- SIDAHMEDعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 111
العمر : 54
العمل/الترفيه : استاذ
المزاج : اجتماعي
تاريخ التسجيل : 14/10/2008
العمل بالوضعيات لتحقيق الكفآت
الأحد 23 نوفمبر 2008, 12:23
فـي مـفهـوم الـكفاءة:
بادئ ذي بدء، إن ما يميز الكفاءة هو أن تحقيقها يتطلب تسخير مختلف القدرات ومختلف المحتويات.
مثال ذلك : إن المعلم الكفء هوالذي يسخر مجموعة معتبـرة من القدرات مثل :
< القدرة على تحليـل الوضعيـات .
< التعبيـر بطلاقـة و وضــوح .
< الاستعداد للرد على أسئلة المتعلمين واستفساراتهم .
< التعمق فـي تناول المحتويات .
< القدرة على تنظيم الـقسم بشكل فـّعال .
< التعاون مع الوسط التربوي في إنجاز الأعمال التي تتطلب الاستشارة والمساعدة .
< الاقتصاد فـي التلقيـن و الإكثار من الـتوجيـه إلى الاكتشاف .
< التقييـم المستمـر للأعـمال المنجـزة .
وعلى العموم ، فالمعلم الناجح في حقـل عملـه، ليـس هـو الذي يتوافر على نظريات ومخططات في طرائق تقديـم الدروس، وإنما هو الذي ينـزل منزلة التطبيق والتنفيذ، هذه النظريات عـندما يـقدم دروسـه.
وإذا كانت الكفاءة تتطلب - للحصول عليها - تسـخير قدرات و محتويات. فإن هذا التسخير لا يكفي وحده حيـث لابد أن تحدث هذه الكفاءة ضمن وضعيـة معلومة. فمثلا تسخير المعلم لما يتوافر عليه من قدرات ومحتويات المادة التعليمية ليس بذي معنى ، إلا إذا كانت هذه القدرات مسْهِمَة في تنشيـط الحصص التعلمية داخل القسم التربوي.
وعليه، فالكفاءة لا تتحقق لصاحبها إلا إذا كان قادرا على إدماج مجموعة من التعلمات المكتسبة في إنجاز وضعية من الوضعيات المعروضة.
مثال ذلك : المعلم الكفء لا يقتصر عملـه على تحديد الـمادة التعليمية والسعي إلى تبليغها ؛ ولكن الكفاءة تتطلب منه تأكد المكتسبات القبلية للمتعلمين ثم :
< مراعاة مستوى التلاميذ العقلي والمعرفي.
< التنويع في طرائق الفعل التعليمي - التعلمي.
< تحديد أوجه الاختلاف بين مختلف وضعيات التعلم.
< أخـذ بعين الاعتبار الـجوانب العاطفية و السيكو- حركية لـنوع التعلم.
< الحرص على تقييـم مكتسبـات المتعلميـن.
ب) مـفهـوم الـتلميـذ الـكفء:
D التلميذ الكفء هو ذلك التلميذ الذي يتمكن من توظيف مختلف المعلومات والقدرات في وضعيات معينـة. مـثال : - التلميذ الذي حصل على كفاءة في الكتابة ليس هو ذلك التلميذ الـذي يكتب ( نصوصا ) بترصيص الكلمات، وإنما هو التلميذ الذي يكتب نصـوصا ذات معان ليتمكن من التواصل مع الآخرين.
D ليس معنى الكفاءة في الحساب أن يـعرف الـتلميذ عمليات الجمع والطرح و القسمة،ولكن التلميذ الكفء في الحساب هو الذي يتمكـن من حل مسائل حسابية بتحديد العمليات المناسبة لهذا الحل.
D والتلميذ الذي اكتسب عددا كبيرا من المعارف ذات صلة بالمحيط من خلال دراسة مادتي العلوم و الجغرافية مثلا ، وعجز عن تطبيق هذه المعارف فـي المحافظة على المحيط ليس بكـفء.
و مهما يكن مـن أمر ، فالممارسـة للـكفاءة تحدث - لا محالة - في وضعية إدماجية ذات دلالة . فـمثـلا :
D كتابة رسالة جـواب.
D حل مسألـة حلا صحيحا.
D القيـام بتصرفات لحمايـة المحيـط.
فوضعيـة الإدماج في كل هذه الأمثلـة تسمح للتلميذ بأن يبيـن بأنه قادر على توظيف مكتسبات مختلفة بصورة مجدية وعملية،وإنها وضعية ترتبط بدلالية التعلـم.
وإذن فإن للكفاءة مفهوما إدماجيا ، بحيث إنها تأخذ بعين الاعتبار المحتويات والأنشطـة الممارسة وكذا الوضعيات التي تمارس في سياقها هذه الأنشطـة.
وبالإمكان الآن ، أن نتعرض إلـى تعريـف الكفاءة و نحاول أن نقف على تعريـف جامع، مانع. فالكفاءة معرفة إدماجية ( Savoir- intégrer ) مبنية على تسخير مجموعة إمكانات وتحويلـها (معارف ، علوم ، استعدادات ، طرائق تفكير،إلـخ …) في سياق معين ، وذلك لمواجهة مختلف المشاكل المصادفـة أو لتحقيق إنجاز ما .
مع العلم، أن الكفاءة يتـضـاءل شأنـها و تختـفـي إذا توقـف الشخـص عن ممارستها. وإذن فكلما مارسنا هـذه الكفاءة ، كلما كنا أكفـاء.
و الجدير بالذكر أن مركـبات الكفاءة ثلاثة هي :
1. المحتـوى ( Contenu )
2. القــدرة ( Capacité )
3. الوضعية ( Situation ) وتعني بـها الوضعية – المشكلة( La Situation Problème )-
ج) خــــــــصائـص الــــــكفاءة :
عندما نقبل على الحديث عن خصائص الـكفاءة ، فإن الاهتمام ينصرف إلى إظهار التمييز القائم بيـن القدرة (Capacité ) والكفاءة (Compétence ) ، ومن هذا المنظور فإن ثمة خمس خصائص يمكن إجمالها فيما يأتي :
1) توظيف مجموعـة مـن الإمكانات : إن الـكفاءة – كما سلف الذكر – تتطلب تسخير جملة من الإمكانات. وهذه الإمكانات مختلفـة ، متنوعة مثل : المعارف ، المعارف العلمية ، القدرات ، المعارف الفعليـة المتنوعـة والمعارف السلوكية ، إلخ... وفي غالب الأحيان فإن هذه الإمكانات تكّون خاصة إدماج الكفاءة.
2) الكفاءة ذات طابع نهائي : إن الشخص الذي يحصل على كفاءة ما ، يكون قد حصل على قـوة للتحرك بـصورة إيجابيـة فـي الـحياة الاجتماعية.
ومعنـى ذلـك أن الكفاءة تحمل في طياتـها دلالــة بالنسبـة لـلمتعلـم.
هذه الدلالة التي تدفع المتعلم إلى توظيف جملة من التعلمات للإنتاج أو للقيام بعمل أو لحل مشكلة مطـروحة في نشاطه المدرسي أو في حياته اليومية.
3) الكفاءة مرتبطة بجملة من الوضعيات ذات المجال الواحد: إن تحقيق الكفاءة لا يحصل إلا ضمن الوضعيات التي تمارس في ظلها هذه الكفاءة. يعني ضمن وضعيات قريبة من بعضها بعضا.
مثال ذلك : كتابة تقرير وجيز موجه إلى النشر في مجلة بخصوص إشكالية إدماج الشباب في المنظومة التربوية.
فالوضعيـات ذات المجال الواحد الجديرة بالإشارة إليـها ، تتمثل فـي الآتي :
D تكيـف الشباب مع نمط التعليم العالي.
D دخول الشباب إلى التعليـم الجامعـي .
D توزيع الشباب على شعب التعليم الثانوي.
D الفشـل في الدورة الأولى من الـترشـح.
4) الكفاءة ذات خاصة مادوية في الغالـب : مما لا شـك فيه أن هناك كفاءات متقاربــة بالرغـم من انتمائها إلى مواد مختلفة.
مثل كفاءة البحث في ميدان العلوم الاجتماعية ، فإنها ليست غريبة عن كفاءة البحث في العلوم الطبيعية . غير أن ما يجدر ذكره ، أن مساعي البحـث تختلف من مادة إلـى أخرى؛ مع العـلم أن بعض الكفاءات تـتعلق بعدة مواد ، أي إن تنميتـها لدى المتعلـم تقتضي التحكم في عدة مواد لاكتسابها. وهناك كفاءات في الـحياة العملية مجردة تمامـا من النسب إلى المواد، كأن تكون - مثلا – أكفاء في تسيير الاجتماعات و الملتقيات أو قيادة سيارة فـي المدينة .
5) قابليـة الكفاءة للتقيـيـم (Evaluabilité )
الكفاءة تقيم – أساسا - بدلالة المنتوج ؛ وعلى وجه الخصوص ، وفي المجال المدرسي، يقيم التلميذ بدلالة ما ينتجه ؛ وذلك باعتبار جملة مـن المقاييـس ، في مقدمتها جودة الإنتاج وملاءمة هذا الإنتاج للمطلوب، إلـخ …
وباختصار، حين نقـبل على تقييـم الكفاءات، لا ينبغي أن نكتفي بصوغ أسئلة حول المعارف فحسب ، بل يجب وضع المتعلم في موقف يدعوه إلى علاج السؤال بتوظيف معارفه ومهاراته ومختـلف إمكاناته، بما في ذلك معارفه الفعلية والسلوكية.
علما بأن الكفاءة تظهـر عند المتعلم بعد التقييم ، وهي تعبر عن سـلوك قابل للملاحظة و القياس.
د) الوضعيات التي تمارس في نطاقها الكفاءة :
لقـد بات من الواضح ، أن الكفاءة تعرف من خلال عملية تسخير مندمجة لجملة من الإمكانات و ذلك لمواجهة مختلف الوضعيات ذات دلالة. و هذه الوضعيات ذات الدلالة تكون منبثقة عن نفـس المجال الواحد.
مع الإشـارة أن لفظ " وضعية " في الاستعمال اللغوي العام يدل – غالبا – على الإطار أو المحيط الذي يحدث فيه نشاط أو حدث.
ولكـن في بيداغوجية الكفاءات. فمفهوم " وضعية " مـن حيـث هو " مصطلح " يدل على " وضعية – مشـكلة " بمعنى العمل على تبيان مجموع المعارف من أجل أداء نشاط محدد.
مثال : - وضعية كتابة رسالـة إلى صديـق لدعوتـه إلى حضور حفل عيد ميلاد.
وضعية اتخاذ إجراءات لمواجهـة مشكل خاص بالمحيـط.
هـ) خصـائـص " الـوضعيـة " :
يمكن في هذا السياق ، أن نذكر ثلاث خصائـص هـي :
طابع الوضعية الإدماجية : و هنا لا نقصد بالوضعية تلك التي ترتبط بالإشارة ، أو بتصرف بسيط مثل الضـعط على زر المصعد أو تناول قلم ؛ و إنما المقصود بالوضعية هو التسخير المعرفي أو الحركي أو الوجداني لمجمل مكتسبات التلميـذ. في ظل إحداث وضعية ، هناك إنتاج منتظر واضح التمييـز.
مثل : - إنتاج نـص ، إنتاج تحفة فنية، إيجاد حل لمشكلة.
مع العلم أن هـذا الإنتاج يكون صادرا – أصلا – عن المتعلم . فالمتعلم هو وحده محور الـوضعيـة و ليس المعلم .
- إن المفاد مما تقدم، أن مصطلح " وضعية " ليـس مرادفا " لوضعية تعليمية " ، حيث يقوم المعلم بتنظيم وضعية تعلمية؛ إن الأمر يتعلـق- حقا – بوضعيـة - مشكلة مجسدة، حيث يكون التلميذ قادرا على الاستيعاب بمفرده أو مع غيره. بمعنى وضعية لا تـتضمن في حد ذاتها نية التعليم والتلقين.
و في هذا السياق، يمكن القول بأن المتعلم في مثل هذه الوضعية يبني معارفه دون حاجة إلى عملية تعليمية خاصـة.
و) مـكونـات " الوضعيــة " : ( Les Constituants d’une Situation ) .
إن " الوضعية "- من حيث هي مصطلـح تربـوي- تمثل عنصرا من عناصر الكفاءة ؛ تتألف من ثلاثة مكونات هي :
D الرافد، الذي هو مجموع العناصر الماديـة الـتي تقدم للـمتعلم مثال : نـص مكتوب ، صـور. وهذا الـرافد بدوره يتـضمن ثلاثـة عناصـر :
- السياق، الذي يحدد إطار التواجد.
- المعلومات ، التي يتفاعل بدلالتها المتعلـم .
- الوظيفة ، التي توضح الـهدف مـن الإنتاج .
D بعد الوضعية، وهو الإنتاج المسبـق المنتظــر.
D مجمـوع التعليمات ، الخاصة بالإنجاز المبلغـة إلـى المتعلـم بصورة واضحـة .
مثـال : وضعية كتابة نـص نثـري باستعمال الفعل الماضي.
في هـذا المثال ، نستشـف أن :
السياق هو إطار مدرسي ، بما أن الأمر يتعلـق بكتابـة نـص نـثري .
المطلوب هـو استعمال الفعـل الماضي دون سواه .
الوظيفة هي وظيفة مهارية، بحيث إن الكاتب لا يستعمل إلا الفعل الماضـي .
البعد هو بعد إنجاز نص نـثري .
التعليمات ، و يمكن أن تكون على النحو الآتي : كتابة نص نثري بحيث تكون الأفكار منسجمة و ذات دلالة هادفة.
ز) خـاصـة الـدلاليـة فـي وضعيـة الـتعلــم :
إن الوضعية ذات الدلالة هي الوضعيـة التي توظف إمكانات المتعلم ، هي الوضعية التي تجعل هذا المتعلم في موقع عمل ، و إنها أخيرا وضعية تضفي معنى على المادة التعلمية.
وعلى العموم ، تـكون " الوضعية " ذات دلالة إذا :
D كانت تجعل التلميذ يستفيد معارفه فـي معالجة واقعـه المعيـش.
كأن يشعـر بفاعليتها وجدواها في علاج عمل معقـد.
D كانت تسمح للتلميذ بأن يقيـس الفرق بيـن ما يعلم وما لا يعلم ، من أجل إيجاد حل لوضعية معقدة.
D كانت تسمح بتفعيـل إسهام مختلف المواد في حل مشاكل معقدة.
مبـدأ صــوغ الـكفــاءة :
عندما نقدم على صوغ منصوص الـكفاءة ، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار ، بأنه منصوص خاص بالكفاءة ، لا بقدرة ولا بهدف خاص؛ حيث ينبغي أن يكون هذا المنصوص واضحا بحيـث لا يختلف في فهمه اثنان ، وبأنه يتوافر على خاصة الإدماج .
و في حين أن الهدف الإجرائي ينصب على الـمعرفة الفعلية ، فإن الكفاءة ترتكز على المعرفة و المعرفة الفعلية والمعرفة السلوكية .
الـجوانـب التقنيــة في تعريـف الـكفاءة :
تحديد ما هو منتظر من المتعلم :
الأمر يتعلق هنا، بتحديد الكفاءة المراد تنميتـها لدى المتعلمين ، بصورة واضحة . مع العلم أن هذه الكفاءة تكون مرتبطة بالوضعية ذات المجال الواحد ؛ و إنـها متعلقة بشيئين :
D نوع المهمة المنتظرة.
D نوع الروافـد وشروط تنفيـذ المهمـة ( Tâche).
نـوع المهمـة المنتظرة : و نعني به نوع المنتوج المنتظر من قبل المتعلم .
مــثال : - في شكل إيجاد حل لمشكل من نوع معين.
- في شكل إبداع ( إنتاج نص ، إنتاج عمل فني ...).
- في شكل خدمة المحيط .
والجدير بالذكر ، أن نوع المهمة هو الذي يحدد طبيعة التعليمات التي تقترح على التلميذ .
نوع الروافد و شروط تنفيذ المهمة : قبل صوغ الكفاءة، لا بد من توضيح الفكرة حول الروافد التي ستساعد المتعلم، والشروط التي ستنفذ في ظلها المهمة.
مثال :
فـي بناء كـفاءة لدى الـمتعلـم خاصة بالإنتاج .
يمكن أن نطلب من تلميـذ إنتاج نص يتألـف من عشرة أسـطر باستعمال الزمن الماضي ، وذلك في سياق وضعية تواصـل .
و قــد نتسـاءل :
- هل يمكـن استعمـال مــعـجم ؟
- هل يمكـن استعمــال مـرجـع ؟
- هل يمكن الاستعانة بنماذج مكتوبة ؟ .
فـي الصــوغ الفـنـي للـكفاءة :
بعد تحديد الوضعية ذات المجال الواحد ، يتـم الانتقال إلى الصوغ التقني للكفاءة و ذلك بجعل المتعلم يوظف مجموع مكتسباته، ولكن هذه المكتسبات تكون ذات طابع مندمج وليست منفصلة.
• مثال لوضعية ذات طـابع مندمج :
حـل وضعيـة رياضيـة ذات دلالة ، حيث يقوم المتعلم بتفعيل عمليات الجمع والطرح على أعداد أقـل من ألف ( 1000) .
* مثال لوضعية ذات طابع غير مندمج :
حـل وضعيات رياضية تتطـلـب إجـراء عمليـة جمـع ثـم عمليـة طـرح بأعـداد أقـل مـن 1000.
الأمر يتعلق هنا بمجرد تطبيق قواعد الجمع والطرح، ولا يتطلب إلا قليلا من التفكير، ولا يتعلق بإحــداث كفاءة .
ج ) الــكفاءة و الأداء : ( Compétence et performance ).
مبدئيـا ، إن الأداء يتصل بمجال الإنتاج بينما الكفاءة تتصل بمجال التكويـن.
في الاصطلاح العلمي : يدل الأداء على إنجاز مهمة ، بمعنى الانتقال إلى الفعل دون تـوضيح درجة النجاح في هذه المهمة.
ولكن في الاصطلاح العام ، فإن الأداء يدل على درجة الاكتساب و التحكم و على مستوى النجاح في اختبار أو مباراة.
مثال : هـذا السباح حقق أداءً فـي السباحة .
و فـي أوسـاط المحترفين- بصورة خاصـة – فإن الأداء يشير أحيانا إلـى مسـتوى بلوغ عدد من الأهداف بالنسبة إلى النتائج المراد تحقيقها. و هنا لا نكون أدائيين إلا بالنسبة لمن هم دونـنا أداءً.
بينما الكفاءة تعرف بدلالة الجهد المنجز فـي أداء مهام معينة ؛ سواء كانت هذه المهام في المجال المدرسي أو في مجال الاحتراف. إنها تكمل – أي الكفاءة – كفاءات أخرى يملكها نفس الشخص و ذلك عن طريق التجربة المكتسبة أو عن طريق تعـلم منظم. و إنها أيضا تمثل مقياس الشخص بالنسبة إلى نفسه.
و إذا كان البحث عن الشهرة و التفوق- في مجال الأداء – قـد يؤديان إلى انحراف الشخص عـن المسار المراد ؛ فإن الكفاءة على عكس ذلك تسعى إلى الإسهام في تحقيق اكتمال شخصية الإنسان عن طريق جعله يندمج فـي المجتمع أو في الحياة المهنية أو في الأوساط الـتي تساعده على التطور و الرقي.
د) مفـهـوم إدمـاج المكتسبـات : ( Définition de l’intégration des acquis )
عندما نستعمـل مصطلـح " الإدماج "، ينصـرف الذهن مباشـرة إلى عالم الإنسان؛ حيث كثيرا ما نسمع تعابير من نوع الاندماج الثقافي ، الاندماج العرقـي أو الاندماج فيما بين الأجيال . و كـل هذه التعابـير تدل على التداخل والاختلاط والتعايش والانسجام.
وفي ميدان التسيير – وبصورة خاصة في مجال تسيير المؤسسات المدرسيـة- ، فإن استعمال مصطلح " التسيير المندمج "، يعني إدماج مجموعة من الأبعاد المختلـفة لخدمة المؤسسـة مثل البعد الإداري و البعد الاقتصادي والبيداغوجي والسيكولوجي. والمصطلح هنا يدل على معنى التنسيق المنسـجم لمختـلف العمليـات التي ينجزها مسير المؤسسة التربوية .
هـ) مركبـات الإدمـاج ثـلاثــة.
1. الترابـط (L’interdépendance ): بمعنـى ترابط مختلف العناصر التي نبحث عن إدماجها و ذلـك عن طريـق :
إبراز نقاطهـا المشتركة .
دعـم الروابط الموجودة بينها.
جعلـها متضامنة فيما بينهـا.
جمعها و إشـراكـها.
جعلها متلاحمـة مع الحرص على عد م التمييز بينها.
2. التنسيــق ( Coordination ) : إن العمل عـلى إيجاد صيغة تنسيقية لهذه العناصر؛ الهدف منه الحصول على توظيف منسجم لها ، و من ثمة على حيوية هذه العناصر المترابطة ، و المتناسقـة فيـما بينها.
3. الاستقـطاب : ( Polarisation ). بمعنى أن وضع هذه العناصر موضع الفاعلية يقـع مـن أجل هدف محدد ، و بصورة خاصة من أجل إعطاء معنى للإدماج .
و في الختام، نخلـص إلـى القول بأن الإدماج – مـن حيث التعريـف العام - عملية نجعل بوساطتها مختلف العناصر المتفككة عناصر مترابطة، و ذلك من أجل توظيفها بشكل واضح ومنسجم لتحقيق مسعى معين .
أما عـن التفسيـر البيداغوجي لمفهوم الإدماج ، فإنـه يمكن الـقول بأن الإدماج يندرج ضمن عملية توظيف المتعلم بشكل متصل لمختلف المكتسبات المدرسية في وضعيـة ذات دلالـة.
بادئ ذي بدء، إن ما يميز الكفاءة هو أن تحقيقها يتطلب تسخير مختلف القدرات ومختلف المحتويات.
مثال ذلك : إن المعلم الكفء هوالذي يسخر مجموعة معتبـرة من القدرات مثل :
< القدرة على تحليـل الوضعيـات .
< التعبيـر بطلاقـة و وضــوح .
< الاستعداد للرد على أسئلة المتعلمين واستفساراتهم .
< التعمق فـي تناول المحتويات .
< القدرة على تنظيم الـقسم بشكل فـّعال .
< التعاون مع الوسط التربوي في إنجاز الأعمال التي تتطلب الاستشارة والمساعدة .
< الاقتصاد فـي التلقيـن و الإكثار من الـتوجيـه إلى الاكتشاف .
< التقييـم المستمـر للأعـمال المنجـزة .
وعلى العموم ، فالمعلم الناجح في حقـل عملـه، ليـس هـو الذي يتوافر على نظريات ومخططات في طرائق تقديـم الدروس، وإنما هو الذي ينـزل منزلة التطبيق والتنفيذ، هذه النظريات عـندما يـقدم دروسـه.
وإذا كانت الكفاءة تتطلب - للحصول عليها - تسـخير قدرات و محتويات. فإن هذا التسخير لا يكفي وحده حيـث لابد أن تحدث هذه الكفاءة ضمن وضعيـة معلومة. فمثلا تسخير المعلم لما يتوافر عليه من قدرات ومحتويات المادة التعليمية ليس بذي معنى ، إلا إذا كانت هذه القدرات مسْهِمَة في تنشيـط الحصص التعلمية داخل القسم التربوي.
وعليه، فالكفاءة لا تتحقق لصاحبها إلا إذا كان قادرا على إدماج مجموعة من التعلمات المكتسبة في إنجاز وضعية من الوضعيات المعروضة.
مثال ذلك : المعلم الكفء لا يقتصر عملـه على تحديد الـمادة التعليمية والسعي إلى تبليغها ؛ ولكن الكفاءة تتطلب منه تأكد المكتسبات القبلية للمتعلمين ثم :
< مراعاة مستوى التلاميذ العقلي والمعرفي.
< التنويع في طرائق الفعل التعليمي - التعلمي.
< تحديد أوجه الاختلاف بين مختلف وضعيات التعلم.
< أخـذ بعين الاعتبار الـجوانب العاطفية و السيكو- حركية لـنوع التعلم.
< الحرص على تقييـم مكتسبـات المتعلميـن.
ب) مـفهـوم الـتلميـذ الـكفء:
D التلميذ الكفء هو ذلك التلميذ الذي يتمكن من توظيف مختلف المعلومات والقدرات في وضعيات معينـة. مـثال : - التلميذ الذي حصل على كفاءة في الكتابة ليس هو ذلك التلميذ الـذي يكتب ( نصوصا ) بترصيص الكلمات، وإنما هو التلميذ الذي يكتب نصـوصا ذات معان ليتمكن من التواصل مع الآخرين.
D ليس معنى الكفاءة في الحساب أن يـعرف الـتلميذ عمليات الجمع والطرح و القسمة،ولكن التلميذ الكفء في الحساب هو الذي يتمكـن من حل مسائل حسابية بتحديد العمليات المناسبة لهذا الحل.
D والتلميذ الذي اكتسب عددا كبيرا من المعارف ذات صلة بالمحيط من خلال دراسة مادتي العلوم و الجغرافية مثلا ، وعجز عن تطبيق هذه المعارف فـي المحافظة على المحيط ليس بكـفء.
و مهما يكن مـن أمر ، فالممارسـة للـكفاءة تحدث - لا محالة - في وضعية إدماجية ذات دلالة . فـمثـلا :
D كتابة رسالة جـواب.
D حل مسألـة حلا صحيحا.
D القيـام بتصرفات لحمايـة المحيـط.
فوضعيـة الإدماج في كل هذه الأمثلـة تسمح للتلميذ بأن يبيـن بأنه قادر على توظيف مكتسبات مختلفة بصورة مجدية وعملية،وإنها وضعية ترتبط بدلالية التعلـم.
وإذن فإن للكفاءة مفهوما إدماجيا ، بحيث إنها تأخذ بعين الاعتبار المحتويات والأنشطـة الممارسة وكذا الوضعيات التي تمارس في سياقها هذه الأنشطـة.
وبالإمكان الآن ، أن نتعرض إلـى تعريـف الكفاءة و نحاول أن نقف على تعريـف جامع، مانع. فالكفاءة معرفة إدماجية ( Savoir- intégrer ) مبنية على تسخير مجموعة إمكانات وتحويلـها (معارف ، علوم ، استعدادات ، طرائق تفكير،إلـخ …) في سياق معين ، وذلك لمواجهة مختلف المشاكل المصادفـة أو لتحقيق إنجاز ما .
مع العلم، أن الكفاءة يتـضـاءل شأنـها و تختـفـي إذا توقـف الشخـص عن ممارستها. وإذن فكلما مارسنا هـذه الكفاءة ، كلما كنا أكفـاء.
و الجدير بالذكر أن مركـبات الكفاءة ثلاثة هي :
1. المحتـوى ( Contenu )
2. القــدرة ( Capacité )
3. الوضعية ( Situation ) وتعني بـها الوضعية – المشكلة( La Situation Problème )-
ج) خــــــــصائـص الــــــكفاءة :
عندما نقبل على الحديث عن خصائص الـكفاءة ، فإن الاهتمام ينصرف إلى إظهار التمييز القائم بيـن القدرة (Capacité ) والكفاءة (Compétence ) ، ومن هذا المنظور فإن ثمة خمس خصائص يمكن إجمالها فيما يأتي :
1) توظيف مجموعـة مـن الإمكانات : إن الـكفاءة – كما سلف الذكر – تتطلب تسخير جملة من الإمكانات. وهذه الإمكانات مختلفـة ، متنوعة مثل : المعارف ، المعارف العلمية ، القدرات ، المعارف الفعليـة المتنوعـة والمعارف السلوكية ، إلخ... وفي غالب الأحيان فإن هذه الإمكانات تكّون خاصة إدماج الكفاءة.
2) الكفاءة ذات طابع نهائي : إن الشخص الذي يحصل على كفاءة ما ، يكون قد حصل على قـوة للتحرك بـصورة إيجابيـة فـي الـحياة الاجتماعية.
ومعنـى ذلـك أن الكفاءة تحمل في طياتـها دلالــة بالنسبـة لـلمتعلـم.
هذه الدلالة التي تدفع المتعلم إلى توظيف جملة من التعلمات للإنتاج أو للقيام بعمل أو لحل مشكلة مطـروحة في نشاطه المدرسي أو في حياته اليومية.
3) الكفاءة مرتبطة بجملة من الوضعيات ذات المجال الواحد: إن تحقيق الكفاءة لا يحصل إلا ضمن الوضعيات التي تمارس في ظلها هذه الكفاءة. يعني ضمن وضعيات قريبة من بعضها بعضا.
مثال ذلك : كتابة تقرير وجيز موجه إلى النشر في مجلة بخصوص إشكالية إدماج الشباب في المنظومة التربوية.
فالوضعيـات ذات المجال الواحد الجديرة بالإشارة إليـها ، تتمثل فـي الآتي :
D تكيـف الشباب مع نمط التعليم العالي.
D دخول الشباب إلى التعليـم الجامعـي .
D توزيع الشباب على شعب التعليم الثانوي.
D الفشـل في الدورة الأولى من الـترشـح.
4) الكفاءة ذات خاصة مادوية في الغالـب : مما لا شـك فيه أن هناك كفاءات متقاربــة بالرغـم من انتمائها إلى مواد مختلفة.
مثل كفاءة البحث في ميدان العلوم الاجتماعية ، فإنها ليست غريبة عن كفاءة البحث في العلوم الطبيعية . غير أن ما يجدر ذكره ، أن مساعي البحـث تختلف من مادة إلـى أخرى؛ مع العـلم أن بعض الكفاءات تـتعلق بعدة مواد ، أي إن تنميتـها لدى المتعلـم تقتضي التحكم في عدة مواد لاكتسابها. وهناك كفاءات في الـحياة العملية مجردة تمامـا من النسب إلى المواد، كأن تكون - مثلا – أكفاء في تسيير الاجتماعات و الملتقيات أو قيادة سيارة فـي المدينة .
5) قابليـة الكفاءة للتقيـيـم (Evaluabilité )
الكفاءة تقيم – أساسا - بدلالة المنتوج ؛ وعلى وجه الخصوص ، وفي المجال المدرسي، يقيم التلميذ بدلالة ما ينتجه ؛ وذلك باعتبار جملة مـن المقاييـس ، في مقدمتها جودة الإنتاج وملاءمة هذا الإنتاج للمطلوب، إلـخ …
وباختصار، حين نقـبل على تقييـم الكفاءات، لا ينبغي أن نكتفي بصوغ أسئلة حول المعارف فحسب ، بل يجب وضع المتعلم في موقف يدعوه إلى علاج السؤال بتوظيف معارفه ومهاراته ومختـلف إمكاناته، بما في ذلك معارفه الفعلية والسلوكية.
علما بأن الكفاءة تظهـر عند المتعلم بعد التقييم ، وهي تعبر عن سـلوك قابل للملاحظة و القياس.
د) الوضعيات التي تمارس في نطاقها الكفاءة :
لقـد بات من الواضح ، أن الكفاءة تعرف من خلال عملية تسخير مندمجة لجملة من الإمكانات و ذلك لمواجهة مختلف الوضعيات ذات دلالة. و هذه الوضعيات ذات الدلالة تكون منبثقة عن نفـس المجال الواحد.
مع الإشـارة أن لفظ " وضعية " في الاستعمال اللغوي العام يدل – غالبا – على الإطار أو المحيط الذي يحدث فيه نشاط أو حدث.
ولكـن في بيداغوجية الكفاءات. فمفهوم " وضعية " مـن حيـث هو " مصطلح " يدل على " وضعية – مشـكلة " بمعنى العمل على تبيان مجموع المعارف من أجل أداء نشاط محدد.
مثال : - وضعية كتابة رسالـة إلى صديـق لدعوتـه إلى حضور حفل عيد ميلاد.
وضعية اتخاذ إجراءات لمواجهـة مشكل خاص بالمحيـط.
هـ) خصـائـص " الـوضعيـة " :
يمكن في هذا السياق ، أن نذكر ثلاث خصائـص هـي :
طابع الوضعية الإدماجية : و هنا لا نقصد بالوضعية تلك التي ترتبط بالإشارة ، أو بتصرف بسيط مثل الضـعط على زر المصعد أو تناول قلم ؛ و إنما المقصود بالوضعية هو التسخير المعرفي أو الحركي أو الوجداني لمجمل مكتسبات التلميـذ. في ظل إحداث وضعية ، هناك إنتاج منتظر واضح التمييـز.
مثل : - إنتاج نـص ، إنتاج تحفة فنية، إيجاد حل لمشكلة.
مع العلم أن هـذا الإنتاج يكون صادرا – أصلا – عن المتعلم . فالمتعلم هو وحده محور الـوضعيـة و ليس المعلم .
- إن المفاد مما تقدم، أن مصطلح " وضعية " ليـس مرادفا " لوضعية تعليمية " ، حيث يقوم المعلم بتنظيم وضعية تعلمية؛ إن الأمر يتعلـق- حقا – بوضعيـة - مشكلة مجسدة، حيث يكون التلميذ قادرا على الاستيعاب بمفرده أو مع غيره. بمعنى وضعية لا تـتضمن في حد ذاتها نية التعليم والتلقين.
و في هذا السياق، يمكن القول بأن المتعلم في مثل هذه الوضعية يبني معارفه دون حاجة إلى عملية تعليمية خاصـة.
و) مـكونـات " الوضعيــة " : ( Les Constituants d’une Situation ) .
إن " الوضعية "- من حيث هي مصطلـح تربـوي- تمثل عنصرا من عناصر الكفاءة ؛ تتألف من ثلاثة مكونات هي :
D الرافد، الذي هو مجموع العناصر الماديـة الـتي تقدم للـمتعلم مثال : نـص مكتوب ، صـور. وهذا الـرافد بدوره يتـضمن ثلاثـة عناصـر :
- السياق، الذي يحدد إطار التواجد.
- المعلومات ، التي يتفاعل بدلالتها المتعلـم .
- الوظيفة ، التي توضح الـهدف مـن الإنتاج .
D بعد الوضعية، وهو الإنتاج المسبـق المنتظــر.
D مجمـوع التعليمات ، الخاصة بالإنجاز المبلغـة إلـى المتعلـم بصورة واضحـة .
مثـال : وضعية كتابة نـص نثـري باستعمال الفعل الماضي.
في هـذا المثال ، نستشـف أن :
السياق هو إطار مدرسي ، بما أن الأمر يتعلـق بكتابـة نـص نـثري .
المطلوب هـو استعمال الفعـل الماضي دون سواه .
الوظيفة هي وظيفة مهارية، بحيث إن الكاتب لا يستعمل إلا الفعل الماضـي .
البعد هو بعد إنجاز نص نـثري .
التعليمات ، و يمكن أن تكون على النحو الآتي : كتابة نص نثري بحيث تكون الأفكار منسجمة و ذات دلالة هادفة.
ز) خـاصـة الـدلاليـة فـي وضعيـة الـتعلــم :
إن الوضعية ذات الدلالة هي الوضعيـة التي توظف إمكانات المتعلم ، هي الوضعية التي تجعل هذا المتعلم في موقع عمل ، و إنها أخيرا وضعية تضفي معنى على المادة التعلمية.
وعلى العموم ، تـكون " الوضعية " ذات دلالة إذا :
D كانت تجعل التلميذ يستفيد معارفه فـي معالجة واقعـه المعيـش.
كأن يشعـر بفاعليتها وجدواها في علاج عمل معقـد.
D كانت تسمح للتلميذ بأن يقيـس الفرق بيـن ما يعلم وما لا يعلم ، من أجل إيجاد حل لوضعية معقدة.
D كانت تسمح بتفعيـل إسهام مختلف المواد في حل مشاكل معقدة.
مبـدأ صــوغ الـكفــاءة :
عندما نقدم على صوغ منصوص الـكفاءة ، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار ، بأنه منصوص خاص بالكفاءة ، لا بقدرة ولا بهدف خاص؛ حيث ينبغي أن يكون هذا المنصوص واضحا بحيـث لا يختلف في فهمه اثنان ، وبأنه يتوافر على خاصة الإدماج .
و في حين أن الهدف الإجرائي ينصب على الـمعرفة الفعلية ، فإن الكفاءة ترتكز على المعرفة و المعرفة الفعلية والمعرفة السلوكية .
الـجوانـب التقنيــة في تعريـف الـكفاءة :
تحديد ما هو منتظر من المتعلم :
الأمر يتعلق هنا، بتحديد الكفاءة المراد تنميتـها لدى المتعلمين ، بصورة واضحة . مع العلم أن هذه الكفاءة تكون مرتبطة بالوضعية ذات المجال الواحد ؛ و إنـها متعلقة بشيئين :
D نوع المهمة المنتظرة.
D نوع الروافـد وشروط تنفيـذ المهمـة ( Tâche).
نـوع المهمـة المنتظرة : و نعني به نوع المنتوج المنتظر من قبل المتعلم .
مــثال : - في شكل إيجاد حل لمشكل من نوع معين.
- في شكل إبداع ( إنتاج نص ، إنتاج عمل فني ...).
- في شكل خدمة المحيط .
والجدير بالذكر ، أن نوع المهمة هو الذي يحدد طبيعة التعليمات التي تقترح على التلميذ .
نوع الروافد و شروط تنفيذ المهمة : قبل صوغ الكفاءة، لا بد من توضيح الفكرة حول الروافد التي ستساعد المتعلم، والشروط التي ستنفذ في ظلها المهمة.
مثال :
فـي بناء كـفاءة لدى الـمتعلـم خاصة بالإنتاج .
يمكن أن نطلب من تلميـذ إنتاج نص يتألـف من عشرة أسـطر باستعمال الزمن الماضي ، وذلك في سياق وضعية تواصـل .
و قــد نتسـاءل :
- هل يمكـن استعمـال مــعـجم ؟
- هل يمكـن استعمــال مـرجـع ؟
- هل يمكن الاستعانة بنماذج مكتوبة ؟ .
فـي الصــوغ الفـنـي للـكفاءة :
بعد تحديد الوضعية ذات المجال الواحد ، يتـم الانتقال إلى الصوغ التقني للكفاءة و ذلك بجعل المتعلم يوظف مجموع مكتسباته، ولكن هذه المكتسبات تكون ذات طابع مندمج وليست منفصلة.
• مثال لوضعية ذات طـابع مندمج :
حـل وضعيـة رياضيـة ذات دلالة ، حيث يقوم المتعلم بتفعيل عمليات الجمع والطرح على أعداد أقـل من ألف ( 1000) .
* مثال لوضعية ذات طابع غير مندمج :
حـل وضعيات رياضية تتطـلـب إجـراء عمليـة جمـع ثـم عمليـة طـرح بأعـداد أقـل مـن 1000.
الأمر يتعلق هنا بمجرد تطبيق قواعد الجمع والطرح، ولا يتطلب إلا قليلا من التفكير، ولا يتعلق بإحــداث كفاءة .
ج ) الــكفاءة و الأداء : ( Compétence et performance ).
مبدئيـا ، إن الأداء يتصل بمجال الإنتاج بينما الكفاءة تتصل بمجال التكويـن.
في الاصطلاح العلمي : يدل الأداء على إنجاز مهمة ، بمعنى الانتقال إلى الفعل دون تـوضيح درجة النجاح في هذه المهمة.
ولكن في الاصطلاح العام ، فإن الأداء يدل على درجة الاكتساب و التحكم و على مستوى النجاح في اختبار أو مباراة.
مثال : هـذا السباح حقق أداءً فـي السباحة .
و فـي أوسـاط المحترفين- بصورة خاصـة – فإن الأداء يشير أحيانا إلـى مسـتوى بلوغ عدد من الأهداف بالنسبة إلى النتائج المراد تحقيقها. و هنا لا نكون أدائيين إلا بالنسبة لمن هم دونـنا أداءً.
بينما الكفاءة تعرف بدلالة الجهد المنجز فـي أداء مهام معينة ؛ سواء كانت هذه المهام في المجال المدرسي أو في مجال الاحتراف. إنها تكمل – أي الكفاءة – كفاءات أخرى يملكها نفس الشخص و ذلك عن طريق التجربة المكتسبة أو عن طريق تعـلم منظم. و إنها أيضا تمثل مقياس الشخص بالنسبة إلى نفسه.
و إذا كان البحث عن الشهرة و التفوق- في مجال الأداء – قـد يؤديان إلى انحراف الشخص عـن المسار المراد ؛ فإن الكفاءة على عكس ذلك تسعى إلى الإسهام في تحقيق اكتمال شخصية الإنسان عن طريق جعله يندمج فـي المجتمع أو في الحياة المهنية أو في الأوساط الـتي تساعده على التطور و الرقي.
د) مفـهـوم إدمـاج المكتسبـات : ( Définition de l’intégration des acquis )
عندما نستعمـل مصطلـح " الإدماج "، ينصـرف الذهن مباشـرة إلى عالم الإنسان؛ حيث كثيرا ما نسمع تعابير من نوع الاندماج الثقافي ، الاندماج العرقـي أو الاندماج فيما بين الأجيال . و كـل هذه التعابـير تدل على التداخل والاختلاط والتعايش والانسجام.
وفي ميدان التسيير – وبصورة خاصة في مجال تسيير المؤسسات المدرسيـة- ، فإن استعمال مصطلح " التسيير المندمج "، يعني إدماج مجموعة من الأبعاد المختلـفة لخدمة المؤسسـة مثل البعد الإداري و البعد الاقتصادي والبيداغوجي والسيكولوجي. والمصطلح هنا يدل على معنى التنسيق المنسـجم لمختـلف العمليـات التي ينجزها مسير المؤسسة التربوية .
هـ) مركبـات الإدمـاج ثـلاثــة.
1. الترابـط (L’interdépendance ): بمعنـى ترابط مختلف العناصر التي نبحث عن إدماجها و ذلـك عن طريـق :
إبراز نقاطهـا المشتركة .
دعـم الروابط الموجودة بينها.
جعلـها متضامنة فيما بينهـا.
جمعها و إشـراكـها.
جعلها متلاحمـة مع الحرص على عد م التمييز بينها.
2. التنسيــق ( Coordination ) : إن العمل عـلى إيجاد صيغة تنسيقية لهذه العناصر؛ الهدف منه الحصول على توظيف منسجم لها ، و من ثمة على حيوية هذه العناصر المترابطة ، و المتناسقـة فيـما بينها.
3. الاستقـطاب : ( Polarisation ). بمعنى أن وضع هذه العناصر موضع الفاعلية يقـع مـن أجل هدف محدد ، و بصورة خاصة من أجل إعطاء معنى للإدماج .
و في الختام، نخلـص إلـى القول بأن الإدماج – مـن حيث التعريـف العام - عملية نجعل بوساطتها مختلف العناصر المتفككة عناصر مترابطة، و ذلك من أجل توظيفها بشكل واضح ومنسجم لتحقيق مسعى معين .
أما عـن التفسيـر البيداغوجي لمفهوم الإدماج ، فإنـه يمكن الـقول بأن الإدماج يندرج ضمن عملية توظيف المتعلم بشكل متصل لمختلف المكتسبات المدرسية في وضعيـة ذات دلالـة.
- felin_miمشرف
- :
عدد الرسائل : 249
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 08/04/2008
رد: العمل بالوضعيات لتحقيق الكفآت
الأحد 23 نوفمبر 2008, 23:03
شكرا عزيزي
- HAMID BENDAHDAHعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 97
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 09/10/2008
رد: العمل بالوضعيات لتحقيق الكفآت
الأحد 23 نوفمبر 2008, 23:36
شـــــــــــــــــــــــــــــكرا.
- الضرغامعضو جديد
- :
عدد الرسائل : 126
العمر : 67
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: العمل بالوضعيات لتحقيق الكفآت
الثلاثاء 25 نوفمبر 2008, 18:31
جازاكم الله كل الخير على المجهودات المبذولة . بارك الله فيكم . إن أسعد الناس من يتعب ليرتاح غيره و من يسعد لسعادة غيره . أتمنى أن يجازيكم الله الخير الكثير على كل مجوداتكم. ربي يسعدكم و يهنيكم . سلام عليكم طبتم.
- yahia_01مشرف
- :
عدد الرسائل : 1478
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 13/04/2008
رد: العمل بالوضعيات لتحقيق الكفآت
السبت 29 نوفمبر 2008, 22:21
شكرا لك وعلى عملك الرائع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى