- سعيد501عضو ملكي
- :
عدد الرسائل : 2046
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 20/12/2007
العمليات الاستشهادية من منظور إسلامي
الخميس 30 ديسمبر 2010, 19:21
العمليات الاستشهادية من منظور إسلامي
الدكتور فتحي يكن
بسم الله الرحمن الرحيم
تردد في السنوات الأخيرة ولا يزال وفي إطار الصراع مع العدو الصهيوني ما يعرف بالعمليات الاستشهادية، بعد غيبة من الأمة طويلة عن هذه المعاني الجهادية الكريمة، مما أذلها وأغرى بها عدوها، حيث تحقق فيها القول المأثور (ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء).
ولقد كثر الكلام من قبل العديد من العلماء حول مشروعية العمليات الاستشهادية ومدى حرمتها أو جوازها، حتى أن بعض المهزومين نفسياً، تجرأ واعتبرها (قرين الانتحار) بل هي عنده الانتحار نفسه!!
وفي المقابل نشطت حركة الاجتهاد في هذه القضية لترد على علماء اللسان وخطباء السلاطين هؤلاء وتدحض حججهم وتفند مزاعمهم، وتؤكد أن الاستشهاديين هم أكرم الخلق عند الله، وهم المعنيون بقوله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» الأحزاب/23.
وفي هذه المحاضرة سأتناول - بعون الله تعالى الموضوع - مفنداً الأدلة التي اعتمدها كل فريق، مؤكداً مشروعية العمليات الاستشهادية، بل وجوب اعتمادها ودعمها وتشجيعها، لأنها السلاح الوحيد القادر - بعون الله - على تدمير هذا الكيان السرطاني، وإزالة الدولة العبرية من الوجود، وتحقيق الموعود الرباني الذي أكده رسول الله (ص) بقوله: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلونهم فيختبئ اليهودي وراء كل شجر وحجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله».
ما معنى الاستشهاد؟
الاستشهاد هو طلب الشهادة في سبيل الله، والتصميم عليه، وصولا إلى بلوغه وتحقيق المقصدين الأساسيين منه:
1- الفوز برضا الله تعالى وجنته.
2- إيقاع المستطاع الأكبر من الأذى في العدو، نفسياً وحسياً.
وترجمة الاستشهاد اليوم يمكن أن يتحقق من خلال اقتحام موقع للعدو وتفجيره جسدياً أو آليا، دون أية مظنة لنجاة، عدى تقدير العزيز العليم.
فهو إقبال على الشهادة بكل تصميم وإصرار وفرح بلقاء الله تعالى، ومن أحب لقاء الله تعالى أحب لقاءه، ومن أحب الله لقاءه اعتق رقبته وأدخله جنته.
الاستشهاد عكس الانتحار..
ليس بين الاستشهاد في سبيل الله وبين الانتحار - الذي هو قتل النفس التي حرم الله بغير حق - أدنى صلة أو علاقة، والحكم الشرعي في كلاهما كالحكم الشرعي بين الحلال والحرام، ومصير من يأتيهما كمصير الجنة والنار؟
- الانتحار هروب من الحياة بسبب ظروف الحياة، وكفران بما عند الله ومخالفة صريحة لأمره.. أما الاستشهاد فهو تضحية بالنفس في سبيل الله واستعلاء على الدنيا وزهد بها طمعاً في الآخرة وبما عند الله «وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون» الشورى/36.
- والانتحار جبن ويأس من روح الله «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» يوسف/87، وهو اعتراض على قضاء الله وقدره، وتحد لإرادته ومشيئته.. أما الاستشهاد فهو ذروة الاستجابة لأمر الله تعالى في مجاهدة أعدائه وقهر أولياء الشيطان، مصداقاً لقوله: «قاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً» النساء/76، وقوله: «قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون» التوبة/12، وقوله: «فقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر» التوبة/29، وقوله: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم» التوبة/14.
أما إذا قيل بأن العمليات الاستشهادية ضرب من الإرهاب، فهذا صحيح إنما هو الإرهاب الذي حض عليه الإسلام وأشار إليه الله تعالى بقوله: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..» الأنفال/60.
إن من قبيل التعامل بالمثل على الأقل أن يواجه الإرهاب الصهيوني وهو الإرهاب الضارب في عمق التاريخ وعلى امتداده بما يماثله ويردعه امتثالاً لقوله تعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» البقرة/194، وقوله: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم..» البقرة/190.
أدلة المعترضين
كنت لا أود أن أتوقف عند أدلة المعترضين على العمليات الاستشهادية لأنها لم تعد ذات شأن أمام إجماع العلماء العاملين والدعاة المجاهدين والفقهاء المخلصين قديماً وحديثاً، إنما هي أمانة البحث العلمي ليس إلا..
والمعترضون هؤلاء ليسوا سواء.
- فمنهم علماء نحسبهم صادقين، تناولوا العمليات الاستشهادية بسطحية وسذاجة وبعيداً عن التآمر الصهيوني ومقاصده ومخاطره، وهؤلاء نسأل الله لهم الشفاء العاجل والتوبة النصوح مما اجترحته أقلامهم وإن فعلوا ذلك جهلا!
- ومنهم مقلدون يرددون كالببغاوات أقوال أولئك دون أن يكون لديهم أدنى نصيب من العلوم الشرعية التي تخولهم النظر في أمثال هذه الموضوعات، ولهؤلاء منا الدعاء بالهدى والرشاد، والالتحاق بركب المجاهدين من العلماء لا القاعدين منهم والمقعدين، ولأمثالهم نهدي بضع أبيات من القصيدة التي نظمها العالم المجاهد عبد الله بن مبارك وهو يخوض غمرات الجهاد في سبيل الله وبعث بها لمن استكان وقعد وانقطع بالعبادة عند الكعبة جاء فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لوجدت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
- ويبقى من المعترضين صنف المرجفين المشككين الذين يظاهرون اليهود بمواقفهم تلك على أمتهم، فهؤلاء الذين باعوا دينهم بعرض زائل، وارتضوا بالحياة الدنيا من الآخرة، وهم لا يستحقون الحوار والنقاش، بل أننا لا نحسبهم منا، إذا ارتضوا أن يكونوا مع أعدائنا، المغضوب عليهم والملعونين أحفاد القردة والخنازير؟
والحقيقة أنني كنت بصدد تفنيد مزاعم هؤلاء لولا أن الآثار الباهرة التي خلفتها العمليات الاستشهادية على الكيان الصهيوني، وما أدت إليه الانتفاضة المباركة والمقاومة من إسقاط الدولة العبرية التي لا تقهر، جعلني أعزف عن ذلك، لأن أدلة هؤلاء سقطت ميدانياً هي بالتالي.
في شروط المجيزين للعمليات الاستشهادية
هنالك مجموعة من الشروط توقف عندها بعض العلماء الذين أجازوا العمليات الاستشهادية نقتطف منها:
- وجوب الهروب والنجاة بعد التفجير إن قدر له ذلك.
- ضمان تحقيق النكاية بالعدو وإنزال الخسارة به.
- اشتراط وجود خلافة وقيادة إسلامية للجيش وموافقتها على ذلك.
- في حال ضمان عدم تحرش العدو بالمسلمين وبخاصة نسائهم وعجائزهم وأطفالهم.
- تحقق مصلحة حقيقية يقينية للمسلمين فإن عُلم خلاف ذلك لا يجوز.
- عدم وجود بديل آخر لقهر العدو والتغلب عليه.
- أن يكون قصد الاستشهادي إعلاء كلمة الله والموت في سبيله وإعزاز دينه.
- أن يكون تقدير المصالح الناجمة عن العمليات الاستشهادية للجماعة وليس للفرد.
في الأدلة المجمع عليها من المجيزين
كثيرة هي الأدلة الشرعية التي تجيز وتحض وتبارك العمليات الاستشهادية والتي يصعب إحصاؤها.. لذلك سأكتفي هنا بإيراد بعضها:
1- قول محمد بن الحسن الشيباني: (لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده، لم يكن بذلك بأس، إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو) تفسير القرطبي 2/264.
2- قول ابن العربي في الاقتحام على العسكر: (لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم، إذا كان فيه قوة، وكان له نية خالصة» وذلك بُيّن في قوله تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد» البقرة/207.
3- قول العز بن عبد السلام: (التغرير في النفوس إنما جاز لما فيه مصلحة إعزاز الدين في النكاية في المشركين، فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام) قواعد الأحكام.
4- قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه. إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين) مجموع الفتاوى 28/540.
5- قول السيوطي: (لا بأس بالانهزام إذا أتى المسلم من العدو ما لا يطيقه، ولا بأس بالصبر أيضاً بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة بل في هذا تحقيق بذل النفس في سبيل الله تعالى، فقد فعله غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم).شرح السير الكبير 1/125.
6- وقال ابن عابدين: (لا بأس أن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه يقتل، إذا كان يصنع شيئاً بقتل أو بجرح أو هزم) حاشية ابن عابدين 4/202.
بعض آثار العمليات الاستشهادية
إن الآثار التي أحدثتها العمليات الاستشهادية أكبر من أن تحص، من ذلك:
- إسقاط أسطورة الدولة العبرية التي لا تقهر..
- أرباك المشروع الصهيوني جملة وتفصيلا..
- ضرب استقرار وأمن الكيان الإسرائيلي..
- سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو ضباطاً وجنوداً ومدنيين.
- تزايد أعداد الفارين والهاربين والمهاجرين اليهود من الأرض المحتلة مما دفع بالسلطات الإسرائيلية إلى حجز جوازات السفر كإجراء قمعي لوقف تدفق المغادرين.
- ضرب الاقتصاد الإسرائيلي وتعطيل حركة السياحة.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
- إسقاط الحلول الاستسلامية والاتفاقات الخيانية.
- بعث الروح الجهادية لدى المسلمين وإحياء الأمل لديهم بالنصر.
- طرح الإسلام - عقيدة وشريعة ومنهجاً - كخيار حتمي لإخراج الأمة من الواقع المهين الذي نعيش فيه.
نماذج لعمليات استشهادية عبر التاريخ الإسلامي
نكتفي تحت هذا العنوان باستعراض نماذج لعمليات استشهادية متفرقة من التاريخ الإسلامي:
- حادث عمير بن الحمام الأنصاري يوم بدر.
- حادث عوف بن الحرث يوم بدر.
- بيعة الموت.
- طارق بن زياد وإحراق السفن حتى لا تحدث أحداً نفسه بالعودة والفرار.
- في معركة اليرموك: اقترب رجل من أبي عبيدة الجراح وقال: إني عزمت على الشهادة، فهل من حاجة أبلغها إلى رسول الله (ص) حين ألقاه؟
قال: نعم، قل له: (يا رسول الله، إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً) واندفع الرجل يقاتل بشدة حتى وقع شهيداً..
والحمد لله رب العالمين
[b]
الدكتور فتحي يكن
بسم الله الرحمن الرحيم
تردد في السنوات الأخيرة ولا يزال وفي إطار الصراع مع العدو الصهيوني ما يعرف بالعمليات الاستشهادية، بعد غيبة من الأمة طويلة عن هذه المعاني الجهادية الكريمة، مما أذلها وأغرى بها عدوها، حيث تحقق فيها القول المأثور (ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء).
ولقد كثر الكلام من قبل العديد من العلماء حول مشروعية العمليات الاستشهادية ومدى حرمتها أو جوازها، حتى أن بعض المهزومين نفسياً، تجرأ واعتبرها (قرين الانتحار) بل هي عنده الانتحار نفسه!!
وفي المقابل نشطت حركة الاجتهاد في هذه القضية لترد على علماء اللسان وخطباء السلاطين هؤلاء وتدحض حججهم وتفند مزاعمهم، وتؤكد أن الاستشهاديين هم أكرم الخلق عند الله، وهم المعنيون بقوله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» الأحزاب/23.
وفي هذه المحاضرة سأتناول - بعون الله تعالى الموضوع - مفنداً الأدلة التي اعتمدها كل فريق، مؤكداً مشروعية العمليات الاستشهادية، بل وجوب اعتمادها ودعمها وتشجيعها، لأنها السلاح الوحيد القادر - بعون الله - على تدمير هذا الكيان السرطاني، وإزالة الدولة العبرية من الوجود، وتحقيق الموعود الرباني الذي أكده رسول الله (ص) بقوله: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلونهم فيختبئ اليهودي وراء كل شجر وحجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله».
ما معنى الاستشهاد؟
الاستشهاد هو طلب الشهادة في سبيل الله، والتصميم عليه، وصولا إلى بلوغه وتحقيق المقصدين الأساسيين منه:
1- الفوز برضا الله تعالى وجنته.
2- إيقاع المستطاع الأكبر من الأذى في العدو، نفسياً وحسياً.
وترجمة الاستشهاد اليوم يمكن أن يتحقق من خلال اقتحام موقع للعدو وتفجيره جسدياً أو آليا، دون أية مظنة لنجاة، عدى تقدير العزيز العليم.
فهو إقبال على الشهادة بكل تصميم وإصرار وفرح بلقاء الله تعالى، ومن أحب لقاء الله تعالى أحب لقاءه، ومن أحب الله لقاءه اعتق رقبته وأدخله جنته.
الاستشهاد عكس الانتحار..
ليس بين الاستشهاد في سبيل الله وبين الانتحار - الذي هو قتل النفس التي حرم الله بغير حق - أدنى صلة أو علاقة، والحكم الشرعي في كلاهما كالحكم الشرعي بين الحلال والحرام، ومصير من يأتيهما كمصير الجنة والنار؟
- الانتحار هروب من الحياة بسبب ظروف الحياة، وكفران بما عند الله ومخالفة صريحة لأمره.. أما الاستشهاد فهو تضحية بالنفس في سبيل الله واستعلاء على الدنيا وزهد بها طمعاً في الآخرة وبما عند الله «وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون» الشورى/36.
- والانتحار جبن ويأس من روح الله «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» يوسف/87، وهو اعتراض على قضاء الله وقدره، وتحد لإرادته ومشيئته.. أما الاستشهاد فهو ذروة الاستجابة لأمر الله تعالى في مجاهدة أعدائه وقهر أولياء الشيطان، مصداقاً لقوله: «قاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً» النساء/76، وقوله: «قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون» التوبة/12، وقوله: «فقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر» التوبة/29، وقوله: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم» التوبة/14.
أما إذا قيل بأن العمليات الاستشهادية ضرب من الإرهاب، فهذا صحيح إنما هو الإرهاب الذي حض عليه الإسلام وأشار إليه الله تعالى بقوله: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..» الأنفال/60.
إن من قبيل التعامل بالمثل على الأقل أن يواجه الإرهاب الصهيوني وهو الإرهاب الضارب في عمق التاريخ وعلى امتداده بما يماثله ويردعه امتثالاً لقوله تعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» البقرة/194، وقوله: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم..» البقرة/190.
أدلة المعترضين
كنت لا أود أن أتوقف عند أدلة المعترضين على العمليات الاستشهادية لأنها لم تعد ذات شأن أمام إجماع العلماء العاملين والدعاة المجاهدين والفقهاء المخلصين قديماً وحديثاً، إنما هي أمانة البحث العلمي ليس إلا..
والمعترضون هؤلاء ليسوا سواء.
- فمنهم علماء نحسبهم صادقين، تناولوا العمليات الاستشهادية بسطحية وسذاجة وبعيداً عن التآمر الصهيوني ومقاصده ومخاطره، وهؤلاء نسأل الله لهم الشفاء العاجل والتوبة النصوح مما اجترحته أقلامهم وإن فعلوا ذلك جهلا!
- ومنهم مقلدون يرددون كالببغاوات أقوال أولئك دون أن يكون لديهم أدنى نصيب من العلوم الشرعية التي تخولهم النظر في أمثال هذه الموضوعات، ولهؤلاء منا الدعاء بالهدى والرشاد، والالتحاق بركب المجاهدين من العلماء لا القاعدين منهم والمقعدين، ولأمثالهم نهدي بضع أبيات من القصيدة التي نظمها العالم المجاهد عبد الله بن مبارك وهو يخوض غمرات الجهاد في سبيل الله وبعث بها لمن استكان وقعد وانقطع بالعبادة عند الكعبة جاء فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لوجدت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
- ويبقى من المعترضين صنف المرجفين المشككين الذين يظاهرون اليهود بمواقفهم تلك على أمتهم، فهؤلاء الذين باعوا دينهم بعرض زائل، وارتضوا بالحياة الدنيا من الآخرة، وهم لا يستحقون الحوار والنقاش، بل أننا لا نحسبهم منا، إذا ارتضوا أن يكونوا مع أعدائنا، المغضوب عليهم والملعونين أحفاد القردة والخنازير؟
والحقيقة أنني كنت بصدد تفنيد مزاعم هؤلاء لولا أن الآثار الباهرة التي خلفتها العمليات الاستشهادية على الكيان الصهيوني، وما أدت إليه الانتفاضة المباركة والمقاومة من إسقاط الدولة العبرية التي لا تقهر، جعلني أعزف عن ذلك، لأن أدلة هؤلاء سقطت ميدانياً هي بالتالي.
في شروط المجيزين للعمليات الاستشهادية
هنالك مجموعة من الشروط توقف عندها بعض العلماء الذين أجازوا العمليات الاستشهادية نقتطف منها:
- وجوب الهروب والنجاة بعد التفجير إن قدر له ذلك.
- ضمان تحقيق النكاية بالعدو وإنزال الخسارة به.
- اشتراط وجود خلافة وقيادة إسلامية للجيش وموافقتها على ذلك.
- في حال ضمان عدم تحرش العدو بالمسلمين وبخاصة نسائهم وعجائزهم وأطفالهم.
- تحقق مصلحة حقيقية يقينية للمسلمين فإن عُلم خلاف ذلك لا يجوز.
- عدم وجود بديل آخر لقهر العدو والتغلب عليه.
- أن يكون قصد الاستشهادي إعلاء كلمة الله والموت في سبيله وإعزاز دينه.
- أن يكون تقدير المصالح الناجمة عن العمليات الاستشهادية للجماعة وليس للفرد.
في الأدلة المجمع عليها من المجيزين
كثيرة هي الأدلة الشرعية التي تجيز وتحض وتبارك العمليات الاستشهادية والتي يصعب إحصاؤها.. لذلك سأكتفي هنا بإيراد بعضها:
1- قول محمد بن الحسن الشيباني: (لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده، لم يكن بذلك بأس، إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو) تفسير القرطبي 2/264.
2- قول ابن العربي في الاقتحام على العسكر: (لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم، إذا كان فيه قوة، وكان له نية خالصة» وذلك بُيّن في قوله تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد» البقرة/207.
3- قول العز بن عبد السلام: (التغرير في النفوس إنما جاز لما فيه مصلحة إعزاز الدين في النكاية في المشركين، فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام) قواعد الأحكام.
4- قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه. إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين) مجموع الفتاوى 28/540.
5- قول السيوطي: (لا بأس بالانهزام إذا أتى المسلم من العدو ما لا يطيقه، ولا بأس بالصبر أيضاً بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة بل في هذا تحقيق بذل النفس في سبيل الله تعالى، فقد فعله غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم).شرح السير الكبير 1/125.
6- وقال ابن عابدين: (لا بأس أن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه يقتل، إذا كان يصنع شيئاً بقتل أو بجرح أو هزم) حاشية ابن عابدين 4/202.
بعض آثار العمليات الاستشهادية
إن الآثار التي أحدثتها العمليات الاستشهادية أكبر من أن تحص، من ذلك:
- إسقاط أسطورة الدولة العبرية التي لا تقهر..
- أرباك المشروع الصهيوني جملة وتفصيلا..
- ضرب استقرار وأمن الكيان الإسرائيلي..
- سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو ضباطاً وجنوداً ومدنيين.
- تزايد أعداد الفارين والهاربين والمهاجرين اليهود من الأرض المحتلة مما دفع بالسلطات الإسرائيلية إلى حجز جوازات السفر كإجراء قمعي لوقف تدفق المغادرين.
- ضرب الاقتصاد الإسرائيلي وتعطيل حركة السياحة.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
- إسقاط الحلول الاستسلامية والاتفاقات الخيانية.
- بعث الروح الجهادية لدى المسلمين وإحياء الأمل لديهم بالنصر.
- طرح الإسلام - عقيدة وشريعة ومنهجاً - كخيار حتمي لإخراج الأمة من الواقع المهين الذي نعيش فيه.
نماذج لعمليات استشهادية عبر التاريخ الإسلامي
نكتفي تحت هذا العنوان باستعراض نماذج لعمليات استشهادية متفرقة من التاريخ الإسلامي:
- حادث عمير بن الحمام الأنصاري يوم بدر.
- حادث عوف بن الحرث يوم بدر.
- بيعة الموت.
- طارق بن زياد وإحراق السفن حتى لا تحدث أحداً نفسه بالعودة والفرار.
- في معركة اليرموك: اقترب رجل من أبي عبيدة الجراح وقال: إني عزمت على الشهادة، فهل من حاجة أبلغها إلى رسول الله (ص) حين ألقاه؟
قال: نعم، قل له: (يا رسول الله، إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً) واندفع الرجل يقاتل بشدة حتى وقع شهيداً..
والحمد لله رب العالمين
[b]
رد: العمليات الاستشهادية من منظور إسلامي
الإثنين 03 يناير 2011, 17:28
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
رد: العمليات الاستشهادية من منظور إسلامي
الجمعة 27 مايو 2011, 14:05
يسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا
بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
.وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
و
هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع ..
بارك الله فيك على هذا المجهود وجزاك الله خيرااا
بارك الله فيكم و في مجهودكم .كما أشكر جميع الاعضاء على التواصل
.وفقكم الله و سدد خطاكم.و الحمد لله لقد صار منتدى الونشريسي من أحسن و
أرقى المنتديات التربوية .و لقد تابعت مسيرته منذ النشئة الى التألق
و
هذه شهادة أن المنتدى يحتوي بين طياته و ثناياه ما ينفع و يفيد.فمزيدا من
الالتفاف نحو هذا المنتدى الذي يستحق المباركة و التشجيع ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى