافعي والجمهور: هي أيامُ العشر.
وقال النووي رحمه الله في كتابه (الاذكار ) : ( واعلم أنه يُستحبُّ
الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره،ويُستحب من ذلك في يوم
عرفة أكثر من باقي العشر ) هـ أما من لم يتيسر له الحج فهو كما قال أحد
السلف: " من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عَرَفَه،
ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليُبيِّت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه
وأزلفه ، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى ،
من لم يصلْ إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من
دعاه من حبل الوريد".
[عدل] مناسك يوم عرفة
باختصار فإن شعائر هذا اليوم تبدأ بعد أن يصلي الحجاج صلاة الفجر
في منى (التي تبعد 7 كم عن مكة) فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون بعدها
طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ويقضون فيها النهار كله حتى
غروب الشمس، حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا. مقتدين في ذلك
بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويتخلل اليوم خطبة يلقيها إمام
الحجاج (كتب الفقه تفترض أن هذا الإمام هو خليفة المسلمين أو من ينوب عنه)
ويستمعون إليها عند زوال الشمس (الوقت الذي قبل صلاة الظهر بخمس دقائق -
وهو وقت انعدام الظلال) ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا. بأذان
واحد وإقامتين. والسنة أن يصلي الحجاج في مسجد نمرة.
(1) إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب
أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو
علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}المائدة قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
(2) قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا
أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) "رواه أهل السّنن" وقد روي عن عمر بن
الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة،
وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
(3) إنه يوم أقسم الله به : والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قول القرآن : {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }البروج.
فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم
القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة ، والشاهد : يوم الجمعة) رواه الترمذي
وحسنه الألباني.
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ }الفجر. قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
(4) أن صيامه يكفر سنتين: فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة)
رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة
بعرفة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا " .
وقال عليه الصلاة والسلام: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه .
(5) أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم. فعن ابن عباس
_ما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر
آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه
كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ
تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً
مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } (الأعراف: 172 ، 173) رواه أحمد وصححه الألباني.
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
(6) أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي
صحيح مسلم عن عائشة _ا_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم
أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي
بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
قال ابنُ عبدُ البر : وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم أهـ .
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يباهي ملائكته
عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه
أحمد وصححه الألباني. وسُئل فضيلة الشيخ بن عثيمين ( رحمه الله ) : لماذا
يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟ والله عز وجل يقول: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
} ؟ فاجاب فضيلته عن اسباب إجابة الدعاء وموانع الدعاء ، فقال : " هذا
الرجل كان مسافراً والسفر غالباً من أسباب الإجابة لأن الإنسان في السفر
يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في
أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجىء إلى
الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً، والشعث
والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن الله ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين
فيها يقول: " أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق" هـ . وذكر شيخ
الاسلام ابن تيمية رحمه الله : فقال : ( الشُّعْث: هو اغبرار الرأس,
والغَبَرُ: هو التراب، والغُبْرة: لونه) فإنه من المعلوم أن الحجيج
عشية عرفة ينزل على قلوبهم من الإيمان والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن
التعبير عنه، لكن ليس هذا الذى في قلوبهم هو الذى يدنو إلى السماء الدنيا،
ويباهي الملائكة بالحجيج )هـ
فعلى المسلم أن يحرصَ على العمل الصالح لا سيما في هذا اليوم العظيم من
ذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ لعله أن يحظى من الله بالمغفرة والعتق
من النار .
فقد ذكر ابنُ رجب - رحمه الله – في اللطائف : أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين .
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: (زاد المعاد في هدي خير العباد )
ج1 فقال : "أنه في يوم عرفة يدنو الرّبُّ تبارك والله عشيةَ مِن أهل
الموقف، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: (مَا أَرَادَ هؤُلاءِ،
أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم) وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك
والله ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه
بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم الله نوعين من القُرب،
أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من
أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته، فتستشعِرُ قلوبُ أهل الإِيمان بهذه
الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاء لفضل ربها
وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها " هــ
. وذكر السعدي رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة : " وليال عشر " من سورة
الفجر فقال : "في أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه
لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم
عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من
أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة ، لأن يقسم الله بها "هـ .
قال اللّه الله: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
)الحج28. الآية. قال ابن عباس والشافعي والجمهور: هي أيامُ العشر.
وقال النووي رحمه الله في كتابه (الاذكار ) : ( واعلم أنه يُستحبُّ
الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره،ويُستحب من ذلك في يوم
عرفة أكثر من باقي العشر ) هـ أما من لم يتيسر له الحج فهو كما قال أحد
السلف: " من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عَرَفَه،
ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليُبيِّت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه
وأزلفه ، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى ،
من لم يصلْ إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من
دعاه من حبل الوريد".
[عدل] مناسك يوم عرفة
باختصار فإن شعائر هذا اليوم تبدأ بعد أن يصلي الحجاج صلاة الفجر
في منى (التي تبعد 7 كم عن مكة) فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون بعدها
طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ويقضون فيها النهار كله حتى
غروب الشمس، حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا. مقتدين في ذلك
بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويتخلل اليوم خطبة يلقيها إمام
الحجاج (كتب الفقه تفترض أن هذا الإمام هو خليفة المسلمين أو من ينوب عنه)
ويستمعون إليها عند زوال الشمس (الوقت الذي قبل صلاة الظهر بخمس دقائق -
وهو وقت انعدام الظلال) ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا. بأذان
واحد وإقامتين. والسنة أن يصلي الحجاج في مسجد نمرة.
- ياسمينمشرفة
- :
عدد الرسائل : 1250
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
رد: لماذ سميت عرفة بهذا الاسم؟
السبت 22 نوفمبر 2008, 14:49
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم و المفيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى