نص في القراءة للسنة 5 ابتدائي

سُنُونُوَةٌ تَدْخُلُ الْقِسْمَ
كان المعلّمُ غارقاً في شرح درسِ الجغرافيا , فلم يدعْ وسيلةً إلاّ حاول أن يستعمِلها لإيضاحه . تارةً يشيرُ إلى طُرُقِ المواصلاتِ في الخريطةِ ، وطورًا يرسم خطوطًا على الّلوح ، وأحيانًا يحاول أن يذكّرنا بالطّرقاتِ الّتي مررْنا عليها أثناءَ الرّحلاتِ المدرسيّةِ. وفَجأةً تحوّل السّكون إلى صخبٍ ، والهدوءُ إلى حركةٍ ، وتعالتِ الٲصوات : « سنونوة ... سنونوة ... » .
وقف التّلاميذ يراقبون السّنونوةَ الخائفةَ . ونسوا أنّ في القسم معلّماً ، فراحوا يصرخون ويصيحون ، هذا يقفُ على المنضدةِ وذاك يحمل مسطرةً ، والآخر يقذفها بكُتل الأوراق ... والسّنونوة في حيْرةٍ لا توصفُ . تحاولُ أن تحطّ على طرف النّافذةِ ، فترى الأيْدي الملوّحةَ ، والمساطرَ المرتفعةَ فتفضِّل أن تستمرّ في دورانها العنيفِ ، أمّا المعلّم فلم يستطع أن يعملَ شيئًا ; فلا الصّراخ ، ولا المسطرةُ استطاعا أن يعيدا النّظامَ إلى القسم !!.
وبعد قليلٍ ، هدأ التّلاميذ ، ولكنّ أعينَهم ظلّتْ مسمّرةً بالسّنونوة الحائرةِ. أُعجِبوا بشكلها الجميلِ ولنها القاتمِ ، وصدرها الأبيضِ ، ورأسها الصّغيرِ ، وذنَبها الطّويلِ . أمّا هي فقد كانت تراقب الجميع بحذرٍ وخوفٍ ! ... وهي تبحث عن منفذٍ تنطلق منه إلى دنيا الحرّيّةِ ...
وأخيرا اهتدتْ إلى غايتها المنشودةِ ، فأرسلتْ أُغرودةً حُلوةً وبسطتْ جناحيْها وذيْلها ، واتّجهتْ كالسّهم نحو النّافذةِ وخرجتْ إلى الأجْواءِ الفسيحةِ ...
ظلّتْ هذه الحادثةُ تشغَلُ تفكيرَنَا مدّةً طويلةً ، وكلّما طال الدّرسُ أوْ تضايقْْنا قلْنا : « ليْت السّنونوَةَ تعودُ !.!.!.»
( عن طريق الإنشاء ) بتصرّف
1) ـ أتعرّف على معاني المفردات :
منفذ : مخرج فسيحة : واسعة تضايقنا : قلقنا
2) ـ أفهم النّص :
ـ ما هي الوسائل التي استعملها المعلم ليوضّح درس الجغرافيا ؟
ـ لماذا خافت السّنونوة عندما دخلت القسم ؟
ـ لماذا فضّلت السّنونوة الدّوران في القسم على الوقوف ؟
ـ لماذا أرسلت السّنونوة أغرودةً حُلوةً ؟
ـ ظلّ التّلاميذُ يتمنّون عودةَ السّنونوة إلى القسم لماذا ؟
3) ـ أعبّر : لو كانت النّافذة مغلقة فكيف ستكون النّهاية يا ترى ؟

شكرا لك على الموضوع

شكرا لك على الموضوع

لا علاقة له بالمحور