المعلم الذي يملك زمام تلاميذه

معلم يملك زمام التلاميذ،هذه عبارة شعرية ،تعطي صورة عن العلاقات المثالية التي يحلم كل معلم ان تربطه بأطفاله ،أو ليس الذي يملك الزمام قادرا على قيادة مملوكه أينما يشاء ...فاذا أخذنا العبارة الجميلة و عرضناهاعلى الأمثلة الواقعية ،وجدنا أنها قليلا ما تحاذى الواقع و تقترب منه .و لو كان معلم يملك الزمام لأصبحت عملية التربية من أسهل العمليات ، و كيف يملك المعلم زمام الطفل ملكا تاما و هو لا يعايشه الا جزءا يسيرا من ساعات يقظته و كيف يستولى المعلم على الأطفال ،و كل منهم مشكلة وحده لها عقدها و مفاتحها.....المعلم العادي يمكنه أن يمسك الزمام كلما قدر عليه و أن يسعى لاسترداده كلما أفلت منه ،انما المعلم الممتاز يملك أطفاله و يستطيع أن يسيرهم فعلا كأن زمامهم في يده ،و أن المعلم الممتاز لا يعتمد على القوة المادية ليكسب سلطته .فلا يكافىء و يشترى بالجوائز موافقة تلاميذه ،و لا يسلك سبيل العنف لا رهاب التلاميذ و سوقهم أمامهم، بل يجمع كل قواه المعنوية ليكون الشخصية القوية التي تجذب التلاميذ و تأخذ عقولهم . و يتسلح بالخلق القويم فيأتونه عن طواعية ،معجبين بمتانته. و يكون لنفسه مهارة في المهنة حتى تكون في دروسه المتعة والاعجاب اللذان يذوق الطفل من خلالهما حلاوة العرفان ،فلا يلبث أن يتشبث بمعلمه يستزيده علما .هذا هو المعلم الممتاز الذي كملت له أسباب النجاح. و الذي يهمنا هو المعلم الذي لا زال يحاول تكوين شخصيته و يبحث عن أحسن الوسائل لتكون له سلطة يعرفهاالتلاميذ و يدينون لها .و لسنا نستطيع في موضوعنا هذا أن نذكر كل الشروط التي يتوقف عليها وجود السلطة المعنوية،انما نشير الى بعض الفضائل الخلقية و المهنية البارزة في هذا القبيل .و نجمل في الشرط الخلقي فنشيرالى ضرورة تحلي المعلم بكل خلق جميل و نقصد بهذه الفكرة هو التشبع بالروح الخلقية حتى يصبح سلوك يشع منه الاقتناع،و حتى يصبح لكلماته و أعماله وزن في المجتمع عامة و عند الأطفال خاصة...أما الفضائل المهنية فأولها الاخلاص للعمل و التضحية من أجله .......و للأطفال قدرة خفية على ادراك دوافع المعلم و كلما أحسوا بأنه مخلص متفان أقبلوا على درسه و استمعوا لكلماته و حذوا بحذوه...و يكون هذا الاخلاص خصبا اذا واجه العقل المدبر و أيده التبصر و ضبط الاعمال و ينبغي أن يشمل ضبط المعلم كل النشاط الذي يشرف عليه فيتوخى هو القوانين و يحافظ عليها و يحترم المواعيد و يفي بالوعود و يراقب تلاميذته فيحملهم على مثل حزمه و ضبطه .. و نذكر آخرا و هو عدل المعلم و عدم انحيازه بحيث أن يكون دقيقا و صارما .دقيقا عند تطبيقه يراعي حساسية كل طفل و مقدار تحمله و صارما في مبدئه لا يعفى منه أحد ...........................................اذا كانت هذه صفات المعلم فان نظام المدرسة سيتعزز و سيضمن الاستقرار الضروري لانجاز الاعمال المدرسية و سيضمن ايضا تكوين الأطفال تكوينا جيدا بحول الله....وفقنا الله و سدد خطانا ...

شكرا على الموضوع الاكثر من رائع و الذي من خلاله نعرف مدى تاثير القدوة الحسنة في نفوس التلاميذ و كيف يملك المعلم زمام قسمه و تلاميذه بها
شكرا مرة اخرى لك اختي الفاضلة

شكرا لك أخي العزيز على هذا التشجيع و هذا التواضع و هذا يدل على نبلك و لطفك دمت لنا و دام منتدانا

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع و جزاك الله كل خير.

شكرا أختي شهرزاد على هذا الرد اللطيف و دمت مخلصة لمنتدانا