- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
كيف ننجح مع الأبناء
الإثنين 05 ديسمبر 2011, 21:36
كيف ننجح مع الأبناء؟
عمر السبع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أصبح منكم اليوم صائمًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن تبع منكم اليوم جنازة؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن أطعم اليوم منكم مسكينًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟
قال أبو بكر: أنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) [رواه مسلم].
هكذا يكون الحوار:
بمثل هذه الأساليب يمكننا أن ننجح في جعل أولادنا يحبون الشئ الذي نطرحه عليهم.
ولا يغيب عن بالنا ذلك الأسلوب الحافز للعبادة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا ما تقولوا ذلك يبقى من درنه؟
قالوا :لا يبقى من درنه شيئًا.
قال :فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا) [رواه البخاري].
(فهذا ترغيب في العبادة بأسلوب مشوق يعتبر الصلاة بمثابة غسيل روحي لليفس من خطاياها) [خمس خطوات لتعديل سلوك طفلك، د.عادل رشاد غنيم، ص(48-47)].
تساؤلات الأبناء:
لابد لنا كآباء حين يتساءل الأبناء أن تشجعهم على ذلك، وتقوم بتنمية خبراتهم بالحياة من حولهم (بإجابات وافية، ونحاول أن نفهمهم إذا عرفنا، أو نعتذر منهم إذا لم نعرف الإجابة على سؤالهم، فلا نستهين بقدراتهم، ولا نستخدم أسلوب اللف والدوران معهم، فهم يدركون هذا جيدًا، فعندما سيلجأون إلى غيرنا وخاصة أصدقائهم وزملائهم مما يحدث لهم التشويه والسلبية في أفكارهم) [25 طريقة لتصنع من إبنك رجلًا، أكرم مصباح عثمان، ص(46)].
ولا يعني ذلك أن نجيبهم على جميع أسئلتهم حتى تلك التي ليس لدينا العلم بها!! فهذه مسألة هامة ما تعني هذه الكلمات من معنى؟ ذلك أن الابن إذا تعود أن مربيه يعرف كل شيء، وأن بإمكانه تناول إجابة لكل سؤال دون أدنى بحث أو جهد؛ فإن ذلك يدعوه إلى البلادة وخمول الذهن.
وإنما الأصوب هو اعتراف المربي أن ما يسأله عنه الابن لا يستطيع أن يجيبه عنه حتى يتأمله، بل ودعوته إلى تأمل الأمر معه، إن هذا يعلمه أن الوصول إلى الصواب في الرأي هو ثمرة العمل الجاد والتأمل والبحث.
الإجابة على الأسئلة:
وهكذا.. إذا ملكنا الجواب عن أسئلة أبنائنا، فلتكن إجاباتنا عنها بصدق وحكمة، حتى تلك الأسئلة التي تتضمن بعض الحرج كأسئلته عن مسائل الجنس (فلتكن الصراحة شعارنا، والأمانة والصدق طريقنا، وإلا فإن العواقب وخيمة حين يلجأ الابن لأخذ الجواب الذي يروي ظمأه من أقران، الله وحده يعلم سلوكهم وأخلاقهم..
أيها المربي.. إن ماء النهر قوي، ومهما كانت قوة السد، فإن الذي يحصل هو أن يتسرب الماء من شقوق ومنافذ في أسفل السد، وهذا ما يحدث لأكثر شبابنا الذين تربوا تربية قاسية، فهم يعملون في الخفاء ما يخجلون من التصريح به أمام أهلهم) [خفايا المراهقة، معروف زريق، ص(124)، بتصرف].
سحر الحوار:
نحن بحاجة إلى أن نمد جسور الثقة بيننا وبين أبنائنا، نطلعهم على ما في نفوسنا، ويطلعوننا على ما في نفوسهم، وسوف نستفيد من ذلك في اتجاهين:
الأول: هو التأثير فيهم: إذ إن من المعروف أن الإنسان سواء كان صغيرًا أو كبيرًا يتأثر بمن يحبه ويعجب به، وختلط معه، ويزداد هذا التأثر كلما قويت الصلة وازدادت الثقة.
الثاني: تصحيح أخطاء الأبناء وتقويم اعوجاجهم.
ومن أهم الأشياء التي تساعدنا على ذلك إحساسهم بالحب لهم، والتقبل لأشخاصهم، والتفهم لأخطائهم، والوقوف إلى جانبهم لتلافيها في المستقبل.
ومن هنا فالنصيحة التربوية لكل أب ومرب:
إذا تحدثت إلى الابن (فاجعل عينيك تقابل عينيه واسمح للحب أن يطل من عيتفانيك..وهنا ينتقل الإحساس الجميل إلى أعماق الابن، وهنا لن يلجأ الابن إلى الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع عن عقابه، وإلا فإن الأوامر والتوجيهات والنصائح والتهديد بالعقاب، تدفع الابن إلى الصمت) [تربية الأبناء في الزمن الصعب، د.سبوك، ص(29)] والهروب من التحاور معك.
كيف تعرف تقبل ابنك لحوارك؟
إذا أردت أن تقف على أثر ما تقول على نفسه، فتعرف على لغة جسده، فالعين تمنحك واحدًا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من أمامك، فليس المهم ما يقوله بلسانه، ولكن ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة، (فإذا اتسعت حدقة العين وبدا للعيان، فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توًا شيئًا أسعده، أما إذا ضاقت حدقة العين، فالعكس هو الذي حدث، لقد سمع منك ما لا يحب أن يسمعه، وإذا ضاقت عيناه، فإن ذلك ربما يدل على أنك حدثته بشئ لا يصدقه، لذلك فهو يشعر بأن لديه مبررًا لعدم الوثوق بك وبما تقوله.
أما الحواجب، فإنهما تمنحنا مفتاحًا آخر لمعرفة فيما يفكر فيه، فإذا رفع حاجبًا واحدًا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئًا، إما لا يصدقه أو أنه يراه مستحيلًا، أما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة.
الأنف والأذنان يمكنها أيضًا أن تمدنا بمفتاح آخر لفهم ما بداخله، فإذا حك أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحبًا إياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده، فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل أنه لا يعلم مطلقًا ما تريد منه أن يفعله.
وأما الجبين فيمكن أيضاَ أن يعطينا مفتاحًا لفهم أمور أخرى ..فإن قطّب الشخص جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذ لك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته توًا، أما إذا قطب جبينه ورفعه لأعلى ؛فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك.
والأكتاف أيضًا يمكن أن تدلنا على ما بداخل الابن؛ فعندما يهز كتفيه، فإن ذلك يعني عادة أنه لا يبالي بما تقوله، رغم أنه لم يعط أية إشارة أو أية صيحة تدل على رأيه فيما تقوله أو ما تريده.
كما أن نقر الابن بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إما إلى العصبية أو عدم الصبر.
وعندما يربت بذراعيه على صدره، فإن ذلك يعني أنه يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف بالفعل منك، فإذا نحينا الناحية العضوية جانبًا، فإن ذلك يعني على الأقل من الناحية النفسية، أنه يحاول أن يحمي نفسه..
تلك هي إشارات سبع تعطيك فكرة عن لغة الجسد، وكيف يمكنك استخدامها للتعرف على ما يفكر فيه الأبناء مهما حاولوا إخفاءه ..ومن ثم يمكنك أن تكتسب السيطرة والسلطة في توجيههم) [21يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين،جيمس ك، فانفليت، ص(61-62)].
فإذا لم يخبرك ابنك فما يعكر صفوه، أو ما يزعجه، أو عن بعض ما يفكر فيه، ولم تسعفك لغة الجسد في الوقوف على ما تريد، فليس هناك ما يمنع أن تسأله عما تريد ولكن (حذار من الاستقصاء ومحاولة التحقق من كل صغيرة وكبيرة في حياته، إذ ليس هناك أي مصلحة في أن ينكشف الابن أمامنا على نحو تام، فذلك مما يجرح كبرياءه ويربك وعيه، ويلحئه إلى الكذب والجدال بالباطل.
وكما أن علينا ألا نسأل عن كل التفاصيل فإن علينا ألا نفضي إليه بكل ما نلاحظه على سلوكه، وإذا كان لابد من ذلك فلنجعل ذلك متفرقًا وفي ظروفه المناسبة، وهذا السلوك الرفيع تعلمناه من نبينا صلى الله عليه وسلم حيث أن حفصة حين أفشت ما أسره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، وأطلعه الله عليه لم يناقشها في جميع ما أفشته وإنما فعل كما قال سبحانه :{فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [التحريم: 3] قال الحسن: ما استقصى كريم قط، وقال سفيان الثوري :مازال التغافل من شيم الكرام) [دليل التربية الأسرية، د.عبد الكريم بكار، ص(141-142)].
ورقة عمل:
إذا عاتبت أخي المربي ابنك على خطأ وقع فيه، أو سلوك لا يرضيك، فسمعت منه تعبيرات من مثل :لقد كنت مخطئًا يا أبي، سأعود عن هذا الخطأ وأتركه، فاعلم أنه أصبح مستمعًا لك، ومستقبلًا للتغيير والاقتناع بوجهة نظرك، وهنا يمكنك التدخل وعرض ما تريد من فكرة أو نصيحة.
- أجلس ابنك بجوارك، ولا تزجره، أحبه كما هو بلا شروط، اصبر عليه وأكرمه فإن ذلك هو جواز مرورك للتجوال داخل عقله وتوجيهه.
- استمع إليه بتفهم وتعاطف، واجعل يشعر أنك تهتم به.
- فكر قبل أن تتحدث، وركز فيما تقوله لابنك.
- احرص أن يكون كلامك ذا معنى محدد، حتى يفهمه ولدك.
عمر السبع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أصبح منكم اليوم صائمًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن تبع منكم اليوم جنازة؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن أطعم اليوم منكم مسكينًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال :فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟
قال أبو بكر: أنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) [رواه مسلم].
هكذا يكون الحوار:
بمثل هذه الأساليب يمكننا أن ننجح في جعل أولادنا يحبون الشئ الذي نطرحه عليهم.
ولا يغيب عن بالنا ذلك الأسلوب الحافز للعبادة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا ما تقولوا ذلك يبقى من درنه؟
قالوا :لا يبقى من درنه شيئًا.
قال :فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا) [رواه البخاري].
(فهذا ترغيب في العبادة بأسلوب مشوق يعتبر الصلاة بمثابة غسيل روحي لليفس من خطاياها) [خمس خطوات لتعديل سلوك طفلك، د.عادل رشاد غنيم، ص(48-47)].
تساؤلات الأبناء:
لابد لنا كآباء حين يتساءل الأبناء أن تشجعهم على ذلك، وتقوم بتنمية خبراتهم بالحياة من حولهم (بإجابات وافية، ونحاول أن نفهمهم إذا عرفنا، أو نعتذر منهم إذا لم نعرف الإجابة على سؤالهم، فلا نستهين بقدراتهم، ولا نستخدم أسلوب اللف والدوران معهم، فهم يدركون هذا جيدًا، فعندما سيلجأون إلى غيرنا وخاصة أصدقائهم وزملائهم مما يحدث لهم التشويه والسلبية في أفكارهم) [25 طريقة لتصنع من إبنك رجلًا، أكرم مصباح عثمان، ص(46)].
ولا يعني ذلك أن نجيبهم على جميع أسئلتهم حتى تلك التي ليس لدينا العلم بها!! فهذه مسألة هامة ما تعني هذه الكلمات من معنى؟ ذلك أن الابن إذا تعود أن مربيه يعرف كل شيء، وأن بإمكانه تناول إجابة لكل سؤال دون أدنى بحث أو جهد؛ فإن ذلك يدعوه إلى البلادة وخمول الذهن.
وإنما الأصوب هو اعتراف المربي أن ما يسأله عنه الابن لا يستطيع أن يجيبه عنه حتى يتأمله، بل ودعوته إلى تأمل الأمر معه، إن هذا يعلمه أن الوصول إلى الصواب في الرأي هو ثمرة العمل الجاد والتأمل والبحث.
الإجابة على الأسئلة:
وهكذا.. إذا ملكنا الجواب عن أسئلة أبنائنا، فلتكن إجاباتنا عنها بصدق وحكمة، حتى تلك الأسئلة التي تتضمن بعض الحرج كأسئلته عن مسائل الجنس (فلتكن الصراحة شعارنا، والأمانة والصدق طريقنا، وإلا فإن العواقب وخيمة حين يلجأ الابن لأخذ الجواب الذي يروي ظمأه من أقران، الله وحده يعلم سلوكهم وأخلاقهم..
أيها المربي.. إن ماء النهر قوي، ومهما كانت قوة السد، فإن الذي يحصل هو أن يتسرب الماء من شقوق ومنافذ في أسفل السد، وهذا ما يحدث لأكثر شبابنا الذين تربوا تربية قاسية، فهم يعملون في الخفاء ما يخجلون من التصريح به أمام أهلهم) [خفايا المراهقة، معروف زريق، ص(124)، بتصرف].
سحر الحوار:
نحن بحاجة إلى أن نمد جسور الثقة بيننا وبين أبنائنا، نطلعهم على ما في نفوسنا، ويطلعوننا على ما في نفوسهم، وسوف نستفيد من ذلك في اتجاهين:
الأول: هو التأثير فيهم: إذ إن من المعروف أن الإنسان سواء كان صغيرًا أو كبيرًا يتأثر بمن يحبه ويعجب به، وختلط معه، ويزداد هذا التأثر كلما قويت الصلة وازدادت الثقة.
الثاني: تصحيح أخطاء الأبناء وتقويم اعوجاجهم.
ومن أهم الأشياء التي تساعدنا على ذلك إحساسهم بالحب لهم، والتقبل لأشخاصهم، والتفهم لأخطائهم، والوقوف إلى جانبهم لتلافيها في المستقبل.
ومن هنا فالنصيحة التربوية لكل أب ومرب:
إذا تحدثت إلى الابن (فاجعل عينيك تقابل عينيه واسمح للحب أن يطل من عيتفانيك..وهنا ينتقل الإحساس الجميل إلى أعماق الابن، وهنا لن يلجأ الابن إلى الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع عن عقابه، وإلا فإن الأوامر والتوجيهات والنصائح والتهديد بالعقاب، تدفع الابن إلى الصمت) [تربية الأبناء في الزمن الصعب، د.سبوك، ص(29)] والهروب من التحاور معك.
كيف تعرف تقبل ابنك لحوارك؟
إذا أردت أن تقف على أثر ما تقول على نفسه، فتعرف على لغة جسده، فالعين تمنحك واحدًا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من أمامك، فليس المهم ما يقوله بلسانه، ولكن ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة، (فإذا اتسعت حدقة العين وبدا للعيان، فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توًا شيئًا أسعده، أما إذا ضاقت حدقة العين، فالعكس هو الذي حدث، لقد سمع منك ما لا يحب أن يسمعه، وإذا ضاقت عيناه، فإن ذلك ربما يدل على أنك حدثته بشئ لا يصدقه، لذلك فهو يشعر بأن لديه مبررًا لعدم الوثوق بك وبما تقوله.
أما الحواجب، فإنهما تمنحنا مفتاحًا آخر لمعرفة فيما يفكر فيه، فإذا رفع حاجبًا واحدًا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئًا، إما لا يصدقه أو أنه يراه مستحيلًا، أما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة.
الأنف والأذنان يمكنها أيضًا أن تمدنا بمفتاح آخر لفهم ما بداخله، فإذا حك أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحبًا إياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده، فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل أنه لا يعلم مطلقًا ما تريد منه أن يفعله.
وأما الجبين فيمكن أيضاَ أن يعطينا مفتاحًا لفهم أمور أخرى ..فإن قطّب الشخص جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذ لك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته توًا، أما إذا قطب جبينه ورفعه لأعلى ؛فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك.
والأكتاف أيضًا يمكن أن تدلنا على ما بداخل الابن؛ فعندما يهز كتفيه، فإن ذلك يعني عادة أنه لا يبالي بما تقوله، رغم أنه لم يعط أية إشارة أو أية صيحة تدل على رأيه فيما تقوله أو ما تريده.
كما أن نقر الابن بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إما إلى العصبية أو عدم الصبر.
وعندما يربت بذراعيه على صدره، فإن ذلك يعني أنه يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف بالفعل منك، فإذا نحينا الناحية العضوية جانبًا، فإن ذلك يعني على الأقل من الناحية النفسية، أنه يحاول أن يحمي نفسه..
تلك هي إشارات سبع تعطيك فكرة عن لغة الجسد، وكيف يمكنك استخدامها للتعرف على ما يفكر فيه الأبناء مهما حاولوا إخفاءه ..ومن ثم يمكنك أن تكتسب السيطرة والسلطة في توجيههم) [21يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين،جيمس ك، فانفليت، ص(61-62)].
فإذا لم يخبرك ابنك فما يعكر صفوه، أو ما يزعجه، أو عن بعض ما يفكر فيه، ولم تسعفك لغة الجسد في الوقوف على ما تريد، فليس هناك ما يمنع أن تسأله عما تريد ولكن (حذار من الاستقصاء ومحاولة التحقق من كل صغيرة وكبيرة في حياته، إذ ليس هناك أي مصلحة في أن ينكشف الابن أمامنا على نحو تام، فذلك مما يجرح كبرياءه ويربك وعيه، ويلحئه إلى الكذب والجدال بالباطل.
وكما أن علينا ألا نسأل عن كل التفاصيل فإن علينا ألا نفضي إليه بكل ما نلاحظه على سلوكه، وإذا كان لابد من ذلك فلنجعل ذلك متفرقًا وفي ظروفه المناسبة، وهذا السلوك الرفيع تعلمناه من نبينا صلى الله عليه وسلم حيث أن حفصة حين أفشت ما أسره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، وأطلعه الله عليه لم يناقشها في جميع ما أفشته وإنما فعل كما قال سبحانه :{فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [التحريم: 3] قال الحسن: ما استقصى كريم قط، وقال سفيان الثوري :مازال التغافل من شيم الكرام) [دليل التربية الأسرية، د.عبد الكريم بكار، ص(141-142)].
ورقة عمل:
إذا عاتبت أخي المربي ابنك على خطأ وقع فيه، أو سلوك لا يرضيك، فسمعت منه تعبيرات من مثل :لقد كنت مخطئًا يا أبي، سأعود عن هذا الخطأ وأتركه، فاعلم أنه أصبح مستمعًا لك، ومستقبلًا للتغيير والاقتناع بوجهة نظرك، وهنا يمكنك التدخل وعرض ما تريد من فكرة أو نصيحة.
- أجلس ابنك بجوارك، ولا تزجره، أحبه كما هو بلا شروط، اصبر عليه وأكرمه فإن ذلك هو جواز مرورك للتجوال داخل عقله وتوجيهه.
- استمع إليه بتفهم وتعاطف، واجعل يشعر أنك تهتم به.
- فكر قبل أن تتحدث، وركز فيما تقوله لابنك.
- احرص أن يكون كلامك ذا معنى محدد، حتى يفهمه ولدك.
- krimovialarالمراقب العام
- :
عدد الرسائل : 3413
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: كيف ننجح مع الأبناء
الثلاثاء 06 ديسمبر 2011, 20:36
بارك الله فيك.
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: كيف ننجح مع الأبناء
الثلاثاء 06 ديسمبر 2011, 21:35
شكرا لكما على المرور الكريم
- أم أكرممشرفة
- :
عدد الرسائل : 465
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
رد: كيف ننجح مع الأبناء
السبت 10 ديسمبر 2011, 21:16
ما أصعب تربية الابناء ...لأننا نخاف من الإنتقاء غير الصحيح ...و مع دلك العودة ألى التربية الإسلامية الرشيدة و السيرة العطرة لخير معلم في الانام يزيح هم الحيرة ....اللهم أعنا على حسن تربية الأولاد و فهم متطلباتها و البقاء في الطريق السديد ...آمين يا رب ....شكرا لك غاليتي على النسمات العبقة التي تحيين بها نفوسنا ...
- الراجية عفو ربّهامراقبة قسم
- :
عدد الرسائل : 3308
العمر : 63
العمل/الترفيه : أستادة
المزاج : مبتسمة.. متفائلة
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
رد: كيف ننجح مع الأبناء
الأحد 11 ديسمبر 2011, 20:51
شكرا على المرور و التعليق و الثناء الجميل....جزاك الله خيرا و نفعك بما تقرئين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى